التنوع الحيوي على كوكب الأرض.. بين ضعف القوانين وخطر الانقراض

 

شبكة النبأ: كثيرة هي المخاطر والتحديات التي يتعرض لها كوكب الأرض، والتي أثرت بشكل سلبي على البيئة وتنوعها كما يقول بعض الخبراء، الذين حذروا من خطر تراجع التنوع الحيوي للعديد من النباتات والحيوانات، التي أصبحت مهددة بالانقراض بوتيرة اكبر بما بين مئة وألف مرة عن معدل انقراضها الطبيعي. بسبب النشاطات المدمرة التي يقوم بها الإنسان والمتمثلة، بازدياد عمليات الصيد الجائر وتجريف الأراضي والغابات يضاف الى ذلك ضعف القوانين وتفاقم مشكلة التغيرات المناخية.

وبحسب بعض التقارير الدولية فان أكثر من نصف الحيوانات البرية اختفت من على سطح الكرة الأرضية خلال فترة أربعين عاما بسبب تزايد النشاط البشري وسوء استغلال موارد الأرض. من جانب آخر أظهر تقرير للأمم المتحدة تقاعس الحكومات عن تنفيذ الأهداف التي وردت في خطة للتنوع البيولوجي لعام 2020 لحماية الحيوانات والنباتات والتي تهدف أيضا إلى زيادة الإمدادات الغذائية وإبطاء التغير المناخي. ومازالت أنواع نادرة كثيرة تواجه خطر الانقراض بشكل متزايد ويقوم مزارعون بإزالة الغابات بمعدل ينذر بالخطر كما استمر التلوث والإفراط في صيد الأسماك على الرغم من حملة الأمم المتحدة التي تم الاتفاق عليها في 2010 لوقف الاتجاهات الضارة بالطبيعة.

وبشكل عام أظهرت التوقعات العالمية للتنوع البيولوجي والتي صدرت في بداية اجتماع للتنوع البيولوجي في كوريا الجنوبية أن خمسة أهداف فقط من بين 53 هدفا تم تحديدها للحفاظ على الطبيعة تم تحقيقها أو تم تحقيقها قبل موعدها. أما باقي الأهداف فلم يتم تحقيقها. فعلى سبيل المثال فان الحكومات في طريقها نحو تحقيق هدف تخصيص 17 في المئة من مناطق العالم البرية بحلول 2020 كمناطق محمية للحياة البرية مثل المتنزهات أو المحميات. ولكنها تلكأت في تحقيق أهداف مثل تخفيض معدل فقد المواطن الطبيعية إلى النصف أو منع انقراض الانواع المعروف أنها مهددة.

52%

وفي هذا الشأن فقد قال صندوق العالمي للحياة البرية إن عدد الأسماك والطيور والثدييات والبرمائيات والزواحف في العالم تراجع حوالي 52 بالمئة في الفترة من 1970 إلى 2010 وهو معدل أسرع بكثير مما كان متوقعا. وجاء في التقرير الذي يصدر عن الصندوق كل عامين ان حاجات البشر أصبحت الآن تفوق قدرة الطبيعة بأكثر من 50 بالمئة في ضوء قطع الأشجار وضخ المياه الجوفية وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل اسرع مما تستطيع الأرض تعويضه.

وقال كين نوريس مدير العلوم بجمعية الحيوان في لندن في بيان "هذه الأضرار ليست حتمية لكنها نتيجة للطريقة التي اخترنا العيش بها." لكن التقرير قال إنه لا يزال هناك أمل إذا اتخذ الساسة ورجال الأعمال الخطوات الصحيحة لحماية الطبيعة. وقال المدير العام للصندوق العالمي للحياة البرية ماركو لامبرتيني "من المهم ان ننتهز الفرصة بينما لا يزال ذلك في مقدورنا للتنمية المستدامة وخلق مستقبل يستطيع الناس العيش والازدهار في تناغم مع البيئة." وأضاف ان الحفاظ على الطبيعة لا يتعلق فقط بحماية الحياة البرية وإنما أيضا بتأمين مستقبل البشرية و"بالطبع صميم بقائنا".

وخلصت نتائج التقرير بشأن عدد الفقاريات في الحياة البرية إلى ان اكبر انخفاض لها كان في المناطق الاستوائية خصوصا في أمريكا اللاتينية. ويوضع ما يطلق عليه الصندوق العالمي للحياة البرية "مؤشر الحياة على الكوكب" على اساس اتجاهات أعداد 10380 فصيلا من 3038 نوعا من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك. وقال الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية إن متوسط الانخفاض البالغ 52 بالمئة هو أكبر بكثير مما ورد في تقارير في السابق فيما يرجع جزئيا إلى ان الدراسات السابقة اعتمدت بشكل اكبر على المعلومات السريعة المتوفرة من أمريكا الشمالية وأوروبا. وتوقع التقرير ذاته قبل عامين ان تبلغ نسبة الانخفاض 28 بالمئة في الفترة بين 1970 و2008 .

وسجلت اعداد انواع الكائنات الحية في المياه المتجددة أسوأ هبوط مع تراجعها بنسبة 76 بالمئة على مدى العقود الاربعة حتى 2010 بينما انخفضت الاعداد في كل من البيئتين البحرية والبرية بنسبة 39 بالمئة. والسبب الرئيسي لتراجع الاعداد كان فقدان بيئات طبيعية حاضنة والاستنزاف عن طريق الصيد البري او البحري والتغير المناخي.

من جانب اخر أظهر تقرير علمي صدر أن عدد الطيور في أنحاء الولايات المتحدة يتراجع بشكل كبير بسبب التنمية وتشهد الولايات الغربية أسرع معدل تراجع. ويشكل تقرير "وضع الطيور 2014" الذي يوصف بأنه أكبر استعراض شامل حتى الآن لاتجاهات البيانات على المدى البعيد جرس انذار بشأن الانقراض اذا لم تغير الولايات المتحدة من توجهها لكنه يشيد أيضا بالحماية كوسيلة ناجحة.

وجاء في التقرير الصادر عن اللجنة الأمريكية لمبادرة أمريكا الشمالية للحفاظ على الطيور وهي مظلة تضم 23 وكالة ومنظمة حكومية معنية بتحسين سبل الحفاظ على الطيور "اليوم لدينا العلم والتكنولوجيا والمعرفة لمنع الانقراض. الحماية تفيد." بحسب رويترز.

وقال التقرير إن تدمير الأراضي القاحلة بشكل واسع بسبب التنمية أدى إلى تراجع بنسبة 46 بالمئة في عدد الطيور منذ 1968 في يوتا وأريزونا ونيو مكسيكو وولايات أخرى بالغرب. وشمل التقرير "قائمة مراقبة" في 2014 لعدد 233 نوعا من الطيور الأمريكية الأكثر عرضة لخطر الانقراض والتي تحتاج إلى تدخل عاجل للحفاظ عليها.

الخرتيت الأبيض النادر

في السياق ذاته قالت محمية مختصة بالحفاظ على الحياة البرية إن واحدا من فصيلة الخرتيت الأبيض الشمالي (وحيد القرن) نفق في كينيا مما يجعل هذا النوع الأفريقي الشهير اكثر قربا من الانقراض إذ لم يتبق من هذا الحيوان النادر سوى ستة في العالم. وفي حين لا يزال الآلاف من حيوان الخرتيت الأبيض الجنوبي يجوبون السهول في أفريقيا جنوب الصحراء فقد أدى الصيد غير المشروع الذي شاع على مدى عقود إلى تقليص أعداد الخرتيت الأبيض الشمالي بدرجة كبيرة.

واكتشف حراس محمية أو إل بيجيتا التي تقع على بعد 250 كيلومترا شمالي العاصمة الكينية نيروبي عن نفوق الحيوان ويدعي سوني وعمره 34 عاما وهو أول خرتيت أبيض شمالي لا يولد في البرية. وقالت المحمية إن الحيوان لم يتعرض للصيد لكن سبب النفوق لم يتضح بعد. وأضافت أنه كان واحدا من اخر ذكرين من هذه السلالة في العالم حيث يعتقد أنه لم يعد يوجد حيوانات من هذا النوع في البرية. بحسب رويترز.

وقالت المحمية في بيان "وبالتالي فإن هذا النوع بات الآن على شفا الانقراض وهذه شهادة مؤسفة على جشع الجنس البشري." وأضافت "سنستمر في عمل ما يمكننا فيما يتعلق بالحيوانات الثلاثة المتبقية في (محمية) أو إل بيجيتا على أمل أن تؤدي جهودنا في يوم ما إلى ميلاد عجل من الخرتيت الأبيض الشمالي." وبيعت قرون خرتيت في شوارع المدن الآسيوية الكبرى العام الماضي بسعر أعلى من سعر الذهب أو البلاتين حيث طلب التجار نحو 65 ألف دولار للكيلوجرام الواحد من قرن الخرتيت.

الأسد الإفريقي

على صعيد متصل اقترحت مفوضية حماية الأسماك والحياة البرية الأمريكية إدراج الأسد الافريقي ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض بعد أن أظهرت دراسة انه يواجه خطر الانقراض في المستقبل المنظور. ووفقا للقانون الأمريكي للأنواع المهددة بالانقراض فان الادراج في القائمة يعني حظر الاتجار في الاسد الافريقي لأنه يواجه تناقصا في رقعة بيئته الطبيعية في افريقيا.

وقالت المفوضية في بيان إن الأسود الافريقية (أو بانثيرا ليو ليو) توجد في ارجاء نطاق عريض من القارة لكن حوالي 70 بالمئة (أو 24 ألفا) منها تعيش في 10 معاقل رئيسية فقط. وقال دان آشي مدير مفوضية حماية الأسماك والحياة البرية إن إدراج الأسد الافريقي ضمن الحيوانات المهددة بالانقراض "سيوفر كافة أوجه الحماية التي يكفلها القانون الأمريكي للحفاظ على الأسود ويتيح للولايات المتحدة تشديد الرقابة على الصادرات والتجارة الدولية."

وجاء في البيان ان التهديدات الرئيسية التي تواجه الاسود الافريقية هي فقدان البيئة الطبيعية وكذلك الحيوانات التي تتغذى عليها الأسود وزيادة الصراع مع البشر. وامتدت أنشطة البشر والزراعة والرعي الي مواطن الأسود ومحمياتها وهو ما يضع المزيد من الماشية بالقرب من الأسود. بحسب رويترز.

ومع تسبب الصيادين في انخفاض عدد الحيوانات التي تتعذى عليها الأسود تقتل الأسود المزيد من الماشية وهو ما يؤدي إلى عمليات قتل ثأرية من جانب البشر. ويأتي مقترح إدارج الأسود الافريقية ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض بعد التماس قدمه تحالف من المؤسسات المعنية. وحددت المفوضية مهلة 90 يوما لتلقي تعليقات من الجمهور على مقترحها.

نجم البحر

في السياق ذاته رصد العلماء الذين يتحرون عن حوادث نفوق بالجملة لحيوانات نجم البحر على طول سواحل قارة امريكا الشمالية المطلة على المحيط الهادي فيروسا يقولون إنه مسؤول عن مرض فتاك أجهز على الملايين من هذه الكائنات منذ ظهوره لأول مرة العام الماضي. وقال العلماء إنهم وجدوا ان الفيروس المسبب للمرض متخصص في إصابة الانسان الى جانب القشريات والحشرات وانواع اخرى من اللافقاريات منها نجم البحر وذلك بعد ان استبعد العلماء كائنات اخرى مشتبه بها منها انواع من البكتيريا والفطر والكائنات الأولية وحيدة الخلية.

وأودى هذا المرض العضال بحياة أكثر من 20 نوعا من كائن نجم البحر في منطقة تمتد من جنوب الاسكا وحتى باها كاليفورنيا ويتسبب المرض في ظهور مناطق بيضاء ميتة وذلك قبل ضمور جسم الكائن وتحلله من الخارج وحتى الاعضاء الداخلية. وقال ايان هيوسون عالم البيئة الميكروبية والاحياء بالمحيطات في جامعة كورنيل الذي اشرف على الدراسة التي اوردتها دورية الاكاديمية القومية للعلوم "تتحلل هذه الكائنات لتصير مجرد كومة من المادة اللزجة في قاع المحيط".

ورصد الباحثون الفيروس في عينات قديمة من نجم البحر وفي معروضات المتاحف القديمة التي ترجع الى عام 1942. وقالوا إن الفيروسات ربما كانت موجودة منذ سنوات لكن بتركيزات منخفضة وانها لم تصبح خطرا واسع النطاق إلا في الآونة الاخيرة بسبب بعض الطفرات والظروف البيئية او تزايد عدد كائن نجم البحر أو أي عوامل أخرى. وقال درو هارفيل عالم البيئة بجامعة كورنيل "ربما كان أضخم وباء نعرفه يجتاح الحياة البحرية".

وأضاف هارفيل "أما السؤال الأهم فهو ولماذا الآن؟ ما الأمر الذي تغير ليخلق الظروف المواتية لانتشار هذا المرض؟ ليست لدينا الاجابات على هذه الاسئلة لكن يقينا ستكون الطفرات الفيروسية أحد التفسيرات". وكانت أول مرة رصد فيها هذا المرض في يونيو حزيران من عام 2013 ولم تتراجع مستوياته منذئذ. وقال هيوسون "يوجد عشرة ملايين فيروس في القطرة الواحدة من ماء المحيط لذا فان اكتشاف الفيروس المسؤول عن مرض يصيب الأحياء البحرية يشبه البحث عن إبرة وسط كومة من القش".

واضاف "ليس هذا مجرد اكتشاف مهم للفيروس المسؤول عن عمليات نفوق بالجملة للافقاريات البحرية بل انه ايضا اول فيروس يصيب نجم البحر". ونجم البحر ليس من الاسماك بل ينتمي لشعبة شوكيات الجلد التي من بين افرادها خيار البحر وقنافذ البحر ومعظمها ذات خمسة أطراف رغم ان بعضها لديه أكثر من ذلك. ويقول الباحثون إن اختفاء نجم البحر بهذا الكم من شأنه أن يهدد بالخطر المنظومة البيئية الساحلية لانه من المفترسات المهمة في المياه بدءا من الشواطيء وحتى مناطق البحار المفتوحة.

إنقاذ سلاحف

الى جانب ذلك قال أنصار الحفاظ على البيئة إنهم تمكنوا من إعادة سلاحف عملاقة عثر عليها بجزيرة اسبانيولا في ارخبيل جالاباجوس إلى مكانها بعد أن كانت على شفا الانقراض. وهذه السلاحف التي كان يبلغ عددها 15 فقط قبل خمسة عقود ويمكن أن تعيش لقرنين من الزمان أصبح عددها الآن نحو 1000 ويمكن أن تحافظ على بقائها بنفسها وذلك وفقا لدراسة نشرت بدورية "بلوس وان" " PLOS ONE" العلمية.

وقال جيمس جيبس الاستاذ بكلية علم البيئة والغابات بجامعة ولاية نيويورك والذي اشرف على الدراسة "انقذنا نوعا كان على شفا الانقراض ويمكننا الآن الخروج من العملية لأن هذه السلاحف يمكنها رعاية نفسها." ويعد ارخبيل جالاباجوس الذي يقع بالمحيط الهادي على بعد نحو ألف كيلومتر غرب الاكوادور موطنا لمجموعة من الكائنات النادرة والتي ساعدت تشارلز داروين في وضع نظريته للتطور من خلال الانتقاء الطبيعي عقب زيارته للمكان في عام 1835.

والاسم العلمي لسلاحف جالاباجوس العملاقة الموجودة في جزيرة اسبانيولا هو شيلونويديز ويصل طولها إلى متر واحد. ويعيش هذا النوع من السلاحف لمدة تصل إلى 150 أو 200 عام ويتغذى على الأعشاب وأوراق الشجر خلال موسم الأمطار والصبار خلال موسم الجفاف على جزيرة صخرية قاحلة منخفضة يبلغ مساحتها 60 كيلومترا مربعا. وقال جيبس إن عدد هذه السلاحف ربما كان يتراوح ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف قبل وصول الناس للمكان.

وقالت ليندا كايوت الخبيرة في علم الزواحف والبرمائيات والمستشارة العلمية لمجموعة الحفاظ على البيئة في جالاباجوس "كان يتم اصطياد هذه السلاحف من قبل مغامرين وصائدي حيتان ورواد بحار آخرين طوال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر." وأضافت "كانوا يجمعونها حية لكي تكون لحما طازجا في رحلاتهم الطويلة إذ يمكن لهذه السلاحف أن تبقى حية لمدة عام بدون طعام أو ماء ولذلك تعد مصدرا طبيعيا للحوم الطازجة." وقال جيبس إن هذه السلاحف اعتبرت منقرضة عندما تم حماية هذه الجزر باعلانها حديقة وطنية في عام 1959. بحسب رويترز.

وفي الستينات تم العثور على 14 فقط من هذه السلاحف في جزيرة اسبانيولا من بينها 12 انثى وذكران ونقلت جميعا من الجزيرة وتم العثور على ذكر ثالث بحديقة حيوان سان دييجو. ومن تلك السلاحف البالغ عددها 15 تم اعادة تنشئة هذا النوع من خلال برنامج للتربية في الأسر قبل أن يتم اعادتها إلى الجزيرة.

الحوت الأزرق

من جهة أخرى جاء في نتائج دراسة أجرتها جامعة واشنطن إن الحوت الأزرق في كاليفورنيا -وهو أضخم حيوان على وجه الأرض كان قد شارف على الانقراض ذات مرة بسبب الصيد الجائر- عاود الظهور بصورة ملموسة لتقترب اعداده من أعلى معدلات تاريخية له كانت سائدة في القرن التاسع عشر. وعودة حوت كاليفورنيا الازرق الى الظهور -والذي يقول واضعو هذه الدراسة إن اعداده بلغت نحو 2200 حوت أي ما يمثل نسبة 97 في المئة من مستوياته التاريخية- تجعل منه المجموعة الوحيدة المعروف انها افلتت من الصيد الجائر.

وقال كول موناهان المشرف على هذه الدراسة والذي يستعد لنيل درجة الدكتوراه من جامعة واشنطن "إن نجاة حوت كاليفورنيا الأزرق من الصيد الجائر للحيتان يظهر مدى قدرة عشائره على البقاء وزيادة اعداده في ظروف الادارة الرشيدة واجراءات الحفاظ على النوع." وقال واضعو الدراسة إنه رغم عودة الحوت الازرق -الذي يصل طول الفرد البالغ منه الى نحو 30 مترا ويزن 172 طنا أي ضعف أضخم ديناصور معروف- فلا يزال يتعرض لحوادث اصطدامه بالسفن قبالة سواحل كاليفورنيا باعداد تفوق الحدود المسموح بها في الولايات المتحدة.

وتقول جماعات الحفاظ على الانواع إن السفن تصطدم بنحو 11 حوتا منها كل عام على طول الساحل الغربي للولايات المتحدة أي ما يمثل اربعة أمثال "الانقراض البيولوجي المحتمل" من مستوى 3.1 المسموح به بموجب القانون الأمريكي لحماية الثدييات البحرية. وقال تيم برانش الاستاذ المساعد لعلوم البحار والمصايد بجامعة واشنطن "وحتى مع قبول نتائجنا بان المستوى الحالي من الاصطدام بالسفن لن يؤثر على تراجع العدد الاجمالي فلا يزال القلق ينتابنا لعدم ارتياحنا لنفوق هذه الحيتان بسبب السفن."

وتقول دراسة لجامعة واشنطن وبحث آخر منفصل نشرا في وقت سابق من العام الجاري إنه تم اصطياد نحو 3400 حوت أزرق بين عامي 1905 و1971 وهو عدد تحدد جزئيا بعد فحص ارشيف صيد الحيتان في روسيا الذي كان سرا من الاسرار في وقت ما. ويقول واضعو الدراسة إن اعداد حوت كاليفورنيا الأزرق تنمو بمعدل بطيء ويرجع ذلك في جزء منه الى حوادث الاصطدام بالسفن ولان اعداد الحيتان قد وصلت الى الحد الاقصى في موئل المعيشة. بحسب رويترز.

وقال موناهان " نتائجنا لاتعني حرمان حوت كاليفورنيا الأزرق من الحماية التي يحتاج ان تستمر." واضاف "عاودت اعداد حوت كاليفورنيا الأزرق الارتفاع لاننا اتخذنا اجراءات لوقف انشطة الصيد وبدء المراقبة. لو لم نفعل ذلك فلربما تدنت الاعداد الى مستويات قريبة من الانقراض وهو مصير سيء شهدته عشائر أخرى من الحوت الازرق. انها قصة نجاح لجهود الحفاظ على النوع."

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 25/تشرين الثاني/2014 - 2/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م