سئم الناخبون في مدينة مشهد المقدسة المصاعب الاقتصادية والجمود
السياسي ولا يبدون حماسة تذكر تجاه انتخابات الرئاسة في ايران.
وبدا ان كثيرين ممن تم الالتقاء بهم سواء في ظل القبة الذهبية لضريح
الامام الرضا او في بازار قريب مغطى لم يختاروا المرشح الذي سيمنحونه
صوتهم قبل يومين من الانتخابات التي تجري يوم الجمعة.
ومعظم من اتخذوا قرارهم في ثاني أكبر المدن الايرانية يفضلون محمد
باقر قاليباف (43 سنة) قائد الشرطة السابق الذي ينتمي للمدينة ويحتل
المركز الثاني في معظم استطلاعات الرأي أو اكبر هاشمي رفسنجاني الذي
يتصدر السباق.
وقال سائق سيارة اجرة "اذا ادليت بصوتي ساختار شخصا يرتدي حلة وليس
عمامة. زاد قاليباف من غرامات المخالفات المرورية. كسائق لا ينبغي ان
أقول ذلك ولكن ذلك جعلنا نحسن سلوكنا."
وولد قاليباف حديث العهد بالعمل السياسي قرب مشهد ويدير حملته
معتمدا على عمله السابق كطيار ورجل شرطة ليصور نفسه كشخص كفء وقوي.
وقال مصطفى ثابت خادم وهو يجلس في ساحة جامع جوهرشاد "خاض رفسنجاني
تجربة السلطة من قبل ولم يحقق نتائج طيبة."
وأضاف "قاليباف و(علي) لاريجاني وجهان جديدان يحملان أفكارا جديدة.
وهما أصغر سنا ويفهمان مشاكل الشباب."
ولاريجاني ضمن المرشحين الثمانية في انتخابات الرئاسة وهو من
المتشددين ورئيس سابق لمؤسسة الاذاعة والتلفزيون التابعة للدولة.
ولا يمكن ان يتجاهل اي مرشح الاصوات الشابه في بلد يبلغ تعداد سكانه
67 مليون نسمة نصفهم دون الخامسة والعشرين. ويحق التصويت لكل من يبلغ
15 عاما.
وفي الانتخابات البرلمانية التي جرت في العام الماضي حقق المحافظون
فوزا كاسحا في مشهد ولكن الاختيار هذه المرة ليس سهلا اذا كان رفسنجاني
العملي يعد من المحافطين في حملة استعار فيها حتى المتشددون لغة
الاصلاح.
وتولى رفسنجاني الرئاسة في الفترة من عام 1989 الى عام 1997 وهو
معروف على المستوى الوطني ويمكنه منافسة قاليباف في مسقط رأسه. كما انه
يحظي بدعم المؤسسة الثرية والقوية التي تدير ضريح الامام الرضا.
وقال بائع في بازار ذكر ان اسمه مهدي فقط "سأصوت لرفسنجاني. يمكنه
ان ينجز وعوده بفضل خبرته السياسية الطويلة."
وقال مهدي (21 عاما) انه صوت في الانتخابات الماضية في عامي 1997
و2001 للرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي غير ان الزعيم الاصلاحي الذي
أحبط المتشددون جهوده "فشل في انجاز حتى نصف ما تعهد به."
وأضاف مهدي ان كثيرين في مشهد يساندون قاليباف لانه ابن المدينة غير
ان عددا كبيرا من أصدقائه وزبائنه يميلون نحو رفسنجاني وابتسم قائلا "حين
يكون الاختيار بين السيء والاسوأ ساختار السيء."
وقال علي ميرموظفار (24 سنة) الذي يبيع مسابح في متجر قريب ان
الرئيس الايراني يجب ان يتمتع بالقوة والمعرفة وان يحترم الدين ولكن لم
يكشف من سينتخب.
وقال ان الحريات "الغربية" غير مهمة. وأضاف "ستكون الحياة في ظل حكم
علماني عذابا. نريد ان نحيا في بلد يحكمه الدين سواء كان الرئيس رجل
دين ام لا."
ولم يبد ان الدين اهم ما يشغل بال عدد كبير من الناخبين الذين
تحدثوا عن مخاوف اقتصادية وندرة الوظائف والمساكن.
وقال صاحب مطعم "يبذلون جميعا الوعود ولكن الكلام سهل."
وأضاف "اذا أدليت بصوتي سيكون ذلك فقط من أجل الحصول على ختم على
بطاقة هويتي ربما يكون مفيدا في التعامل مع الشركات المملوكة للدولة.
لن يغير شيئا على الاطلاق."
وتقول موظفة الخزينة في مطعمه سميرة موحد (24 سنة) ان الرئيس المقبل
ينبغي ان يعطي الاولوية للفقر وليس الدين وأضافت "الفقر يفرز الفساد"
في اشارة الى الدعارة.
وفي مقهي في بازار سب الزبائن لاريجاني حين ظهر اعلان حملته
الانتخابية على شاشة التلفزيون وتضمن لقطات من فيلم وثائقي ديني عن
الامام علي.
وتساءل أحدهم وسط سيل الاهانات "من هو حتى يقارن نفسه بعلي؟"
وأكد صاحب المقهي "سيصبح قاليباف رئيسا. فاز رفسنجاني بعضوية
البرلمان بصعوبة في الانتخابات قبل الماضية. ان شاء الله ستغير الاوضاع
يوم الجمعة."
ورد شاب يدخن النرجيلة "ماذا فعل قاليباف حين كان في مشهد؟ لا فرق
بينهم جميعا." |