القدس... بوابة لحرب ضروس بين الاسرائيليين والفلسطينيين

 

شبكة النبأ: لم تتوقف اعمال العنف والتوتر بين الفلسطينيين واليهود عند حادثة مقتل الشبان الاسرائيليين او حرق الشاب الفلسطيني، بل ما زالت الاضطرابات والتصعيد السمة الابرز حول القدس والحرم المقدسي، سيما وان توالي الاستفزازات من انصار اليمين المتطرف اليهودي اثارت حفيظة الفلسطينيين في الخليل والضفة الغربية اضافة الى القدس الشرقية، بعد ان استمرت الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الامنية الاسرائيلية، التي اشار شهود عيان الى انها استخدمت القوة المفرطة والاعتقالات العشوائية لعشرات الشبان المتظاهرين، فيما اكدت منظمة هيومن رايتس وتش الدولية، في تقريرها الحقوقي، على لسان سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالقول "وعلى إسرائيل بدورها أن تدرك أن الرد بالقوة المفرطة أو الإجراءات التعسفية، كما فعلت في حالات أخرى، إنما يصب الوقود على دورة الانتهاكات"، وجاءت القرارات الحكومية الاسرائيلية بتهديم بيوت عدد من الفلسطينيين لتعقد الامور التي حاولت الولايات المتحدة الامريكية التدخل فيها من اجل نزع فتيل الازمة، والتي كشفت ايضا حجم الخلاف الكبير بين الجانب الاسرائيلي والفلسطيني، خصوصا فيما يتعلق بجانب التوصل الى تسوية سلمية لحل الخلافات العالقة بين الطرفين.

وتشهد القدس حالة من الاحتقان الشديد والترقب لما ستؤول إليه الأوضاع بعد تنفيذ فلسطينيين هجوما على كنيس يهودي أوقع سبعة قتلى، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن إسرائيل سترد "بقبضة حديدية"، وأمر بهدم منزلي الشابين اللذين نفذا العملية وهما من حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة، وقال إن الدولة العبرية تتعرض "لموجة إرهابية نحن في ذروة هجوم إرهابي مستمر يتركز على القدس"، مضيفا "هذا المساء أمرت بهدم منازل الفلسطينيين اللذين نفذا هذه المجزرة، وتسريع هدم منازل من نفذوا هجمات سابقة"، لكن نتانياهو سعى إلى تهدئة المشاعر وحذر الإسرائيليين من شن هجمات انتقامية، وقال "أيها المواطنون الإسرائيليون، أدعوكم إلى توخي أقصى الحذر واحترام القانون لأن الدولة ستقاضي جميع الإرهابيين ومن يرسلهم"، وأضاف "يحظر على أي شخص أن يطبق القانون بيديه، حتى لو كانت المشاعر متأججة وحتى إذا كان غضبكم شديدا".

وبحسب رواية الشرطة الإسرائيلية فإن شابين فلسطينيين دخلا إلى الكنيس قبيل الساعة السابعة صباحا في حي "هار نوف" لليهود المتشددين في القدس الغربية والذي يعد معقلا لحزب "شاس" لليهود المتشددين وكانا يحملان ساطورا ومسدسا، وأوضحت الشرطة أن القتلى الخمسة هم إسرائيليون يحمل ثلاثة منهم الجنسية الأمريكية والرابع الجنسية البريطانية في حين أن القتيل الخامس هو شرطي درزي توفي مساء متأثرا بجراحه، أما منفذا الهجوم فيدعيان عدي وغسان أبو جمل وهما ابنا عمين أردتهما الشرطة فور وصولها إلى الموقع، وقالت مؤسسة "الضمير" الفلسطينية لحقوق الإنسان إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عشرة أفراد من عائلتي الشابين، وقال صحفيون إن الشرطة قامت بإغلاق المدخل الرئيسي لحي جبل المكبر الفلسطيني. بحسب فرانس برس.

من جهته أكد وزير الأمن الداخلي اسحق أهرونوفيتش أن إسرائيل ستخفف القيود على حمل الأسلحة للدفاع عن النفس، وقال أهرونوفيتش للإذاعة العامة "في الساعات المقبلة، سأقوم بتخفيف القيود على حمل الأسلحة"، مشيرا أن الأمر سينطبق على أي أحد لديه رخصة لحمل السلاح مثل الحراس الشخصيين أو ضباط الجيش وهم خارج الخدمة، وأضاف "بهذه الطريقة، سيكون هناك مزيد من الأعين والأيادي القادرة على التصرف في مواجهة إرهابي"، وأعلنت الرئاسة الفلسطينية أنها "تدين على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت، وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في أحد دور العبادة في القدس الغربية"، وأضافت في بيان أنها "تطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين"، بالمقابل أيدت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" الهجوم واعتبرته الأخيرة "ردا طبيعيا على جرائم الاحتلال" الإسرائيلي، وقالت حماس إن هذا الهجوم هو "رد على جريمة إعدام الشهيد (يوسف) الرموني"، السائق الفلسطيني الذي عثر على جثته مشنوقا داخل حافلة في القدس الغربية في حادث قالت الشرطة الإسرائيلية انه عملية انتحار الأمر الذي استبعده طبيب شرعي فلسطيني.

هجمات الكر والفر

الى ذلك قتل فلسطينيان مسلحان بسلاح ناري وساطور خمسة أشخاص في معبد بالقدس قبل أن تطلق الشرطة الإسرائيلية عليهما النار وتقتلهما في أسوأ هجوم من نوعه منذ ست سنوات وسط تصاعد الصراع في المدينة المقدسة، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن ثلاثة من القتلى مواطنون يحملون الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية وإن رابعا يحمل الجنسيتين البريطانية والإسرائيلية، وتعرض ضابط شرطة لإطلاق النار بموقع الحادث وتوفي متأثرا بجراحه لاحقا، وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد "بقبضة قوية" وألقى مسؤولية الهجوم على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اتهمه بتحريض الفلسطينيين على العنف في المدينة وقال إن أعمال القتل إلى جانب سلسلة من الهجمات في الآونة الأخيرة جزء من "معركة على القدس".

وقال نتنياهو "سنقوم كأمة بتصفية الحسابات مع كل إرهابي ومع من يرسلونهم وأثبتنا أننا سنفعل ذلك، لكن لا يجوز لأحد أن ينفذ القانون بنفسه حتى وإن كانت النفوس غاضبة والدماء تغلي"، وأدان عباس الهجوم الذي جاء في أعقاب أسابيع من الاضطراب نتجت عن أسباب منها النزاع بشأن المسجد الأقصى، ووقع الهجوم بعد الفجر بفترة قصيرة في معبد بحي في القدس الغربية تقطنه غالبية من اليهود المتشددين، وقال أحد المصلين في المعبد إن نحو 25 شخصا كانوا يصلون وقت إطلاق النار، وقال الشاهد يوسف بوسترناك لراديو إسرائيل "رفعت رأسي لأجد شخصا يطلق النار على الناس من مسافة قريبة جدا، ثم جاء شخص ومعه ما يشبه ساطور وأخذ يهاجم بشراسة"، وأظهرت صور وزعتها السلطات الاسرائيلية رجلا يرتدي الوشاح الذي يرتديه اليهود اثناء الصلاة وقد سقط قتيلا وساطورا مخضبا بالدماء ملقى على الارض وطاولات مخصصة للصلاة مقلوبة رأسا على عقب.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان "أدين بقوة الهجوم الإرهابي اليوم على مصلين في معبد في القدس والذي قتل فيه أربعة أشخاص أبرياء منهم المواطنون الأمريكيون آرييه كوبينسكي وكاري وليام ليفاين وموشي تويرسكي وأصيب عدد آخر"، وأضاف للصحفيين في البيت الابيض "الأمر المأساوي أن هذه ليست أول خسارة في الارواح نراها في الشهور القليلة الماضية، مات كثير جدا من الاسرائيليين ومات كثير جدا من الفلسطينيين، وفي هذا الوقت الصعب أعتقد أن من المهم للفلسطينيين والاسرائيليين على السواء أن يحاولوا العمل معا لخفض التوترات"، وانهارت محادثات السلام التي كانت ترعاها الولايات المتحدة في ابريل نيسان بعدما وقع عباس اتفاق مصالحة مع حماس، ويشعر الفلسطينيون بالغضب بسبب استمرار البناء الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتصاعد العنف في القدس ومناطق في اسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة في الشهر الماضي وأذكته خلافات واشتباكات عند الحرم القدسي مما اثار مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، وقال عباس إن المسلمين لهم الحق حق الدفاع عن مقدساتهم إذا تعرضت لهجوم.

وقتل فلسطينيون خمسة اسرائيليين وزائرا أجنبيا في هجمات سبقت الحادث، وقتل عشرة فلسطينيين على الأقل من بينهم من اتهموا بتنفيذ الهجمات التي سبقت الهجوم على المعبد، وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد "نرى أن هذا هجوم إرهابي" وأكد مقتل أربعة أشخاص وان المهاجمين وهما من القدس الشرقية التي تقطنها غالبية فلسطينية قتلا بالرصاص، وقال نتنياهو إن إسرائيل ستهدم منزليهما، وقالت هيئة الاسعاف إن ثمانية على الاقل اصيبوا إصابات خطيرة، وقال هاني الثوابتة عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "إننا في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نبارك العملية البطولية التي نفذها الرفاق أبطال الجبهة الشعبية الشهداء غسان وعدي أبو جمل من جبل المكبر في القدس حيث اقتحما معهدا دينيا يهوديا في معهد (هارنوف) في دير ياسين غربي القدس متنكرين مسلحين بمعاول وسكاكين ومسدسات وإرادة المقاومة".

والقتلى الأربعة تويرسكي (59 عاما) وكوبينسكي (43 عاما) وليفاين (55 عاما) وأفراهام شموئيل جولدبرج (68 عاما) وهو إسرائيلي من أصل بريطاني جميعهم حاخامون، وكان تويرسكي يعمل معلما بمدرسة دينية في القدس وشارك الآلاف في تشييعه، واستنكر الرئيس الفلسطيني الهجوم وقال مكتبه في بيان "أدانت الرئاسة الفلسطينية على الدوام عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت وهي تدين اليوم عملية قتل المصلين التي تمت في أحد دور العبادة في القدس الغربية كما تدين كل أعمال العنف أيا كان مصدرها وتطالب بوقف الاقتحامات للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين"، وقال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي اسحق اهارونوفيتش إنه ينوي تشديد إجراءات الامن ويسعى لتخفيف جزئي لقيود حمل السلاح مما يمكن ضباط الجيش وحراس الامن من حمل السلاح خارج نوبات الخدمة، ووصفت تقارير اذاعية فلسطينية منفذي الهجوم بأنهما "شهيدان" وامتدحت حماس الهجوم. بحسب رويترز.

ووجهت مكبرات الصوت في مساجد في غزة التهاني ووزع الفتيان الحلوى في الشوارع، وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن المهاجمين هما غسان وعدي أبو جمل وهما اولاد عم من حي جبل المكبر بالقدس، واندلعت اشتباكات في جبل المكبر حين دخلت قوات الامن الاسرائيلية المنطقة للقيام باعتقالات، ووقع هجوم القدس بعد يوم من العثور على سائق حافلة فلسطيني مشنوقا في حافلته في القدس، وقالت إسرائيل إنه انتحر لكن أسرته قالت إنه هوجم وهتف المشيعون في جنازته مطالبين بالثأر، ويقول سكان إن أعمال العنف في القدس ترجع إلى يوليو تموز حين أحرق مهاجمون يهود شابا فلسطينيا ثأرا من قيام ناشطين فلسطينيين بخطف وقتل ثلاثة شبان يهود في الضفة الغربية المحتلة، ومن الاسباب الأخرى الحرب التي دارت في غزة لسبعة اسابيع في الصيف والخلاف بشأن دخول مجمع الحرم القدسي، والهجوم على المعبد هو أسوأ هجوم تشهده القدس منذ عام 2008 حين قتل مسلح فلسطيني بالرصاص ثمانية أشخاص في معهد ديني في المدينة.

كما عثر على سائق حافلة فلسطيني مشنوقا في عربته في حادث اعتبرته الشرطة الاسرائيلية انتحارا فيما قالت أسرته انه هجوم، وفجر الحادث على الفور احتجاجات أخذ الفلسطينيون يلقون خلالها الحجارة وأدى إلى اضراب عام في بعض الاحياء الفلسطينية الكبيرة في القدس مما زاد من حدة التوترات المستمرة منذ اسابيع بسبب خلافات حول الحرم القدسي الشريف، وعثر على يوسف الرموني (32 عاما) ميتا عند أول الطريق الذي كان من المفترض ان يقود حافلته في منطقة بالقدس قريبة من مستوطنات يهودية وأحياء عربية، وتقول الشرطة الاسرائيلية ان الادلة تشير إلى أن الرموني انتحر لكن انتشرت شائعات سريعا في وسائل الاعلام الفلسطينية بانه قتل على أيدي مهاجمين يهود مما أذكى التوتر والعنف في المدينة المقسمة.

وفي بلدة ابو ديس الفلسطينية على مشارف القدس اغلقت المتاجر أبوابها بعد نبأ موت الرموني وسد شبان يرتدون أقنعة الطرق بصناديق القمامة، وألقى عشرات الشبان الحجارة على الجنود الاسرائيليين الذين اطلقوا قنابل مسيلة للدموع، وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد "سائق الحافلة انتحر لا يوجد ما يشير الى غير انها حالة انتحار"، لكن لؤي شقيق الرموني قال "مش ممكن يكون اخي انتحر لانه عايش حياة سعيدة ولديه ولدين ومبسوط في حياته"، واستطرد "انا شفت جثته في المستشفى عليها اثار ضرب وفي محل أصابع مبينة على ظهره وصدره"، وقال أحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح "هذه الجريمة نتيجة للتحريض المباشر الذي يمارسه رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وبقية وزرائه هذا التحريض الذي لم يتوقف ليوم واحد ضد الشعب الفلسطيني وضد الرئيس (محمود عباس) ابو مازن وهو نموذج صارخ للارهاب اليهودي الذي بدأ يستشري ويظهر الوجه الحقيقي لما تقوم به هذه العصابات بحق الشعب الفلسطيني".

وقالت الشرطة الاسرائيلية انه سيجري تشريح للجثة لتحديد سبب الوفاة، وطلبت أسرة الرموني ان يكون طبيب فلسطيني حاضرا لكن لم يتضح ما اذا كان سيسمح بذلك، وجاء الحادث وسط تنامي التوترات في اسرائيل والضفة الغربية المحتلة والقدس حيث تقع اشتباكات يومية بين الشرطة الاسرائيلية ومحتجين فلسطينيين في القدس الشرقية التي تقطنها غالبية عربية، وخلال الشهر المنصرم قتل خمسة اسرائيليين وزائر أجنبي بأيدي فلسطينيين اما طعنا او دهسا بسيارات بينما قتل عشرات الفلسطينيين من بينهم فلسطينيون اتهموا بشن الهجمات، ويقول سكان إن أعمال العنف ترجع إلى يوليو تموز حين أحرق مهاجمون يهود شابا فلسطينيا حتى الموت للثأر من قيام ناشطين فلسطينيين بخطف وقتل ثلاثة شبان اسرائيليين، كما أذكت التوترات حرب في غزة استمرت سبعة اسابيع.

تحذيرات الامم المتحدة

فيما حذر مسؤول كبير في الامم المتحدة مجلس الامن من ان العنف في اسرائيل والاراضي الفلسطينية سيتصاعد في حال عدم عودة الطرفين سريعا الى محادثات السلام، وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة ينس تويبرغ فراندزن امام اعضاء المجلس ال15 خلال اجتماع حول الشرق الاوسط "العودة الى المفاوضات لم يكن اكثر اهمية مما هو عليه اليوم"، واضاف "بدون التزام صادق من الطرفين وتحسن شامل في حياة الفلسطينيين، يجب ان نتوقع تدهورا اضافيا في الوضع الامني وتوسع اعمال العنف الحالية"، وتاتي هذه الدعوة بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى عمان في محاولة لخفض التوتر المتعلق بالقدس الشرقية اثر خطط اسرائيل توسيع الاستيطان ومنع الوصول الى المسجد الاقصى.

وحول الوضع في قطاع غزة، قال مساعد الامين العام للامم المتحدة لمجلس الامن ان هناك "بعض اشارات التقدم" بخصوص عملية اعادة الاعمار لكن "الشؤون العامة في غزة تبقى هشة"، وقد وافقت اسرائيل على السماح بدخول 800 شاحنة محملة بمواد البناء الى غزة لتزيد العدد من 350 حاليا، لكن هناك عدة مشاريع اعمار اعدتها الامم المتحدة وتبلغ قيمتها 62 مليون دولار لا تزال تنتظر موافقة السلطات الاسرائيلية، ولم تحرز حكومة التوافق الوطني التي شكلت بين حماس وفتح تقدما كبيرا، وهي الخطوة التي تعتبر عاملا اساسيا لتسريع عملية اعادة الاعمار كما قال مسؤول الامم المتحدة، وبدأت الحكومة مهامها في حزيران/يونيو في حين شهد قطاع غزة حربا مدمرة مع اسرائيل استمرت 50 يوما الصيف الماضي، ورغم ان الحكومة ادت اليمين الدستورية في الثاني من حزيران/يونيو، الا ان حماس بقيت القوة التي تحكم غزة فعليا، وندد تويبرغ-فراندزن ايضا بقيام حماس اخيرا باطلاق صواريخ وحذر من ان ذلك يثير مخاطر اندلاع نزاع مع اسرائيل. بحسب فرانس برس.

وتستضيف مصر جولة جديدة من المحادثات في وقت لاحق في محاولة لترسيخ وقف اطلاق النار اثر حرب غزة التي استمرت من 8 تموز/يوليو الى 26 آب/اغسطس وخلفت 2143 قتيلا فلسطينيا معظمهم من المدنيين و73 قتيلا من جانب اسرائيل اغلبيتهم الساحقة من العسكريين، وقال مساعد الامين العام للامم المتحدة ان "واقع استمرار حوالى 50 عاما من الاحتلال وعدم احراز تقدم في اتجاه حل الدولتين يشير الى ان جولة العنف الجديدة ليست ببعيدة"، ثم دخل اعضاء مجلس الامن ال15 لاجراء مشاورات مغلقة اثر تقرير مساعد الامين العام للامم المتحدة.

خطوات لتهدئة التوتر

بدوره قال وزير الخارجية الامريكي جون كيري بعد محادثات في العاصمة الاردنية إن اسرائيل والفلسطينيين تعهدا باتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة التوترات حول الحرم القدسي، وتفجر العنف في الاسابيع القليلة الماضية بشان الموقع الذي يوجد به المسجد الاقصى المقدس لدى المسلمين وما يطلق عليه اليهود جبل المعبد، واثارت الاشتباكات بين الشرطة الاسرائيلية والفلسطينيين مخاوف من انها قد تفجر انتفاضة فلسطينية جديدة، وقال كيري ان جميع الاطراف وافقت على "اجراءات محددة وعملية يمكن للجانبين كليهما ان يتخذاها لاستعادة الهدوء"، واضاف قائلا وقد وقف الي جواره وزير الخارجية الاردني ناصر جودة "اليوم نحن نعمل على اخماد شرارات التوتر الحالي حتى لا يتصاعد الي حريق يخرج تماما عن نطاق السيطرة".

وتحدث كيري بعد اجتماع استمر حوالي ثلاث ساعات مع العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال كيري ان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي انضم الي المحادثات عبر الهاتف ووعد بتشجيع استئناف المحادثات الفلسطينية الاسرائيلية المنهارة، واجتمع كيري في وقت سابق مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكن عباس لم يحضر الاجتماع الثلاثي مع نتنياهو في علامة على انعدام حاد للثقة بين اسرائيل والفلسطينيين، ويتحدى القوميون المتشددون في اسرائيل حظرا مفروضا منذ عقود على صلاة اليهود في جبل المعبد لكن جودة قال ان نتنياهو اظهر "التزاما" بالحفاظ على الوضع القائم في الحرم القدسي واحترام المملكة الاردنية للموقع المقدس، وقال جودة ان الاردن لن يعيد سفيره الي تل ابيب (الذي استدعاه احتجاجا على ماسماه الانتهاكات الاسرائيلية في القدس) حتى يرى أدلة ملموسة على اجراءات لنزع فتيل التوترات. بحسب رويترز.

ومضى قائلا "علي اسرائيل ان تزيل كل عناصر عدم الاستقرار التي نراها، علينا ان ننتظر لنرى هل سيحدث هذا"، وفي وقت سابق إتهم الملك عبد الله اسرائيل بشن "هجمات متكررة" ضد الاماكن المقدسة في القدس وقال انها يجب ان تتوقف، وقال مسؤولون دينيون اردنيون يديرون تلك المواقع الاسلامية انه وقع عدد لم يسبق له مثيل من الاقتحامات من جانب يهود متشددون للمسجد الاقصى هذا العام، وإتهم نتنياهو الفلسطينيين في الضفة الغربية بإذكاء العنف، ويخشى المسؤولون الاردنيون ان اتساع الاضطرابات في الضفة الغربية قد يمتد الي بلدهم حيث غالبية السكان ابناء واحفاد لفلسطينيين كانوا عبروا نهر الاردن في اعقاب انشاء اسرائيل في 1948.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/تشرين الثاني/2014 - 29/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م