عالم الفضاء.. أسرار غامضة وإرادة بشرية حديدية

 

شبكة النبأ: لا يزال العلماء الفضاء في مختلف دول العالم، يواصلون أبحاثهم ودراساتهم المستمرة من اجل الوصول الى أسرار جديدة ونتائج مهمة، خصوصا وان الاستكشافات الحالية قد أسهمت وبحسب بعض الخبراء بتغير الكثير من الوقائع والدراسات السابقة، حيث تمكن العلماء وبفضل التطور العلمي الكبير والمتسارع من تحقيق انجازات مهمة وفريدة ساعدتهم على أداء بعض المهام المستحيلة والمعقدة، ومنها تحقيق أول هبوط في التاريخ على سطح مذنب وهو ما قد يساعدهم على كشف خفايا وأسرار تلك المذنبات التي أثارت ولسنوات فضول العلماء والباحثين، لأنها تمثل بقايا تكون المجموعة الشمسية قبل 4.6 مليار سنة. وتتشكل المذنبات من كتل من الجليد والصخور احتفظت في داخلها بجزيئات عتيقة من المادة العضوية في صورة تشبه كبسولة الزمن وربما تكشف النقاب عن كيفية نشأة الكواكب والحياة منذ الأزل.

من جانب اخر يرى بعض الخبراء ان هذه الدراسات والأبحاث، وعلى الرغم من النجاح المهم الي تحقق لاتزال جهد وعمل طويل بسبب بعض الأخطاء والتحديات الكبيرة، التي تحتاج الى تشخيص دقيق ومراجعات حقيقية من اجل تحقيق الهدف المطلوب وتجاوز المشكلات المستقبلية.

مرحلة سبات

وفي ها الشأن ينطفئ الروبوت "فايلاي" تدريجا على المذنب "تشوري" بعد مهمة تاريخية سمحت بجمع معطيات قد تساعد في فهم اصول نشأة الحياة على الارض. واوضح المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء اي وكالة الفضاء الفرنسية، ان "فايلاي" الموجود على سطح المذنب "تشوري" على بعد اكثر من 500 مليون كيلومتر من الارض، "سينطفئ قريبا". وقالت وكالة الفضاء الاوروبية ان الروبوت "دخل في مرحلة سبات".

وقال فيليب غودون المسؤول عن مشروع "روزيتا" في المركز الفرنسي ومقره في تولوز "لم نعد نتلقى المعطيات. لقد فقدنا الاتصال به". واضاف غودون "المهمة كانت ناجحة". وقال ستيفان اولاميك المسؤول في محطة الفضاء الاوروبية في دارمشتادت (المانيا) "سنحاول مجددا الاتصال به. لكن فرص التواصل معه ضعيفة جدا".

وبعد ثلاثة ايام من العمل "تعتبر نتائج فايلاي رائعة" على ما قال مارك بيرشر مدير المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء في تولوز. واضاف "انجز 80 % من مهمة الروبوت". وتمكن الروبوت في اللحظة الاخيرة من ارسال معطيات عملية حفر اخيرة لكن لم يعرف بعد ان كانت تتضمن عينة من سطح المذنب.

و"فايلاي" مجهز ببطارية اساسية مصممة لتعمل 60 ساعة. بعد ذلك كان ينبغي ان تبدأ البطاريات الشمسية بالعمل، لكن الروبوت واقع في الظلمة. ويعود السبب في ذلك الى ان الروبوت، اثناء هبوطه على سطح المذنب، ارتد مرتين بسبب ضعف جاذبية المذنب وبسبب تعطل الجهاز المخصص لتثبيته بقوة على سطحه، فانتقل الى مكان آخر بين صخور لا تصله اشعة الشمس بشكل كاف.

الى جانب ذلك قال جيرهارد شويم المدير السابق لمركبة الفضاء (روزيتا) إن تدفقات غازية من داخل المذنب الذي يستضيف المجس الأوروبي (فيلاي) قد تؤدي إلى استيقاظ المجس من سباته لينطلق من الخندق الذي يستقر به حاليا ويعود إلى ضوء الشمس لإعادة شحن البطارية. وأوضحت الصور التي التقطتها الكاميرا المثبتة خارج روزيتا التي تحلق على بعد أقل من عشرة أميال فوق سطح المذنب ونشرتها وكالة الفضاء الأوروبية الدقائق الأخيرة لهبوط فيلاي وارتطامه بسطح المذنب وانجرافه عبر السطح. واستقر المجس في خندق بسبب الارتطام غير المتوقع مما أدى إلى حجبه عن أشعة الشمس التي يحتاجها لشحن بطاريته لتمديد المهمة. بحسب رويترز.

وقبل إطفائه بعد نفاد طاقته عدل فيلاي موقعة في محاولة لأن تلتقط إحدى لوحاته التي تعمل بالطاقة الشمسية المزيد من الضوء. ويتوجه المذنب في رحلة نحو الشمس تصحبه خلالها روزيتا. وقد يكون للكمية المتزايدة من ضوء الشمس هدفا آخر إلى جانب شحن بطارية فيلاي الفارغة. فمع تدفئة المذنب يطلق تدفقات غازية يحتمل أن تؤدي إلى رفع فيلاي من خندقه.

تناقص قدرات ناسا

من جانب اخر قال المفتش العام لوكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إن الوكالة لن تستطيع الوفاء بهدف أمر به الكونجرس للعثور على 90 بالمئة من الكويكبات القريبة التي يزيد قطرها عن 140 مترا ومن المحتمل ان تشكل خطرا على كوكب الأرض. ويأتي هذا الاخفاق رغم زيادة ميزانية ناسا السنوية الي عشرة أمثال على مدى السنوات الخمس الماضية -من اربعة ملايين دولار في 2009 إلى 40 مليونا في 2014- لتعقب وتقييم الكويكبات والمذنبات التي ربما تشكل خطرا.

وتوجد ما تسمى "الأجسام القريبة من الأرض" داخل مسافة تبلغ حوالي 45 مليون كيلومتر من الأرض. وكتب بول مارتن المفتش العام لناسا في تقرير من 32 صفحة بعنوان "جهود ناسا للتعرف على الأجسام القريبة من الأرض والحد من المخاطر" إن جهود الوكالة تفتقد إلى التنسيق الجيد وتعاني من سوء الإدارة وقلة العاملين. وكتب مارتن "تقدر ناسا انها رصدت 10 بالمئة فقط من كل الكويكبات التي يبلغ قطرها 140 مترا فأكثر."

واضاف قائلا "بالنظر الي الوتيرة والموارد الحالية قالت (ناسا) إنها لن تستطيع الوفاء بهدف التعرف على 90 بالمئة من مثل هذه الأجسام بحلول 2020." وعثرت ناسا على حوالي 95 بالمئة من الكويكبات الكبرى التي تنطوي على خطر مدمر وهي التي يبلغ قطرها حوالي كيلومتر أو أكثر. ومنذ 1998 أنفقت ناسا نحو 100 مليون دولار على برامج للعثور على الأجسام القريبة في الفضاء وتقييم والحد من تهديدها المحتمل للأرض.

على صعيد متصل اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) انها اختارت مجموعتي "بوينغ" و"سبايس اكس" لتصميم اول مركباتها الفضائية المأهولة القادرة على نقل الرواد الى محطة الفضاء الدولية في مدار الارض. وستبلغ قيمة العقود التي ستوقع في هذا الاطار 6,8 مليارات دولار، على ما اعلن تشارلز بولدن مدير الوكالة من مركز كينيدي الفضائي في كاب كانافيرال في فلوريدا.

وقال بولدن "ان الشراكة مع بوينغ وسبايس اكس ستفتح المجال امام عدد اكبر من الرواد ليعيشوا الاثارة التي تمنحها الرحلات الفضائية". ومن المقرر ان تنطلق اولى رحلات مركبات "بوينغ" و"سبايس اكس" الى المحطة الفضائية في العام 2017. وحتى ذلك الحين تواصل الولايات المتحدة اعتمادها على صواريخ سويوز الروسية لنقل الرواد من المحطة الدولية واليها. ومع توكيل مهمة الرحلات الفضائية الى مدار الارض للقطاع الخاص، ستنصب جهود الناسا على الرحلات البعيدة، ومنها الرحلة المأهولة الى المريخ التي تعتزم ارسالها في العقد المقبل.

العودة الى الارض

من جانب اخر عادت المركبة غير المأهولة "دراغون" التي صممتها مجموعة "سبايس اكس" الاميركية الخاصة الى سطح الارض بعدما انهت مهمة هي الخامسة في محطة الفضاء الدولية التي يقيم بها فريق من رواد الفضاء في مدار الارض، بحسب ما اعلنت وكالة ناسا. وكانت هذه المركبة، وهي من اولى ثمار التعاون بين القطاع الخاص في الولايات المتحدة ووكالة الفضاء الاميركية ناسا، اوصلت الى المحطة الفضائية التي تسبح على ارتفاع نحو 400 الف متر عن سطح الارض، معدات ومواد لازمة للتجارب العلمية، وعادت الى الارض وهبطت بهدوء في مياه المحيط الهادئ قبالة السواحل المكسيكية.

وكانت "دراغون" التحمت بالمحطة المدارية في الثالث والعشرين من ايلول/سبتمبر، وافرغت فيها 2,26 طن من المواد الغذائية والمعدات العلمية واللوازم البحثية، وعشرين فأرا للتجارب واجهزة لقياس سرعة الرياح واتجاهاتها فوق سطح المحيطات، ومواد طبية تسهل التجارب العلمية على الفئران في ظروف انعدام الجاذبية، وبعض النباتات لدراسة كيفية نموها في هذه الظروف. ومركبة دراغون حاليا هي المركبة الوحيدة القادرة على الذهاب الى المحطة الدولية والعودة منها محملة الى سطح الارض.

وهذه المهمة هي الخامسة لها منذ الرحلة التجريبية العام 2012، وتعود المهمة السابقة الى شعر نيسان/ابريل. وتجري هذه الرحلات بموجب عقد بقيمة 1,6 مليار دولار وقعته مجموعة "سبايس اكس" مع وكالة الفضاء الاميركية التزمت بموجبه بتنفيذ 12 مهمة مماثلة. وستشهد محطة الفضاء الدولية في الايام المقبلة حركة نشطة، اذ يرتقب ان تستقبل مركبة الشحن "سيغنس" التي ستزودها بطنين ومائتي كيلوغرام من المعدات والمؤن، لكن "سيغنس" وبخلاف "دراغون" تنهي مهمتها وتحترق في الغلاف الجوي للارض.

ومن المقرر ان تقلع هذه المركبة التي صممتها مجموعة "اوربيتال ساينسز" الاميركية الخاصة من قاعدة جزر والوبس قبالة سواحل فرجينيا، على ان تلتحم بالمحطة الفضائية في وقت لاحق من الشهر المقبل. وباتت وكالة الفضاء الاميركية ناسا تعتمد بشكل متزايد على القطاع الاميركي الخاص في مجال الفضاء، في شراكة ما زالت تقتصر الى الآن على الرحلات غير المأهولة، ولكنها ستتوسع في السنوات القليلة المقبلة لتشمل نقل رواد الفضاء.

وسيبدأ اعتماد الوكالة الاميركية على القطاع الخاص في مجال الرحلات المأهولة في المستقبل القريب، ما سيتيح لواشنطن فك ارتباطها في هذا المجال عن موسكو، ولاسيما في ظل تدهور العلاقات بين البلدين. ومنذ خروج مكوكات الفضاء الاميركية من الخدمة صيف العام 2011 تعتمد ناسا على وكالة الفضاء الروسية في نقل روادها من المحطة الدولية واليها على متن صورايخ سويوز. بحسب فرانس برس.

من جانب اخر عاد ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بسلام على متن مركبة الفضاء الروسية سويوز بعد أن قضوا خمسة أشهر ونصف على متن محطة الفضاء الدولية. وهبطت المركبة في قازاخستان حاملة رواد الفضاء الثلاثة وهم ماكسيم سوراييف من وكالة الفضاء الروسية وريد وايزمان رائد الفضاء بإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) ومهندس الطيران الالماني الكسندر جيرست التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.

وكان الثلاثة انطلقوا معا في رحلتهم للفضاء على متن نفس المركبة في الثامن والعشرين من مايو ايار الماضي. وظل بالمحطة الفضائية ثلاثة رواد من بينهم القائد الجديد باري ويلمور من ناسا والروسيان الكسندر ساموكوتاييف والينا سيروفا. والمحطة الفضائية التي تدور في مدار يبعد عن الأرض نحو 418 كيلومترا معمل ابحاث تكلف مئة مليار دولار تملكه وتشغله 15 دولة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 24/تشرين الثاني/2014 - 1/صفر/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م