أهل الأحساء والشيعة بشكل خاص وبقية شرائح المجتمع بشكل عام في
الوطن، أرسلوا أكثر من رسالة خلال تشييع شهداء أحياء مراسيم عاشوراء
الإمام الحسين (ع) - الذين سقطوا نتيجة اعتداء إرهابي تكفيري في ليلة
عاشوراء - لتأكيد حبهم لوطنهم وأرضهم التي هم يسكنون عليها منذ مئات
السنين قبل تأسيس الدولة. رغم أنهم ليسوا بحاجة لتأكيد ذلك في هذا
الظرف أو غيرها.
أرسلوا رسالة بأنهم ضد الطائفية وضد الإرهاب، وقدموا رسالة حب ومودة
وسلام لجميع المواطنين من كافة المذاهب، وأنهم ضد الكراهية والإساءة
للآخر.
ورفعوا راية الوطن عاليا رغم سياسة الجهات الرسمية الحكومية
والمسؤولين التي تنشر الفساد والفقر وسرقة الأراضي والاعتداء على
الحقوق الوطنية، وتكريس الانقسام بين المواطنين.
رفع الشيعة راية الوطن رغم الجراح والغضب وسفك الدماء بسبب سياسة
المسؤولين التي تكفر الشيعة وتصفهم بالمشركين في المقررات التعليمية،
والإساءات والتحريض والتخوين في وسائل الإعلام الرسمية للشيعة،
بالإضافة إلى وجبات الشتم للشيعة على منابر المساجد، قاموا بذلك رغم
مرارة عدم الإعتراف بالمذهب الشيعي لغاية اليوم، وعدم حرية التعبير عن
الرأي وحق ممارسة الشعائر الشيعية بحرية.
ماذا سيكون الرد من قبل الحكومة في الرياض؟.
يوجد عدد من المعتقلين والسجناء من أهل الأحساء والمناطق الأخرى
بسبب أحياء مراسم عاشوراء أو رفع راية حسينية أو التعبير عن الرأي أو
المطالبة بالإصلاح بما فيه مصلحة للوطن.
ماذا سيكون رد الأجهزة الحكومية ومنها الأمنية بعد التشييع الكبير
ورفع راية الوطن؟.
من الأهمية وبشكل ضروري وعاجل الاعتراف بالتعددية ومنها المذهب
الشيعي وحق ممارسة حرية الفكر والتعبد والحصول على حق المواطنة كاملة؟.
لقد حان الوقت لحل الملفات والأزمات الوطنية ومعالجة الإحتقان بروح
وطنية على مستوى كل الوطن ومنها ملف المعتقلين المظلومين الأبرياء بسبب
التعبير عن الرأي والمطالبة بالإصلاح، وضرورة وجود قوانين تمثل إرادة
المواطنين.
الكرة الآن في ملعب السلطة للمبادرة بحل عاجل لإنقاذ الوطن
والمواطنين من المخاطر.
شكرا لكل من وقف مع شهداء احياء عاشوراء الإمام الحسين (ع) في
الاحساء، ولمن دافع عن المظلومين والابرياء؛ وسعى للإصلاح ورفض سياسة
الكراهية والتحريض والتخوين والطعن في ولاء الاخر، ورفض سياسة القمع
والاعتقالات التعسفية في معالجة الأزمات الوطنية.
حفظ الله الوطن والمواطنين والدول المجاورة والعالم من نار التحريض
والتكفير والقتل والدمار لينعم الجميع بالعدالة والحرية والتعددية
والسلام والأمن والأمان.
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة
النبأ المعلوماتية |