الثقافية العالمية.. بين تفوق روايات الجريمة وثورة الكتب الالكترونية

 

شبكة النبأ: تشهد الحركة الثقافية العالمية اهتماماً خاصاً من لدن بعض المؤسسات الثقافية والفنية وبعض الدول المتحضرة، التي تسعى الى تعزيز الدور الثقافي وتطويره بشتى الطرق والوسائل المتمثلة بفتح المؤسسات الثقافية واقامة المسابقات الخاصة، التي يتم من خلالها دعم وتكريم المبدعين والمثقفين وتحفيزهم على التجديد والعطاء والابداع كما يقول بعض الخبراء في هذا المجال، الذين اكدوا على ان تطوير الجانب الثقافي ستكون له العديد من النتائج المهمة التي يمكن ان تسهم في بناء المجتمع والانسان هذا بالإضافة الى الفوائد الاقتصادية التي يحققها البعض خصوصا مع تطور الاتصالات الحديثة التي كانت سببا في انتشار الثقافة في العالم.

لكن بعض الخبراء في الشأن الثقافي أنه على الرغم من أهمية دعم وتكريم المثقفين وغيرهم، غير الجوائز التي يحصلون عليها قد لا تخلوا من بعض الانتقادات والتشكيك في اختيار بعض الأسماء حيث ان البعض يعتقد ان هذه الجوائز ربما تمنح في بعض الأحيان إلى من لا يستحقها، على الصعيد آخر في الاوانة الاخيرة بات النشر الالكتروني يمثل ثالث أكبر مصدر للدخل للمؤلفين بعد الكتب ثم المجلات والدوريات، وقبل الصحف والراديو والأفلام والتليفزيون. كما أصبح قيام المؤلفين بنشر أعمالهم بأنفسهم أكثر نجاحا عما سبق، ومثلا على هذا الصين التي كانت ثاني أكبر سوق للكتب في العالم بعد الولايات المتحدة تستورد الكتب من دول أخرى لكنها تدفع الآن باتجاه تصدير آدابها للخارج بمساعدة ثورة الكتب الالكترونية.

في حين أعلنت المؤلفة جي كي رولينغ أن روايات الجريمة التي تكتبها تحت الاسم المستعار، روبرت غالبريث، ستفوق في عددها سلسلة رواياتها الشهيرة "هاري بوتر"، لذا خبراء الثقافة العالمية ان الحركة الثقافية تمثل كل تغير في طريقة التفكير والاعتقادات السائدة بخصوص مجموعة من القضايا الثقافية ذات العلاقة بمناحي و فروع معينة، مما يترتب عليه تغير في طريقة مقاربة و معالجة العمل في هذه النواحي و الفنون و طرق التفكير بحيث تشكل مدرسة جديدة في الفكر أو الفن أو الأدب نطلق عليها اسم حركة ثقافية. وتشمل هذه الحركات بالتالي أنواع الفن، و العلوم، والفلسفات، لذا فأن الثقافة العالمية تبقى ميدان الفن والابتكار وإنتاج الإبداع.

جوائز عالمية

وفي هذا الشأن فقد خلت القائمة الطويلة للمرشحين لجائزة بوكر البريطانية للآداب من معظم المؤلفين من دول الكومنولث، بعدما فتح الترشيح ليشمل المؤلفين الأمريكيين. ويعد الأسترالي ريتشارد فلاناغان هو الممثل الوحيد لدول الكومنولث - وهو من أصل غير بريطاني - الذي يدرج اسمه في القائمة التي تضم 13 مؤلفا، في حين احتل الأمريكيون أربعة أماكن بالقائمة. وتضم القائمة أيضا الفائز السابق بالجائزة هوارد جاكبسون، بينما فشلت أسماء أخرى من أمثال ايان ماكوان ودونا تارت في الوصول إلى القائمة.

وجاء ترشيح فلاناغان عن روايته "الطريق الضيق لأقصى الشمال"، وهي تروي قصة جنود أستراليين اضطروا، كأسرى حرب في أيدي اليابانيين، لبناء ما وصف بأنه خط السكك الحديد في بورما. وكان فلاناغان، وهو من تسمانيا، قد كتب روايته إهداء لذكرى والده الذي نجا من تلك التجربة، بينما فقد الآلاف أرواحهم فيها. ويعتبر الكثيرون فلاناغان أفضل مؤلف أسترالي في جيله. وتضم أعماله الأخرى رواية "صوت يد واحدة تصفق". ويتنافس فلاناغان مع ديفيد نيكولاس، الذي تتناول روايته "نحن" رباط الزواج والتزامات الآباء.

وهذه هي المرة الثالثة التي يرشح فيها ديفيد ميتشل، وينافس هذه المرة بروايته "ساعات العظام"، التي تتناول قصة هولي سكايز التي تهرب من المنزل في عام 1984. وبعد ستين عاما يمكن العثور عليها غربي أيرلندا وهي تربي حفيدتها في الوقت الذي ينهار فيه مناخ العالم. وتضم القائمة ثلاث سيدات فقط، من بينهن الاسكتلندية ألي سميث عن روايتها "كيف تكون الاثنين". أما المؤلفون من الولايات المتحدة فهم جوشوا فيريس، وكارين جوي فاولار، وسيري هوسفيدت، وريتشارد باورز. وتعتبر لجنة بوكر جوزيف أوكونور، الذي ولد في أيرلندا ويقيم في نيويورك، أيرلنديا/ أمريكيا.

وتتناول روايته الأخيرة "الكلب" قصة رجل يهرب من منصبه في شركة قانونية بمنهاتن بعد شجار مع زميل له. ويستقر به المقام في مدينة دبي بالإمارات حيث يعيش حياة باذخة، ولكنه يعاني من الوحدة. أما فالور، التي اشتهرت بالروايات الخفيفة، فقد جاء ترشيحها عن رواية "نحن جميعا نقف بجوار أنفسنا"، التي تتناول قصة عائلة من أبوين، وثلاثة أطفال أحدهم قرد شيمبانزي. وقد استوحت فاولر قصتها من تجارب حقيقية، من بينها تجربة وينثورب ولولا كيلوغ، وهما عالمان بجامعة انديانا ربيا طفلهما إلى جانب قرد لمدة عام كامل في الثلاثينيات من القرن الماضي.

ورواية فيريس الثالثة "النهوض مرة أخرى في ساعة جيدة" تتناول قضية الإلحاد من خلال طبيب أسنان يقضي ساعات يومه وهو يتأمل في الموت والتسوس غير أنه لا يجد السلوى في الدين. وتضم القائمة الطويلة أيضا الرواية الأولى لبول كينغزنورث التي قام بتمويلها الجمهور. وتتناول روايته "الصحوة" حرب العصابات التي اندلعت على الغزو النرويجي الفرنسي في لينكولنشير وتستخدم لغة شبه مخترعة يهدف بها إلى إعطاء "الإحساس باللغة الإنجليزية القديمة".

الى جانب ذلك منحت جائزة الشاعر الإفريقي ليوبولد سنغور للرواية الفرنكوفونية الأولى، الى اللبنانية جورجيا مخلوف فيما اعلن معهد العالم العربي ومؤسسة لاغاردير منح جائزتهما السنوية للرواية، للكاتب المصري محمد الفخراني. وفازت مخلوف في الدورة التاسعة من جائزة سنغور للعمل الروائي الأول، بعدما تفوقت على ثلاث روايات بقيت في اللائحة القصيرة، عن روايتها "ليزابسان" (الغائبون). وتبلغ قيمة الجائزة ثلاثة آلاف يورو.

وتعيش جورجيا مخلوف بين باريس وبيروت وتكتب بالفرنسية. وقد صدرت روايتها عن دار "ريفاج-باجو" وفيها تصور الطفولة السعيدة في لبنان قبل أن تأتي الحرب وتقضي على هذه السعادة وتدفع باتجاه المنفى. وقالت مخلوف في كلمة ارسلتها الى حفل تسليم الجائزة لتواجدها خارج فرنسا "عبر تكريمي فإنكم على ما أعتقد تكرمون الأدب اللبناني بمجمله وهو أدب غني بعدد أصواته الجميلة والقوية".

وسبق لجورجيا مخلوف أن نالت جائزة فرنسا-لبنان عن تجربتها الأولى "شظايا ذاكرة" (ايكلا دو ميموار 2006)، بينما حصل كتابها الثاني "رجال واقفون" (ليزوم دوبو 2007) على جائزة فينيكس. من جهة اخرى اعلن معهد العالم العربي منح جائزته الثانية للرواية العربية، الى الكاتب المصري محمد الفخراني عن "فاصل للدهشة" التي صدرت بالفرنسية عن دار "سوي". ونشرت الرواية في مصر في الاساس العام 2007 وهي الرواية الأولى لكاتبها الذي استهل مشواره الأدبي بكتابة القصة.

وتترافق الجائزة مع مكافأة مالية قدرها عشرة آلاف يورو وستسلم للفائز في حفل يقام في معهد العالم العربي. ورواية محمد الفخراني تلتفت بلغة بصرية شديدة الواقعية رغم جانب الخيال العالي فيها إلى مدن الصفيح حول القاهرة وطبائع الناس التي تنتمي للطبقات المهمشة وعلاقاتها فيما بينها باسلوب مشوق. بحسب فرانس برس.

وارتأت لجنة التحكيم أيضا منح تنويه خاص لرواية "حراس الهواء" للكاتبة السورية روزا ياسين حسن الصادرة بترجمة فرنسية عن دار "سندباد -آكت سود". وتحكي الرواية قصة امرأة تعمل في سفارة أجنبية في دمشق وتستمع من خلال عملها كمترجمة إلى حكايات العذاب التي يرويها طالبو اللجوء وتجاربهم المريرة. كذلك يتناول العمل الى حياة النساء اللواتي دخل رجالهن السجون لسنوات طويلة في سوريا. وكانت روزا ياسين حسن نالت جائزة حنا مينة للرواية عن كتابها "ابنوس" العام 2004 وهو عملها الأول. أما روايتها التي حصلت على التنويه، فصدرت في بيروت العام 2009.

استثمار النشر الالكتروني

في السياق ذاته أظهرت دراسة بريطانية أن دخل الكاتب البريطاني الذي لا يمتهن عملا آخر غير الكتابة هو نحو 11 الف جنية استرليني في العام. كما أظهرت الدراسة أن نسبة ممن لا يعملون الا بالكتابة فقط، بين كل من يقومون بالكتابة فى بريطانيا، قد انخفضت إلى 11.5 في المئة بينما كانت 40 في المائة عام 2005. وجاءت الدراسة بناء على طلب من اتحاد رخص الكتاب، الذي قال رئيسه إن الدراسة التي اعدتها جامعة كوين ماري في لندن تدعو للقلق.

وكان دخل الكاتب المتفرغ عام 2005 هو 12330 جنيها استرلينيا، وذلك طبقا لدراسة أشرف عليها اتحاد الكتاب ذاته ونشرت عام 2007 . وقال رئيس الاتحاد أون أتكنسون إن "هذا الانخفاض في دخل الكتاب المتفرغين وفي عددهم يمكن أن تكون له تداعيات خطيرة على النجاح الاقتصادي للصناعات الابداعية في بريطانيا".

وقالت الروائية جوان هاريس "إنه أمر جيد أن ندرك أخيرا مدى ضآلة دخل الكتاب". وقالت "لا يمكن لكل كاتب أن يحقق دخلا عاليا وأن يكون مشهورا، ولكن كل المبدعين لابد أن يدفع لهم مقابل ما يقومون به." إلا أن هناك بعض الأمل في ازدياد دخل الكتاب مستقبلا نظرا لازدياد النشر على الانترنت. بحسب بي بي سي.

وقام نحو 25 في المائة من الكتاب بتمويل نشر كتاب واحد على الأقل وحققوا ارباحا تصل إلى نحو 40 في المئة. وقال نحو 46 في المئة منهم إنهم سيكررون القيام بذلك. وقالت الشاعرة وندي كوب إن "معظم الناس تعرف أنه ليس هناك سوى القلائل الذين يمكنهم تحقيق مكاسب مادية كبيرة من الكتابة. هذه الدراسة تخبرنا بأن هناك الكثير من الكتاب الذين لا يمكنهم تحقيق ذلك." وقد حققت الكاتبة ج. ك. رولنغ مؤلفة سلسلة روايات هاري بوتر نجاحا ماديا هائلا من الكتابة. وتقدر قائمة الأغنياء لصحيفة ساندي تايمز ثروتها بنحو 570 مليون جنية استرليني. وقد شارك 2454 كاتب في تلك الدراسة.

الأدب الصيني

من جانب اخر قال ناشرون في معرض فرانكفورت للكتاب إنهم لاحظوا تحولا في اهتمام العارضين الصينيين من السعي للحصول على حقوق الملكية الفكرية الأجنبية إلى بيع منتجات قطاع النشر المتنامي في الصين.

والصين أكبر مشتر للحقوق وتصاريح الكتب التي تنشر في الخارج بحجم مبيعات يصل إلى 18 مليار دولار. وحاليا يطبق الناشرون الصينيون ومعظمهم خاضعون لسيطرة الدولة سياسة وضعتها حكومتهم عام 1999 وتدعو للاتجاه إلى الخارج للترويج للاستثمارات الصينية. وتشجع بكين الناشرين على تطوير محتوى رقمي لتأسيس شركات لها قدرة تنافسية وإعدادها للإدراج في سوق الأسهم. وحثت البنوك على تقديم القروض وأبرمت اتفاقيات مع مشغلي الاتصالات اللاسلكية مثل تشاينا موبايل لدفع عجلة النشر الالكتروني.

وقال توم تشالمرز المدير الإداري في اي.بي.ار لايسنس وهي سوق رقمية للحصول على حقوق نشر الكتب "بينما كان هناك طلب لفترة طويلة من الناشرين الدوليين لترخيص اعمالهم من أجل الصين فهناك أيضا توجه كبير حاليا لترخيص العناوين في الاتجاه المقابل." وأضاف "الصين مليئة بالعناوين المتاحة التي تحظى بالاقبال العالمي وأشار العديد من الناشرين الصينيين إلى أن البيع لناشرين دوليين هو أولويتهم الرئيسية."

وبفضل إنفاق الطبقة المتوسطة الآخذ في التزايد بوتيرة سريعة على تعليم أطفالها طور الناشرون في الصين مواد تعليمية واسعة النطاق ويشعرون الآن أنها جاهزة للبيع للعالم. وفي معرض فرانكفورت أكبر تجمع سنوي لتجارة الكتب في العالم عرض نحو 40 ناشرا سلعهم في جناح مجموعة النشر الصينية بما في ذلك كتب مصورة بلغتين تتضمن حكايات صينية قديمة وبها رسوم توضيحية ملونة ومصممة لتعليم الأطفال سواء اللغة الانجليزية أو لغة المندرين الصينية الرسمية. بحسب رويترز.

ويساعد سوق الكتب الالكترونية المتنامي على نحو سريع والتقدم في الكتب الصوتية الرقمية والمكتبات الرقمية الناشرين الصينيين على تقليل الاعتماد على شبكتهم الفضفاضة من الفروع والوكلاء الأجانب. وتقلل هذه التقنيات الجديدة حاجتهم لبناء سلسلة توزيع تقليدية لتوصيل الكتب الى شتى انحاء العالم وتسمح لهم بالتركيز بدلا من ذلك على المنصات الالكترونية.

شعبية واسعة

على صعيد متصل تعتبر مارغريت دوراس التي كانت لتحتفل خلال السنة الحالية بعيد ميلادها المئة، من اكثر الكتاب الفرنسيين المعاصرين شهرة في الصين حيث ساهمت روايتها "لامان" (العشيق) حول علاقتها بثري صيني في شبابها والفيلم الذي اقتبس عنها في شعبيتها. وفي احدى اهم مكتبات بكين في حي شيدان تحتل ترجمات اعمال دوراس بلغة ماندارين جناحا كاملا. ومن بين الكتاب الفرنسيين الحاضرين ايضا على الرفوف المجاورة وحده ميلان كونديرا يحظى بالشرف نفسه.

ومع ان اسلوبهما مختلف تماما الا انهما الكاتبان اللذان حظيا باكبر عدد من الترجمات وهما الاكثر شعبية بين الكتاب الفرنسيين في الخمسين سنة الاخيرة. وتقول دوان روبينغ الطالبة في علم الموسيقى "الاراء والثقافة مختلفة (عن تلك السائدة في الصين) الا ان دوراس من خلال اسلوبها تعرف كيف تربط كل شيء. وتعطيني الانطباع بان العالم شاسع ومليء وهي تنظر اليه من كل زواياه". وبصفتها فنانة فهي تقول انها "تضطرب للصدى" الذي تخلفه فيها قراءة كتب دوراس.

وفي الواقع تعود شهرة دوراس النسبية في الصين خصوصا الى نجاح رواية "العشيق" التي نشرت قبل ثلاثين عاما. وتقول هوانغ هونغ الاستاذ في جامعة نانكين والاخصائية في ادب دوراس ان الرواية التي صدر ما لا يقل عن ثماني نسخ مختلفة عنها منذ العام 1985 تحولت الى "ظاهرة ادبية فعلية". وموضوع الرواية وهي علاقة حب جارف في الهند الصينية في ثلاثينات القرن الماضي بين شابة فرنسية ورجل اعمال من "الصين الشمالية"، يلعب على وتر حساس.

ويوضح وانغ دونغليانغ الاستاذ في جامعة بكين المسؤول عن احدى اولى الترجمات "هذا الجانب المتعدد الثقافات والحب بين فرنسية بيضاء ورجل اسيوي كان امرا جديدا والطابع الايروسي للراوية كان غير مسبوق". ويذكر ان "هذا الامر دفع بدار النشر الى الطلب مني في تلك الفترة بحذف مقاطع صغيرة من ترجمتي". ويقول هو سيشه احد اوائلل الاستاذة الجامعيين الذين درسوا ادب دوراس "مع العشيق اوجدت دوراس توازنا بين العالم الشرقي (الذي طبع شبابها) والثقافة الغربية". ويوضح ان القراء الصينيين "احبوا العشيق بسبب الطريقة التي يروي فيها الامور واسلوبه المفكك. وقد عشقها جيل الشباب بسبب الطابع العصري لكتابتها".

فبعد سنوات الكبت خلال الثورة الثقافية عرفت الصين في الثمانينات مرحلة انفتاح حماسي على الادب الاجنبي وفي هذا الاطار اكتشف الشباب الظمئ ادب دوراس. وقد ساهم في هذه الحماسة اشادة كتاب كبار ونافذين امثال وانغ شياوبو صاحب "العصر الذهبي" بها . وهو اشاد في محاولة ادبية ملفتة ب "ببساطة اللغة" في رواية "العشيق". الا ان شهرة دوراس تعززت ليس فقط من خلال الراوية بل ايضا بسبب الفيلم السينمائي الذي اخرجه جان-جاك انو العام 1992 .

وكتب هوانغ هونغ في مقال نشر العام 2006 ان الفيلم "حظي في الصين بدعاية كبيرة جدا وقد خضع لمقص الرقيب عند بثه في الصالات" بسبب مشاهد الجنس "لكن سرت الكثير من النسخ الكاملة للفيلم سرا". واضافت في المقال تقول ان "الفيلم سمح لدوراس بتحقيق شهرة اعلامية كبيرة جدا في الصين خلال التسعينات" مضيفة ان "كشف الصحف الصينية عن علاقتها بيان اندريا الذي كان يصغرها باربعين عاما تقريبا" ساهم ايضا في جعلها "نجمة".

ويقول جان-جاك انو ان الممثل توني لونغ كاي-فاي من هونغ كونغ الذي ادى دور العشيق في الفيلم "تردد كثيرا قبل ان يقبل لان الدور كان صعبا جدا وفيه الكثير من العري في حين ان الصينيين محتشمون كما ان التصوير لاسابيع في شقة عازب كان يقلقه كثيرا". ويضيف المخرج الفرنسي "قلت له: انت تمثل كرامة اسيا. بحسب فرانس برس.

والحب الذي كانت تكنه مارغريت لهذا الشخص كان حبا لكرامته وتصرفاته المرهفة.(..) ومن جهته فتح لي تون لونغ افاق العالم الصيني". وبالفعل صور المخرج فيلمه الروائي الطويل التالي في منغوليا. ويبدو ان الاقبال على اعمال دوراس في الصين لم يتوقف حيث تتواصل ترجمة بعض اعمالها الاصعب ويصدر خلال السنة الحالية كتاب سيرتها من تأليف لور ادلير. وتقول هوانغ ان في الصين كاتبات شابات مثل ميان ميان ووي هوي وكلاهما من شانغهاي، يستوحين من اسلوب دوراس.

روايات الجريمة

في السياق ذاته قالت إن خططها للكتابة تحت اسم غالبريث تهدف إلى كتابة روايات "بنهاية مفتوحة"، وأن الروايات المنشورة باسمه ستتخطى الأجزاء السبعة من هاري بوتر. ونشرت الرواية الثانية باسم غالبريث في يونيو/حزيران الماضي، وقالت إنها في منتصف كتابة الرواية الثالثة.

جاء ذلك في حديث مفتوح ضمن فعاليات مهرجان هاروغيت لكتابة روايات الجريمة. وتتبع روايات غالبريث شخصية المحقق كورموران سترايك، وهو محقق عسكري سابق في الشرطة بأحد فروع التحقيقات الخاصة. وقالت رولينغ، التي بدأت كتابة روايات الجريمة بالاسم المستعار بعد انتهاءها من سلسلة هاري بوتر، إن الرواية الثالثة باسم غالبريث ستركز على العسكريين العائدين. وأضافت :"الكتاب القادم مختلف تماما. تكتشف فيه ما يحدث لاناس بعد أن يغادروا الخدمة العسكرية".

وحاور رولينغ على مسرح هاروغيت في نورث يوركشاير مؤلفة روايات الجريمة، فال مكديرميد. وبسؤالها عما إذا كانت ستكتب سبعة أجزاء باسم غالبريث كما فعلت في هاري بوتر، قالت :"لن تكون سبعة، بل أكثر. إنها بنهاية مفتوحة. أحد أكثر المميزات التي أحبها في هذا النوع من الكتابة أنها قصص منفصلة، على عكس هاري بوتر التي شملت قصصا متراكمة ببداية ونهاية. إذ يمكنك تكليف المحقق بقضايا طالما بقي على قيد الحياة". وأضافت "أنا في منتصف كتابة الرواية الثالثة، وبدأت في التفكير في الرابعة".

وكشفت الكاتبة عن هويتها الحقيقية في يوليو/حزيران الماضي، بعد ثلاثة أشهر من نشر الرواية الأولى باسم غالبريث "نداء طائر الوقواق". وقالت عن الاسم المستعار "استمرار هذا الأمر كان ممتعا". ونشرت الرواية الثانية، "دودة القز"، الشهر الماضي. وبسؤالها عن سبب اختيارها لكتابة روايات الجريمة بعد هاري بوتر، قالت :"أحب روايات الجريمة، وطالما أحببتها. أقرأ الكثير منها، وأعتقد أن هاري بوتر كانت رواية جريمة متخفية". وأضافت :"أستمتع بكتب العصر الذهبي. وهذا هو ما أحاول تقديمه في هذه الكتب؛ وهو تقديم عدد لا نهائي من المشتبه بهم، وهي الطريقة الأصلية لروايات الجريمة، وعرض القضية بشكل معاصر، وتحديثها والتأكد من أن بطل وأحداث الرواية يتماشون مع النمط المعاصر". بحسب بي بي سي.

وقالت رولينغ، مشيرة إلى العصر الذهبي، إنها من جمهور مؤلفي الروايات البوليسية أمثال أغاثا كريستي، ودوروثي إل سايرس، ومارغيري ألينغهام، ونغايو مارش، الذين قدموا أعمالهم في منتصف القرن العشرين. وقالت رولينغ :"كاتبتي المفضلة بين هؤلاء الأربعة هي ألينغهام، رغم أنها الأقل شهرة"، وأضافت أن روايتها "النمر في الدخان" تعد رواية "استثنائية". كما تعكف رولينغ حاليا على كتابة نصها السينمائي الأول للجزء الختامي من هاري بوتر "الوحوش المذهلة وأين تجدها". وتقول "إنه تحد لكنه رائع. وأستمتع به كثيرا. ولكن رغم روعة التجربة، تظل الروايات هي حبي الأول".

رحيل بصمت

من جهة اخرى قالت أسرة الجنوب أفريقية نادين جورديمر الحائزة على جائزة نوبل في الأدب إن الكاتبة التي كانت من أعلى الاصوات المناهضة للحكم العنصري توفيت عن 90 عاما. وقالت الأسرة في بيان إن جورديمر التي حصلت على جائزة نوبل للآداب عام 1991 توفيت في سلام بمنزلها في جوهانسبرج وكان إلى جوارها ابنها هوجو وابنتها أوريان. وقال البيان "كانت تهتم بعمق بجنوب أفريقيا وبحضارتها وشعبها وصراعها المستمر لتحقيق ديمقراطيتها الجديدة."

واعتبر كثيرون جورديمر أهم كاتبة في جنوب أفريقيا وأشيد بها باعتبارها فيلسوفة أخلاقية أبرزت رواياتها وقصصها القصيرة معاناة الحياة والمشاعر الانسانية في مجتمع كانت تحكمه أقلية من البيض. وتطرقت كثير من قصصها لموضوعات الحب والكراهية والصداقة تحت ضغوط نظام الفصل العنصري الذي انتهي في عام 1994 عندما أصبح نلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. بحسب رويترز.

واستغلت جورديمر التي كانت عضوا في حزب المؤتمر الوطني الحاكم -الذي كان نشاطه محظورا خلال فترة الفصل العنصري - قلمها لتحارب التمييز الذي كان سمة حكم البيض على مدى عقود وأكسبها ذلك عداء قطاعات في المؤسسة الحاكمة. وحظرت سلطات التمييز العنصري بعض رواياتها مثل "عالم من الغرباء" "A World of Strangers" و"ابنة بيرجر"Burger's Daughter" ".

الى جانب ذلك قال ناشرون إن زيجفريد لنس أحد أبرز كتاب ألمانيا في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية توفي عن 88 عاما. وترجمت أعمال لنس إلى أكثر من 30 لغة ومن أشهرها رواية (حصة اللغة الألمانية) Deutschstunde . ولد لنس عام 1926 في مدينة تعرف اليوم باسم إلك بشرق بولندا لكنها كانت تتبع آنذاك ألمانيا. والتحق لنس بالبحرية الألمانية عندما كان عمره 18 عاما في اخر عام بالحرب العالمية الثانية وقضى فترة من الوقت أسير حرب قبل أن يستقر به الحال في هامبورج.

وأصبح جزءا من (مجموعة 47) وهي مجموعة كتاب من حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية من بينهم هاينريش بول وجونتر جراس وإنجيبورج باخمان. وقال وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير في بيان "جزء من ألمانيا مات اليوم مع زيجفريد لنس." وأضاف "لم يستطع أحد أن يتابع المجتمع الألماني ويصيغه في أعماله مثلما فعل زيجفريد لنس."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 26/تشرين الأول/2014 - 1/محرم/1436

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1436هـ  /  1999- 2014م