[newsday.htm] 
 
 
 

 

الانتخابات الرئاسية الإيرانية: دخان القنابل يخفي الكثير...

 

اعلن المرشح الرئاسي علي لاريجاني الاثنين ان اربعة مرشحين محافظين متشددين سيحاولون التوصل من خلال محادثات في اللحظة الاخيرة الى اتفاق على ان يخوض واحد منهم فقط الانتخابات الرئاسية المقررة الجمعة.

وقال المدير السابق لهيئة الاذاعة والتلفزيون ومستشار المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية لوكالة "مهر" شبه الرسمية "ستحصل جولة مفاوضات جديدة بين المرشحين الاصوليين من اجل التوصل الى وحدة في الراي وفي الترشيح الى الانتخابات".

الا ان رئيس بلدية طهران محمود احمدي نجاد وهو مرشح آخر متشدد جدد امام الصحافيين الاثنين رفضه الانسحاب ولو ان ذلك يعني تقليل فرص حلول احد المحافظين في المرتبة الثانية في الدورة الاولى.

ويفترض ان يحصل المرشح على نسبة اكثر من خمسين في المئة من الاصوات ليفوز بالرئاسة من الدورة الاولى. ويتنافس في الدورة الثانية المرشحان اللذان حصلا على العدد الاكبر من الاصوات.

وقال نجاد "قررت المشاركة وسابقى في السباق". واضاف "انا مرشح مستقل لا يحظى بدعم اي حزب واي مجموعة".

كذلك رفض المرشح محسن رضائي القائد السابق لحراس الثورة الجيش العقائدي للنظام الانسحاب. وقال "خلال 26 عاما انسحبت لصالح الآخرين فعلى الآخرين ان ينسحبوا لصالحي". وتعليقا على حصوله على نسبة 4% من الاصوات بحسب ما تشير اليه استطلاعات الراي قال "يجب التوصل الى اجماع على اساس برامج وليس على اساس استطلاعات للراي". واشار الى وجوب التعامل مع هذه الاستطلاعات مع الاخذ بالاعتبار "هامش الخطأ".

وكان قائد الشرطة الايرانية السابق محمد باقر قاليباف الذي تشير استطلاعات الراي حتى الآن الى انه سياتي في المرتبة الثانية بعد اكبر هاشمي رفسنجاني رفض اي حديث عن انسحابه معتبرا انه الاكثر شعبية.

هذا وتباين رد فعل الايرانيين بين الغضب والخوف يوم الاثنين إزاء سلسلة نادرة من هجمات القنابل التي قتلت تسعة أشخاص وأصابت أكثر من 70 قبيل الانتخابات الرئاسية.

وألقى مسؤولون باللوم عن هجمات يوم الاحد على جماعات معارضة بالمنفى تسعى لصد الايرانيين عن التصويت.

وقال علي اغا محمدي المتحدث باسم مجلس الامن القومي الأعلى ان حصيلة القتلى من انفجار مساء الأحد في وسط طهران ارتفعت الى قتيلين اثناء الليل بعدما توفي مصاب متأثرا بجروحه. واضاف ان شخصين ما زالا في حالة حرجة.

وانهمك عمال في مدينة الأهواز النفطية في جنوب غرب البلاد يوم الاثنين في اصلاح انابيب المياه وخطوط الكهرباء والمباني التي لحقت بها اضرار في اربعة انفجارات نهار الأحد خارج مكاتب حكومية. واسفرت تلك الانفجارات ايضا عن مقتل سبعة اشخاص واصابة 70 .

وسارت حركة المرور في الشوارع كالمعتاد لكن كان من الواضح ان الهجمات هزت كثيرا من الايرانيين قبيل انتخابات الجمعة.

وقال احمد علي يعقوب (36 عاما) وهو موظف حكومي في الأهواز "لن أذهب للتصويت. انا أخشى انفجارا آخر. أعتقد ان يوم الجمعة سيكون خطرا جدا."

وقال الزعيم المخضرم أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يسعى لاستعادة المنصب الذي شغله في الفترة من 1989 الى 1997 ان الهجمات من عمل خصوم لا يفترون للثورة الاسلامية.

واضاف "انهم يحاولون ترويع الناس لانهم يعتقدون ان الناس لن يشاركوا في الانتخابات (اذا تم ترويعهم)." وتابع "من الواضح ان ذلك سيأتي بنتيجة عكسية."

وتظهر استطلاعات الرأي ان رفسنجاني يتصدر السباق ليحل محل الرئيس الاصلاحي المنتهية ولايته محمد خاتمي الذي فشل في التغلب على مقاومة المتشددين للاصلاح اثناء سنواته الثماني في المنصب.

ورغم الافتقاد الواسع للثقة في السياسات بين الشبان الايرانيين الذين يمثلون نسبة كبيرة من السكان البالغ عددهم 67 مليون نسمة الا ان الاهتمام بالسباق تزايد مع إعادة تسجيل الاصلاحي مصطفى معين بينما انقسمت اصوات المحافظين بين خمسة متنافسين.

ويحث الزعماء الايرانيون الناخبين على الاقبال بكثافة على التصويت ويصورون ذلك على انه صفعة لمنتقدين محليين واجانب للقوانين الانتخابية المقيدة.

وأظهر استطلاع لهيئة البث الحكومية اي.ار.اي.بي نشر اليوم الاثنين ان 73 في من الناخبين يعتزمون بصورة قاطعة التصويت بينما قد يتخذ ستة في المئة اخرون تلك الخطوة.

وبلغت نسبة الاقبال في الانتخابات البرلمانية العام الماضي 51 في المئة بينما كانت 67 في المئة في الانتخابات الرئاسية لعام 2001 .

وقال حميد رضا جلالبور المحاضر في العلوم السياسية بجامعة طهران "المتشددون واثقون من النصر لكن يبدو لي ان السباق الرئيسي سيكون بين رفسنجاني ومعين."

واضاف "انتعشت الحركة الاصلاحية والناس الذين عقدوا العزم على تجاهل الانتخابات بدأوا الان يفكرون مرة أخرى في التصويت خاصة بعد قبول ترشيح معين."

وقال لرويترز ان المتشددين الغاضبين المعادين حتى لرفسنجاني قد يلجأون للعنف "مثل انفجارات الاحد".

لكن اخرين يلقون باللوم على جماعات بالمنفى مثل منظمة مجاهدي خلق وعملاء اجانب. وقال قدرة الله علي خاني عضو لجنة الامن الوطني والسياسة الخارجية لوكالة أنباء الطلبة "فعلوا ذلك لاشاعة الخوف والشك بين الناس."

ويعتبر رفسنجاني الاكثر اعتدالا بين المرشحين المحافظين لكنه ما زال على مسافة ليست قليلة من نسبة 50 في المئة التي يحتاجها لتجنب خوض جولة اعادة.

واظهر استطلاع نشر يوم السبت ان معين وهو احد ثلاثة اصلاحيين في السباق تقدم على قائد الشرطة السابق الاصلاحي محمد باقر قاليباف ليحتل المركز الثاني.

وهزت انفجارات القنابل في الاهواز وطهران بلدا اصبحت فيه مثل هذه الهجمات امرا نادرا في العقد المنصرم.

وقال اغا محمدي انه تم تشديد الامن على الحدود مع العراق المصدر المشتبه به للمتسللين وانه لا يجب ان يشعر الايرانيون بالخوف من الذهاب لمراكز الاقتراع.

وبدا البعض في الاهواز مثل الطالب احمد راضي (27 عاما) مستجيبا لمثل هذه التطمينات. وقال "المسؤولون عن هذه الانفجارات لا يريدوننا ان نصوت. انا خائف لكنني سأصوت."

والأهواز عاصمة اقليم خوزستان حيث قتل خمسة في اضطرابات عرقية في ابريل نيسان. ويعيش أغلب ذوي العرق العربي في ايران والبالغ عددهم حوالي مليوني نسمة في الاقليم المطل على الخليج والذي توجد به اغلب الاحتياطيات النفطية في البلاد.

وقال رحيم فاضل اتبور نائب محافظ الاهواز ان ثلاث جماعات عربية اعلن المسؤولية عن التفجيرات.

من جهة اخرى قالت جماعة لحقوق الانسان مقرها الولايات المتحدة ان انتخابات الرئاسة الايرانية لن تكون حرة ولا نزيهة لان المنافسة تقتصر على مرشحين وافقت عليهم لجنة دينية غير منتخبة.

وأضافت منظمة هيومان رايتس ووتش ان قوانين الانتخابات تمنع المرشحين من خارج النخبة الحاكمة من المنافسة على منصب الرئيس.

وقال جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الاوسط بالمنظمة التي مقرها نيويورك في بيان ان «الانتخابات الايرانية فيما يتعلق بكل الاغراض العملية مرتبة سلفا».

واضاف قائلا «يختار مجلس صيانة الدستور عددا قليلا من المرشحين ثم يطلب من الايرانيين الاختيار بين هذه القائمة المحدودة للغاية».

وقال ستورك «هذه الانتخابات ليست حرة أو نزيهة».

واضاف قائلا «لا يستطيع الايرانيون أن يعطوا اصواتهم لمرشحين لهم وجهات نظر بديلة لتلك التي تمثلها النخبة الحاكمة».

ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين للحصول منهم على تعقيب على الاراء التي عبرت عنها هيومان رايتس ووتش.

لكن حميد رضا اصفي المتحدث باسم وزارة الخارجية رفض انتقادا مماثلا من مسؤولين امريكيين بينهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس التي قالت الاسبوع الماضي ان ايران لا تتماشى كلية مع اتجاهات الديمقراطية في المنطقة.

وقالت رايس في مقابلة مع شبكة بي.بي.اس «لدينا انتخابات في العراق المجاور وافغانستان المجاورة ولديكم ملالي يختارون الاشخاص الذين يحق لهم خوض (الانتخابات) في ايران».

وقال اصفي في المؤتمر الصحفي الاسبوعي بوزارة الخارجية «تقول امريكا ورايس ان نتيجة الانتخابات مرتبة سلفا.يبدو ان رايس اصبحت تقرأ الطالع ايضا».

من جهتها ذكرت وكالة الانباء الايرانية ان متشددين اعتدوا مساء السبت في الاهواز جنوب غرب ايران بالضرب على قيادي في المعارضة الليبرالية الايرانية التي تدعم المرشح الاصلاحي الرئيسي في الانتخابات الرئاسية.

وكان رئيس حركة «تحرير ايران»ابراهيم يزدي توجه الى الاهواز من اجل القاء خطاب يؤكد فيه دعمه للمرشح الاصلاحي مصطفى معين.

وحاول متشددون الاعتداء عليه خلال اللقاء العام، الا ان المشاركين في اللقاء منعوهم من ذلك، بحسب ما ذكرت الوكالة.

الا ان هؤلاء المعتدين عادوا ولحقوا بيزدي وثلاثة اشخاص كانوا يرافقونه الى المطار حيث تعرضوا لهم بالضرب، ما ادى الى اصابته بجروح.

وتلقى يزدي العلاج لدى عودته الى طهران.

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 14/ حزيران/2005 - 7/ جمادى الأولى/1426