المغامرات.. تجارب جريئة لاكتشاف خبايا الشعوب

 

شبكة النبأ: يسعى الكثير من البشر الى تحقيق بعض الاهداف الخاصة في حياتهم، من خلال اتباع طرق ومسارات مليئة بالمغامرات والمخاطر في سبيل الوصول الى الشهرة الاعلامية او لإظهار القدرات والقابليات الخارقة التي يتمتعون بها، والتي يصفها البعض بانها نوع من انواع الجنون الذي قد يكون سببا بالإعاقة او بفقدان الحياة، حيث توصف المغامرة بأنها تجربة جريئة وخطرة نتائجها غير مؤكدة, وعادة ما تتسم المغامرات بالمخاطرة وعادة يكون الخطر جسدي مثل القفز بالمظلات أو تسلق الجبال أو المشاركة برياضات خطرة. وتجارب المغامرة تخلق الإثارة النفسية والفسيولوجية لدا المغامر و ممكن أن تكون إيجابية ( مثل الحماس ) أو تكون سلبية ( مثل الخوف).

فمغامرات حول العالم، تعد فرصة نادرة لاكتشاف خبايا الشعوب، من منّا من يحلم بجولة ممتعة حول العالم لمعرفة عادات وتقاليد وثقافات الشعوب المختلفة؟، وربما أصبح هذا الحلم سهل التحقيق، فهناك الكثير حول العالم ممن يضحون بحياتهم أو مالهم لقاء المغامرة، وتبقى الشهرة هي الدافع الأول وراء تلك المغامرة، وهذا الدافع خلق حالةً من التنافس لكسر طبائع البشر وتغيير طريقة عيشهم في الحياة، وهو ما يؤدي بالنتيجة الى خلق التنوع في الثقافات والاهتمامات الخاصة بكل شخص، مما يجعل الحياة أكثر تنوعا وجمالا، ولأن هناك العديد من الأشخاص ممن يريدون أن تسجل أسماؤهم في التاريخ من خلال ما يقومون به من أعمال، قد يرى البعض فيها شيئا من الجنون.

وفيما يخص بعض اخبار المغامرات فقد قالت الشرطة التشيلية ان انهيارا للصخور بمحاذاة الحدود الجنوبية لتشيلي مع الارجنتين أودى بحياة اثنين من متسلقي الجبال احدهما كندي والاخر سويدي. وتمكن فريق استطلاع ارسل في طائرة هليكوبتر الي جبل سان لوينزو المعزول بمنطقة آيسن من رصد جثتي متسلقي الجبال السويدي كارل اندريس فرانسن والكندي جان فيليب اوكلير. وقالت الشرطة ان مواطنين سويديين اخرين نقلا إلى المستشفى للعلاج ويرقدان في حالة مستقرة. وكان الاربعة وصلوا الي تشيلي الاسبوع الماضي. وتفصل جبال الانديز -وهي أطول سلسلة جبلية في العالم- بين تشيلي والارجنتين.

من جانب اخر قال عامل انقاذ إن مستكشف كهوف أسبانيا علق لنحو اسبوعين داخل كهف على عمق 400 متر في باطن الارض بغابات الأمازون في بيرو تم انقاذه بسلام. وعلق سيسليو لوبيز تيرسيرو في الكهف 12 يوما في المنطقة الشمالية من غابات الأمازون في بيرو حيث يمكن ان تنخفض الحرارة الي 10 درجات مئوية وتصل الرطوبة إلى 100 بالمئة.

وقال عامل الانقاذ خافير فارجي إنه بعد انتشال لوبيز تيرسيرو من الكهف قال إنه يأمل بان يتعافى سريعا لمواصلة استكشاف المنطقة. وذكرت محطة تلفزيون ار.بي.بي المحلية إن أكثر من 100 عامل انقاذ -من بينهم بضعة زملاء من أسبانيا سافروا إلى أمريكا الجنوبية للمساعدة في جهود الانقاذ- صفقوا واحتضنوا بعضهم البعض فور ظهور لوبيز تيرسيرو على سطح الأرض.

وقالت وسائل إعلام محلية إن لوبيز تيرسيرو تعرض لاصابة في الظهر عندما سقط داخل الكهف. وقال فارجي إنه بعد انتشال المستكشف الاسباني من الكهف نقل إلى مخيم مؤقت لتلقي إسعافات أولية قبل ان تنقله طائرة هليكوبتر إلى العاصمة ليما.

من جهة اخرى ارغمت الشرطة متسلق جبال نمسويا باشر بتسلق جبل مون بلان في جبال الالب الفرنسية مع نجله البالغ خمس سنوات، على العودة ادراجه بسبب عمر الطفل. واوقف الرجل وابنه على ارتفاع 3200 متر فيما كانا يتقدمان باتجاه مجلدة "تيت روس" في جبل مون بلان. واوضحت الشرطة "امر شرطيان الرجل بالعودة ادراجه بعدما تحققا من عمر الطفل".

ومنذ العام 2013 يقوم عناصر من الشرطة بدوريات في هذه المنطقة بين حزيران/يونيو وايلول/سبتمبر من اجل توفير معلومات لمتسلقي الجبال الراغبين بالوصول الى القمة. وقال جان مارك بييكس رئيس بلدية سان جيرفيه "احتاج الشرطيان الى وقت طويل لاقناع الرجل بالعودة ادراجه". بحسب فرانس برس.

واوضح ان الحرارة التي يشعر بها عند هذا الارتفاع قد تصل الى "عشرين درجة تحت الصفر" فيما سرعة الرياح قد تبلغ "حوالى 150 كيلومترا في الساعة" مضيفا "تصوروا طفلا في الخامسة على هذا الارتفاع! وتصوروا ما كان ليحصل لولا وجود الشرطيين!"

البحث عن مفقودين

على صعيد متصل واصلت فرق الانقاذ الجبلية في نيبال بحثها عن عشرة متسلقين مفقودين عقب عواصف وانهيارات جليدية ارتفع خلالها عدد القتلى الى 29 شخصا. وقال أحد الناجين من واحدة من أسوأ الكوارث الجبلية في نيبال ان المتسلقين واجهوا عاصفة ثلجية في جبال الهيمالايا وانهم تركوا بلا حول ولا قوة بعد ان فقد الحمالون الوعي نتيجة لشدة البرودة.

وكان بين القتلى متسلقون من كندا والهند واسرائيل وبولندا بالاضافة الى عدد من المرشدين النيباليين والرعاة في ذروة موسم التسلق بعد ان سقطوا ضحايا عاصفة ثلجية غير معتادة جاءت في غير موسمها حملها إعصار اجتاح شرق الهند. وقال متسلق اسرائيلي يبلغ من العمر 31 عاما اكتفى بتعريف نفسه باسم إيتان انه احتمى بمقهى على ارتفاع شاهق واستطرد "حين كنت أهبط رأيت عددا من الحمالين يكافحون بما يحملونه من عتاد على ظهورهم. "بعضهم فقد الوعي أمام عيني ولم يكن بوسعنا تقديم اي عون. كانوا يعانون من برد شديد ولم يكن هناك أحد ليساعدهم."

وكان ايتان يرقد في مستشفى عسكري في العاصمة كاتماندو وكانت أصابعه مغطاة بضمادات لمعاناته من عضة برد. وقال انه يخشى ان آخرين لم يكونوا محظوظين مثله. وقالت الشرطة النيبالية ان عشرة متسلقين مازالوا مفقودين لكن فرق الانقاذ والشهود يقدرون ان هناك عددا أكبر من المفقودين منهم حمالون وسكان قرى حاصرتهم العاصفة الثلجية.

واجتاحت العاصفة طريقا يرتاده المتسلقون والكشافة في جبل أنابورنا أعلى عاشر جبل في العالم. وقال بابورام بهانداري حاكم منطقة موستانج التي تحملت النصيب الاكبر من العاصفة بالقرب من التبت ان فرق الانقاذ تمكنت من انتشال سائح اسرائيلي دفن في الثلوج حتى رقبته وظل على هذا الحال 48 ساعة وانه تم نقله الى المستشفى. بحسب رويترز.

وذكر ان جهود البحث تتركز في المناطق العليا من طريق ثورونج على ارتفاع 5416 مترا الذي يلتف حول عاشر أعلى جبل في العالم. ويساعد جهود البحث والانقاذ ما توقعه خبراء الارصاد من جو صحو وسماء صافية. ويشارك في جهود الانقاذ أفراد من الجيش والشرطة وطائرات هليكوبتر. وهذه ثاني كارثة جبلية كبرى تحدث في نيبال هذا العام بعد انهيار جليدي تسبب في مقتل 16 من مرشدي متسلقي الجبال في ايفرست في ابريل نيسان.

اقتحام بوابة الجحيم

في السياق ذاته أصبح جورج كورونيس، مستكشف كندي، أول شخص معروف يغامر بدخول "بوابة الجحيم". هذه البوابة عبارة عن حفرة ضخمة مشتعلة يبلغ عرضها 69 مترا وعمقها حوالى 30 مترا وتقع وسط صحراء "كاراكوم" التركمانية. مغامرة كورونيس هي الأولى من نوعها ومولت جزئيا من "ناشيونال جيوغرافيك" وهدفت إلى جمع عينات من تربة هذه الحفرة لمعرفة فرص وجود الحياة في هذا الجحيم.

وأصل هذه الحفرة المشتعلة، والفريدة من نوعها على كوكب الأرض، لا يزال مجهولا ولكن النظرية الأكثر قبولا اليوم في الأوساط العلمية تنسبها إلى بعثة سوفيتية للتنقيب عن الغاز في العام 1971 وهي من قامت بإشعال النار فيها خوفا من إصدارها غازات سامة مميتة في المنطقة المحيطة بها، وهو ما يعني أن هذه الحفرة تواصل اشتعالها منذ أكثر من أربعين عاما.

والإعداد لهذه المغامرة استغرق عاما ونصف العام، ومولت جزئيا من "ناشيونال جيوغرافيك" وتطلب الاستعانة بمنظومة خاصة من الأسلاك المقاومة للاشتعال والتدرب على حافة نهر صخرية لتجهيز المستكشف للنزول للحفرة. وكان يعمل مع فريق الإعداد أحد خبراء الحركات الخطيرة بالسينما الأمريكية والذي كان يخاطر بالدخول في النيران أمام المستكشف لمساعدته على التغلب على حالة الهلع المصاحبة للاقتراب من النيران.

المستكشف الكندي كورونيس اعترف بشعوره بتوتر عارم قبل بدء مغامرته. يقول كورونيس: "عندما وقعت عيني لأول مرة على الحفرة شعرت كأنني في مشهد من فيلم من أفلام الخيال العلمي" ويضيف: "هكذا بدا لي المنظر: صحراء واسعة مترامية الأطراف خاوية من كل شيء إلا هذه الحفرة المشتعلة الخارج منها حرارة حارقة تضطرك لحماية وجهك بوضع يديك عليه" وأكمل: "قلت لنفسي ربما أكون تسرعت قليلا وأخطأت التقدير"

وحتى يتغلب كورونيس على الحرارة ارتدى بدلة خاصة مصممة لعكس الحرارة إلى الخارج ومزودة بنظام خاص للتنفس وأجهزة تسلق مصنوعة خصيصا من مادة الكيفلار حتى لا تذوب من درجات الحرارة العالية. وشبه كورونيس مغامرته بالهبوط على كوكب آخر ووصف الحفرة "بمدرج النار" الذي يتكون من آلاف الألهاب الصغيرة والتي تطلق صوتا شبيها بصوت محرك الطائرة. بحسب فرانس برس.

وعبر كورونيس عن سعادته بنتائج المغامرة معربا عن اعتقاده بفائدتها للبعثات الفضائية القادمة الباحثة عن أشكال جديدة من الحياة خارج مجموعتنا الشمسية. يشرح كورونيس قائلا: "وجدنا أنواعا من البكتيريا الحية في قاع الحفرة والتي تعيش بسهولة في درجات الحرارة العالية المماثلة، والمثير في الأمر أن هذه البكتيريا ليس لها أي أثر في التربة المحيطة بالحفرة". وتعد تركمانستان واحدة من أكثر الدول انعزالا في العالم والتي تطمح في تطوير سياحتها بناء على ما تنفرد به هذه الحفرة من عوامل جذب للباحثين عن المغامرة خاصة وأنها غير محاطة بأي سياج ويمكن لأي شخص الاقتراب منها.

مهمة 31

من جهة اخرى خرج عالم المحيطات الفرنسي فابيان كوستو مبتسما لكن "تعبا" الى الهواء الطلق بعدما امضى 31 يوما في اعماق مياه فلوريدا في مختبر بحري من اجل العلم وتكريما لجده الشهير. وقال فابيان كوستو 46 عاما حفيد جان-ايف كوستو (توفي العام 1997) الذي قام بالانجاز نفسه قبل 50 عاما تقريبا لكن لمدة 30 يوما فقط "ان المهمة شكلت نجاحا رائعا من جوانب عدة".

وقد عاد المستكشف "السعيد بهذا النجاح والمتعب بعد هذه الايام ال31" الى اليابسة على شاطئ ايسلامورادا وهي جزيرة في اقصى جنوب فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة). وامضى كوستو وطاقمه الذين انضم اليهم علماء ومصورون 31 يوما في مختبر "اكواريوس" الذي يأخذ شكل حافلة مدرسية طولها حوالى عشرين مترا على عمق 20 مترا تقريبا قبالة كي لارغو احدى جزر ارخبيل كيز جنوب ميامي.

وهذا المشروع العلمي الذي سمي "مهمة 31" كان يهدف لدراسة تأثير التغير المناخي وتلوث المياه على فلوريدا فضلا عن اختبار التأثير النفسي للعيش في اعماق البحار. وقال فابيان كوستو ان المهمة جمعت "معلومات اكثر مما كنا نتخيل" لكن الاهم يبقى "اننا اثرنا بكثير من الناس" لتشاطر الشغف بالمحيطات معهم. وكان مختبر "اكواريوس" الذي تعود ملكيته للجامعة الدولية في فلوريدا مجهزا بتكنولوجيا متطورة جدا وبخدمة الانترنت مما سمح للفريق بالبقاء على تواصل مستمر مع العالم الخارجي. وقد نظمت جلسات تربوية مع مدارس ومتاحف واحواض بحرية خلال مدة المهمة.

واوضح عالم المحيطات الفرنسي "انها اول مهمة كوستو تتمكن من تشاطر يومياتها. كان الامر غريبا لكنه ممتع جدا". وكان الباحثون يخرجون باستمرار من المختبر لجمع العينات ومراقبة الثروة الحيوانية البحرية. وقال فابيان كوستو ان العودة الى اليابسة خلفت عنده شعورا متناقضا من الفرح والحزن لانه "كان من الصعب مغادرة مكان فريد كهذا" مع الكثير من الحيوانات البحرية مثل اسماك القرش والباراكودا وغيرها.

والمحطة المقبلة لهذه المهمة هو تحليل البيانات التي جمعت لدراسة التغير المناخي وارتفاع حموضة المحيطات وتصرفات الحيوانات البحرية. وسيعمل الفريق على تحليل مشاهد صورت خلال المهمة والتي ستشكل مادة لفيلم وثائقي لاحقا على ما اوضح المستكشف الفرنسي. ولم يستبعد فابيان كسوتو فكرة تنفيذ "مهمة 32" في المستقبل. بحسب فرانس برس.

وقبل خمسين عاما في سنة 1963 امضى جده جان-ايف كوستو مع فريقه 30 يوما على عمق حوالى عشرة امتار في مياه البحر الاحمر في مهمة كانت محور فيلم وثائقي بعنوان "عالم من دون شمس" الذي حاز جائزة اوسكار افضل فيلم وثائقي العام 1965. وقبل غوصه في اعماق البحر قال فابيان كوستو ان المهمة الممتدة على 31 يوما "لها دلالات رمزية" في اشارة الى انجاز جده السابق. واوضح انه في كل مرة يغوص فيها ينتابه "شعور بالسعادة الصرفة.. شعور بالسلام".

تجربة بحرية

الى جانب ذلك وعلى متن سفينة شراعية مدفوعة بنسيم قوي، لا تجد ألينا اي صعوبة في الابحار في اتجاه برشلونة: فبواسطة سماعات على اذنيها، يدلها صوت آلي على الخطوات الصغيرة لقيادة دفة السفينة مع الاخذ في الاعتبار قوة الموج والرياح. هذه البولندية البالغة 59 عاما كفيفة لكنها تقود من دون مشاكل سفينة "كابيتان بورشارد" من دون رؤية البوصلة ولا النجوم في هذه الليلة المتوسطية.

وتأخذ ألينا تعليمات القيادة من النظام الآلي الذي يستقي معلوماته من جهاز استشعار بنظام تموضع عالمي (جي بي اس) ويحدد موقع دفة القيادة. وقد صمم البرمجية صديق لربان السفينة. وتقول ألينا عالمة النفس واخصائية التدليك المتحدرة من اوبولي "احب الابحار ليلا وهدير الموج ورائحة البحر"، مضيفة "طلبت من ممثل القبطان تحذير كل سفن الصيد بأنني اقود الدفة. ونجحت في عدم الاصطدام بأي منها".

ومع نحو ثلاثين شخصا بينهم ما يقارب الـ15 شخصا من المكفوفين او الاشخاص الذين يعانون ضعفا في البصر الآتين من بولندا والمانيا ولاتفيا وايطاليا وليتوانيا، ابحرت ألينا كوراليفسكا من مدينة اليكانتي في اسبانيا. وهذه الرحلة البحرية التي قادتها ايضا الى ايبيزا ومايوركا قبل التوجه الى برشلونة، نظمتها مؤسسة "ايماجو ماريس" التي تمنح المكفوفين امكانية عيش هذه التجربة البحرية ولقاء اشخاص من آفاق مختلفة.

ويؤكد ماتشي قائد المركب الشراعي ونائب رئيس مؤسسة "ايماجو ماريس" ان "الاشخاص المكفوفين غالبا ما يكونون منغلقين، لكنهم هنا ينفتحون على الاخرين ويشعرون انهم اعضاء في فريق. نلاحظ هذا التحول غالبا في نهاية الرحلة البحرية". ويضيف سوتكيفيتز ان "المكفوفين مرغمون على الانخراط الكامل" في الانشطة، على حد تعبير هذا البحار المتخصص وابن سيدة فاقدة لبصرها بشكل شبه تام "لكنها تعيش حياة طبيعية وتحضر الطعام للعائلة كلها وتحافظ على ترتيب المنزل". ويتابع "انها مدرسة جيدة للحياة... فأصغر البحارة المدعو كوبا تعلم هنا تقشير البطاطا، وهي مهمة تتولاها العاملة المنزلية في بيته".

لكن ابعد من الاعمال المضنية، تمثل هذه التجربة بالنسبة للمشاركين فيها نوعا من تحقيق الحلم. وفي هذا الاطار يقول اندري سكيرينز وهو شاب طويل وصاحب عضلات مفتولة متحدر من لاتفيا "لدينا شعور بالحرية، هذا الامر يظهر انه في حال اراد المرء امرا ما، هو قادر على تحقيقه". ويضيف سكيرينز الذي يدير شبكة صالات للياقة البدنية في دوغابفيلز ويمارس رياضة التجذيف "منذ ان فقدت بصري، احلم بالابحار. اشعر برضا كبير وبطاقة قوية كما اتعرف على اشخاص كثيرين".

ويبدي الجميع استعدادهم لتكرار التجربة. ويقول الالماني سيباستيان بارشنايدر "لقد احببت البحر الهائج والريح، كان الشعور رائعا"، لكنه يشير الى مشكلة واجهته بسبب "كثرة الكلام باللغة البولندية" على السفينة "وهذا ما يحمل بعض الصعوبة بالنسبة لشخص لا يتحدث سوى الانكليزية". مونيكا دوبيول طالبة في سن الـ26 متحدرة من وارسو، وصلت عن طريق الصدفة الى هذه السفينة. وتوضح ما حصل معها قائلة "رأتني رفيقتي احمل عصا بيضاء، لقد جاءت الي لتحدثني عن الرحلة البحرية في سكن الطلاب. فاعجبتني الفكرة. كنت لاقبل حتى ان اجوب العالم على الجمل". بحسب فرانس برس.

وتلفت الى ان المكفوفين يتذوقون طعم البحر بطريقة مختلفة، "عبر الرائحة التي تفوح منها الرطوبة والملوحة بما يذكر بالطحالب، عبر الاصوات من خلال طبطبة الموج على هيكل السفينة عندما اكون في سريري ، ضجيج الاشرعة عند تضاربها، وعبر اللمس ايضا". وتسلم ألينا مكانها على دفة القيادة لاحدى رفيقاتها. ثم تتقدم بحذر على ظهر المركب للنزول الى المقصورات. وتؤكد ان حبال السلامة التي يمكن التمسك بها على ظهر السفينة "تساعدنا كثيرا"، كما ان "شابا وسيما موجود دائما ليمد يد المساعدة لنا" في الاماكن المفتوحة.

وحيدة في غابة

في السياق ذاته تمكنت سيدة استرالية من العمر من البقاء على قيد الحياة 17 يوما في غابة تاهت فيها ولاقت فيها اصنافا مختلفة من الحيوانات المفترسة منها تمساح، بحسب ما نقلت وسائل الاعلام المحلية. وتدعى هذه السيدة شانون فرايزر، وهي ربة منزل، وقد تاهت في غابة في منطقة جوزفين فولز في مقاطعة كوينزلاند (ِشمال غرب) ولم يكن بحوزتها سوى الملابس التي ترتديها.

وعثر عليها مزارع موز وهي مصابة بجروح ولدغات حشرات، بحسب ما نقلت صحيفة كورييه ميل، لكن حالتها النفسية ومعنوياتها كانت جيدة بحسب شقيقها ديلان فرايزر الذي اشار الى انها فقدت 17 كيلوغراما في هذه الايام السبعة عشر. وقال زوجها هيث كاسيدي "انه امر عجيب ان تتمكن من البقاء على قيد الحياة" طوال هذه المدة. واقتاتت السيدة في ايام التيه هذه على الاسماك الصغيرة وكانت تشرب من مياه الجداول. بحسب فرانس برس.

وقال شقيقها لمحطة اذاعة محلية انها كانت تنام باكية كل مساء لكنها كانت تكتسب قوة حين تتذكر اطفالها. ومن الاهوال التي تعرضت لها في هذه المغامرة، مواجهة طير ضخم، ومحاولة تمساح ان يفترسها. ولم تفلح الشرطة على مدى هذه الايام في العثور عليها، الى ان عثر عليها مزارع الموز اخيرا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 25/تشرين الأول/2014 - 30/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م