حرب العراق.. استعادة المبادرة ستوحد العراقيين

 

شبكة النبأ: تتواصل العمليات العسكرية للقوات الامنية العراقية المدعومة بالمتطوعين من "الحشد الشعبي"، بعد ان تحولت القوات الامنية الى مرحلة المبادرة، بدلا من الدفاع، في استعادة الاراضي التي خسرها لصالح تنظيم ما يسمى (الدولة الاسلامية/ داعش)، في 6 محافظات توزعت في الشمال والغرب والوسط والشرق، وحققت خلال الفترة الماضية تقدما ملحوظا، بعد ان تمكنت من استعادة العديد من المناطق ذات البعد الجغرافي الاستراتيجي في بابل وكركوك وصلاح الدين ومعظم محافظة ديالى، ويتزامن هذا التقدم مع تقدم ملموس لقوات البشمركة العراقية التابعة لإقليم كردستان في شمال العراق، فيما يسعى رئيس الوزراء العراق (حيدر العبادي) في وضع اللمسات الاخيرة لاتفاق شامل مع العشائر العربية المنتشرة على طول الرقعة الجغرافية لمحافظة الانبار (كبرى محافظات العراق من حيث المساحة، اضافة الى مجاورتها لعدة دول عربية)، وبدعم كبير من قبل الولايات المتحدة الامريكية، من اجل تحرير المحافظة بالكامل من سيطرة تنظيم داعش، الذي حاول قبل ايام الاطباق على المحافظة بعد هجوم واسع قام به من عدة محاور، حاول من خلاله السيطرة على المربع الامني لمؤسسات الدولة وسط المحافظة، الا ان القوات الامنية والعشائر تمكنت من صد هذا الهجوم.

وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتكثيف القصف الجوي في محافظة الانبار لدعم القوات الامنية والعشائر السنية، غداة هجوم واسع شنه تنظيم "الدولة الاسلامية" على مدينة الرمادي، بحسب رئاسة الوزراء، وكان التنظيم الذي يسيطر على غالبية اجزاء المحافظة، شن هجوما واسعا على مدينة الرمادي، مركز المحافظة، والتي يسيطر على بعض احيائها منذ مطلع العام 2014، وقتل التنظيم مؤخرا 23 فردا على الاقل من احدى العشائر السنية، ليضاف ذلك الى سلسلة عمليات قتل جماعي نفذها بحق العشائر المناهضة له في الانبار خلال الفترة الماضية، وجاء في بيان للمكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة، "أمر السيد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة الدكتور حيدر العبادي بتقديم الإسناد الجوي المكثف لمحافظة الأنبار وتسليح ابنائها ودعم وتعزيز القوات المسلحة في المحافظة".

واكد العبادي خلال استقباله وفدا من مجلس المحافظة "تواصل العمليات العسكرية حتى تطهير المحافظة وتثبيت الاوضاع وبسط الامن والاستقرار"، مشيدا "بتعاون ابنائها (مع القوات العراقية) ودفاعهم عن مدنهم لطرد عصابات داعش (الاسم الذي يعرف به التنظيم) الارهابية"، وشن التنظيم المتطرف هجوما من اربعة محاور على المدينة التي تبعد 100 كلم الى الغرب من بغداد، وتعد واحدة من آخر مناطق وجود القوات العراقية في هذه المحافظة الاكبر في العراق، والتي تتشارك حدودا مع سوريا والاردن والمملكة العربية السعودية، وتخوض القوات الامنية وابناء العشائر السنية معارك ضد التنظيم الذي قام بقتل 23 شخصا على الاقل من ابناء عشيرة البو فهد، بحسب ما افادت مصادر امنية ومحلية، وسبق للتنظيم تنفيذ عمليات قتل جماعي بحق مئات من عشيرة البو نمر بعد سيطرته الشهر الماضي على مناطق وجودها في المحافظة، وتمكن التنظيم مؤخرا من التوسع ليسيطر على غالبية ارجاء المحافظة، على رغم الضربات الجوية التي ينفذها تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة التي ارسلت نحو 50 جنديا الى احدى قواعد الجيش العراقي في المحافظة، لتدريب عناصره وابناء العشائر على قتال "داعش"، وتحاول الحكومة استمالة العشائر للقتال الى جانبها ضد التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق، معظمها ذات غالبية سنية، منذ هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو، وتطالب العشائر الحكومة بدعمها بالسلاح، وتكثيف الضربات الجوية للتحالف لمساعدتها في التصدي لهجمات التنظيم الذي يسيطر كذلك على مناطق في شمال سوريا وشرقها. بحسب فرانس برس.

استعادة المدن

فيما هاجمت قوات عراقية تدعمها قوات الجيش الشعبي وقوات البشمركة الكردية بلدتين شمال شرقي بغداد يسيطر عليهما مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في مسعى لإخلاء طريق رئيسي يربط العاصمة بالحدود مع إيران، وقال ضباط في الجيش والبشمركة انهم تقدموا إلى بلدة جلولاء على بعد 115 كيلومترا من بغداد وبلدة السعدية القريبة واللتين يحاولون استعادة السيطرة عليهما من الدولة الإسلامية منذ أغسطس آب، وقال مصدر في مستشفى خانقين إن عشرة من الجنود ومقاتلي البشمركة ومقاتلي الميليشيا قتلوا وأصيب 32 في معارك، ولم ترد على الفور أرقام عن الخسائر في صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية، وتحاول الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بدعم الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة دحر تنظيم الدولة الإسلامية منذ أن اجتاح محافظات يغلب على سكانها السنة في شمال العراق في يونيو حزيران دون مقاومة تذكر. بحسب رويترز.

وكسر الجيش حصارا استمر لشهور لأكبر مصفاة نفطية في البلاد شمالي بغداد لكن مقاتلي الدولة الإسلامية ما زالوا ينتزعون السيطرة على أراض في محافظة الأنبار الغربية التي تشترك في حدود مع سوريا والأردن والسعودية، ويقاتل متشددو الدولة الإسلامية للسيطرة بشكل كامل على الرمادي عاصمة محافظة الأنبار، وتقع جلولاء والسعدية في محافظة ديالى التي تسيطر عليها بشكل أساسي حكومة بغداد وقوات البشمركة، وقال مسؤول كبير بالبشمركة إن وجود الدولة الإسلامية في جلولاء يهدد بلدتي كلار وخانقين اللتين يسيطر عليهما الأكراد إلى الشمال بالاضافة للسدود وحقول النفط القريبة، وقال جبار ياور أمين عام البشمركة إن استعادة السيطرة على البلدة سيتيح أيضا إعادة فتح طريق بين بغداد وخانقين قرب الحدود الإيرانية، ورغم أن مقاتلي الدولة الإسلامية لم يتقدموا صوب بغداد فانهم يسيطرون على سلسلة من البلدات حول العاصمة التي يغلب على سكانها الشيعة وأعلنوا مسؤوليتهم عن سلسلة من التفجيرات في أحياء شيعية ببغداد، وقالت الشرطة ومسعفون إن انفجار سيارة ملغومة في بلدة اليوسيفية الشيعية على بعد 30 كيلومترا جنوب شرقي بغداد أدى إلى مقتل خمسة أشخاص.

وتواصل القوات الأمريكية مدعومة بقوات التحالف الدولي عمليتها العسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق حيث وصل رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال مارتن دمبسي إلى العراق في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، لبحث الحملة التي تقودها بلاده ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف، بحسب ما أعلن مسؤول أمريكي لوكالة الأنباء الفرنسية، وقال بريت ماكغورك مساعد المنسق الأمريكي للتحالف الدولي ضد التنظيم المتطرف، أن دمبسي "وصل إلى العراق للبحث مع المسؤولين السياسيين والعسكريين العراقيين، في المرحلة المقبلة لحملة القضاء على الدولة الإسلامية"، بحسب تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع تويتر، ويأتي هذا بينما تمكنت القوات العراقية من فك الحصار الذي يفرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ أشهر على مصفاة بيجي النفطية الأكبر في البلاد.

ويأتي تقدم القوات العراقية نحو المصفاة غداة استعادتها السيطرة على مدينة بيجي الاستراتيجية مدعومة بضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، في واحد من أبرز النجاحات العسكرية لبغداد منذ سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على مناطق واسعة في البلاد في حزيران/يونيو، وبدأت القوات العراقية مدعومة بعناصر مجموعات مسلحة موالية لها، هجوما لاستعادة بيجي في 17 تشرين الأول/أكتوبر، وتمكنت من دخول المدينة، قبل أن تواصل التقدم تدريجا، في مقابل اعتماد الجهاديين على التفجيرات الانتحارية والعبوات الناسفة، وتعد بيجي (200 كلم شمال بغداد) ذات أهمية استراتيجية لقربها من المصفاة، ووقوعها على الطريق إلى الموصل، كبرى مدن الشمال وأولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم المتطرف، وتأتي زيارة دمبسي بعد أيام من إعلان واشنطن في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، أن الرئيس باراك أوباما أجاز إرسال حتى 1500 جندي إضافي إلى العراق، للمساهمة في تدريب القوات العراقية والكردية على قتال تنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال أوباما أن مضاعفة عدد الجنود الأمريكيين في العراق مؤشر إلى "مرحلة جديدة" في الحملة ضد التنظيم الذي سيطر في هجوم كاسح شنه في حزيران/يونيو، على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، ويشن تحالف دولي تقوده واشنطن، ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا المجاورة، وأدى هجوم التنظيم في حزيران/يونيو إلى انهيار قطعات واسعة من الجيش العراقي لا سيما في الموصل، كبرى مدن الشمال، حيث انسحب الضباط والجنود من مواقعهم دون قتال، تاركين اسلحة ثقيلة صيدا سهلا للجهاديين، وبدأت القوات العراقية في الأسابيع الماضية استعادة بعض المناطق التي فقدت السيطرة عليها، مدعومة بضربات التحالف والدور الاستشاري للجنود الأمريكيين، وآلاف عناصر "الحشد الشعبي" وأبناء العشائر، وتغييرات واسعة أجراها رئيس الوزراء حيدر العبادي بين القيادات العسكرية.

الهدف المقبل

الى ذلك تشكل مدينة تكريت التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية، الهدف المقبل للقوات العراقية التي استعادت قبل ايام مدينة بيجي الواقعة الى شمالها، بحسب ما قال مسؤول عسكري، وقال ضابط في الجيش برتبة عميد في قيادة عمليات صلاح الدين حيث تقع بيجي "سنعمل خلال الايام الثلاثة القادمة لتعزيز القدرات ولدينا خطة لتطهير مدينة تكريت من ثلاثة محاور"، وتكريت (160 كلم شمال بغداد)، هي مركز محافظة صلاح الدين، وثاني اكبر مدينة سيطر عليها التنظيم المتطرف في هجومه الكاسح في حزيران/يونيو، بعد مدينة الموصل (شمال)، ثاني كبرى مدن البلاد، وتقع بيجي على مسافة 40 كلم الى الشمال من تكريت وعلى الطريق المؤدية الى الموصل، واشار العميد في الجيش الى ان القوات تعتزم تطويق تكريت من جهة بيجي شمالا، وسامراء جنوبا، وناحية العظيم شرقا.

وسبق للقوات العراقية ان حاولت خلال عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، شن ثلاث عمليات عسكرية على الاقل لاستعادة تكريت، الا انها لم تنجح في تحقيق اي تقدم، وتمكنت القوات العراقية من استعادة السيطرة على مدينة بيجي، وفك الحصار الذي يفرضه عناصر "الدولة الاسلامية" منذ اشهر على مصفاة بيجي النفطية، وهي الاكبر في البلاد، في ابرز تقدم عسكري تحققه القوات الامنية في عهد رئيس الوزراء حيدر العبادي، وانهارت قطعات في الجيش العراقي خلال هجوم "الدولة الاسلامية" في حزيران/يونيو، الا ان هذه القوات اكتسبت بعض الزخم في الاسابيع الماضية، مدعومة بقتال مسلحين موالين لها وتغييرات واسعة "لمكافحة الفساد" اجراها العبادي في القيادة العسكرية، اضافة الى الضربات الجوية التي يشنها تحالف دولي بقيادة واشنطن ضد "الدولة الاسلامية". بحسب فرانس برس.

واعلنت القيادة الوسطى الاميركية في بيان ان خمسا من الغارات التي شنتها مقاتلات التحالف في العراق، استهدفت مناطق في محيط بيجي، وقال البيان ان هذه الغارات استهدفت "وحدتين تكتيكيتين لتنظيم الدولة الاسلامية، ووحدة كبيرة، ودمرت دبابة وعربة واربعة مواقع قتالية"، واكد العميد في الجيش ان القوات العراقية تسيطر بشكل كامل على بيجي، وقال "نسيطر على بيجي بشكل كامل وهي في قبضتنا، وهذا لا يعني ان الارهابيين لن ينفذوا هجوما هنا او هناك"، واشارت مصادر عسكرية الى ان بعض مقاتلي "الدولة الاسلامية" ما زالوا متواجدين في مناطق محيطة، الا ان الهجمات التي تتعرض لها تراجعت الى حد كبير، كما ارسلت القوات تعزيزات عسكرية "لتحصين المصفاة".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/تشرين الثاني/2014 - 6/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م