[newsday.htm] 
 
 
 

 

الصراع الرئاسي في ايران يحتدم على ايقاع الاتهامات وفقدان ثقة الشارع

 

قال حلفاء لأكبر هاشمي رفسنجاني الذي يتصدر سباق الرئاسة في ايران يوم الثلاثاء انه يحتمل ألا يحقق نصرا حاسما في الانتخابات المقررة الجمعة والتي يقول محللون ان المنافسة فيها الاكثر احتداما بين المرشحين في تاريخ الدولة الاسلامية.

وتظهر استطلاعات الرأي ان رفسنجاني العملي المحافظ (70 عاما) هو الاقرب الى الفوز بالمنصب الذي بقي فيه من عام 1989 وحتى عام 1997.

لكن الدعم الذي يحظى به رجل الدين لا يزال اقل من نسبة الخمسين بالمئة المطلوبة لتجنب خوض جولة اعادة مع أقرب منافسيه.

وقال المحلل السياسي محمود علي نجاد "تتزايد الاحتمالات بأنه لن يكون هناك فائز في الجولة الاولى."

واقرب منافسين لرفسنجاني هما الاصلاحي الصريح مصطفى معين (54 عاما) وهو وزير سابق للتعليم العالي في عهد الرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي الى جانب قائد الشرطة السابق محمد باقر قاليباف وهو محافظ يخوض الانتخابات كمستقل.

وأثار السباق المحتدم اهتماما أكبر مما توقعه كثير من المحللين في هذا البلد البالغ عدد سكانه 67 مليون نسمة.

وقال علي (40 عاما) وهو بائع سجاد في المنطقة التجارية بطهران "أريد أن أدلي بصوتي لكن كلما فكرت في المرشحين الثمانية لا أجد اي شيء يمثل رأيي. هذه هي المشكلة التي يواجهها أغلب الايرانيين."

ويحظى رفسنجاني بدعم طبقة رجال الاعمال الذين يعتقدون أنه سيحرر اقتصاد البلاد كما أنه المرشح المفضل لدى الكثيرين في الغرب الذين يرون انه يتمتع بثقل سياسي لتوجيه السياسة الخارجية الايرانية نحو اقامة علاقات افضل مع الولايات المتحدة.

وقال غلام حسين كارباشي وهو حاكم سابق لطهران وحليف مقرب من رفسنجاني لرويترز "الموقف حتى الان في صالح رفسنجاني لكن الواقع يختلف في بعض الاحيان. انه لم يحصل بعد على الخمسين بالمئة."

وقال محمد أتريانفار ناشر صحيفة شرغ الليبرالية أن الرئيس السابق يمكن أن يحصل على ما بين 35 و 40 بالمئة من الاصوات في انتخابات الجمعة.

وأضاف "لذلك فهذا يشير الى ان الانتخابات ستشهد جولة ثانية."

وستعد هذه المرة الاولى التي تجرى فيها جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية الايرانية. وتقول القوانين الانتخابية ان جولة الاعادة يجب ان تجرى في الجمعة الاولى بعد اعلان النتائج الرسمية مما يجعل اقرب الاحتمالات لاجراء مثل هذه الجولة تتجه نحو يومي 24 يونيو حزيران او الاول من يوليو تموز.

ووقعت هجمات بالقنابل في ثلاث مدن ايرانية يومي الاحد والاثنين وأسفرت عن مقتل تسعة اشخاص واصابة العشرات في اسوأ أحداث عنف بالبلاد منذ أكثر من عقد.

وانفجرت قنبلة أخرى قرب مقر حملات انتخابية لعدد من المرشحين في مدينة زهدان في الساعات الاولى يوم الثلاثاء وأسفرت عن اصابة أربعة أشخاص وذلك بحسب ما ذكرته وسائل اعلام رسمية.

وأنحت السلطات باللائمة في الهجمات على جماعات بالمنفى ترغب في صرف الايرانيين عن التصويت. واعتقل ستة اشخاص كما شددت الاجراءات الامنية في مختلف انحاء البلاد.

وكان رفسنجاني الوحيد بين المرشحين الثمانية الذين أجيزوا لخوض الانتخابات الذي لم يغادر طهران أثناء حملته الانتخابية وشكا من انه لا يملك المال و الوقت الكافيين للسفر ويعول على اسمه الذي يحظى بتقدير لا يبارى.

وساهمت تحركات قاليباف من أجل تخفيف صورته الصارمة باعتباره قائدا سابقا للحرس الثوري الى جانب تأكيدات معين على حقوق الانسان في الاقتطاع من محاولات رفسنجاني تقديم نفسه على انه الشخصية المعتدلة الوحيدة الباقية في السباق.

وقال علي نجاد "قاليباف عملي للغاية. انه يتحدث بلغة يفهمها الناس العاديون ونجح في أن يستميل كثيرا من الناخبين بين الطبقة الوسطى الحديثة."

وأضاف "في الوقت نفسه يرسل معين اشارات بأنه لن يقف صامتا أو خائفا كما كان خاتمي."

ويشكو كثير من الايرنيين من أن خاتمي الذي لا يمكنه خوض انتخابات لفترة رئاسية ثالثة على التوالي فشل في التصدي للمتشددين عندما اعتقل عشرات الاصلاحيين من الصحفيين والمثقفين والطلاب الناشطين وكذلك عندما اغلقت عشرات الصحف الليبرالية.

وقال أتريانفار ان معسكر رفسنجاني يفضل ان يخوض جولة اعادة امام قاليباف أكثر من معين الذي يحظى بدعم من جانب الكثيرين من نفس الناخبين الذين يتوقون لانهاء العزلة التي يفرضها الغرب على ايران ويرغبون في تحرير الاقتصاد وتخفيف القيود الاجتماعية المفروضة عليهم.

لكن علي نجاد قال ان قاليباف ايضا يمكن ان ينجح في دخول جولة الاعادة اذا دعمه المرشحون المحافظون الثلاثة الاخرون.

هذا وندد المرشح الى الانتخابات الرئاسية الايرانية اكبر هاشمي رفسنجاني في حديث الى التلفزيون الرسمي الايراني ليل الاحد الاثنين بالاجواء السيئة التي ترافق الحملة الانتخابية الممهدة للاقتراع المقرر الجمعة.

وقال «هناك مشكلة اساسية في هذه الحملة(...) رغم توجيهات المرشد الاعلى، ترتكب اعمال عديدة لا اخلاقية، وانا اتحدث عن وضعي الشخصي، اذ انني اتعرض لشتى انواع القدح والذم».

واشار الى ان «ملايين المنشورات التي تتضمن افتراءات وزعت في كل انحاء البلاد».

وقال «اننا نعلم جيدا من هو المسؤول عن ذلك ومن اين يأتي التمويل»، من دون ان يعطي ايضاحات اخرى مع ان كلامه يبدو موجها على الارجح الى المحافظين المتشددين وابرزهم قائد الشرطة الايرانية السابق محمد باقر قاليباف الذي تشير استطلاعات الرأي الى انه سيحل ثانيا في الانتخابات بعد رفسنجاني.

وتتخلل الحملة الانتخابية الجارية شائعات واعمال عنف.

من جهته استجوب الممثل شون بن المتحمس لدور الصحفي الذي يقوم به من حين لاخر متصدر سباق الرئاسة في ايران عن الديمقراطية واحتك بضباط امن في مظاهرة نسائية غير قانونية.

ويقوم بن (44 عاما) بمهمة لحساب مطبوعة سان فرنسيسكو كرونيكل قبيل الانتخابات الرئاسية في ايران يوم الجمعة.وقد احدث ضجة بالفعل بالذهاب للاستماع الى مصلين يهتفون «الموت لامريكا»اثناء صلاة الجمعة في طهران الاسبوع الماضي.

وتحدث يوم الاحد الى الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني متصدر استطلاعات الرأي في السباق الرئاسي عن الانتقاد الامريكي للانتخابات بعدما منعت هيئة دينية متشددة مئات الراغبين في الترشح من تسجيل انفسهم.

واشار رفسنجاني (70 عاما) وهو رجل عملي ماكر يفضل تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة الى ان ايران تقدم ثمانية مرشحين لمنصب الرئيس وهو خيار اكبر مما توافر للناخبين الامريكيين في انتخاباتهم في نوفمبر الماضي.

ونقلت الصحف عن رفسنجاني قوله لبن «اذا كان عدد المرشحين دليلا على الديمقراطية فاننا...افضل من الامريكيين في هذا الشأن.»وفي وقت لاحق امس الاول صادر رجال الامن لوقت قصير كاميرا بن حين حاول متابعة مظاهرة احتجاج على التفرقة بين الجنسين في الجمهورية الاسلامية شاركت فيها حوالي 300 سيدة.

وحاولت السلطات حظر المظاهرة وشكل عشرات من الشرطة حلقة صارمة حول المتظاهرات.

وفي خطوة غير منتظرة اعلن وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنقانة ورئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغا زاده دعمهما لرفسنجاني الامر الذي يتوقع ان يترك انعكاساته على الانتخابات.

ويعتبر الملف النووي الايراني الموضوع الابرز حاليا في ايران. وتمثل المحروقات نسبة 50% من مداخيل الدولة و85% من مداخيل الصادرات الايرانية.

وقال وزير النفط الايراني في حديث الى صحيفة "الشرق" الايرانية نشرته الثلاثاء "خلال السنوات الثلاث والعشرين الماضية عملت مع ثلاثة اشخاص قيمين: مير حسين موسوي (رئيس الوزراء السابق) وهاشمي رفسنجاني (الرئيس الايراني السابق) ومحمد خاتمي (الرئيس الحالي). الثلاثة هم بمثابة معلمين بالنسبة الي واتمنى لهم كل النجاح في ما يقومون به".

ولم يتقدم موسوي الى الانتخابات الرئاسية ولا يمكن لخاتمي ان يترشح لولاية ثالثة. وبالتالي يصب هذا الاطراء بشكل كامل في صالح رفسنجاني.

من جهة ثانية قال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية غلام رضا اغا زاده في حديث نشرته صحيفتا "الشرق" و"جمهوري اسلامي" المحافظتان المتشددتان اللتان اختارتا دعم رفسنجاني "اعتقد ان الشخص الوحيد القادر على حل مشكلة الملف النووي الايراني بذكاء ودقة هو آية الله هاشمي رفسنجاني".

ويعتبر هذا الموضوع مصيريا بالنسبة الى الجمهورية الاسلامية التي تسعى الى تبديد شكوك الغربيين حول الانشطة النووية الايرانية بهدف عدم احالة الملف النووي الايراني امام مجلس الامن الدولي ما يمكن ان يعرضها لعقوبات دولية.

وهاجم زنقانة بشدة معارضي رفسنجاني المحافظين المتشددين متهما اياهم بانهم لا يملكون "اي برنامج واضح ولا يفعلون الا انتقاد الماضي" مع محاولة الظهور بمظهر الحداثة.

وذكرت "الشرق" ان حوالى اربعين وزيرا سابقا اعلنوا تاييدهم ايضا لرفسنجاني الذي ترجح استطلاعات الراي فوزه رغم وجوب التعامل مع هذه الاستطلاعات بحذر.

شبكة النبأ المعلوماتية - الأربعاء 15/ حزيران/2005 - 8/ جمادى الأولى/1426