شبكة النبأ: في عصرنا الراهن يتحول
الانسان الى حيوان اعلاني، بعد ان كان حيوانا ناطقا، ثم ضاحكا، ثم
مفكرا، الى اخر التوصيفات التي اطلقت عليه.
فالاعلانات تحاصره في كل مكان يكون فيه، وتطارده اينما ذهب او ولى
وجهه، في المنزل او الشارع او المكتب او المدرسة او الجامعة وغير ذلك
من اماكن لاتعد ولاتحصى.
يمكن النظر إلى الإعلان اليوم بوصفه عالماً متكاملاً . فقد ينشر
الفرد إعلاناً لطلب وظيفة أو لطلب شقة أو قطعة أرض، وقد ينشر إعلاناً
لبيع أدوات منزلية لم يعد في حاجة إليها. فالإعلان هام لكل مَن لديه
شيء يود بيعه أو لديه شيئاً يود شراؤه . وقد امتد الإعلان أيضاً إلى
الخدمات، بل وإلى الأفكار أو الآراء. وقد قدر ما أنفق على الإعلان في
الولايات المتحدة في عام 1972 بنحو 23 بليون دولار، إرتفعت في عام 1980
إلى 55 بليون دولار. ويقدر ما أنفق علي الإعلان في الولايات المتحدة في
عام 2000 بنحو 320 بليون دولار ، وأن ما سوف ينفق على الإعلان على
مستوى العالم في هذه السنة يصل إلى 780 بليون دولار.
والاعلانات تشتغل على دوافع الناس الفطرية منها والمكتسبة، لتحقيق
غاياتها التي تريدها، سواءا كان ربحا ماديا او تحذيرا من شيء او حالة
او ظاهرة ما، او تعريفا باشياء تهم الانسان، لكن اكثر ما يستفاد من هذه
الدوافع هو في معرفة كيفية اختيار المستهلكين للبضائع التي يقبلون
عليها.
وقد اهتم علم النفس وعلم الاجتماع بمعرفة هذه الكيفية من ابحاث
الدوافع، اضافة الى معرفة الأشياء التي يتعلّمها الناس من الإعلانات
التجارية.
حيث يقوم الباحثون باستكشاف أحاسيس وآراء المستهلكين. ويستخدمون
لذلك معلومات من علم النفس والاجتماع وغيرها من العلوم الاجتماعية
الأخرى بهدف تفسير هذه الأحاسيس والآراء. ويسعون إلى لقاء الجمهور
ومحاورتهم. وفي بعض الأوقات يخضعونهم لبعض الاختبارات التي يقوم
بتحليلها الاختصاصيون النفسيون والاجتماعيون. وقد بين هذا النوع من
الأبحاث أن الناس لا يقومون بالشراء بسبب السعر والجودة فحسب؛ بل
يقومون أحياناً بشراء بعض الأشياء ذات التأثير على الآخرين، أو لكي
يسايروا أفراد مجتمعاتهم. ويلجأ بعضهم إلى اشتراء بعض الأشياء تقليداً
لأشخاص أعجبوهم.
ما هو الإعلان؟
لغةً: إظهار الأمر والمجاهرة به. وفي الاصطلاح: إبراز مزايا منتج أو
نشاط ما والترويج له. ويرتبط الإعلان بالدعاية في مختلف مجالات الثقافة
والسياسة والفنون.
يعود تاريخ اول اعلان إلى 3000 سنة ق.م وجد في مصر مكتوبا على ورق
البردي يذكر تقديم مكافأة مالية لمن يعثر على عبد فار. ووجد الإعلان في
حضارة السومريين وفي بلاد الرافدين لبيان بعض التشريعات والانتصارات.
ووجد كذلك في الحضارتين اليونانية والرومانية لإعلام الجماهير
بانتصارات حربية ومعاهدات ومباريات رياضية.
أول إعلان مطبوع ظهر في أوربا كان سنة 1477، وأن أول إعلان فيه رسم
كان سنة 1482، وأن إعلاناً عن دواء ظهر في إنكلترة سنة 1665 أيام
انتشار الطاعون. وغدا الإعلان الذي يحوي صوراً يستعمل لأغراض تجارية،
فقد ظهر في فرنسا سنة 1715 إعلان حول فوائد المظلات، وتأسست أول شركة
فرنسية للإعلانات سنة 1746.
استخدم الاعلان في الاذاعة منذ سنة 1922 في الولايات المتحدة
الامريكية، واستخدم التلفزيون للغرض نفسه بعد نحو ربع قرن من ذلك
التاريخ.
يستخدم الاعلان في جميع المجالات الحياتية للانسان، في الصناعة
والتجارة، وفي الحياة السياسية الداخلية والخارجية، وفي مجالات العلوم
والآداب، يضاف إلى ذلك أيضاً ما يتصل بالألعاب والمباريات الرياضية
محلياً ودولياً. أما الإعلانات التي تدخل في شؤون الدفاع فلها مكانتها
في السلم وفي الحرب: فهي تهدف أولاً إلى إغراء الشباب بالانتظام في
مؤسسات الدفاع المختلفة في وقت السلم وإلى رفع الروح المعنوية وتعزيز
الاستعداد للقتال دفاعاً عن الوطن والنفس في وقت الحرب والأزمات.
تتعدد وسائل الإعلان والتي هي الحامل والرافع له، وتتوزع على:
(الصحف اليومية – المجلات – الإذاعة – التلفزيون – السينما -
الاتصال البريدي).
في المحلات التجارية، الطرق أو قرب المحلات التجارية أو على
السيارات والحافلات أو ربطها بمناطيد أو طائرات مخصصة للإعلان. ومنها
كذلك الملصقات ودليل الهاتف والإعلانات المضيئة والهدايا التي ترسل
بمناسبات الأعياد وغيرها.
من حيث أنواع الإعلان يمكن تصنيفها الى الإعلان ستة انواع من وجهة
نظر المتلقي: (الإعلان القومي - إعلانات تجارة التجزئة - إعلانات
البريد - الإعلان التجاري - الإعلان الصناعي - الإعلان المهني). |