جهاديون غربيون... تكلفة باهظه لاحتواء التطرف

 

شبكة النبأ: ربما يبرز السؤال الاكثر اهمية في اذهان الغربيين، وبالأخص ممن هم في مواقع صنع القرار، هو كيفية منع الجهاديين الغربيين من تنفيذ هجمات داخل بلدانهم بعد تأثرهم بالفكر الجهادي المتطرف؟

وطرح هكذا سؤال، قاد الكثيرين الى طرح جملة من الافكار والطرق التي يمكن من خلالها احتواء خطر تنامي انضمام شبان غربيون الى الجماعات المتطرفة التي تقاتل في العراق وسوريا، وقدر عددهم بالألاف من مختلف الدول الاوربية والغربية الاخرى، وهم يهاجرون لحمل السلاح والقتال الى جانب تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش)، والتي هددت بصورة مباشرة، الغرب بتنفيذ هجمات محتملة، قد يتم تنفيذها عبر مواطنين غربيين، والذي بات يعرف بهجمات الذئاب المنفردة، وسعت الحكومات الغربية والمنظمات ومراكز الابحاث الى تقييم الخطر المحتمل على الامن القومي لبلدانها، ووضع اليات وقوانين اكثر تماشيا مع التهديدات الحالية من القوانين والانظمة المعمول بها سابقا، اضافة الى المشاركة في التحالف الدولي الذي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية قبل اشهر، وانظمت اليه العشرات من الدول الغربية والعربية، لاستهداف التنظيم من خلال الضربات الجوية التي اصابت مقرات وعناصر وابار النفط التابعة للتنظيم في العراق وسوريا.

وتسعى السلطات الامنية والقضائية، لمكافحة التطرف واحباط الهجمات المتوقعة داخل البلدان الاوربية، سيما وان احداث فردية كثيرة، وجرى فيها الاعتداء على مواطنين ورجال امن، قد وقعت في عدة دول اوربية، كما زادت المنظمات ومراكز اعادة التأهيل، نشاطاتها الاجتماعية والثقافية، لإعادة تقييم مستوى الاندماج بين مختلف الشرائح الاجتماعية داخل المجتمع الاوربي، خصوصا على مستوى المهاجرين، والتي شهدت اعلى نسبة من المنخرطين في العمل الجهادي.   

واعربت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عن قلقها من قيام تنظيم الدولة الاسلامية بتجنيد "الاف" الجهاديين داخل الدول الاقتصادية الكبرى في مجموعة العشرين، وقالت المستشارة في خطاب القته في مجلس النواب (البوندستاغ) ان التنظيم المتطرف الذي يسيطر على مناطق واسعة من اراضي العراق وسوريا يمثل "احد اكثر التهديدات وحشية التي وجدت على الاطلاق، على حياة سكان المنطقة وحتى على كل دول العالم"، واضافت ميركل بعد عشرة ايام من قمة بريزبن التي ضمت رؤساء دول وحكومات اكبر عشرين اقتصادا في العالم، ان "تنظيم الدولة الاسلامية يجذب الاف المقاتلين الاجانب الآتين من كل دول مجموعة العشرين، سواء في القسم الجنوبي من الكرة الارضية او في اوروبا"، واضافت المستشارة الالمانية ان "الغياب التام لاي رادع وارادة القتل لديهم يهددان امننا"، وتقدر المانيا عدد رعاياها الذين انضموا الى الجهاديين في العراق وسوريا ب550، وقتل حوالى ستين في المعارك او في هجمات انتحارية وعاد 180 الى ديارهم، بحسب برلين، وسلمت السلطات الالمانية اسلحة وذخائر الى المقاتلين الاكراد في شمال العراق لمساعدتهم على صد تنظيم الدولة الاسلامية، لكنها ترفض حتى الان الانضمام الى العمليات القتالية التي تشنها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتطرف. بحسب فرانس برس.

وقال وزير العدل الألماني هايكو ماز إن ما يقرب من 300 شخص يواجهون محاكمات في ألمانيا لدعمهم تنظيم الدولة الإسلامية مضيفا أن تلك علامة على أن قوانين مكافحة الإرهاب تطبق وأنه لا حاجة لتشريعات أشد، واضاف في مقابلة مع صحيفة فيلت أم زونتاج "أيا كان من يؤيد الدولة الإسلامية يمكن أن يلاحق قانونيا بموجب القوانين السارية"، ويأتي ذلك بعد أن دعا بعض الساسة إلى تشديد القوانين، ولكنه تابع أنه سيقدم مسودة قانون في نهاية العام للتعامل مع موضوع تدفق الأموال على تنظيم الدولة الإسلامية، وطالب المدعي العام بتوقيع عقوبة السجن لأكثر من أربعة أعوام على ألماني (20 عاما) متهم بالقتال إلى جانب مقاتلي الدولة الإسلامية في سوريا، وهذه أول محاكمة من نوعها في ألمانيا، ومن المقرر أن تبدأ عشرات المحاكمات الأخرى في الشهور المقبلة.

وسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات واسعة من سوريا والعراق وقتل الكثير من الناس وقطع رؤوس آخرين منهم رهائن غربيون، وأعلن التنظيم قيام خلافة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية، وسافر آلاف المتطوعين الغربيين إلى سوريا والعراق للانضمام إلى الجماعات المتشددة، وتشن سلطات إنفاذ القانون حملة ملاحقة للمقاتلين العائدين وسط مخاوف من وقوع هجمات، وتقول سلطات الأمن إن نحو 550 مواطنا ألمانيا انضموا للدولة الإسلامية في العراق وفي سوريا وإن نحو 60 قتلوا ومنهم مهاجمون انتحاريون، ومن المعتقد أن نحو 180 قد عادوا إلى ألمانيا، وطبقت ألمانيا في سبتمبر أيلول حظرا على جماعة الدولة الإسلامية وحظرت الدعاية لها وعرض شعارات خاصة بها ومنعت الأنشطة المرتبطة بها، ومن بين الذين يواجهون الملاحقة القانونية من هم متهمون بدعم الدولة الإسلامية من خلال جمع الأموال أو المساعدة في تزويد التنظيم بالمعدات من ألمانيا.

الفرار من التنظيم

فيما تعرض أجانب من تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى القتل أو السجن على أيدي عناصر التنظيم المتطرف بعدما حاولوا الفرار من صفوف الجماعات الجهادية، بحسب ما أفاد ناشطون في سوريا، وذكر الناشطون أن العناصر الذين عادة ما يحاولون الهروب فور انضمامهم إلى التنظيم واتضاح الصورة لهم على أرض الواقع، هم من الشبان الذين يحمل معظمهم جنسيات غير عربية، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أعلن في بريد الكتروني أن التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق اعتقل أحد مقاتليه الأجانب في الرقة داخل "أحد محال الاتصالات في المدينة عقب اتصاله مع ذويه في بلده"، وتابع "اعتدى عليه رفاقه بالضرب وقاموا بتفتيشه ومصادرة أغراضه الشخصية واقتياده إلى منطقة مجهولة"، مضيفا "كان هناك مترجما برفقتهم  أبلغ رفاق المقاتل الذي تم اعتقاله بأنه يتحدث مع ذويه بخصوص كيفية عودته إلى بلاده"، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية إن المقاتل الذي يبلغ من العمر 17 عاما "كان روسيا أو شيشانيا"، وأكد ناشطون في مدينة الرقة الشمالية أن هذه الحادثة ليست معزولة، مشيرين إلى أن "الهروب صعب جدا، ومن تم القبض عليهم تعرضوا للذبح" أو السجن، وذكر الناشط نائل مصطفى الذي يحمل اسما مستعارا أن أعداد هؤلاء الذين يحاولون الهروب "قليلة ومعظمهم من أوروبا الغربية، حيث يمكن أن يواجهوا محاكمات أو أن يخضعوا لمراقبة لصيقة لدى عودتهم"، ويتصف تنظيم "الدولة الإسلامية" بالوحشية، حيث لا يتردد في اعتماد أسوأ أساليب القتل، وفي سبي النساء، وإصدار أحكام بالإعدام في حق كل من يعارضه في مناطق سيطرته في سوريا والعراق. بحسب فرانس برس.

ويقول البروفسور الأمريكي جون هورغان الاختصاصي في علم النفس السياسي ومدير مركز دراسات الإرهاب في جامعة بنسلفانيا "أعتقد أن الأسباب (التي تدفعهم للسفر إلى تركيا للالتحاق بالجهاديين) ليس لها علاقة بالدين بقدر ما يعتقد البعض"، ويضيف البروفسور هورغان أن تنظيم "الدولة الإسلامية يبيعهم الأوهام وخليط من المنافع الشخصية والسياسية، فهؤلاء الشبان يوعدون بالجنس والمغامرة والإثارة والرفقة، لكن يمكنهم كذلك الانتقام من قرون من التفرقة والتغريب، كما يشكل استخدام أفعالهم لإهانة الغرب مكافأة إضافية"، وفي دراسة بعنوان "التحول الناجم عن الخطاب الإرهابي الجديد لدى الشباب"، يفصل المركز الفرنسي لدرء الانحراف الديني المرتبط بالإسلام كيفية توظيف فيلم "المصفوفة" (ذي ماتريكس) (أخرج من المصفوفة وأصبح المختار) وثلاثية سيد الخواتم (عد إلى الجماعة) أو لعبة فيديو "عقيدة القاتل" (أطع السيد المقدس)، في التجنيد، ويحلمون بالشهادة ويمجدون الشريعة والخلافة ولكن خلف هذا الخطاب المؤمن يخفي المتجهون للقتال في سوريا والعراق دوافع أكثر دنيوية، يؤكد الخبراء والمسؤولون.

قسوة العيش والرغبة في المغامرة والمطالب السياسية وعدم القدرة على الاندماج في المجتمع والانجذاب للحرب والرغبة في السير على خطى الأصحاب والحصول على لقب بطل في نظرهم، وخوض تجربة مثيرة مع المجموعة، يلتقط كثيرون الخطاب الإسلامي المتطرف على الإنترنت والذي قلما يفهمونه أو يعرفون مقتضياته، ويستخدمونه للتعويض عن نواقصهم وضعفهم ولتغذية أوهامهم أو تطلعاتهم المثالية، ويوضح التقرير أن "الخطابات الإرهابية الجديدة طورت وسائل التجنيد من خلال التخصص في استخدام الإنترنت كأداة، إلى درجة أنهم يقترحون عروضا شخصية مختلفة عن بعضها وتلائم شبانا مختلفين تماما"، بعدها، يتابع التقرير "ينقلون الشاب من التكوين العقائدي الافتراضي إلى التجنيد الميداني".

ويضيف "إنهم يشعرون بالانتماء إلى جماعة سياسية، فهنا هم مجاهدون، الدين هو مجرد قشور، إنها جماعة إسلامية ولكن كان يمكن أن تكون أي شيء آخر، جماعة فوضوية أو مناهضة للفاشية إنه مجتمع وهمي وهم يتخيلون أنهم يشكلون جزءا منه حتى وإن كانوا لا يمتون إليه بصلة، إنهم يشعرون بأنهم جنود للدفاع عن هذا المجتمع الذي يقال لهم إنه يتعرض للعدوان"، وأوردت صحيفة الغارديان قبل فترة قصيرة في خصوص نفس موضوع الدراسة والتي تحاول فهم خلفيات إقبال الشباب على الانخراط في الشبكات الجهادية للقتال في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف أنهم "يسعون وراء حلم وغالبا لا تكون لديهم أي فكرة عن الإسلام، يصبحون سجناء لهذا الوهم، كما ينغمس البعض في عالم ألعاب الفيديو، ويغريهم الكلام المشبع بالاستعارات والتشبيهات التي ليس لها صلة بالإسلام الحقيقي"، وأضافت "هؤلاء الشباب يشعرون بلا شك أنهم سجناء في عالم تافه وعادي، وتنظيم ‘الدولة الإسلامية‘ يجعلهم يعتقدون أن بإمكانهم أن يكونوا جزءا من شيء أكبر، إذا كنت شابا وخيالك محدود ولديك مشكلة في التواصل مع الجيران والأصدقاء في مجتمع تعددي، يمكن بسهولة إغواؤك، فأنت تشبه صفحة بيضاء".

الخشية من تحالف هجين

الى ذلك تواجه أستراليا ما تقول السلطات إنه خطر متزايد من المتطرفين الإسلاميين في الداخل وتخشى من خطر جديد يلوح في الأفق وهو تحالف من يمكن أن يكونوا متشددين مع عصابات راكبي الدراجات النارية، وقال كلايف سمول مساعد مفتش الشرطة المتقاعد في نيو ساوث ويلز إن التشدد الإسلامي والجريمة المنظمة يمتزجان بالفعل وإن أفراد العصابات الجديدة يستخدمون التفسير المتشدد للإسلام كمبرر للانضمام، وقال سمول "يمكن أن يكون هناك شخص يقول سأنضم (لعصابة) أنا أبيع المخدرات لأن استراليا مكان سيء ونحتاج لجمع الأموال للسيطرة"، وتابع "يوجد هذا المنطق الذي يبرر تقريبا أي شيء تريده"، وشارك أكثر من 800 من أفراد الشرطة في حملات مداهمة لمكافحة الإرهاب في سيدني وبرزبين في سبتمبر أيلول وقالت السلطات انها أحبطت خلالها مخططا لمتشددين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية لذبح أحد السكان بشكل عشوائي.

وسنت أستراليا قوانين تهدف إلى منع الشبان من الانضمام للقتال في العراق وسوريا حيث انضم عشرات الاستراليين لجماعات متشددة، وهي في حالة تأهب تحسبا لوقوع هجمات في الداخل ينفذها مسلمون تطرفوا، وقالت وسائل إعلام إن بسام حمزة زعيم عصابة براذرز فور لايف والمدان بتهمة القتل تبنى الإسلام الأصولي وهو في السجن وطلب من أفراد عصابته التحالف مع نادي بانديدوس للدراجات النارية في حرب مخدرات عنيفة، والرابط الجديد بين الإسلام الأصولي وراكبي الدراجات النارية هو في جانب منه أحد نتائج تغير التركيبة السكانية لأستراليا، وقبل نحو 25 عاما عندما انضم مارك "فيريت" موروني إلى نادي فينكس اوتلو للدراجات النارية كان معظم أعضاء النادي مثله بيض البشرة يغطون أجسامهم بالأوشام ويتسمون بالخشونة، لكن العصابات تحولت منذ الحين بسبب تدفق أعضاء من أصول شرق أوسطية بعضهم لا يركب حتى الدراجات النارية، وقال فيريت الذي انشق عن نادي فينكس في 2013 ليصبح رئيسا لنادي مونجول نيشن المنافس الذي يشترط أن يكون كل أعضائه بيض البشرة "لقد غير هذا أسلوب النوادي بعض الشيء، في مونجول نيشن ينبغي أن تكون لديك دراجة نارية لكي تكون عضوا وتختلط". بحسب رويترز.

وأصبح لدى عصابات راكبي الدراجات النارية الآن روابط أسرية وثقافية في المجتمعات التي تخشى الشرطة من أنها تأوي عناصر يمكن أن تتحول الى التشدد، وقال نيك كالداس نائب مفتش الشرطة في نيو ساوث ويلز "ما أخشى منه هو أن من يشاركون في النشاط الإجرامي يحملون معهم عددا من المهارات والمعارف والقدرة على نقل المواد بشكل قد لا يكون متاحا لدى الجماعات المتطرفة دينيا"، وتابع قوله "هناك حاجز إلى حد ما بين الإجرام المدفوع بالربح وبين التطرف وأعتقد أن مبعث قلقنا هو ماذا سيحدث لو اختفى هذا الحاجز"، وخلال التسعينيات سيطرت مجموعات إجرامية يديرها أبناء مهاجرين لبنانيين على حي كينجز كروس السيء السمعة في سيدني وتحالفت مع عصابات راكبي الدراجات النارية التي تقول الشرطة الآن إنهم متورطون بقوة في المخدرات والابتزاز، وقالت المحققة ديبورا والاس إنه في الوقت الذي توسعت فيه النوادي إلى ضواحي سيدني الغربية التي يغلب على سكانها المسلمون كانت هناك حاجة للشبان لتعزيز الصفوف ولم يكن هناك خيار أمام عصابات راكبي الدراجات النارية سوى الانفتاح على غير البيض.

وعادة ما كان المجندون الجدد يخضعون لمراقبة طويلة قبل أن يصبحوا أعضاء في تلك النوادي، ولجأ هؤلاء لتعاطي المنشطات ولعبت الأموال والأسلحة بعقولهم فكانوا كثيرا ما يخرجون من ناد إلى آخر منافس (وهو ما لم يكن يحدث في السابق) مما كان يفجر صراعات، وقالت والاس "ما حدث منذ ذلك الحين هو أن الافتقار للولاء سبب العديد من المشاكل"، وبالنسبة لفيريت موروني الذي ينفي تورطه في أنشطة إجرامية فان التحول في ثقافة راكبي الدراجات النارية يعكس التغيرات في المجتمع، ويقول إن القادمين من الشرق الأوسط لديهم عائلات أكبر مقارنة بالأستراليين البيض وهم يجلبون معهم أقاربهم إلى النوادي، وقال "إذا كان لديك 40 من الأقارب مقارنة بالاسترالي الذي لديه خمسة سيحضر المزيد من الناس"، لكن الشرطي كالداس وهو مهاجر من مصر يرى أنماطا مثيرة للقلق، وفي عام 2005 أحبطت الشرطة مخططا لتفجير محطة للطاقة النووية في نيو ساوث ويلز بصواريخ يزعم أن ضابطا في الجيش برتبة ميجر سرقها ثم باعها إلى عصابة من راكبي الدراجات النارية التي باعتها بدورها لعصابة لبنانية للجريمة المنظمة وتلك باعتها لمتشددين إسلاميين، وقال "بالنسبة لي هذا نموذج تقليدي للعمل المشترك بين الإجرام المدفوع بالربح والعنف المدفوع بالدين أو الجهاد".

عمليات جهادية

من جانب اخر مثل ثلاثة رجال أمام محكمة في لندن ووجهت لهم اتهامات تتصل بمزاعم عن مخطط لتنفيذ عملية ذبح أحد أفراد الجمهور في بريطانيا، واعتقل الرجال في لندن وهاي ويكومبي غربي العاصمة البريطانية، ووجه الى الرجال الثلاثة نادر علي سيد (21 عاما) وابنه عمه يوسف شاه سيد (19 عاما) وحسيب همايون (27 عاما) الاتهام بالتحضير لارتكاب أعمال ارهابية، وقال ممثلو الادعاء ان الاتهام يتعلق بمخطط لذبح أحد أفراد الجمهور، وسيظل الرجال الثلاثة قيد الحبس الاحتياطي الى ان يمثلوا امام محكمة جنايات أولد بيلي في الرابع من ديسمبر كانون الاول، وقامت الشرطة البريطانية بسلسلة اعتقالات في الشهور الاخيرة منذ رفع مستوى التحذير من الارهاب الدولي في البلاد الى الدرجة الثانية مما يعني ان وقوع هجوم مرجح بدرجة عالية، وحذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من ان متشددي الدولة الاسلامية الذين سيطروا على أجزاء كبيرة من الاراضي في سوريا والعراق يمثلون تهديدا خطيرا على الامن القومي البريطاني.

فيما اعلنت وزارة العدل الاميركية توجيه الاتهام الى شابين اميركيين احدهما يقاتل في الشرق الاوسط حاليا الى جانب الجهاديين، لتقديمهما الدعم لتنظيم الدولة الاسلامية، وقال جون كارلين مساعد وزير العدل في بيان ان عبدي نور (20 عاما) وعبد الله يوسف (18 عاما) متهمان "بالتآمر لتقديم دعم مادي لمنظمة ارهابية اجنبية محددة هي الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)"، وسيمثل عبد الله يوسف امام المحكمة في مينابوليس حيث تعيش جالية صومالية كبيرة، اما عبدي نور فقد توجه في 29 ايار/مايو الى تركيا حيث يعبر الكثير من الجهاديين وصولا الى سوريا، وكان من المتوقع ان يعود الى الولايات المتحدة في 16 حزيران/يونيو لكنه "لم يعد"، بحسب الوزارة، واوضح كارلين ان "اكثر من 16 الف متطوع من تسعين بلدا سافروا الى سوريا ليصبحوا مقاتلين اجانب هناك بما لذلك من عواقب تثير القلق"، وقال "انها ازمة عالمية وسنواصل جهودنا لمنع الاميركيين من الانضمام الى القتال ولمحاسبة الذين يقدمون دعما ماديا لمنظمات ارهابية اجنبية"، وتابع "بهذين المتهمين، نكون قد وجهنا الاتهام الى اكثر من 15 شخصا لجرائم مرتبطة بتهديد المقاتلين الاجانب في سوريا"، واوقفت الشرطة عبد الله يوسف بينما كان في مطار مينيابوليس في 28 ايار /مايو متوجها الى اسطنبول، وقالت السلطات ان يوسف ابرز جواز سفر اميركيا لكنه لم يتمكن من اعطاء تفاصيل عن رحلته او يوضح مصدر الاموال التي ستغطي نفقاته بما انه عاطل عن العمل.

كما طالب ممثل الادعاء في ألمانيا بسجن ألماني يبلغ من العمر 20 عاما لمدة تزيد على أربع سنوات لاتهامه بالقتال في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في أول محاكمة من نوعها في البلاد، وأضاف ديتر كيلمر أمام المحكمة أن المتهم الذي عرف فقط باسم كريشنيك بي، (والذي ولد في ألمانيا لأبوين من كوسوفو) لم يظهر أي ندم على أفعاله، وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد على مناطق واسعة في سوريا والعراق وضرب أعناق بعض الرهائن الغربيين وذبح مسلمين كثيرين من غير السنة وأعلن قيام دولة الخلافة في قلب منطقة الشرق الأوسط، وسافر آلاف المتطوعين الغربيين إلى سوريا والعراق للانضمام إلى الجماعات المتشددة مما أثار مخاوف أوروبا والولايات المتحدة من ان يعودوا من القتال ويشنون هجمات في الداخل، وتلاحقهم سلطات انفاذ القانون، ويتهم كريشنيك بي، بالانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في الفترة بين يوليو تموز وديسمبر كانون الأول 2013، وقال ممثلون للادعاء إنه تلقى تدريبا عسكريا وخاض معارك، وقال كيلمر "أشك في أنه يشعر بأي ندم حقيقي"، وقرأ ممثل الادعاء ما قاله كريشنيك خلال شهادته ردا على سؤال حول ما إذا كان هناك ما يبرر ضرب الأعناق، ورد المتهم بالقول "يتوقف هذا على الخطايا التي ارتكبها الشخص"، وطالب كيلمر المحكمة بسجن المتهم اربع سنوات وثلاثة أشهر، وقال محامي الدفاع أن موكله ذهب إلى سوريا لأنه أراد مساعدة الشعب السوري وإنه لا ينبغي الحكم عليه بالسجن لمدة تزيد على ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، ومن المتوقع صدور الحكم في الخامس من ديسمبر كانون الأول.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 7/كانون الأول/2014 - 14/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م