بوتين بين احلام السوفييت وواقع العقوبات القاسية

 

شبكة النبأ: ابتدأت الازمة بين روسيا والاتحاد الاوربي بعد الخلاف حول اوكرانيا، وسارعت الدول الاوربية والولايات المتحدة الامريكية الى استخدام الضغط الاقتصادي لثني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مواقفة المتصلبة تجاه الازمة الاوكرانية او ضم شبه جزيرة القرم الى الاراضي الروسي، وقد كلفت العقوبات الاوربية الخزانة الروسية اكثر من 9 مليارات دولار سنويا (بالمقابل فان أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي، اكد ان خسارة الاتحاد الاوربي سترتفع لتصل الى 50 مليار دولار)، فيما ستؤدي هذه العقوبات مضافا اليها انخفاض اسعار النفط الى خسائر تصل الى 130 مليار دولار، وهو امر يضر باقتصاد روسيا الذي يعاني من فترة انكماش بسبب هذه العقوبات التي من المرجح انها سوف تستمر للعام القادم فيما لو لم يتم الاتفاق على تسوية مناسبة، ويتخوف الغرب، الذي فرض هذه العقوبات، من طموحات بوتين الرجل القوي، خصوصا من احلامه المتعلقة بعودة الاتحاد السوفيتي، او على الاقل التوسع من جديد نحو اوربا الشرقية، الامر الذي يعني تهديدا مباشرا للاتحاد الاوربي والدول المنطوية تحت هذا الاتحاد.

واعتبرت صحيفة غارديان رد قادة الغرب على سياسة بوتين منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم دلالة سياسية سيئة على عدم وجود استراتيجية واضحة لحل الأزمة المتزايدة في وسط أوروبا، وأنهم بذلك يتركون بوتين يمضي في مخططه للسيطرة على أماكن أخرى بأوكرانيا وزعزعة استقرار الديمقراطية الوليدة هناك وتشكيل دول ضعيفة على حدوده، وأكدت الصحيفة على ضرورة أن تأتي حلول الأزمة الأوكرانية من تحرك دبلوماسي وليس عسكريا، ولكن يجب أن يكون هناك ردع إلى جانب الدبلوماسية، فيما اشارت صحيفة تايمز أن الروس هم الذين يدفعون ثمنا باهظا نتيجة مواجهة بوتين مع الغرب، حيث من المحتمل أن تتصاعد أزمة روسيا الاقتصادية لتشكل تهديدا وجوديا لقيادة الرئيس بوتين خلال عامين بحسب أبرز خبراء الاقتصاد فيها، وادعت أن الروس العاديين (الذين أيدوا ضم بوتين للقرم) بدأوا يشعرون بوطأة العقوبات الاقتصادية الغربية على حياتهم اليومية، حيث من المتوقع أن تكلف بلادهم أربعين مليار دولار سنويا، كما أن انهيار أسعار النفط العالمية سيقلص العائدات الحكومية بنحو مائة مليار أخرى، وقد بلغ التضخم أكثر من 8%.

طبعا فلروسيا مكانة مهمة، ليست في الغرب فحسب، بل في مختلف القضايا الدولية، وخصوصا في الشرق الاوسط، ففي سوريا مازال بوتين الحليف القوي لنظام الاسد، وهي نقطة خلاف اخرى مع الغرب، كما تساهم روسيا بوصفها احد الاعضاء الرئيسيين في مجموعة (5+1) فيما يتعلق ببحث الملف النووي، ويرى محللون ان بوتين، يحاول مجددا تنشيط دور روسيا العالمي، والتي ستكون على حساب عودة الندية مع الولايات المتحدة الامريكية، وهو امر يتنامى بصورة مضطردة لدى بوتين مع فوزة لولاية جديدة من المحتمل انها لن تكون الاخيرة، كما ان شرائح واسعة من المجتمع الروسي تؤيد وجه نظر الرئيس، الذي استطاع حتى الان الصمود بوجه العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية الغربية، فيما يراقب محللون مدى قدرة روسيا على الاستمرار بمجابهة الغرب، في حال انعكس تأثيرها الاقتصادي على مجمل الحياة العامة، ربما خلال السنتين القادمتين.  

طموحات بوتن الرئاسيه

في سياق متصل كشف فلاديمير بوتين المعزول على الساحة الدولية انه لا يرى نفسه رئيسا مدى الحياة لروسيا غير انه قد يترشح لولاية رابعة في 2018، في مقابلة نشرت مؤخرا وتحدث فيها عن عزلة السلطة وعن بنتيه، ورفض الرئيس الذي يخوض اختبار قوة مع الاوروبيين والاميركيين منذ ان ضمت روسيا في اذار/مارس شبه جزيرة القرم الاوكرانية، الانتقادات الموجهة اليه مؤكدا "اننا اقوى من الاخرين لأننا على حق"، وفي المقابلة التي اجرتها معه وكالة تاس الروسية استبعد بوتين الذي يترأس البلاد لولاية ثالثة ان يبقى رئيسا مدى الحياة وقال "لا، هذا ليس مفيدا للبلد، بل هو مضر له، ولست بحاجة الى ذلك"، وبعدما تولى بوتين الرئاسة بالوكالة في 31 كانون الاول/ديسمبر 1999 اثر استقالة بوريس يلتسين، انتخب للمرة الاولى عام 2000 ثم اعيد انتخابه عام 2004، وخلفه رئيس وزرائه الحالي ديمتري مدفيديف عام 2008 اذ يحظر الدستور الروسي اكثر من ولايتين رئاسيتين متتاليتين.

وفي 2012 عاد فلاديمير بوتين الى الكرملين لولاية باتت مدتها ست سنوات واعلن الرئيس البالغ من العمر اليوم 62 عاما انه لا يستبعد الترشح عام 2018 لولاية رابعة تسمح له بالبقاء في السلطة حتى 2024 وعندها يكون بلغ ال72 من العمر، علما ان بعض اسلافه في الحقبة السوفياتية مثل ستالين وبرجنيف توفوا وهم في الكرملين في سن ال74 وال75 على التوالي، وقال بوتين "نعم، من الممكن ان اترشح من جديد، لست ادري بعد ان كان ذلك سيتم ام لا" مضيفا "سوف آخذ بالاعتبار الظروف العامة وإحساسي العميق ومزاجي"، وردا على اتهامات المعارضة الليبرالية له بالاستئثار بكل السلطات وبتطبيق نظام متسلط، قال بوتين ان "الاعتقاد بان الرئيس يقرر كل شيء وان الامر يتعلق به على الدوام" ليس "صحيحا"، واكد بوتين انه لا يتخذ اي قرار بدون التفكير مليا وعن قرار ضم القرم قال انه كان "قرارا استراتيجيا".

وقال "اننا اقوى من كل الاخرين لاننا على حق" مضيفا "القوة في الحقيقة، حين يكون روسي على يقين بانه على حق، لا يمكن التغلب عليه، وفي الوضع الحالي، لا يساورني ادنى شك"، وردا على سؤال الصحافي عما اذا كانت روسيا تسعى لاقامة حواجز جديدة مع الغرب قال بوتين "اننا لا نفعل ذلك ولن نفعله، ندرك ما سيترتب عن ستار حديدي جديد من عواقب كارثية بالنسبة لنا"، وذكر بانه "في بلدان اخرى كانت هناك فترات حاولت فيها هذه الدول ان تعزل نفسها عن باقي العالم ودفعت الثمن باهظا"، وفيما يتوخى الرئيس عادة كشف اي معلومات عن حياته الخاصة، كشف هذه المرة عن بعض تفاصيل حياته العائلية، وقال ان ابنتيه ماريا (29 عاما) وايكاتيرينا (28 عاما) "تعيشان في موسكو"، وقال "لدي جدول اعمال مشحون للغاية، حتى ابنتي، اراهما بالكاد مرة او مرتين في الشهر" مضيفا ان "اعباء العمل بحجم يجعل من المتعذر ان تكون لي دائرة اصدقاء كبيرة"، وقال في لحظة نادرة من الصراحة "تعلمون، لا اشعر بالوحدة، مهما بدا هذا الامر مستغربا، لا اجري الكثير من اللقاءات الودية والتواصل، حتى مع الناس الذي اعتبرهم اصدقائي"، وختم "لكن الوحدة امر اخر على ما يبدو لي، ليست في عدم امكانية التواصل، بل هي وضع نفسي، وانا لا يراودني هذا الاحساس". بحسب فرانس برس.

أقوى قائد في العالم

الى ذلك وللسنة الثانية على التوالي هزم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي باراك أوباما واحتل المرتبة الأولى في تصنيف مجلة "فوربس" لأقوى قائد في العالم، وهي المرة الثالثة خلال ولاية أوباما التي يخسر فيها الرئيس الأمريكي المرتبة الأولى: مرتين أمام بوتين، ومرة أمام الرئيس الصيني شي جينبينغ، وتساءلت المجلة "بالتالي من هو الأقوى: رئيس لديه سلطة مطلقة في دولة متآكلة لكنها لا تزال مشاكسة، أو رئيس مقيد اليدين لأقوى دولة في العالم؟"، وأضافت "للسنة الثانية على التوالي، تصب أصواتنا لمصلحة الرئيس الروسي كأقوى شخص في العالم وبعده الرئيس الأمريكي باراك أوباما"، لائحة العالم 2014 لأقوى 72 قائدا في العالم اختيرت لتعكس قائدا لكل مئة مليون شخص على الأرض فيما بقي القادة الخمسة الأوائل هم أنفسهم مثل السنة الماضية، وفي المرتبة الثالثة حل الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يتوقع أن يحكم لمدة عقد يرتقب أن تتقدم فيه الصين على الولايات المتحدة كأكبر اقتصاد في العالم،

وفي المرتبة الرابعة على لائحة "فوربس" البابا فرنسيس وحلت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل خامسة، وبين الشخصيات الـ12 الجديدة على اللائحة ورد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي (المرتبة 15) ومؤسس شركة علي بابا وأغنى رجل في الصين جاك ما (المرتبة 30) وأبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي أعلن الخلافة في مناطق سيطرة التنظيم (المرتبة 54)، وتشمل اللائحة 17 رئيس دولة يتولون السلطة في دول يبلغ مجموع إجمالي ناتجها الداخلي 48 تريليون دولار و39 رئيس شركة تؤمن في الإجمال 3,6 تريليون دولار كعائدات سنوية، وهناك تسع نساء على اللائحة لكن للمرة الأولى تصل امرأتان إلى المراتب العشر الأولى، وهما ميركل ورئيسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جانيت يلين.

وغطت تظاهرة "وطنية" نظمتها السلطات تاييدا للرئيس فلاديمير بوتين وسياسته في اوكرانيا على التظاهرة السنوية التقليدية للقوميين المتشددين المعارضة عادة لبوتين في موسكو، وسار نحو 75 الف شخص وفق الشرطة في الشارع الرئيسي في موسكو وهم يهتفون "نثق ببوتين"، حاملين أعلاما روسية وشرائط القديس جورج، رمزا لتأييد الانفصاليين المقربين من روسيا في شرق اوكرانيا، ويشهد 4 تشرين الثاني/نوفمبر كل سنة تظاهرات ومسيرات في كبرى مدن البلاد بمناسبة يوم الوحدة الوطنية، وهو يوم اجازة في روسيا احتفالا بطرد القوات البولندية المحتلة من الكرملين في 1612، وقالت الاوكرانية ماروسيا نيكولايفنا (59 عاما) القادمة من منطقة دونيتسك شرق اوكرانيا مع اصدقاء من القرم التي ضمتها روسيا في اذار/مارس، "اليوم هو عيد بطلي ومخلص شعبي، انه عيد بوتين الذي وحد الشعوب"، وقال فلاديمير (70 عاما) "جئت لاني اؤيد سياسة بوتين، ولست وحدي، لم أر من قبل مثل هذه الاعداد الضخمة"، وعلى المنصة تحدث ممثلو ابرز القوى السياسية ومنهم حزب "روسيا الموحدة" الحاكم والشيوعيون وحتى قوميون متشددون، تعبيرا عن تاييدهم لبوتين وللانفصاليين في شرق اوكرانيا الذين يقاتلون القوات الاوكرانية منذ ستة اشهر، وقال سيرغي ميرونوف، زعيم حزب "روسيا العدالة" الموالي للكرملين "نحن متحدون مع اخوتنا في نوفوروسيا" في اشارة الى المناطق الاوكرانية الناطقة بالروسية. بحسب رويترز.

وحجبت هذه التظاهرة "الوطنية" المسيرة السنوية التقليدية للمتشددين المعارضين باغلبهم لبوتين والذين لم يتمكنوا من جمع حشد كبير هذه السنة، ولم تجمع "المسيرة الروسية" التي تشارك فيها كل سنة نحو خمسين مجموعة صغيرة قومية ويمينية متطرفة، سوى الفي شخص وفق الشرطة، بدلا من عشرة او عشرين الفا توقع المنظمون حضورهم، وهذه المجموعة التي تجتمع عادة حول رفضها استقبال مهاجرين قادمين من الجمهوريات السوفياتية السابقة، انقسمت هذه السنة حول المسالة الاوكرانية، وقال الكسندر ديومين، وهو من روستوف في القوزاق، "لماذا نختلف مع اوكرانيا حول القرم؟، هذا يكلفنا المال ولا يخدم في شىء"، وقال ديمتري دميوشكين زعيم حركة روسكي (الروس) القومية المتشددة انه يعارض "الحرب الاهلية في اوكرانيا" معتبرا ان هناك "شعبا روسيا واحدا خلافا لما تحاول الدولة اقناعنا به"، وندد كذلك بضغوط الكرملين لإلغاء هذه المسيرة، وجذبت مسيرة اخرى للقوميين تاييدا للناطقين بالروسية في اوكرانيا كذلك عددا اقل من "المسيرة الروسية"، ولم يشارك فيها الزعيم الانفصالي ايغور سترلكوف الذي دعا الى تنظيمها، وياخذ محللون ومعارضون للكرملين على فلاديمير بوتين تأجيج المشاعر القومية منذ بداية الازمة الاوكرانية لتبرير اسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، ويقول فيدور كراتشينينيكوف رئيس معهد دراسات التنمية والحداثة "بات الحكم قادرا وحده على تعبئة الناخبين القوميين".

اتهام حليف بوتين

فيما اتهم الكرملين الولايات المتحدة بشن هجوم عنيف على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من خلال فتح تحقيق في غسل أموال يمس أحد أفراد الدائرة المقربة منه، ومن المرجح أن يعمق التحقيق في نشاطات الملياردير الروسي جينادي تيمتشينكو التوتر بين واشنطن والغرب في أسوأ أزمة بينهما منذ الحرب الباردة، ويخضع تيمتشينكو وهو أحد مؤسسي مجموعة جونفور لتجارة النفط لعقوبات تتصل بالأزمة في أوكرانيا، وقال ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين للصحفيين إن الكرملين لا يملك تفاصيل عن القضية "ولا يمكننا التعبير عن أي شيء سوى الذهول"، وأضاف "ما يحدث في "إجراءات العقوبات" المتنوعة هو أمر يصعب تفسيره وهو في الغالب موجه مباشرة ضد بوتين"، وأضاف "هذه القضية مثال آخر على ما يحصل (على الرغم من أنني لا أعرف مدى مصداقية هذه المعلومات) وهي فكرة تركيز الهجمات التي تستهدف روسيا على زعيم البلاد بوتين نفسه"، ولم يعلق بوتين على ما تقول وثائق وأشخاص مطلعون على الأمر إنه تحقيق يجريه مكتب المحامي العام الأمريكي لمنطقة شرق نيويورك في أمر مجموعة جونفور وتيمتشينكو وينطوي على تجارة نفط وغسل أموال.

وتيمتشينكو كان بين أولي الشخصيات الروسية التي فرضت عليها عقوبات في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا في مارس آذار الماضي وتلك التي فرضت فيما بعد لدورها الأوسع في الأزمة في أوكرانيا، وقالت مجموعة فولجا القابضة (الشركة الأم التي تضم أصول تيمتشينكو) في بيان إن الملياردير لا يعرف بوجود أي تحقيق يشمله، وقالت المجموعة في بيان مكتوب إن "تيمتشينكو لم يتلق أي إخطار من أجهزة انفاذ القانون الأمريكية بشأن أي تحقيق في نشاطاته"، وأضافت "إن السيد تيمتشينكو لطالما مارس نشاطاته التجارية ملتزما التزاما صارما بالقوانين وبأعلى معايير اخلاقيات العمل التجاري".

من جهته يرى الكاتب الروسي الشهير بوريس اكونين، العاكف حاليا على وضع كتاب عن تاريخ روسيا، ان النظام السياسي الحالي في بلاده اي "البوتينية"، "لا يمكن ان يستمر طويلا"، مبديا قلقه على المستقبل القريب للبلاد وتفاؤله على المدى المتوسط، وقال الكاتب  على هامش مهرجان جوزف كونارد في بولندا "أخشى ان الثمن الذي سيدفعه الروس لتغيير نظامهم السياسي سيكون باهظا"، واضاف هذا الكاتب الذي اشتهر بفضل الشخصية الروائية التي ابتكرها لمحقق يعيش في روسيا القيصرية "لا شك ان هذا النظام سيرحل، لانه بكل بساطة فاشل الى حد هائل، انه خارج الزمن"، ويعكف بوريس اكونين حاليا على وضع كتاب من ثمانية مجلدات، نشر منها اثنان، عن تاريخ روسيا القديم وصولا الى العقد الثاني من القرن العشرين، بلغة حية وسهلة، يستهدف الجمهور الواسع من القراء، ويرى الكاتب انه لا يمكن فهم العقلية الروسية اليوم ما لم ينظر الى اسباب تاريخية بعضها ضارب في القدم، ويقول "الدولة الروسية حاليا هي امتداد لامبراطورية جنكيز خان أكثر مما تربطها صلات بارث الدولة البيزنطية"، ويضيف موضحا "العقلية الامبراطورية متجذرة، وعقلية السلطة متجذرة، والناس لا يخضعون للقانون بل للأوامر والنواهي"، وهو يرى ان روسيا محكومة حاليا بسلطة تتشكل من مجموعة من الرجال النافذين الذين يزيحون من طريقهم من يشكل لهم مصدر ازعاج، وعماد هذا النظام الاستبدادي برأي الكاتب هو الشرطة والاستخبارات والاثرياء المرتبطون بالكرملين والموظفون الفاسدون، وتعليقا على استطلاع للرأي نشر في الآونة الاخيرة وبين ان الرئيس فلاديمير بوتين يتمتع بشعبية كبيرة، رد الكاتب ان معظم الروس لا يهتمون بالسياسة، وانه إن طلب منهم رأيهم حول النظام الحالي يجيبون بشكل آلي "نعم نحن مع بوتين" ليقنعوا أنفسهم بواقعهم. بحسب فرانس برس.

وسبق ان شارك هذا الكاتب والمؤرخ في التظاهرات المناهضة لبوتين في موسكو، وردا على سؤال حول مصير المعارض اليكسي نافالني الذي يمضي عقوبة السجن بعدما اتهمته السلطات بالاختلاس يقول "انه أمر معيب أن تسير الشركة الفرنسية التي قيل انها ضحية الاختلاس في هذه الرواية"، لكن متحدثا باسم الشركة الفرنسية "ايف روشيه" نفى ان تكون شركته مسؤولة عن اي دعوى قضائية ضد المعارض الروسي، مؤكدا ان السلطات الروسية هي من قام بالأمر، وكتاب التاريخ الذي يعمل عليه اكونين يشمل الحقبة من القرن التاسع وحتى العام 1917، ويعلق الكاتب على اهماله التاريخ الحديث بعد الثورة البولفشية الذي ترك بصمات كبيرة في المجتمع الروسي "لا اشعر اني سأكون حياديا في تناول لينين وستالين"، ويضيف "ولن انتقد ستالين الا حين تتجاوز روسيا امكانية ان يظهر فيها ستالين جديد، وفي الوقت الحالي نحن نشهد ظهور ستالينية جديدة" مع نظام فلاديمير بوتين.

الإعجاب بسياسة بوتين

بدوره قال نايجل فرج زعيم حزب الاستقلال البريطاني المناهض للاتحاد الأوروبي في مقابلة نشرت مؤخرا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو أكثر من يحظى بإعجابه من زعماء العالم بسبب تعامله "الرائع" مع الأزمة السورية، وعندما سئل فرج عن الزعيم الذي يكن له أكبر قدر من التقدير قال لمجلة جي.كيو "كمحرك (للأحداث) وليس كشخص، أقول بوتين"، ونقل عن فرج قوله "الطريقة التي أدار بها موضوع سوريا برمته، رائعة، لكنني لا أتفق معه سياسيا، كم عدد الصحفيين في السجن الآن؟"، وحمى بوتين الرئيس السوري بشار الأسد بعرقلته العديد من محاولات إدانته في الأمم المتحدة وتزويد حكومته بالأسلحة في حرب أهلية قتل فيها نحو 140 ألف شخص، ووجه نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج انتقادات شديدة لتصريحات فرج الذي شارك معه في مناظرة تلفزيونية بشأن السياسة تجاه أوروبا. بحسب رويترز.

وقال كليج للصحفيين "أعتقد أنه شيء غريب تماما أن يبدي نايجل فرج إعجابه، بفلاديمير بوتين الراعي الرئيسي وحامي واحد من أكثر الدكتاتوريين وحشية على وجه الأرض، الرئيس الأسد"، وينتقد فرج الذي عمل بالتجارة من قبل ويستمتع بإثارة الجدل الاتحاد الأوروبي بسبب تعامله مع الأزمة الأوكرانية قائلا إن التكتل استفز روسيا وجعلها تتدخل في جارتها، كما أثارت تلك التصريحات انتقاد المؤسسة السياسية البريطانية التي اتهمت فرج بالدفاع عن سيطرة روسيا على منطقة القرم الأوكرانية ذات الأغلبية الروسية بعد الاحتجاجات الحاشدة التي أطاحت بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش، وتقول دول غربية إن ضم روسيا للقرم غير قانوني وفقا للقانون الدولي وفرضت عقوبات على موسكو.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/كانون الأول/2014 - 8/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م