ان فكرة ترك الاسرة والاصدقاء في السنة الاخيرة من مرحلة الدراسة
الثانوية والذهاب الى دولة بعيدة وقضاء عام فيها بغرض التعلم والدراسة
تبدو غريبة وغير معقولة للكثير ولكن لمجموعة من الطلبة المسلمين والعرب
فيعتبرونها افضل قرار اتخذوه في حياتهم.
وعلق الطالب الكردي بوستان الذي جاء من شمال العراق عن الاسباب التي
جعلته يشعر بأن القدوم الى الولايات المتحدة الامريكية افضل واهم قرار
اتخذه في حياته بالقول "لم اكن اتخيل في حياتي بانني ساصافح رئيس اقوى
دولة في العالم".
واضاف ان مصافحة يد الرئيس الامريكي جورج بوش والجلوس في حديقة
البيت الابيض والتي تسمى بالزهور بينما الرئيس يلقى خطابا امام 200
طالب عربي ومسلم من ضمن برنامج التبادل الثقافي هو" امر لن انساه ابدا".
اما الطالب الكويتي احمد فقد اعرب عن سعادته بالالتقاء بالرئيس
الامريكي مؤكدا اهمية النقاط التي طرحها الرئيس الامريكي لاسيما
المساواة والحرية والديمقراطية.
واجمع الطلبة الذين التقى بهم على اهمية هذه التجربة وذلك بسبب
الدخول والتعرف على حياة وثقافات جديدة مما يساعد على تبادل الحوار
ووجهات النظر.
كما اكدوا ان هذه التجربة وسيلة جيدة لتوضيح الصورة الصحيحة للعرب
والمسلمين ودحض الاتهامات التي تحاصر الدين الاسلامي الحنيف الذي
يعتبره الكثير اهم سبب في انتشار الارهاب.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد تحدث قبل يومين امام مجموعة من
طلاب الشرق الوسط حيث قال لهم انه ممتن لاختيارهم الولايات المتحدة
للدراسة فيها.
وقال بوش امام طلاب من عدة دول عربية من بينها الكويت اثناء اجتماعه
بهم في حديقة الزهور في البيت الابيض "اود ان اشكركم على مساهمتكم في
بلادنا فقد اسهمتم في بناء تفاهم افضل وانتم تظهرون للامريكيين كيف
يلهم الاسلام على الحياة ".
والطلاب يدرسون ضمن برنامج تبادل الطلاب برعاية وزارة الخارجية
الامريكية الذي يجلب طلابا من الشرق الاوسط للدراسة في الولايات
المتحدة والاقامة مع عائلات امريكية.
وتنظر الولايات المتحدة لهذا البرنامج الدراسي الذي ترعاه كهمزة وصل
مهمة بينها وبين المجتمعات العربية الساعية الى تحسين صورتها فيها.
وانخفضت اعداد الدارسين العرب والمسلمين بحدة في الولايات المتحدة
بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن وتداعياتها غير ان
الولايات المتحدة تبذل جهودها حاليا للعودة لاستقطاب طلاب الشرق الوسط.
واعرب الرئيس بوش للطلاب عن امله بان يبذلوا جهودا لتحسين صورة
الولايات المتحدة عندما يعودون الى بلدانهم.
وشكر الرئيس بوش 200 تلميذ في مرحلة الدراسة الثانوية من 12 دولة
إسلامية، على ما قدموه من مساهمات للمجتمع الأميركي خلال العام الذي
أمضوه في الدراسة في أميركا ضمن برنامج "شراكات لتحصيل العلم وتبادل
الشباب والدراسة" التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
وقال بوش للتلاميذ خلال حفل استقبال أقيم لهم في حديقة الورود في 13
حزيران/يونيو: "إن الكثير من الناس هنا في الولايات المتحدة، عندما
يفكرون بالشرق الأوسط سيفكرون به بطريقة مختلفة الآن، نتيجة لما كان
لكم من تأثير عليهم، ولأنكم كنتم على استعداد لتعريفهم على ثقافتكم
وطريقة حياتكم."
وقد أتاح البرنامج لـ 454 تلميذاً من أفغانستان والعراق والأردن
والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وسوريا وتونس واليمن والضفة
الغربية وغزة ومن السكان العرب في إسرائيل أن يعيشوا مع عائلات أميركية
ويدرسوا في مدارس ثانوية في مختلف أنحاء البلد في السنة الدراسية
2004-2005.
وقد شارك التلاميذ أثناء وجودهم في الولايات المتحدة في نشاطات
مدنية لمساعدتهم على خبرة الحياة في المجتمع الأميركي والقيم الأميركية
وعلى اكتساب مهارات قيادية. وقد تطوع الكثير منهم للعمل في جمعيات
خيرية. وأشاد بوش بأولئك الطلبة الذين انخرطوا في نشاطات تتعلق
بالانتخابات الأميركية الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، 2004. وكان
بعضهم قد تطوع للعمل في مكاتب الأحزاب السياسية المحلية وشارك في جهود
"إقناع الناس بالتوجه إلى مراكز الاقتراع للتصويت."
وقال بوش: "إننا نسمي هذا نشاطاً سياسياً على الصعيد الشعبي. وقد لا
تكون ترجمة التعبير سهلة بلغاتكم، ولكنه يعني الانخراط في نشاطات على
الصعيد المحلي لإقناع الناس بالمشاركة في العملية الديمقراطية."
وقد دعا بوش التلاميذ إلى استخدام ما تعلموه في الولايات المتحدة
ليصبحوا قادة في أوطانهم ويصوغوا تقاليد ديمقراطية تتماشى مع قيمهم
الثقافية.
وقال: "أعتقد أن جيلكم سيساعد في صياغة إحدى أكثر فترات التاريخ
إثارة في الشرق الأوسط الكبير والعالم."
كما شكر الرئيس التلاميذ المسلمين لتعريف زملائهم التلاميذ في
المدارس التي درسوا فيها على دينهم.
وقال بهذا الشأن: "لقد أظهر الكثيرون منكم للفتية والفتيات
الأميركيين كيف تستلهمون الإسلام في حياتكم، للعيش حياة ترتكز إلى
الأمانة والعدالة والرحمة. ونتيجة لمجيئكم إلى هذا البلد، أصبح آلاف
الأميركيين يفهمون دينكم وتراثكم بشكل أفضل، وهذا أمر مهم حقاً."
كما طلب بوش من التلاميذ أن يحملوا معهم رسالة عن أميركا إلى
بلدانهم.
فقد قال: "عندما تعودون إلى أوطانكم، أرجو أن تذكروا الناس بما
وجدتموه هنا- بأن شعب هذا البلد عظيم الاهتمام بالآخرين؛ بأننا نحترم
الدين؛ بأننا نؤمن بحقوق الإنسان وبالكرامة الإنسانية؛ بأننا نؤمن بأن
لكل إنسان قيمة؛ وبأننا نريد حقاً عالماً يسوده قدر أكبر من السلام
والحرية.
وقال بوش: أعتقد أن هذا مهم، وأرجو أن تكونوا أنتم أيضاً مقتنعين
أنه مهم. وإنني مندهش من عدد الدول التي تمثلونها- أفغانستان والعراق
والأردن والكويت ولبنان والمغرب وعُمان وباكستان وسوريا وتونس واليمن
والضفة الغربية وغزة ومن السكان العرب في إسرائيل. إنكم تمثلون دولاً
كثيرة وشعوباً كثيرة. وإليكم ما أعتقده. إنني أعتقد أن جيلكم سيساعد في
صياغة إحدى أكثر فترات التاريخ إثارة في الشرق الأوسط الكبير والعالم.
إنها فترة ينتشر فيها الأمل بالحرية حتى يصل الملايين.
ربما لا يعرف الشعب الأميركي الكثير عن هذا البرنامج، ولذا سأقول
بعض الأشياء التي قد تجدونها أنتم واضحة جدا (ولا تحتاج إلى ذكرها).
أولاً، لقد أمضيتم هنا عشرة أشهر؛ وثانياً، لقد درستم في مدارس ثانوية
أميركية وعشتم مع عائلات أميركية وعقدتم صداقات مع أميركيين- مما يعني
أنكم قدمتم مساهمات، لقد أسهمتم في تحقيق تفاهم أفضل.
وأنا أعرف أن بينكم هنا تلميذاً درس في مدرسة غرايلنغ الثانوية في
مشغان، عبد الرحمن. وهو من سوريا. لقد أخذ على عاتقة مشروعاً محددا؛
فقد قام، وأنا متأكد أن بعضكم ربما قام بنفس الشيء خلال شهر رمضان
المبارك،... بشرح معنى ذلك للتلاميذ. وهناك الكثير من الفتية الذين هم
من عمركم هنا في الولايات المتحدة والذين لا يعرفون ما يعنيه شهر رمضان.
و... قال عبد الرحمن: "عندما وصلت إلى أحد صفوفي في أول يوم من أيام
رمضان، ذُهلت تماما. كانت هناك لافتات في كل مكان في غرفة الصف كتب
عليها "رمضان مبارك يا عبد الرحمن." وقد حاول بعض التلاميذ حتى الصيام
معي في اليوم الأول."
ومن الصعب عادة إقناع تلميذ أميركي في المدرسة الثانوية بالصيام.
ولكن العبرة في هذه القصة هي أنه أصبح لدى بعض الفتية في ذلك الصف في
تلك المدرسة الثانوية فهم أفضل لثقافة مختلفة.
وقد عرّف الكثيرون منكم الشبان الأميركيين على الكيفية التي
تستلهمون فيها الإسلام في حياتكم... للعيش حياة ترتكز إلى الأمانة
والعدالة والرحمة. ونتيجة لمجيئكم إلى هذا البلد، أصبح آلاف الأميركيين
يفهمون دينكم وتراثكم بشكل أفضل، وهذا أمر مهم حقاً. ولذا، أريد أن
أشكركم. أريد أن أشكركم لتواصلكم. أريد أن أشكركم للقيام بمخاطرة بسيطة.
فليس من السهل المجيء إلى بلد أجنبي، ومغادرة الوطن- أليس كذلك؟ لا شك
أنه أمر صعب، يقول الواحد منكم لنفسه، لا يمكنني تخيل ما سيكون عليه
الأمر عند ذهابي إلى المدرسة في أميركا ووضعي للعيش مع عائلة لم ألتق
بها مطلقاً في السابق. وهكذا غامرتم في سبيل التفاهم والسلام العالمي،
وأريد أن أشكركم على ذلك.
وقد أجادت ماريا، وهي من باكستان ولا أظن أنها موجودة معنا هنا
اليوم، التعبير عن ذلك في مقال كتبته عن تجربتها. وقد يكون هناك
أميركيون يشاهدون هذا (اللقاء) على التلفزيون الآن وأريدهم أن يسمعوا
ما كتبته ماريا. لقد قالت: "إن الأمر المهم جداً الذي تعلمته عن أميركا
هو أنها بوتقة انصهار يمكن للشخص أن يعثر فيها على العالم (أجمع) يعيش
معاً في نفس المكان. وأنا معجبة حقاً بهذا. وإن قال أي شخص الآن شيئاً
سلبياً عن أميركا، سأتصدى له، لأنني أحب أميركا." هذا هو أحد الدروس
التي تعلمتها من رحلتها هنا.
وأعتقد أنكم كنتم جميعاً هنا أثناء الانتخابات الرئاسية. ولا شك في
أنها كانت تجربة مثيرة للاهتمام بالنسبة لكم. وقد كانت كذلك بالطبع
بالنسبة لي. لقد شاهدتم المرشحين يسافرون إلى جميع أنحاء البلد يطلبون
من الناس التصويت لهم، يعملون يوماً بعد يوم، وبالنسبة لي، أقول للناس،
لدي ما أقوم به؛ وبالنسبة.... لمن نافسوني، يقول كل منهم للناس، إنني
أعتقد أنني أستطيع تأدية المهمة بشكل أفضل من جورج دبليو. ولكن هذه هي
الديمقراطية. إنها أن يدرك المرء أن الرئيس- أن الشعب هو الذي يقرر في
نظام حكمنا. وهو نظام حكم جيد وسليم.
وأعرف أن البعض منكم شارك في الحملة الانتخابية. وقد تطوعت كوثر،
وهي من المغرب، يوم الانتخاب وساعدت في ضمان وجود سيارات تنقل الناخبين
في أوريغون إلى مراكز الاقتراع. وأريد أن أشكرك لمشاركتك في النشاط
الانتخابي. وقيل لي أيضاً أن بوتان، وهو عراقي وموجود معنا هنا اليوم،
تطوع فعلاً في مقر سياسي محلي في ولاية بنسلفانيا. وآمل أن تكون وجدت
التجربة مثيرة للاهتمام. إن هذا هو ما نسميه النشاط السياسي على
المستوى الشعبي. وقد يكون من الصعب ترجمة ذلك بلغاتكم، ولكنه يعني
الانخراط على الصعيد المحلي فإقناع الناس بالمشاركة في العملية
الديمقراطية.
ونشاهد الآن حملات ديمقراطية مثل العملية التي مررتُ أنا بها هنا في
أماكن أخرى في العالم. فقد أجرت أفغانستان انتخابات. وكانت تلك تجربة
رائعة للكثير من الناس. وأعرف أن بعضكم عاش تحت نير طالبان؛ ولا شك في
أن القدرة على الذهاب والإعراب عن رأيكم في مراكز الاقتراع كان تجربة
منعشة بشكل لا يصدق، للقول هذا هو ما أعتقده، هاذ رأيي. ليس رأي الطغاة،
إنما هذا رأيي. وكان رأي الآلاف الجماعي هو الذي قرر مصير ذلك البلد.
واقترع الناس في العراق. تحدى الناس في ذلك البلد مفجري السيارات،
المفجرين الانتحاريين، القتلة، أولئك الذين يخشون الحرية، وقالوا،
سأذهب إلى مركز الاقتراع مهما كانت المخاطر. إن الديمقراطية تزحف
متقدمة. والحرية تزحف متقدمة. وأنا مقتنع بأننا لا نشاهد سوى بداياتها،
وسوف يصبح العالم أكثر هدوءاً نتيجة لهذا.
واضاف بوش: آمل أن تشرحوا للناس بعد عودتكم إلى أوطانكم أننا ندرك
أن شكل الديمقراطية الذي يتبناه بلدكم سيعكس قيمكم وتاريخكم لا القيم
والتاريخ الأميركيين. وبعبارة أخرى، إننا نحب فكرة كون الناس أحرارا؛
ونحن نؤمن بأن الديمقراطية هي أفضل أنظمة الحكم؛ ولكننا ندرك تماماً
أنها ينبغي أن تكون ديمقراطية تلائم احتياجات الشعوب في البلدان التي
تنتمون إليها.
وأنا أومن أن الحرية عالمية الشمولية. إنني لا أعتقد أن الحرية هي
هبة أميركا للعالم؛ بل أومن أن هناك إلهاً قديراً يتجلى في الأديان
المختلفة، وأومن أن الحرية هي هبة الله عز وجل. وهذا هو سبب كوني
متفائلاً وواثقاً إلى هذا الحد بأن الحرية ستنتصر.
وآمل أن تكونوا مدركين لمدى الأثر الذي تركتموه في نفوس الكثيرين.
.... وتعرفون أن المعلومات تنتقل من خلال أحاديث الناس، كأن يقول شخص "قابلت
فلانا.... وقد بدا لي شخصاً طيبا." وسيتناقل الناس أخبار القيم التي
أحضرتموها إلى أميركا. وهناك الكثير من الناس هنا في أميركا الذين،
عندما يبدأون التفكير بالشرق الأوسط، سيفكرون به بطريقة مختلفة نتيجة
لما كان لكم من تأثير عليهم، ولأنكم كنتم على استعداد لتعريفهم على
ثقافتكم وطريقة حياتكم.
وآمل أن تعتبروا أنفسكم مشيدي جسور. وآمل أن تنظروا إلى هذه التجربة
على أنها بداية رحلة ستصبحون فيها قادة، وهو أمر بنفس الأهمية. وتعرفون
أن أمثالي من كبار السن سيمضون في سبيلهم، ولكنني أخطط لأن أعيش حياة
طويلة، وأرجو أن أدير جهاز تلفزيوني في يوم ما وأشاهدكم تنتصبون قادة
لبلدكم، أو تتحدثون عن حقوق الإنسان وحقوق الأقليات والكرامة الإنسانية
في بلدانكم. وآمل أن تكونوا مدركين لكونكم تتمتعون بفرصة رائعة لإحداث
تغيير. وقد كان لكم بالفعل تأثير هنا في أميركا. فعودوا إلى أوطانكم
متسلحين بهذه التجربة وواصلوا إحداث تأثير وتغييرات. |