حق يقال..

ميثم العطواني

 لو كان هنالك حق يقال، لقيل في حق مدينة انهكتها الحروب طيلة العقود الماضية، وطال الظالمون حتى نخيلها الباسق لينحني تحت سياط الجلادين، ولو سجل موقف في الصبر والبطولة لكان أهلها في مركز الصدارة..

 إنها مدينة البصرة الغنية بالخيرات، اذ تطفو على بحر من النفط فضلا عن موقعها الستراتيجي، ناهيك عن شمالها الذي فيه يلتقيان نهري دجلة والفرات ليكوّنا شط العرب الذي يرفده في جنوبها مصب الكارون والذي ينبع من إيران فضلا عن  قناة لنقل المياه العذبة من نهر الغراف يبلغ طولها بضع مئات الكيلومترات، واعتقد ان ما ورد ذكره آنفاً يعلم به جميع السادة المسؤولين، والذي يدعي عدم معرفته بذلك فليرجع الى مادة الجغرافية التي تدرس لاطفاله في مرحلة الابتدائية، وكما اعتقد ايضاً ان الجميع يعلم بأن سكانها يشكون العطش وينفقون أموالاً كثيرة لشراء مياه الشرب، والغريب في هذا المشهد اليومي الذي يبدو غير مألوف في المدن كافة، ألا وهو وقوف طوابير من الناس أمام محطات تحلية المياه وخلف السيارات الحوضية الناقلة لشراء الماء وخزانات أرضية لبيعه في المناطق السكنية ووسائل مختلفة يتم بواسطتها نقل الصفائح البلاستيكية التي لا يخلو منها اي بيت في المدينة والمخصصة لمياه الشرب الذي يطلق عليه الـ(RO)، وباتت هذه المشكلة أزلية يعاني منها كل بصري منذ سنوات عدة وصار ينطبق عليها المثل الذي يقول (الجمل يحمل الذهب ويأكل العاقول).

 وكما يبدو ان حقوق تلك المدينة مصادرة كما يصدر من نفطها آلاف البراميل يومياً ليذهب في بطون (الحيتان) التي تبتلع كل شيء ولا تقدم أي شيء.

 ندعو جميع المسؤولين على وجه العموم ورئيس الوزراء على وجه الخصوص للوقوف وقفة جادة لمعالجة معاناة أهالي البصرة التي طالت دون اتخاذ خطوات عملية جادة.

Maithemalatwani@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 23/ حزيران/2005 - 16/ جمادى الأولى/1426