[newsday.htm] 
 
 
 

 

الترويج الإيراني للشرق الأوسط الإسلامي

 

في إطار التحرك الإيراني للترويج للشرق الأوسط الإسلامي الذي طالما يوفر أهمية إقليمية للدور الإيراني في المنطقة والمنتظر لنضوج فكرتها خصوصاً بعد الإساءات المتكررة للسياسة الأمريكية لدول المنطقة يجري الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني حسن روحاني السبت محادثات في الرياض مع وزير الداخلية السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز وكبار المسؤولين في المملكة، ومن المقرر أن يقابل ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز، وكان متوقعاً أن يزور السعودية اليوم وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي، لكن الزيارة ألغيت بسبب مرضه.

وتأتي زيارة روحاني إلى المملكة وسط تحرك سياسي إيراني في الخليج هدفه كما ذكر مسؤول إيراني التحدث إلى المسؤولين في المنطقة حول مشروع «الشرق الأوسط الإسلامي» كبديل من مشروع «الشرق الأوسط الكبير» الأمريكي، وبعد زيارته الكويت انتقل روحاني إلى الإمارات، وسيصل الخميس إلى المدينة المنورة وبعدها إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، قبل أن ينتقل السبت إلى العاصمة السعودية في زيارة رسمية قال مسؤول في السفارة الإيرانية في الرياض أنها تأتي «بناء على دعوة من وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، وفي إطار الزيارات المنتظمة بين المسؤولين في البلدين لبحث مسيرة العلاقات الثنائية» الجيدة. وسيزور روحاني اليمن بعد السعودية.

وعلى رغم أن بعض المراقبين يتوقع أن تتطرق محادثاته في الرياض إلى «بعض القضايا الأمنية بين السعودية وإيران» قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية هاشمي شهرودي الذي زار البحرين أن بلاده «تسعى إلى درس مشروع الشرق الأوسط الإسلامي في مقابل المشروع الأمريكي المسمى الشرق الأوسط الكبير».

وأوضح أن طهران تريد «تأكيد أهمية التعاون بين دول المنطقة، وزيادة تبادل زيارات الوفود لإحباط المؤامرات الأجنبية». ودعا إلى «الوحدة والتضامن بين مسلمي العالم والانفتاح بين دول المنطقة، والاستفادة في ما بينها تجارياً واقتصادياً وتكنولوجياً».

ويبدو أن طهران تريد تعزيز التعاون مع دول المنطقة الخليجية بعيداً عن الخلاف على الجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها منذ العام 1970، وقال مصدر دبلوماسي إيراني في الرياض أن «موضوع الجزر أمر محسوم لإيران»، وبسبب ذلك فإن أي مبادرات أو اقتراحات إيرانية للتعاون بين الدول المطلة على الخليج لن تجد فرصاً كبيرة من النجاح، خصوصاً في ظل النفوذ الأمريكي في المنطقة الذي سيعمل لعرقلة المحاولات الإيرانية لإقامة نوع من التحالف مع الدول الخليجية.

وأعلن روحاني في أبو ظبي أن الإمارات وإيران اتفقتا «مبدئياً» على التعاون في مكافحة الإرهاب. وقال في مؤتمر صحافي في ختام محادثاته أمس أن الجانبين قررا إعداد مسودة اتفاق امني بينهما في هذا المجال. ورداً على سؤال قال روحاني أن إيران كانت وقعت اتفاقين أمنيين مع السعودية والكويت، لافتاً إلى عدم وجود أي عوائق لتوقيع اتفاقات مماثلة مع الدول الخليجية الأخرى. وأكد أن «الجماعات الإرهابية تعمل في شكل متحرك في المنطقة، ولا يمكن مواجهتها إلا بالتعاون بين دول المنطقة».

إلى ذلك، استهجن مصدر مأذون له في وزارة الخارجية السعودية المزاعم التي نشرتها صحيفة «سياسة روز» الإيرانية حول اعتقال عدد من المسيحيين وتعذيبهم. وقال إن «هذه المزاعم والاتهامات الكاذبة لا تمت إلى الحقيقة بصلة، ولا تتفق مع مبادئ السعودية وأخلاقياتها، وقبل كل ذلك مع عقيدتنا الإسلامية السمحة التي تحرص على ضمان حقوق المسلمين والمقيمين من كل الديانات والأعراق».

شبكة النبأ المعلوماتية - الثلاثاء 14/ حزيران/2005 - 7/ جمادى الأولى/1426