مستقبل الاصلاح معرض للخطر في انتخابات الرئاسة الايرانية

يواجه رجل الدين الايراني اكبر هاشمي رفسنجاني متشددا وعضوا سابقا في الحرس الثوري في انتخابات الرئاسة الايرانية يوم الجمعة المقبل التي يمكن ان تحدد مصير الاصلاح السياسي وطبيعة العلاقات مع الغرب.

وكشفت الانتخابات التي شابها اتهامات بالتزوير وحملات تشوية محمومة عن انقسامات طبقية عميقة في المجتمع الايراني واثارت خلافات بين كبار رجال الدين في الدولة الاسلامية.

ومن المرجح ان تحدد نتيجة الانتخابات ما اذا كانت الاصلاحات الحذرة والسياسة الخارجية القائمة على تخفيف حدة التوتر التي طبقها الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي سوف تستمر او تتعثر.

ويتنافس في الانتخابات التي يصعب التنبوء بنتيجتها الرئيس السابق رفسنجاني مع رئيس بلدية مدينة طهران محمود احمدي نجاد الذي أثار مخاوف الصفوة في قطاع الاعمال في ثاني اكبر دولة مصدرة للنفط في اوبك حين احتل المركز الثاني في الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت في 17 يونيو حزيران.

ويتمتع احمدي نجاد (48 عاما) بدعم قوي بين الفقراء المتدينين في الريف والحضر من بين تعداد السكان البالغ 67 مليون نسمة وينظر اليه مؤيدوه باعتباره نزيها ومجدا في العمل وملتزما بمثل المساواة التي دعت اليها الثورة الاسلامية عام 1979 .

وقال محلل سياسي طلب عدم ذكر اسمه ان احمدي نجاد يستمد التأييد من "اولئك الذين يشعرون بانهم محرومون اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا. بطريقة ما فان هذا الوضع يأخذ شكل صراع بين الحداثة والتقليدية."

وتجادل المئات من مؤيدي رفسنجاني واحمدي نجاد بحدة لكن سلميا في الميادين والساحات في انحاء طهران مساء يوم الاربعاء مع اقتراب الحملة الانتخابية من نهايتها.وقام انصار نجاد بتوزيع الزهور بينما لوح مؤيدو رفسنجاني بالاعلام.

ودفع احتمال فوز احمدي نجاد في الانتخابات عددا كبيرا من السياسيين والطلبة ورجال الدين والاكاديميين المؤيدين للاصلاح لمساندة رفسنجاني الذي كان رئيسا في الفترة من عام 1989 الى عام 1997.

وتنبأ محمد اتريانفار المساعد المقرب من رفسنجاني بالفوز شريطة ان يتخطى عدد المشاركين في الانتخابات 21 مليونا. وكان نحو 29.3 مليون بنسبة 63 في المئة من الناخبين الذين لهم حق التصويت قد ادلوا باصواتهم في الجولة الاولى.

وقال اتريانفار لرويترز "انه سباق متقارب جدا."

واظهر استطلاع للرأي شمل 6101 شخص اجرته وكالة الطلبة الايرانيين للاستطلاع نشر يوم الاربعاء ان 41.9 في المئة يؤيدون احمدي نجاد و41.5 في المئة يؤيدون رفسنجاني وان الباقين لم يحسموا امرهم بعد او لم يجيبوا على الاسئلة. وكانت استطلاعات الرأي قبل الجولة الاولى دليلا ضعيفا بالنسبة للنتائج الفعلية.

ويعزز فوز احمدي نجاد سيطرة المحافظين المتشددين على النظام الثنائي في ايران بمؤسساته الديمقراطية والدينية في اعقاب نجاح المتشددين في الانتخابات البرلمانية وانتخابات المجالس المحلية في عامي 2003 و2004.

وقال المحلل السياسي محمود علي نجاد "يتمثل الخطر في انه لاول مرة لن يكون هناك عامل اعتدال .. عامل توازن في النظام."

ويصور رفسنجاني (70 عاما) وهو محافظ سابق يعتنق الان وجهات نظر اكثر اعتدالا نفسه كافضل اختيار لحل مشاكل ايران مع الغرب بما في ذلك اتهام ايران بانها تسعى لتصنيع اسلحة نووية.

وقال رفسنجاني في حديث مع تلفزيون الدولة ليل الثلاثاء "اعتقد ان المواجهة مع الولايات المتحدة يمكن ان تتحول الى تفاعل. من الافضل ان يكون هناك تفاعل."

وعلى العكس انتقد احمدي نجاد سلبية السياسة الخارجية الايرانية الحالية وقال ان استئناف العلاقات مع الولايات المتحدة التي قطعتها واشنطن في عام 1980 لن يحل مشاكل ايران.

كما وصف بورصة الاسهم بانها اشبه بالمقامرة وشكا من ان المسؤولين لا يبذلون جهودا كافية لحماية البلاد من تأثير الثقافة الغربية.

ويقول اصلاحيون ان الدعم المنظم من جانب الحرس الثوري وميليشيا الباسيج المتشددة كان وراء الاداء القوي لاحمدي نجاد في الجولة الاولى.

ويوم الثلاثاء قالت وزارة الداخلية التي يسيطر عليها اصلاحيون انها لن تسمح باي تلاعب في عملية الاقتراع التي تجري يوم الجمعة. ويقول رفسنجاني انه سيعترض بشدة على اي تلاعب في انتخابات الاعادة.

ودعا رجل الدين الاصلاحي مهدي كروبي الذي احتل المركز الثالث في الجولة الاولى من الانتخابات انصاره لمساندة رفسنجاني. وقال يوم الثلاثاء "اذهبوا وصوتوا والا سيكون هناك طالبان ايرانية. المتطرفون قادمون ولن ينعم المواطنون بالامن والسلام بعد الان."

وينفي احمدي نجاد ان ميليشيا الباسيج تدعمه وقال ان المزاعم بانه سيطبق احكاما صارمة فيما يتعلق بالسلوك في حالة انتخابه لا تزيد عن كونها حملة تشويه بلا اساس.

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 23/ حزيران/2005 - 16/ جمادى الأولى/1426