الأطفال وتركة الحروب الارهابية

 

شبكة النبأ: اتساع رقعة الحروب والنزعات المسلحة في العديد من دول العالم اسهم وبشكل فاعل بازدياد معاناة ومشاكل الاطفال، الذين اصبحوا اليوم يتعرضون للكثير من المخاطر والانتهاكات، التي تقوم بها بعض المجاميع الارهابية المسلحة المنتشرة في الكثير من الدول، ولعل من اهمها تلك المجاميع التابعة الى ما يسمى تنظيم القاعدة الذي سعى وبحسب بعض التقارير الى تجنيد مئات الآلاف من الأطفال واستغلالهم للعمل كمقاتلين و بتكليفهم ببعض العمليات الاخرى.

هذه الظاهرة الخطيرة كانت سببا في ازدياد قلق الكثير من الجهات والمنظمات المعنية بحقوق الانسان والطفولة، التي تخشى من تفاقم هذه الظاهرة خصوصا مع تدهور الاوضاع الامنية في العديد من المناطق، التي اصبحت تحت سيطرة الجماعات المسلحة وخصوصا ما يسمى الدولة الاسلامية(داعش)، الذي سعى وبحسب بعض المراقبين الى اعتماد خطط جديدة ومنها اختطاف وتجنيد الاطفال واشراكهم في دورات قتالية خاصة، من اجل استخدامهم اعمال ارهابية بما في ذلك العمليات الانتحارية التي اعتمدها التنظيم في الآونة الاخيرة كسلاح جديد، يضاف الى ذلك ان تلك المجاميع الاجرامية قد تسعى ايضاً الى استخدام سبل الترهيب والاعتداءات الجنسية وغيرها من الاساليب الاخرى التي كان لها آثار نفسية خطيرة لهؤلاء الأطفال.

تجنيد الأطفال

وفي هذا الشأن وعلى عكس باقي المدارس في مختلف دول العالم، يجبر الأطفال في المناطق التي يحتلها تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف وتحديدا في العراق وسوريا، على الدراسة وفقا لمنهاج فريد من نوعه، ولغاية أبعد من أن تكون من الأمور التي يفهمونها أو يتوقون إليها، حيث يتم إجبارهم على رؤية مشاهد قطع الرؤوس وتعذيب الأسرى، إلى جانب خضوعهم إلى تدريبات قاسية على استخدام الأسلحة، كل هذا جزء من دروس يومية في التطرف والعنف.

وأوردت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن وسائل الإعلام والدعاية التي أنشأها تنظيم "الدولة الإسلامية" تبث فيديوهات تظهر الحياة في ما اصطلح على تسميته "مدرسة الجهاد" وهناك يتم تلقين أطفال لا تتعدى أعمارهم 10 سنوات طريقة إطلاق النار باستخدام البنادق الآلية "آي كاي 47" الروسية "الكلاشنكوف" كما يتم تهيئتهم لخوض أهوال الحروب والمعارك، كل هذا تحت غطاء علمي وتحت ستار "المدارس".

ويظهر في أحد أجزاء سلسلة أنتجتها "مؤسسة الفرقان" وهي الذراع الدعائي لتنظيم ''الدولة الإسلامية'' المتطرف، أطفال صغار في مقاطع فيديو وهو ما وصفه خبراء بمحاولة إظهار "المدينة الفاضلة" في عالم "الدولة الإسلامية". وهذه الممارسات كان أدرجها مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة كجرائم حرب، حيث أن هذا التنظيم يقوم رسميا بتجنيد أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما للقتال في صفوفه.

وفي إحدى مقاطع الفيديو والتي جاءت تحت عنوان "أشبال الدولة الإسلامية" وهو الاسم الذي بات التنظيم يعتمده رسميا بعد أن كان يعرف بـ "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو اختصارا (داعش) يظهر هؤلاء الأطفال أو كما يطلق عليهم التنظيم اسم الأشبال وهم يتحدثون باللغة العربية عن إيمانهم ورعاية التنظيم لهم. كما يظهر الأطفال مع أحد عناصر التنظيم مجهول الهوية والذي يشار إليه في هذه السلسلة الدعائية على اعتبار أنه معلم، وهو يلقنهم مبادئ وتعاليم الإسلام في ما يبدو أنه درس في الدين.

وسجلت أيضا في هذه الفيديوهات مقابلات أجريت مع أطفال من هذه (المدرسة) وهم ينشدون ويتكلمون بينما يظهر في نفس الإطار فوهات البنادق الآلية "آي كاي 47" الروسية جرى إطلاق النار منها لحظات قبيل التصوير. وفي فيديو آخر هو جزء مما أطلقت عليه الآلة الدعائية لتنظيم "الدولة الإسلامية" "رسائل من أرض المعارك الأخيرة" وهي على ما يبدو مقاطع تظهر تخرج هؤلاء "الأشبال" يصطف أطفال قبيل تخرجهم وهم يستمعون إلى كلمة بالمناسبة بينما يشاهدهم عدد من الراشدين يرجح أنهم من ذويهم. بحسب فرانس برس.

ويتم إنتاج مثل هذه المقاطع كذلك من قبل مؤسسة "الاعتصام ميديا" وهي جناح دعائي آخر تابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يركز على هذا النوع من الأنشطة الاجتماعية في الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم لأغراض دعائية وتحريضية. إلى ذلك، تشير معلومات الأمم المتحدة إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية" أشرك فعلا أطفالا في معارك وحتى في تفجيرات انتحارية، ما يؤكد بالمحصلة أن هذا التنظيم المتطرف قد أنشأ مخيمات لتجنيد أطفال للقتال تحت ستار مدارس وتحت غطاء التعليم في ما يسوق له أنه إقامة للمدينة الفاضلة! وأشرطة الفيديو هذه هي في الواقع أدلة جديدة إضافية تؤكد تورط تنظيم "الدولة الإسلامية" في عمليات غسيل للدماغ وتعريض أطفال للخطر في مناطق النزاع بسوريا والعراق.

هجمات انتحارية

في السياق ذاته قالت ليلى زروقي الممثلة الخاصة في الامم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاعات المسلحة ان نحو 700 ولد قتلوا او اصيبوا بتشوهات في العراق منذ مطلع العام استخدم بعضهم في هجمات انتحارية من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. وقالت "يستخدم المقاتلون فتيانا لا يتجاوزون 13 عاما لنقل الاسلحة وحراسة المواقع الاستراتيجية وتوقيف مدنيين (...) وينفذ اخرون هجمات انتحارية".

وقالت زروقي "اني مصدومة للازدراء التام بالحياة البشرية الذي ابداه (تنظيم) الدولة الاسلامية خلال تقدمه السريع في سوريا والعراق". والتنظيم المتطرف الذي استولى على اراض شاسعة في سوريا والعراق مدرج منذ 2011 على قائمة الامم المتحدة السوداء بسبب هجماته على مدارس. كما اشارت الى "الحصيلة الفظيعة" للنزاع في غزة على الاطفال مذكرة بان اكثر من 700 طفل فلسطيني قتلوا واصيب 3106 على الاقل بجروح او تشوهات في الهجوم الذي شنه الجيش الاسرائيلي اخيرا. بحسب فرانس برس.

واكدت ان "244 مدرسة على الاقل منها 75 مدرسة تابعة للاونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) تعرضت لنيران القوات المسلحة الاسرائيلية التي استخدمت مدرسة قاعدة عسكرية". كما دانت "التجاوزات الخطيرة التي ترتكب بحق الاطفال" في نيجيريا من قبل جماعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة وفي ليبيا وافغانستان وجمهورية افريقيا الوسطى ومالي وجنوب السودان. والتقرير السنوي لمكتب زروقي لعام 2013 والذي نشر في تموز/يوليو يحصي تجاوزات ارتكبت بحق اولاد في 23 نزاعا في العالم. وتتهم سبعة جيوش وطنية وخمسون مجموعة مسلحة باستخدام الاطفال الجنود خصوصا في جمهورية الكونغو الديموقراطية وجنوب السودان وسوريا.

شبل البغدادي

على صعيد متصل قال أنصار تنظيم الدولة الاسلامية على مواقع التواصل الاجتماعي إن طفلا من الامارات العربية المتحدة يقاتل مع التنظيم في سوريا قتل مع والده في ضربة جوية للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقالت التقارير إن محمد العبسي أبو عبيدة الملقب شبل البغدادي في اشارة الى زعيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي توفى. ولم يتضح متى انضم الى التنظيم في سوريا. ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة من صحة هذه التقارير ولم يرد تعليق فوري من الامارات. وتشارك الامارات العربية المتحدة في قوات التحالف التي تنفذ ضربات جوية ضد مواقع الدولة الاسلامية في سوريا. وجند التنظيم مقاتلين أجانب من أنحاء دول الخليج وأوروبا.

ولم يعرف عمر الصبي. وأظهرت تسجيلات فيديو وضعت على الانترنت الطفل وهو يرتدي الزي العسكري ويبتسم. وكان يبدو أصغر من أن ينمو شعر على وجهه ولم يصل طوله الى الكتف فيما يشير الى ان عمره يتراوح بين تسعة و13 عاما. ووجد تقرير نشره مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في وقت سابق هذا العام أن الجماعات المنبثقة عن تنظيم الدولة الاسلامية جندت ودربت واستخدمت أطفالا في القتال.

وجاء في التقرير "باستخدام أطفال تقل أعمارهم عن 15 عاما تكون (الدولة الاسلامية) قد ارتكبت جريمة حرب." وأشادت صفحات أنصار الدولة الاسلامية على تويتر بالصبي. وقال أحد المستخدمين إن رغبته كانت تعلم قيادة السيارات حتى يمكنه شن هجوم انتحاري. ويوجد تسجيل صوتي لنشيد ديني وضع على موقع يوتيوب في مارس اذار يزعم انه للصبي. وكان عنوان التسجيل "شبل البغدادي" وكتب تحته "من الامارات جيناكم الدولة الإسلامية في العراق والشام تقبله الله". بحسب رويترز.

وفي بعض الصور يظهر وهو يقف بجوار رجل قال أنصار الدولة الاسلامية إنه والده. وفي صورة يبدو ممسكا ببندقية آلية. وتتجنب وسائل الاعلام الاماراتية الاشارة الى أي مشاركة لمواطنيها مع الدولة الاسلامية لكنها سلطت الاضواء في الاونة الاخيرة على ان احدى كبار طياريها وهي امرأة نفذت طلعات جوية ضد المتشددين في سوريا.

قد نحيا وقد نموت

الى جانب ذلك حضت منظمة هيومن رايتس ووتش المعارضة السورية على وقف تجنيد اطفال في المعارك وحذرت الدول التي تمول هذه المجموعات من انها قد تتعرض للملاحقة بتهمة ارتكاب "جرائم حرب". وفي تقرير نشر بعنوان "قد نحيا وقد نموت: تجنيد واستعمال اطفال من قبل مجموعات مسلحة في سوريا"، اتهمت المنظمة غير الحكومية مجموعات المعارضة السورية ب"استعمال اطفال اعتبارا من عمر 15 عاما في المعارك واحيانا بذريعة تقديم التعليم لهم".

واوضحت المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان ومقرها نيويورك ان "المجموعات المتطرفة مثل الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) جندت اطفالا من خلال مزج التعليم والتدريب على استعمال الاسلحة والطلب منهم القيام بمهمات خطيرة من بينها عمليات انتحارية". واستندت المنظمة في تقريرها على تجارب 25 طفلا-جنديا في سوريا. وبالاضافة الى داعش فقد قاتل هؤلاء الاطفال الجنود في الجيش السوري الحر والجبهة الاسلامية وجبهة النصرة، الجناح السوري لتنظيم القاعدة، وكذلك في القوات الكردية.

وقالت كاتبة التقرير بريفانكا موتابارتي الباحثة في مجال حقوق الاطفال بمنظمة هيومن رايتس ووتش "على المجموعات المسلحة ان لا تحاول تجنيد اطفال معدمين قتل ذووهم وقصفت مدارسهم ودمرت بيئتهم". واضافت ان "ويلات النزاع المسلح في سوريا تصبح اكثر سؤا بارسال اطفال الى الخطوط الامامية". ويشار الى ان عدد الاطفال الجنود غير معروف ولكن في حزيران/يونيو 2014 تحدثت منظمة سورية قريبة من المعارضة وهي مركز توثيق الانتهاكات، عن "194 طفلا غير مدني قتلوا في سوريا منذ ايلول/سبتمبر 2011".

والاطفال الذين التقتهم منظمة هيومن رايتش ووتش شاركوا في المعارك وكانوا قناصة مختبئين واقاموا نقاط تفتيش واستعملوا في مجال التجسس وعالجوا جرحى في ارض المعركة او نقلوا ذخائر ومواد اخرى الى جبهة الحرب. واكد كثيرون منهم انهم انضموا الى المعارضة للحاق باصدقائهم او اهلهم وانضم اخرون لان المعارك كانت تجري في احيائهم ولم يكن بامكانهم الذهاب الى المدارس او القيام باي اعمال اخرى. بحسب فرانس برس.

وكل الاشخاص الذين تمت مقابلتهم كانوا من الصبيان ولكن الاتحاد الديموقراطي الكردستاني يجند بنات لاقامة حواجز والقيام بدوريات في المناطق الخاضعة لسيطرته. وحاول ائتلاف المعارضة وقف تجنيد الاطفال ولكن قياديين في الجيش السوري الحر اكدوا انهم ما زالوا يقومون بهذا العمل. وكذلك اعلن قائد عسكري كردي انه يسرح المقاتلين الذين تقل اعمارهم عن 18 عاما. واكدت المنظمة على "ضرورة ان تتعهد جميع المجموعات علنا بمنع تجنيد اطفال كما يتوجب على الحكومات التي تقدم مساعدة للمجموعات المسلحة ان تشدد على هذه المجموعات بالتحقق من عدم وجود اطفال في صفوفها. كل من يقدم مساعدة مالية للمجموعات المسلحة التي ترسل اطفالا الى الحرب قد يعتبر شريكا في جرائم الحرب".

اطفال سوريا

من جانب اخر قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة إن مئات الآلاف من الأطفال السوريين الذين يعيشون في المنفى يمكن أن يجدوا أنفسهم بدون جنسية بسبب القتال في بلادهم وهذا يعرضهم لخطر الاستغلال وربما يمنعهم من العودة إلى بلادهم. ويتسبب سقوط الرجال السوريين قتلى بأعداد كبيرة في الحرب والانفصال القسري في أن ربع الأسر السورية اللاجئة ترعاها نساء في وقت لا يسمح فيه القانون السوري بالجنسية للأطفال على أساس الأمومة.

وقال أميت سين مسؤول الحماية الإقليمية في المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ان "الأطفال السوريين يحصلون على الجنسية فقط من خلال آبائهم... في نفس الوقت الحرب في سوريا حرمت مئات الاف الأطفال من آبائهم." وبدون أوراق هوية لا يتسنى للأطفال الحصول على الرعاية الصحية والتعليم. وفي سن المراهقة يتسبب غياب الوثائق التي تثبت السن في تعريض النشء لخطر الزواج المبكر وتشغيل الأطفال والتجنيد من قبل القوات المسلحة وكذلك المتاجرة بهم.

وقال سين "لدينا بالفعل مستويات عالية من زواج الأطفال وتشغيل الأطفال في المنطقة ونحن نقدم فوق كل ذلك جيلا من الأطفال الذين ليس لديهم وثائق تثبت حالتهم أو سنهم." وتحدث سين على هامش أول منتدي عالمي عن الاشخاص الذين بدون جنسية عقد في لاهاي حيث تجمع 300 خبير لمناقشة قضايا تؤثر على عشرة ملايين شخص في العالم. وغادر سوريا نحو ثلاثة ملايين سوري صاروا لاجئين وشردت الحرب 3.5 مليون مواطن آخرين في الداخل. وأكثر من نصف اللاجئين السوريين أطفال لكن أسرا كثيرة فشلت في تسجيلهم قبل الفرار إلى الخارج.

وولد أكثر من 51 ألف طفل سوري في المنفى. ولم يسجل ثلاثة أرباع من ولدوا منهم في لبنان ويعتقد خبراء أن النسبة مماثلة في دول أخرى تستضيف لاجئين سوريين. وقال سين "الحقيقة أنه يجب أن يكون مزعجا لنا أن يكون هناك 77 في المئة من مواليد اللاجئين غير مسجلين في دولة واحدة وأن تكون الجنسية عبر الأب فقط وأن يكون هناك كثير من الآباء مفقودين." ويتعرض لخطر الحرمان من الجنسية أيضا ثمانية آلاف طفل أصبحوا لاجئين دون مرافق أو انفصلوا عن أسرهم.

وتتبني المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين حملة كبيرة لتشجيع اللاجئين السوريين على تسجيل مواليدهم لكن في كثير من الدول المضيفة يتعين على الوالدين تقديم وثيقة زواج وإثبات للهوية ليكون ممكنا تسجيل المواليد. ويقول خبراء أن الوفاء بهذا مستحيل تقريبا لأن اللاجئين فقدوا وثائق مهمة وهم يفرون من البلاد أو عندما دمرت بيوتهم. ويصادر تنظيم الدولة الإسلامية الوثائق كإجراء عقابي. وأضاف سين "إنهم يأخذون وثائق الناس كوسيلة لتجريدهم من كل شيء.. تجريدهم من تاريخهم ومن أملاكهم ليس هذا فحسب بل أيضا من هويتهم وانتمائهم كمواطنين." بحسب رويترز.

وأضاف أن من بين الأسباب الأخرى لكون الشخص بدون جنسية أن كثيرا من اللاجئين يتزوجون بأوراق عرفية غير معترف بها كوثائق رسمية الأمر الذي يعني أن أطفالهم سيحرمون من الجنسية لأن من غير الممكن أن يحصلوا على شهادات ميلاد. وتعمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين مع حكومات الدول التي بها لاجئون سوريون لزيادة تسجيل المواليد والزواج. وقال سين إن لبنان قام بتبسيط تسجيل المواليد وإن الأردن فتح مكتب توثيق مدنيا ومحكمة شرعية في المخيم الرئيسي للاجئين في الزعتري للمساعدة في توثيق المواليد والزيجات. وسوريا والأردن ولبنان من بين 27 دولة لا تسمح بالجنسية لأبناء الأم وهذا من أكبر أسباب الحرمان من الجنسية في العالم.

الكونجو و ميانمار

في السياق ذاته أدرجت الولايات المتحدة جماعة إسلامية أوغندية هي القوى الديمقراطية المتحالفة على القائمة السوداء لاستهدافها أطفالا في صراعها المسلح في جمهورية الكونجو الديمقراطية. وتشمل هذه الخطوة تجميد أصول الجماعة في الولايات المتحدة ومنع الشركات الأمريكية من التعامل معها وتأتي في أعقاب قرار لجنة في مجلس الأمن الدولي إدراج الجماعة نفسها على القائمة السوداء. وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن الجماعة شنت هجمات على مدنيين في الكونجو الديمقراطية العام الماضي منهم نساء وأطفال مما أجبر آلاف الأشخاص على الفرار إلى أوغندا المجاورة. وقالت الخزانة إن الجماعة خطفت أشخاصا وجندت بعض الأطفال الذين تصل أعمارهم لعشرة أعوام للانضمام إلى صفوفها.

وقال ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب وتمويل المخابرات في بيان "ندين بأشد العبارات أنشطة القوى الديمقراطية المتحالفة واستمرار العنف ضد المدنيين.. أوضح المجتمع الدولي أن الجماعات المسؤولة عن مثل هذه الفظائع لا بد من عزلها." وأنشئت جماعة القوى الديمقراطية المتحالفة التي تعرف أيضا باسم الجيش الوطني لتحرير أوغندا بغرض مقاتلة الحكومة الأوغندية ولكنها أجبرت على الخروج عبر الحدود إلى الكونجو. وتشير تقديرات وزارة الخزانة الأمريكية إلى أن عدد مقاتلي الجماعة يتراوح بين 1200 و1500. وتقول الحكومة الأوغندية إن الجماعة متحالفة مع عناصر من حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

على صعيد متصل قالت الأمم المتحدة إن جيش ميانمار أبعد 109 أطفال من صفوفه في أكبر عملية تسريح للجنود الأطفال لكن التجنيد غير القانوني لهم لا يزال مستمرا من بين أفراد الأسر الفقيرة. ولسنوات سجلت ميانمار بين الدول التي تجند الأطفال للقتال سواء من قبل الحكومة أو المتمردين. وأدار الجيش البلاد لمدة 49 عاما وأدين دوليا بانتهاكات لحقوق الإنسان بينها تجنيد الأطفال.

وقال رئيس صندوق الأطفال التابع للأمم المتحدة في ميانمار برتراند بينفيل إن الجيش يريد جعل جنوده مهنيين وإن وجود الجنود الأطفال في صفوفه يمكن أن يحول دون تعاون الدول التي ترغب في المساعدة. وتعمل حكومة إصلاحية شبه مدنية تولت الحكم عام 2011 مع الأمم المتحدة لإبعاد الأطفال من صفوف الجيش. بحسب رويترز.

وقالت الأمم المتحدة إنه بالعدد الذي سرح اليوم وهو الأكبر إلى الآن بلغ عدد الأطفال الذين أبعدهم الجيش عن الخدمة 472 طفلا منذ عام 2010. وقال بينفيل إن تجنيد الأطفال مستمر بمعدل متناقص وإن معظم الأطفال المجندين يأتون من الأسر الفقيرة في أكبر مدينتين بالبلاد وهما يانجون ومندلاي ويسهله وسطاء مدنيون في الغالب يزورون بطاقات الهوية بما يجعل من الصعب تحديد عدد الجنود الأطفال الذين لا يزالون في الخدمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 2/تشرين الثاني/2014 - 8/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م