مكافحة البدانة عند الأطفال أولية التنشئة السليمة

 

شبكة النبأ: تعد مشكلة البدانة من أهم واخطر أمراض التغذية، التي قد تصيب جميع الفئات العمرية من كلا الجنسين و هي من أكثر الأمراض انتشارًا حول العالم، هذه المشكلة تكون أكثر تعقيدًا لدى الأطفال خصوصا وان العديد من التقارير تشير الى ارتفاع نسبة البدانة عند الأطفال بصورة مطّردة أثارت قلق الكثير من الجهات، التي تتوقع أن تتضاعف هذه النسبة خلال السنوات المقبلة كما يقول بعض الخبراء، ولقد ساهمت عدّة عوامل في انتشار هذه الظاهرة أبرزها الإكثار من تناول الوجبات السريعة، وتناول الطعام في أثناء مشاهدة التلفاز أو استخدام الألعاب الإلكترونية،والبدانة عند الأطفال لا تقل خطورة عما هي عليه عند الكبار ويعتبر الطفل البدين عرضة لأن يكون راشدًا بدينًا بنسبة كبيرة جدا.

وتعرف السمنة بأنها زيادة في مجموع نسبة الدهون الكلية في الجسم مقارنة بالأنسجة الأخرى، مما يؤدي الى زيادة في وزن الجسم. ويعتبر مؤشر كتلة الجسم، وهو طريقة حساب نسبة الدهون في الجسم على أساس الطول والوزن، اكثر وسيلة محبذة لقياس زيادة الوزن والسمنة، ويحسب مؤشر كتلة الجسم للأطفال باستخدام ذات الاسلوب المتبع مع البالغين، أي الوزن بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر، بالإضافة الي استعمال الرسوم البيانية الخاصة بالعمر ونوع الجنس.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية أن الشخص “زائد الوزن” اذا كان مؤشر كتلة جسمه اكثر من 25، وسمين اذا كان المؤشر 30 فأكثر، في دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية لقياس السمنة لدى الاطفال دون 11 عاما، وجدت ان 27.7% من الأطفال يعدون زائدي الوزن، فى حين ان 13.3% يعانون من السمنة، تعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول الشائعة بالسمنة وزيادة الوزن فالإحصائيات تشير الي ان 17.1% من الأطفال والمراهقين بين عامين و 19 عاما يعانون من الوزن الزائد.

شيوع البدانة

وفي هذا الشأن قالت منظمة الصحة العالمية إن الزيادة في الوزن باتت شائعة جدا في أوروبا لدرجة تهدد بأن تصبح "القاعدة الجديدة" إذ يعاني نحو ثلث المراهقين من زيادة في اوزانهم. وفي تقرير عن معدلات البدانة في 53 بلدا اوروبيا قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن ما يصل الى 27 في المئة ممن تبلغ اعمارهم 13 عاما و33 في المئة ممن في سن الحادية عشرة يعانون من زيادات في أوزانهم.

وقالت سوزانا جاكاب المديرة الإقليمية للمنظمة "باتت زيادة الوزن أمرا شائعا ... يجب ألا نسمح بأن تصبح البدانة أمرا مسلما به في جيل جديد." وأوضحت ان من اسباب انتشار البدانة الخمول وانتشار ثقافة تروج لأطعمة رخيصة غنية بالسكر والدهون والملح واصفة تلك الثقافة بأنها "مميتة". وقال التقرير إن معدلات البدانة بين الصبية والفتيات في سن 11 عاما تصل الى أعلاها في اليونان والبرتغال وايرلندا واسبانيا بينما أقلها في هولندا وسويسرا. بحسب رويترز.

وقال التقرير إن قلة التمرينات الرياضية جزء من المشكلة. وأوصت منظمة الصحة العالمية بأن يخضع الاطفال من سن الخامسة وحتى السابعة عشرة لساعة من النشاط البدني على الاقل يوميا وان يخضع البالغون لمئة وخمسين دقيقة اسبوعيا من التمرينات الخفيفة. لكن تقرير منظمة الصحة العالمية قال إن بعض البلدان ومنها فرنسا وبعض البلدان الاسكندنافية تمكنت من احتواء وباء البدانة من خلال "نهج حكومي كامل".

المضادات الحيوية

من جانب اخر أظهرت دراسة اميركية حديثة ان اعطاء مضادات حيوية للاطفال دون سن الثانية يزيد خطر الاصابة بالبدانة خلال مرحلة الطفولة، مع خطر اكبر على الاطفال الذين يتناولون جرعات كبيرة منها. وقال تشارلز بايلي من مستشفى الاطفال في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا (شمال شرق)، المشرف الرئيسي على هذه الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "جورنال اوف ذي اميركان اسوسييشن" (جاما) "نظرا الى ان البدانة تنجم عن اسباب متعددة، تقليص انتشارها يعتمد على تحديد كل عوامل الخطر والسيطرة عليها". واضاف "نتائج دراستنا تدعو الى الاعتقاد بأن بعض استخدامات المضادات الحيوية قبل سن 24 شهرا يمكن ان تكون من بين هذه العوامل".

وحلل الباحثون البيانات الصحية الالكترونية لاكثر من 64 الف طفل من الولادة حتى سن الخامسة، على فترة تمتد بين 2001 و2013. وتناول 69 % من الاطفال ما معدله 2,3 مرات من المضادات الحيوية قبل سن العامين. وبالنسبة لاجمالي عدد الاطفال، بلغت نسبة انتشار البدانة 10 % في سن العامين، و14 % في سن الثلاث سنوات و15 % في سن الاربع سنوات، بحسب معدي الدراسة.

اما في ما يتعلق بالزيادة البسيطة في الوزن، فقد بلغت النسبة 23 % لدى الاطفال في سن العامين و30 % في سن الثلاث سنوات و33 % في سن الاربع سنوات. ولفت الباحثون الى ان الاشخاص الذين عولجوا اربع مرات او اكثر بالمضادات الحيوية قبل سن العامين كانوا يواجهون خطرا اكبر للبدانة. بحسب فرانس برس.

وتمثل البدانة مشكلة كبرى على صعيد الصحة العامة. وذكر بايلي بأن دراسات اجريت سابقا تشير الى ان التغييرات التي تحدثها المضادات الحيوية على الامعاء الدقيقة قد تكون مرتبطة بالبدانة.

شكل القلب

في السياق ذاته قال باحثون إن هناك فروقا ملحوظة في شكل ووظيفة القلب بين الأطفال العاديين والأطفال الذين يعانون من السمنة. وقال الدكتور نورمان مانجنر من مركز القلب في جامعة لايبزيج بألمانيا "لا نعرف ما إذا كانت (هذه التغييرات) تعني شيئا من الناحية السريرية أو خطيرة بالضرورة...لا يمكننا الاجابة عن هذا السؤال." مع ذلك بعض خصائص القلب لدى الصغار البدناء كانت مشابهة لخصائص القلب لدى أطفال يعانون من سرطان الدم بعد تلقيهم العلاج الكيماوي. وكتب الباحثون في دورية الكلية الأمريكية لأمراض القلب journal of the American College of Cardiology أن السمنة ترتبط بحدوث تغييرات في القلب لدى البالغين ومع ذلك قد تحدث هذه التغيرات لدى الأطفال البدناء.

وخلال الدراسة أخذ مانجنر وزملاؤه عينات من 101 طفل وصبي تتراوح أعمارهم بين تسع سنوات و16 سنة بينهم 61 يعانون من السمنة. كما أجروا فحوصات بالموجات فوق الصوتية ثنائية الأبعاد لرصد ضربات قلب الصغار. وكان لدى البدناء منهم غرف أكبر (الاذينان والبطينان) في شقي القلب. كما كانت جدران البطين الأيسر -المسؤول عن ضخ الدم المحمل بالاكسجين إلى بقية أعضاء الجسم- أكثر سمكا.

وأضاف الباحثون أن قلوب الصغار الذين يعانون من السمنة تجد صعوبة أكبر فيما يبدو في ضخ كمية أكبر من الدم مع كل نبضة مقارنة بنظرائهم الأقل وزنا. كما كان ضغط الدم مرتفعا لديهم عن أقرانهم الأخف وزنا لكنه عند المعدلات الطبيعية. كما كانوا يعانون من ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار وانخفاض مستويات الكوليسترول النافع. بحسب رويترز.

وقال الدكتور شيلدون إي ليتوين طبيب القلب لدى جامعة ساوث كارولاينا الطبية في تشارلستون والذي شارك في الدراسة إن تضخم البطين الأيسر وهو عبارة عن زيادة في حجم جدران القلب مؤشر معروف على زيادة مخاطر الاصابة بأمراض القلب. وأضاف "لو استمر الوضع فترة طويلة يمكن ان يسبب مشكلة...يمكن أن تتصلب عضلة القلب إذا ما زاد سمكها وهو ما قد يؤدي إلى حالة فشل القلب الاحتقاني." وقال ليتوين إن التغيرات التي تحدث في القلب يمكن أن تتحسن إذا ما فقد المرضى الوزن الزائد. وأردف أن النظام الغذائي السليم وممارسة التمارين الرياضية تساعد في أنواع تغييرات القلب التي وجدت في هذه الدراسة.

البدانة و تفاعل الأسرة

على صعيد متصل تشير نتائج دراسة جديدة الى أن الأسر التي تظهر دفئا أكبر وتستمتع بالتناول الجماعي للوجبات العائلية يقل لديها مخاطر اصابة الأطفال بالسمنة. وقالت المشرفة على الدراسة جيريكا إم. بيرج بقسم طب الأسرة وصحة المجتمع بجامعة مينيسوتا في مينيابوليس "لقد أظهرت البحوث السابقة أن تناول الوجبات العائلية بشكل متكرر يقي من بدانة الشباب ولكن لا نعرف سبب هذا الأمر". وقالت بيرج هيلث "الدراسة الحالية تهدف الى الاجابة عن سبب هذه الحالة".

وشملت الدراسة 120 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما من أسر بمنطقة سان بول في مينيابوليس والذين قالوا انهم يتناولون العشاء مع الأسرة ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل. وسجلت الوجبات العائلية بالفيديو على أجهزة آيباد لمدة ثمانية أيام. وسجلت أنواع الأطعمة ومدة تناول الوجبات والتواصل والتفاعل بين الآباء والأبناء وبين الأشقاء. واستخدم الباحثون أيضا مسوحات ومقابلات للآباء والأطفال.

وكان ثلاثة أرباع الأطفال المشاركين من الأمريكيين المنحدرين من أصول أفريقية ونصفهم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وكان الأطفال الذين يتمتعون بوزن طبيعي يتناولون الوجبات العائلية لفترة أطول بحضور أب أو زوج أم مقارنة مع نظرائهم الذين لديهم زيادة في الوزن. وبشكل عام استمر العشاء نحو 16 دقيقة بمتوسط ​​18 دقيقة للأطفال أصحاب الوزن الصحي و 13.5 دقيقة للأطفال البدناء الوزن الزائد.

وقالت "هذا الاكتشاف ربما يعني أنه عندما يكون الأطفال تحت رقابة اكبر خلال الوجبات تكون لديهم حماية أكثر ضد زيادة الوزن أو السمنة بما يعنى انه قد يكون هناك بيئة وجبات أقل فوضوية ومزيد من الفرص للتواصل". وكانت الأسر التي تتسم بدفء ورعاية أكبر كما صنفها الباحثون الذين تابعوا تسجيلات الفيديو أقل احتمالا لأن يكون لديها أطفال يعانون من زيادة الوزن أو السمنة. وارتبط عدم الانضباط والاتجاهات الأبوية المتساهلة بزيادة في احتمالات السمنة في مرحلة الطفولة.

وقالت بيرج "هذا ربما يعني أنه في الأسر التي يكون لديها أطفال لا يعانون من زيادة الوزن أو السمنة هناك تفاعلات أكثر ايجابية خلال الوجبة العائلية وهو ما يوفر شعورا بالأمن والانتظام والقدرة على التنبؤ والذي قد يساعد الأطفال على تنظيم حياتهم اليومية بما في ذلك تنظيم سلوكياتهم الغذائية بشكل ذاتي". وكانت الأسر التي تتواصل بشكل أكبر بشأن الطعام أقل احتمالا لأن يكون لديها أطفال يعانون من زيادة في الوزن أو سمنة وفقا للنتائج التي نشرت في دورية طب الأطفال  "Pediatrics". بحسب رويترز.

وقالت بيرج إن هذه النتائج تحدد فقط الارتباط بين عادات الوجبات والبدانة في مرحلة الطفولة ولا تثبت أن ديناميات تناول الطعام تسبب السمنة ولكن هناك بعض الاستراتيجيات الصحية المعروفة التي يمكن للآباء توظيفها على مائدة العشاء. وقالت انه من المهم للأسر توفير وتشجيع أجواء ايجابية خلال الوجبات العائلية. وأَضافت أنه على سبيل المثال لا تستخدم الوجبة العائلية كوقت لتلقين الأطفال بشأن واجباتهم المدرسيةوبدلا من ذلك يجب استغلال الوقت للتواصل حول أمور الحياة اليومية لتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة.

شرب الماء

من جانب اخر أوصت مجموعة من خبراء التغذية بشرب الأطفال للماء وحده أثناء الوجبات، والامتناع عن تناول المشروبات الغازية لمكافحة البدانة. وقال خبراء التغذية إن المشروبات السكرية هي سعرات حرارية لاقيمة لها، وإن الناس تخلوا عن "عادة شرب الماء" مع الوجبات. وتأتي هذه الدعوة تزامنا مع استعداد هيئة الصحة العامة في إنجلترا لنشر خطتها لتقليص استهلاك السكر في البلاد.

وقال شركة "آيه بي شغر" لإنتاج السكر إن "شيطنة مادة واحدة" لن "يعالج انتشار البدانة". وقال الدكتور جوليان كوبر، مدير قسم علوم التغذية في شركة "آيه بي شغر" إن استهداف السكر ليس هو "الحل السحري"، وإنه على الناس أن يوازنوا بين السعرات الحرارية التي يتناولونها وبين حجم ما يقومون به من نشاط.

والرأي الحالي فى هذا المجال هو الا تزيد نسبة السعرات الحرارية التى نتناولها يوميا عن طريق السكر المضاف للأطعمة ومن العسل عن 11 فى المئة من اجمالي السعرات الحرارية التي نستهلكها، وتنخفض هذه النسبة الى 10 فى المئة عند استبعاد المشروبات الكحولية. وتجد جميع فئات الأعمار، خاصة الأطفال، في بريطانيا صعوبة كبيرة في الالتزام بهذه المعدلات.

وقال علماء التغذية قبل الاعلان عن هذه المعدلات إنه لا يوجد حل سهل لمعالجة مشكل البدانة. ولكنهم وجهوا أصابع الاتهام للمشروبات التي يضاف لها السكر. وتوجهت البروفيسور، سوزان جيب، من جامعة أوكسفورد إلى المستهلكين قائلة: "اختاروا شيئا آخر". وقالت "الأمر يتوقف على نصيحة بسيطة للكبار. شجعوا أطفالكم على شرب الماء." وأضافت: "أن الأطفال لابد أن يشربوا الماء بعد فطامهم، الحليب مفيد ولكن تبقى نصيحتي الجوهرية هي شرب الماء".

وقال البروفسور توم ساندرز، رئيس قسم أمراض السكري وعلوم التغذية في كلية كينغز كولدج بلندن إنه "ينبغي أن يتعود الأطفال على شرب الماء". وأضاف: "المشكلة أن الناس تخلوا عن شرب الماء، فلابد أن تضع العائلات الماء على الطاولة وليس المشروبات الغازية، التي ينبغي أن يكون استهلاكها فقط كنوع من الحلوى". وقالت مجموعة الخبراء إن تأثير السكر على الصحة هو أنه مصدر سعرات حرارية قد تؤدي إلى البدانة.

ولكنها كشفت عن دلائل جديدة تبين أن الحصول على نسبة عالية من السعرات الحرارية من السكر قد يضر بالصحة. فالسكر - برأي الخبراء - يرفع مخاطر الإصابة بمشاكل في القلب، وبالدرجة الثانية من مرض السكري، فضلا عن تأثيره على محيط خصر الشخص المعني. وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن لفتت الانتباه إلى المشاكل التي يسببها السكر. فقد نبهت توجيهات المنظمة التي نشرت في مارس/آذار إلى أن الأطعمة التي يضاف لها السكر ينبغي الا تمثل أكثر من 10 في المئة من الاستهلاك اليومي للسعرات الحرارية، وأنه على الناس والحكومات السعي من أجل تقليل هذه النسبة إلى 5 في المئة. بحسب بي بي سي.

وتشمل تلك النسبة جميع أنواع السكريات المضافة الى الطعام، والسكر الموجود بشكل طبيعي فى العسل، وسكر الفواكة المركز، وعصائر الفواكة، والعصائر المركزة. ومن المتوقع أن تقترح هيئة الصحة العامة فى انجلترا فرض ضرائب على المشروبات السكرية لتقليل استهلاك الأطفال والمراهقين من السكر.

على صعيد متصل أفادت دراسة جديدة بأن آباء وأمهات الأطفال البدناء ربما يريدون مساعدة أطفالهم على التمتع بصحة أفضل إلا أنهم أكثر استعدادا لتغيير النظام الغذائي لأطفالهم مقارنة بزيادة حركتهم الجسدية ونشاطهم. وتوصل الباحثون إلى أن تغيير رؤية الوالدين لأنفسهم وأطفالهم وتشجيع الأطباء على الحديث عن أهمية النشاط الجسدي قد يزيل عقبة مهمة في طريق فقدان الوزن.

وقالت كيونج ري التي قادت الدراسة في جامعة براون بولاية رود أيلاند الأمريكية "فكرنا في إجراء هذه الدراسة لأنه عندما عملنا مع أسر في محاولة لإشراكها في فقدان الوزن لاحظنا اختلافات في استعداد الوالدين لتغيير السلوك الغذائي مقابل النشاط الجسدي." وأضافت ري طبيبة الأطفال في جامعة كاليفورنيا بسان دييجو "لم يكونوا مستعدين دائما لفعل الأمرين معا.

كانت بعض الأسر مستعدة لأحد الأمرين لكن عندما تحاول بالفعل بدء عملية فقدان وزن فمن المهم القيام بالأمرين." وقامت الدراسة التي نشرت في دورية أكاديمية التغذية بقياس مدى استعداد الآباء والأمهات لاجراء تغييرات سلوكية في الأنظمة الغذائية لأطفالهم وفي التمرينات الرياضية.

اساليب لمكافحة البدانة

الى جانب ذلك تنقض مدارس فلوريدا هذه السنة على "الاكل غير الصحي" وما يرافقه من اصابة بالبدانة من خلال تعليم الاطفال زراعة خضارهم مثل الطماطم العضوية او كيفية طهو طبق من الباستا بكمية قليلة جدا من زيت الزيتون. فالبلد الذي يتمتع باقوى اقتصاد في العالم، يسجل ايضا اكبر نسبة من البدناء. فاكثر من بالغ اميركي واحد من كل ثلاثة كان يعاني من البدانة في 2011-2012 على ما جاء في تقرير المركز الوطني للوقاية من الامراض.

هذه الارقام رغم انها تظهر تراجعا في اعداد البدناء دفعت المدارس الرسمية في الولايات المتحدة الى جعل تلاميذها وهم بالغو المستقبل، يهتمون بشيء اخر غير الوجبات السريعة. في فلوريدا تتركز المبادرة المدعومة من القطاع الخاص في الاحياء الفقيرة حيث نسبة البدانة هي الاعلى. وفي منطقة ميامي-دايد التي تضم ميامي وضاحيتها الكبرى، المطبخ الايطالي هو موضوع الساعة مع "يوم التراث الايطالي". ويقول دميان وودوورد (16 عاما) الذي يشارك في بناء مختبر للزراعة المائية في ثانوية ميامي نورثويسترن في ليبرتي سيتي احد افقر احياء المدينة "لم اكن لاظن ان ثمة طماطم اصغر حجما واقل احمرارا من تلك التي تباع في المتاجر".

وتضيف جيسيكا (15 عاما) "لم يسبق لي ان رأيت القرنبيط او تذوقته" وهي حولت جزءا من ملعب المدرسة الى بستان للزراعة المائية وهي زراعة خارج التراب تكون فيه النبتة موضوعة في سائل مغذ. ويقول رالستون كونو وهو طالب عضو في مشروع "ذي إدوكيشن ايفيكت" الذي يموله مصرف "تشايز" وجامعة فلوريدا الدولية "منذ تعلمت انتاج ما اكله وان بامكاننا تحسين غذائنا اؤكد لك اني لم اتناول اي هامبرغر وبطاطا مقلية". ويشير المراهق ضاحكا الى بطنه الممتلئ قائلا انه عائد "الى الهرمونات والمواد المعدلة جينيا" التي نتناولها.

الطاهي الاسباني الشهير خوسيه اندريس المقيم في الولايات المتحدة يشارك ايضا في المبادرة ويدعم المشروع "الرائع لان العملية تبدأ من زراعة الخضار ونرى ان الاطفال يدركون فعلا اهمية ما نأكله". ويضيف الطاهي الذي يدير ستة مطاعم في الولايات المتحدة وقد استشارته السيدة الاميركية الاولى ميشال اوباما التي تكافح البدانة في مجال التغذية "اذا اردنا ان تكون بلادنا وعالمنا وقارتنا اكثر غنى علينا ان نولي المناطق الريفية الاهمية التي تستحقها". ويختم قائلا "المزارعون يجب ان يكون نجوما على غرار المغنين او الطهاة والمشروع خطوة في الاتجاه الصحيح لانه سيثير اهتمام الاطفال". بحسب فرانس برس..

ويقول دميان ورلستون وزملاؤه انهم متحمسون لكلام خوسيه اندريس. ويروي دميان "ما ان يصبح محصولنا من الخضار كافيا سنقيم حفلة للتلاميذ واهاليهم في مدرستنا. نريد اعادة استثمار ارباحنا لتوسيع مختبرنا". الا ان الطريق لا يزال طويلا امامهم. فعند ابواب المدرس كما في غالبية الاحياء الفقيرة في الولايات المتحدة تكثر مطاعم الوجبات السريعة. ويقول رالستون "منذ تعلمت الزراعة والاكل بطريقة صحية اكثر اقنعت اهلي انه بامكاننا ان نأكل بشكل افضل في المنزل. لكن اكل الخضار والفكاهة يكلف غاليا".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/تشرين الأول/2014 - 28/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م