[newsday.htm] 
 
 
 

 

المصاهرة الإيحاء والمعنى والتجربة

 

في المعجم اللغوي العربي (المصاهرة) هي علاقة الزوج مع عائلة وأقرباء الزوجة بصورة عامة فهو (صهر) لذويها ومن هم منهم أبعد من ذلك ولأن الذكورة هي الصفة المحذور منها أكثر من الأنوثة بحسب ما تقوله تجارب الحياة حيث الرجل هو السباق أكثر من المرأة للتفتيش عن شريكة حياته فهذا ما وضع أمامه عدة قيود يتوجب عليه تذكرّها والالتزام بها.

فمثلاً إذا رغب الزوج الاقتران بزوجة ثانية لا يحق له أن يختارها إذا كانت من نساء عائلة زوجته التي ترتبط بهن بقرابة من الدرجة الأولى كأن تكون شقيقة زوجته أو أمها أو من هي في حكم ذلك فمثل هؤلاء النسوة يحرمن عليه شرعاً لكن للمصاهرة أبعاد أخرى من الناحية الاجتماعية إذ سيسمح للزوج الاقتران باخت زوجته في حال موت الأخيرة ولكن في حياتها لا يجوز له ذلك أن يضعها في عصمته وهنَّ أحياء سويةً.

إن سائر الأسباب التي تدعوا أولاً لتقبل مصاهرة شخص ما من قبل عائلة العروس تقف في مقدمتها الوقوف على أهليته الإيمانية بالله تبارك وتعالى قبل أي شيء آخر إذ من الثابت أن كل الأخلاقيات الفاضلة تستمد من الإيمان فبالإيمان وحده يمكن الوثوق أن العائلة حين تسلم فتاتها للراغب بمصاهرتها فهي تكون قد أمنت أن يعدل مع أبنتهم وكل ذلك من أجل أن لا تخفق تجربة زواج أبنتهم.

ولعل أول معنى في الإيحاء من جراء إقامة زواج بين اثنين أن عائلتيهما تتحد من الناحيتين النفسية والاجتماعية ففرح أي منهما هو فرح للعائلة الأخرى وحزن أي منهما هو حزن للعائلة الثانية وهكذا فإن التجربة الاجتماعية الناتجة عن الزيجات توحد الناس على الخير وإقامة السعادة كي ترفرف على عائلتي العريس والعروس.

وبذا فإن الرضى القلبي بين العروسين لا يعتبر قد استكملت.. شروطه ما لم ينظر إلى استحقاق (الصهر) لمن يطلب الاقتران بها وبتكافؤ وإلا فإن أي خلل يعاني منه طالب المصاهرة سيظهر مستقبلاً ويؤثر بكل سلبية على حياة الفتاة التي قبلت أن تكون زوجة له وربما يصل ذلك التأثير إلى تحطيم مستقبلها.

والمصاهرة التي هي علاقة جديدة تطرأ فجأة على التحاق شخص يعد غريباً على العائلة وأصبح فجأة أحد الأشخاص الحميمين لعائلة زوجته فيها نقلة شعور يعيشها هو كذلك حيث تستقر نفسه ولأول مرة في حياته على جناحين عائليين جناح عائلته أمه وأبيه وذويه وجناح عائلة زوجته وأقربائها.

ومن جماليات المصاهرة أن يرى أبوا كل من الزوج والزوجة أنهما قد خلفا أولاداً ورقيا بذلك الأبوين من رتبة الأب والأم إلى رتبة الجد والجدة في حين أن أخوة الزوج يصبحان عمومة لأولاده وأخوة الزوجة أخوال لهم وبدورة الحياة هذه تكبر دائرة آصرة المصاهرة وتتحول من شكل زواج بين اثنين إلى فريق واحد من الأقرباء وكأنهم قد أسسوا شركة في المصير الواحد الذي لن يستطيع الزمن فصمها حيث لا رجعة عما تأتي به الحياة من جماليات المصاهرة جراء اختيار صهر سوياً.

شبكة النبأ المعلوماتية - الخميس 16/ حزيران/2005 - 9/ جمادى الأولى/1426