الغرب والجهاديون.. بين هاجس العودة و رواج التطرف

 

شبكة النبأ: تحاول الدول الغربية السيطرة على نقطتين أساسيتين في عملها الأمني القاضي بالسيطرة على العناصر المتطرفة المنظمة الى التنظيمات الإرهابية، واهما تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش)، بعد استقطابه للألاف منهم ضمن صفوفه:

الأولى: منع عودة او اعتقال المشاركين في القتال (من مواطنيها الهاربين) مع التنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق، الى بلدانهم والاندماج مع المجتمع، وهو امر تتخوف منه الحكومات الغربية كثيرا، سيما مع قدرات هذه العناصر من القيام بتفجيرات انتحارية قد تضع الامن والاستقرار الأوربي والغربي على المحك، وقال وزير الأمن الداخلي جيه جونسون إن الولايات المتحدة "تقوم بجهود مكثفة ومنسقة" لرصد مقاتلين أجانب في سوريا ربما يخططون لتنفيذ هجمات على الاراضي الأمريكية، وقال جونسون خلال زيارة لكندا إن نحو 12 ألف شخص من مختلف أنحاء العالم سافروا إلى سوريا على مدار السنوات الثلاث الماضية للقتال في الحرب الاهلية والانضمام إلى الجماعات المتشددة مثل الدولة الإسلامية.

الثانية: القيام بخطوات استباقية لمنع او اعتقال الأشخاص الذين يرومون السفر الى مناطق القتال في العراق وسوريا والانضمام الى التنظيمات الإرهابية (خصوصا تنظيم داعش)، من خلال الجهد الاستخباري والأمني، إضافة الى التعاون مع المواطنين للتبليغ عن أي تحركات مريبة قد يقوم بها اشخاص استعدادا للسفر خارج البلاد، وفي سبيل تفعيل هاتين الخطوتين، قامت العديد من البلدان الغربية بحملات امنية واسعة النطاق، استهدفت من خلالها من وصفتهم بالمتشددين الإسلاميين من الذين يروجون للكراهية ضد الأديان الأخرى والدعوة للقتال بحجة الجهاد، كما عدلت الكثير من الدول الغربية قوانين مكافحة الإرهاب ليتناسب وحجم التهديدات الكبيرة التي تتعرض لها، على حد وصف المسؤولين الأمنيين، ويأتي هذا التحرك الداخلي متزامنا مع تحركات دولية أوسع، جاءت على شكل تحالف دولي دعت اليه الولايات المتحدة الامريكية لمكافحة تنظيم داعش في سوريا والعراق، فيما انظمت اليه عشرات الدول، اغلبها من الدول الغربية، والتي باشرت استهداف مواقع التنظيم لمنع تمدده في ضم المزيد من الأراضي في كلا البلدين، بعد ان سيطر على مساحات واسعة في شرق سوريا وشمال وغرب العراق.

وأشار العديد من الخبراء والمختصين، ان اقتصار الامر على الجهد العسكري والاستخباري قد لا يأتي بالنتائج العملية المرجوة للقضاء على التطرف والتهديدات الإرهابية بنسبة 100%، وان هناك حاجة حقيقية للحوار والتفكير في اقناع الاخرين برفض التطرف والعقائد الفاسدة واستبدالها بالقيم الحقيقية للتسامح والسلم ونبذ العنف، إضافة الى دمج الفئات المرشحة للانحراف عقائديا بالمجتمعات التي يعيشون فيها، وعدم نبذهم او تهميشهم، وهذا يحتاج الى تأسيس بنية اجتماعية وثقافية جديدة تعالج الأخطاء التي أدت الى ظهور هكذا تطرف في المجتمعات الغربية، بحسب خبراء.

الولايات المتحدة الامريكية

فقد تحقق وكالات حكومية أمريكية في مزاعم بأن أمريكيا يقاتل مع تنظيم الدولة الاسلامية توفي في الآونة الاخيرة في بلدة كوباني الحدودية السورية المحاصرة، وقال مسؤولون أمريكيون إن وكالات انفاذ القانون والمخابرات تحاول التأكد من رسائل على الانترنت من متشددي الدولة الاسلامية تحدثت عن "استشهاد" مقاتل يعرف باسم أبو محمد الأمريكي، ويشير الاسم الى ان الرجل اعتبر نفسه أمريكيا، وفي لقطات فيديو وضعت على موقع يوتيوب في فبراير شباط شوهد رجل ملتح تعتقد السلطات الامريكية انه نفس الشخص الذي شوهد يتحدث الانجليزية بلكنة أجنبية ثقيلة، وقال الرجل في تسجيل الفيديو إنه عاش في الولايات المتحدة نحو عشر سنوات قبل ان يسافر الى سوريا للانضمام الى المتشددين الإسلاميين، ولم يتضح ان كان مواطنا أمريكيا، ويقول مسؤولون امريكيون إن خمسة امريكيين على الاقل بينهم امرأة من ميشيجان ورجال من فلوريدا ومنيسوتا (ماتوا في قتال بسوريا في العامين الأخيرين)، وقالوا إن أحد الرجال يدعى منير محمد أبو صالحة وانه فجر نفسه في هجوم انتحاري في وقت سابق هذا العام.

وتشعر السلطات الامريكية والاوروبية بقلق بشأن المقاتلين الاجانب الغربيين في سوريا الذين قد يعودون الى بلادهم لتنفيذ هجمات، وقال البيت الابيض إن ليزا موناكو مستشارة مكافحة الارهاب بالرئاسة ناقشت هذا التهديد مع رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو ومفوض الشرطة وليام براتون، ولم تتضح على وجه التحديد ملابسات أحدث وفاة لأمريكي في سوريا، وقالت فلاشبوينت بارتنرز وهي مؤسسة تراقب تحركات الجهاديين على الانترنت إن أبو محمد اشارت تقارير الى انه قتل اثناء الاشتباكات الاخيرة في كوباني، وقالت فلاشبوينت ان رسالة عن تحركات ابو محمد اشارت الى انه اصيب ولم يقتل، وفي تسجيل الفيديو الذي وضع في الشتاء الماضي قال الرجل الذي أطلق على نفسه أبو محمد إنه من سوريا وإنه يتبع تنظيم القاعدة لكنه انشق وانضم الى تنظيم الدولة الاسلامية.

وبدأت الولايات المتحدة تنفيذ هجمات جوية وصاروخية على معاقل الدولة الإسلامية في سوريا، وتبحث كندا ان كانت ستسهم بطائرات مقاتلة في الحملة، وقال وزير الامن الداخلي الأمريكي (جونسون) في كلمة بمنتدى لرجال الاعمال في أوتاوا "حكومتنا تقوم بجهود مكثفة ومنسقة لرصد مقاتلين أجانب في سوريا يأتون من بلادنا أو يحاولون دخولها"، وأضاف جونسون "نحن قلقون من ان هؤلاء المقاتلين الاجانب لن ينضموا فحسب إلى الدولة الإسلامية أو إلى تنظيمات متطرفة أخرى في سوريا وإنما ربما يتم تجنيدهم بواسطة هذه الجماعات المتطرفة لمغادرة سوريا وتنفيذ هجمات في الخارج"، وقال إن مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) اعتقل عددا من الأشخاص الذين حاولوا السفر إلى سوريا من الولايات المتحدة، وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي إن نحو 12 أمريكيا يعرف انهم يقاتلون مع متشددين في سوريا وان بعضهم عاد بالفعل إلى الولايات المتحدة. بحسب رويترز.

وتابع جونسون "الانباء الطيبة لبلدنا ولكم أعتقد هي انه طوال 13 عاما مضت حققنا تحسنا كبيرا في قدرتنا على رصد مؤامرات إرهابية في الخارج قبل ان تصل إلى أوطاننا"، وأضاف "الانباء السيئة هي اننا مازلنا نواجه أعداء إرهابيين حقيقيين وتهديدات إرهابية حقيقية"، ودعا جونسون إلى تبادل أفضل للمعلومات بين الولايات المتحدة وكندا ومع الدول الأوروبية، وقال إنه قلق بشأن احتمال ما يطلق عليه هجمات الشخص الواحد فيما يعكس تصريحات مسؤولي أمن أمريكيين آخرين، وقال جونسون إن مثالا لذلك الاخوان المشتبه في انهما فجرا قنبلة بدائية الصنع عند خط النهاية في ماراثون بوسطن في ابريل نيسان العام الماضي، وقال جونسون "من جهات عدة هذا أصعب تهديد إرهابي وهو التهديد الذي أشعر بالقلق حياله أكثر من أي شيء آخر"، اعلنت السلطات الاميركية انها اعتقلت شابا اميركيا (19 عاما) في مطار شيكاغو اثناء محاولته مغادرة البلاد للانضمام الى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا، وقالت وزارة العدل انه تم توجيه تهمة محاولة توفير الدعم المادي الى منظمة ارهابية اجنبية الى الشاب محمد حمزة خان الذي وصل الى مطار اوهاري الدولي ومعه تذكرة ذهاب وعودة الى اسطنبول.

وقال مسؤولو الامن الذين فتشوا منزل خان الواقع في ضاحية بولينغبروك جنوب غرب شيكاغو انهم عثروا على العديد من الرسائل المكتوبة بخط خان وغيره تعبر عن الدعم لتنظيم "الدولة الاسلامية"، وتحتوي على خطط سفر واشارات الى "الدولة الاسلامية" والجهاد، وقالت الوزارة ان تذكرته التي اشتراها في اواخر ايلول/سبتمبر تحدد موعد العودة في وقت لاحق، واكدت السلطات ان التحقيقات لا تزال جارية، ومثل خان صباح امام محكمة اميركية ولا يزال محتجزا، وعقوبة تقديم دعم مادي لمنظمة ارهابية اجنبية هي السجن لمدة اقصاها 15 عاما ودفع غرامة قيمتها 250 الف دولار.

أستراليا

فيما قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إنه أمر بشن حملة لمنع الدعاة الإسلاميين المتشددين من دخول البلاد وسط تصاعد التوتر مع الجالية المسلمة في أعقاب سلسلة من الحملات الأمنية، وكان أبوت قد حذر في الآونة الأخيرة من أن الأمر قد يتطلب "تحولا" في التوازن بين الحرية والأمن لتوفير حماية من المسلمين المتطرفين العازمين على تنفيذ هجمات، وقال إن الدعاة الذين يبثون الكراهية سيستبعدون من الآن فصاعدا من عملية منح تأشيرات الدخول، ويأتي هذا النظام الجديد الأكثر صرامة والذي قال أبوت إنه لن يتطلب تشريعا جديدا في أعقاب اجتماع عام عقده حزب التحرير (وهو مجموعة دولية تقول إن هدفها إقامة دولة إسلامية عابرة للحدود) في سيدني، وانتهز المعلقون المحافظون فرصة الخطاب وطالبوا بفرض قيود أكبر على الدعاة المتطرفين.

وقال أبوت للصحفيين في سيدني "ما نريد القيام به هو التأكد من أن الدعاة المعروفين ببث الكراهية لن يأتوا إلى هذا البلد لنقل رسالتهم المتطرفة التي تحدث انقساما"، وأضاف "ما أفعله هو اعلان أنه سيكون لدينا من الآن فصاعدا نظام جديد يضمن منع دعاة الكراهية من القدوم إلى أستراليا لنشر افكارهم المتطرفة والغريبة والمسببة للشقاق"، وأستراليا في حالة تأهب قصوى تحسبا لهجمات من قبل مسلمين متطرفين أو متشددين عادوا إليها بعد مشاركتهم في معارك بالشرق الأوسط، وقامت أستراليا أيضا بسلسلة من الحملات الأمنية الموسعة في مدن كبرى، ويعتقد مسؤولون أن ما يصل إلى 160 أستراليا إما شاركوا في القتال بالشرق الأوسط أو دعموا الجماعات التي تقاتل هناك، وعاد 20 شخصا على الأقل إلى أستراليا ويعتقد أنهم يشكلون خطرا أمنيا. بحسب رويترز.

وتقول شخصيات مسلمة بارزة في استراليا إن المسلمين مستهدفون جورا من قبل وكالات إنفاذ القانون ومهددون من جماعات يمينية وهناك مخاوف من أن تؤدي السياسات الرامية إلى مكافحة التطرف الإسلامي إلى رد فعل عنيف، وقال عثمان بدر المتحدث باسم حزب التحرير الذي ينتمي إليه عدد محدود في استراليا ولا ينتهج العنف إن الحزب لم يلغ اجتماعا مقررا عقده في سيدني، وقال بدر إن الحزب لم يفاجأ بالسياسة الجديدة لكن تحير لأنه لم يدع متحدثين أجانب إلى الاجتماع المقرر أن يبحث السياسة الخارجية الأمريكية في سوريا، وأضاف في بيان "لقد كشفنا منذ وقت طويل محاولات الحكومة لإسكات الأصوات المعارضة لسياساتها الخارجية غير العادلة والوحشية، وها نحن نشهد الآن خطوات لإضفاء الشرعية على إسكات المعارضة".

وقال "المتحدثون في الاجتماع (والذين لم نكشف حتى عن أسمائهم) هم جميعا من سكان البلد، لا يوجد أسماء بارزة أو متحدثون دوليون، من الواضح أن رئيس الوزراء لا يهتم بالحقائق أثناء سعيه إلى إسكات المعارضة السياسية أو اثارة هستيريا الإسلاموفوبيا"، من جانب آخر أكدت استراليا أنها بدأت تنفيذ عمليات جوية في العراق لكن طائراتها تراجعت عن توجيه أول ضربة محتملة لمقاتلي تنظيم للدولة الاسلامية خشية سقوط قتلى مدنيين، وقال الأميرال ديفيد جونستون إن المتشددين يدخلون مناطق تكثر بها المباني ويستخدمون السكان دروعا بشرية تقيهم قوة التحالف الجوية، وأضاف للصحفيين "تدخل عناصر منهم مناطق تكثر بها المباني ومن الواضح أن هذا الأمر قد يتسبب في ضرر إضافي علينا أن نتحكم فيه"، وقال ابوت إن وحدات من القوات الخاصة الاسترالية ستنتشر في العراق للمشاركة في قتال الدولة الاسلامية مشيرا إلى أن مقاتلات ستشارك أيضا في الضربات التي سيوجهها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

بلجيكا

الى ذلك اتهم الادعاء البلجيكي 46 من أعضاء جماعة (الشريعة فور بلجيام) الإسلامية بالانتماء لتنظيم إرهابي وبغسل عقول الشبان في بلجيكا وجعلهم يخوضون جهادا في سوريا، ولم يحضر من هؤلاء المتهمين إلا تسعة في قاعة المحكمة وسط تدابير أمنية مشددة في مدينة أنتويرب في شمال بلجيكا، وافادت التقارير أن الباقين في سوريا، وتشير هذه القضية وهي الأكبر ضد التشدد الإسلامي إلى وضع البلاد كأرضية خصبة للمتشددين، وجاء 300 مقاتل في سوريا من بلجيكا، وهذا أكبر معدل بالنسبة لعدد السكان بين دول أوروبا الغربية بحسب بيانات المركز الدولي لدراسة التطرف، وقال ممثلو الادعاء إن الجماعة يقودها فؤاد بلقاسم (32 عاما) وهو المتحدث باسم جماعة الشريعة فور بلجيام، وهي جماعة سلفية منحلة حاليا تريد تطبيق الشريعة في بلجيكا.

وعلى الرغم من أنه لم يقاتل في سوريا بخلاف معظم المتهمين الآخرين فقد قال الادعاء إنه العقل المدبر وراء التنظيم، وعددت آن فرانسين ممثلة الادعاء قائمة طويلة من الخطب والتسجيلات المصورة شبه فيها الجهاد من حيث أهميته بالصلاة والصيام، وقالت "كلام بلقاسم لا يمكن تفسيره إلا بوصفه دعوة للعنف والجهاد"، ويقضي بلقاسم عقوبة بالسجن لتحريضه على كراهية غير المسلمين، وكان يستمع بتركيز أثناء تلاوة الاتهام، وابتسم في بعض الأحيان وهمس في أذن المتهمين الآخرين، وشرح الادعاء تفصيلا كيف كان أعضاء الشريعة فور بلجيام يتعاملون مع الشبان وعدد من المراهقات في شوارع أنتويرب وفيلفورد شمالي بروكسل لدعوتهم إلى مركزهم في أنتويرب حيث يجري تلقينهم فكريا وإعدادهم لرحلتهم إلى سوريا، وقال لوك فيسترايتس بديل ممثل الادعاء "الهدف الواضح كان إعدادهم للعمل المسلح"، وقال ممثلو الادعاء إنه بمجرد وصول هؤلاء إلى سوريا ينضمون إلى تنظيمات مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة ومنظمات أفرزت فيما بعد الدولة الإسلامية. بحسب رويترز.

وولد بقاسم في بلدة رومست البلجيكية الصغيرة في منتصف المسافة بين بروكسل وأنتويرب، وكان ضمن مؤسسي الشريعة فور بلجيام في عام 2010، ويقول ممثلو الادعاء إنه تعاون عن كثب مع المتشدد السلفي البريطاني أنجم تشوداري الرئيس السابق لتنظيم المهاجرين المحظور حاليا، واعتقلت السلطات البريطانية تشوداري، واكتسب التنظيم صيتا سيئا حينما احتفى بذكرى هجمات 11 سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة بتوزيع منشورات أشارت إلى الخاطفين بوصفهم "ال 19 العظام"، وفي حال الإدانة يواجه بلقاسم وآخرون عقوبة السجن لمدد تصل إلى عشرين عاما.

وأفادت وكالة الأنباء البلجيكية "بلغا" أن فرنسيا اسمه رشيد بن عمري (41 سنة) أدين بالسجن 18 سنة مع النفاذ في بروكسل لأنه قاد في بلجيكا "مجموعة إرهابية" متخصصة في تجنيد الإسلاميين للقتال في الصومال وسوريا، وأوضحت الوكالة أن رشيد بن عمري، والذي طلبت النيابة الحكم عليه بعشرين سنة سجنا، أدين بأنه "شارك في عمليات مجموعات إرهابية كقيادي"، وفي الوقت ذاته، أدين متهمان آخران بـ "الانتماء" إلى منظمة إرهابية، وهما البلجيكي مصطفى بويحبارن (بخمس سنوات سجنا مع وقف التنفيذ) والجزائري محمد السعيد بالسجن خمس سنوات مع النفاذ، في أحكام متطابقة مع مطلب النيابة، على ما أضافت الوكالة.

وكانت المحكمة نفسها أدانت رشيد بن عمري في أيار/مايو بالسجن عشرين سنة والمتهمين الآخرين بالسجن خمس سنوات، لكنهم كانوا عند بداية المحاكمة الأولى معتقلين في كينيا وطلبوا إعادة محاكمتهم بعد طردهم إلى بلجيكا، واعتقل الثلاثة في كينيا في الرابع من تموز/يوليو 2013 لدى عبورهم الحدود قادمين من الصومال، وقال المدعي العام جان مارك تريغو إن "رشيد بن عمري ينفي أن يكون قياديا، ربما ذلك صحيح لكن باعتباره من نظم الرحيل الى الصومال يجب أن ينظر إليه كقيادي وليس مجرد عضو في شبكة إرهابية"، وقد أقر المتهم خلال الجلسة أنه شارك في نصب كمين في الصومال مع مقاتلي حركة "الشباب" الصومالية أسفر على حد قوله عن سقوط ثلاثين ضحية، وقال محاموه إن المحكمة ليس لها صلاحيات لمحاكمته وطلبوا المثول أمام محكمة الجنايات، واقر مصطفى بويحبارن ومحمد السعيد أمام القضاة انهما تلقيا تدريبات في معسكرات حركة الشباب لكنهما نفيا المشاركة في المعارك.

ألمانيا

بدورها تعتزم الحكومة الالمانية تشديد القيود على الاشخاص الذي يحتمل أن يصبحوا جهاديين مثل وضع علامة على بطاقات هوياتهم لتنبيه حرس الحدود الى ان المسافر قد يكون في طريقه للانضمام الى تنظيم الدولة الإسلامية، وقالت متحدثة باسم وزارة الداخلية ان وضع علامة ما على بطاقات الهوية يمكن ان يحدد الجهاديين المشتبه بهم حتى يتسنى لحرس الحدود في المانيا أو الدول الاخرى الاعضاء في اتفاقية شينجن مثل بلجيكا أو هولندا منعهم من المغادرة، ويمكن للألمان أيضا استخدام بطاقات الهوية لدخول تركيا وهي نقطة انتقال رئيسية للمتشددين المسافرين الى سوريا للانضمام الى الدولة الاسلامية لذا فإن حرس الحدود هناك يمكن أيضا أن يرصدهم.

وقال بوركهارد ليشكا المتحدث باسم الشؤون الداخلية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك الاصغر في الحكومة الائتلافية التي ترأسها المستشارة انجيلا ميركل "علينا ان نمنع المتعصبين من مغادرة ألمانيا والتوجه الى بؤر التوتر في الشرق الاوسط للانضمام الى الارهاب"، وسافر الاف المتطوعين الغربيين الى الشرق الاوسط للانضمام الى جماعات متشددة من بينها تنظيم الدولة الإسلامية، وأثار ذلك مخاوف في أوروبا والولايات المتحدة من إقدام المتشددين على شن هجمات لدى عودتهم. بحسب رويترز.

كندا

من جهته أعلن وزير الامن العام الكندي ستيفن بلاني ان السلطات تحقق مع 80 مواطنا ومهاجرا عادوا مؤخرا من مناطق تشهد نزاعات، في مقدمها العراق وسوريا، ويشتبه في انهم قاتلوا في صفوف "جماعات جهادية" هناك ويخططون لتنفيذ اعتداءات في كندا، وقال بلاني ان "هؤلاء الافراد الخطرين يرغبون بالقيام باعمال ارهابية ويشكلون تهديدا للكنديين"، وذلك خلال جلسة استماع أمام اللجنة البرلمانية للامن العام غداة مصادقة البرلمان على مشاركة كندا في التحالف العسكري الدولي لمحاربة جهاديي الدولة الاسلامية في العراق، واوضح الوزير ان هؤلاء المشبوهين هم مواطنون كنديون ومهاجرون مقيمون في كندا وانهم متهمون بانتهاك القانون الكندي الذي يجرم المشاركة في انشطة ارهابية في الخارج، مشيرا الى ان الدرك الملكي "يحقق بشأن هؤلاء ويسعى الى وضعهم خلف القضبان حيث هو مكانهم"، واضاف ان "هؤلاء الاشخاص يهددون امننا القومي"، مشيرا الى ان الحكومة ادرجت مؤخرا تنظيم الدولة الاسلامية على القائمة الكندية للمنظمات الارهابية المحظورة، من جهته قال مدير الاستخبارات الكندية مايكل كولومب في الجلسة نفسها ان هؤلاء المشتبه بهم ال80 "ليسوا كلهم مقاتلين عائدين من العراق او سوريا"، واضاف "لدينا كنديون في باكستان وافغانستان واليمن ولبنان والساحل والمغرب العربي متورطون بأنشطة متعلقة بالارهاب: قد يتعلق الامر بجمع تبرعات او الدعاية" للارهاب، من جهته قال الوزير انه اضافة الى هؤلاء المشبوهين ال80 هناك 50 كنديا ينتمون الى الجماعات الجهادية ولكنهم لا يزالون في الخارج، واكد بلاني ان "الاشخاص المرتبطين بهذه الجماعة الهمجية (الدولة الاسلامية) سيواجهون القانون الكندي بكل مداه". بحسب فرانس برس.

فرنسا

من جهة اخرى قال مصدر قضائي فرنسي ان 11 شخصا من عائلة واحدة يشتبه بمغادرتهم فرنسا الى سوريا للقتال هناك في وقت تحاول فيه السلطات منع مواطنيها من التوجه الى العراق وسوريا، وبين ال11 شخصا رجل وشقيقتاه ووالدتهم مع الزوجات والازواج والعديد من اولادهم واحدهم طفل، وفقا للمصدر، وفتح قسم محاربة الارهاب في النيابة العامة في باريس تحقيقا اوليا حول اختفاء هذه العائلة المتحدرة من نيس بسبب مؤشرات تدعو الى الاعتقاد بان افراد العائلة توجهوا الى سوريا بحسب المصدر، وافادت الشرطة ان اختفاء العائلة لوحظ "في نهاية الاسبوع"، وفي مقابلات مع صحيفة "نيس ماتان" المحلية، روى ايفانو سوفييري انه علم من مواقع التواصل الاجتماعي ان ابنته اندريا (27 عاما) غادرت للانضمام الى زوجها برفقة ابنتيها (اربعة وستة اعوام). بحسب فرانس برس.

وقالت اندريا لصديقتها "لم يكن علي ان اغادر ولكنني لم أستطع التراجع امام الله، كل شيء على ما يرام انا في منطقة رائعة"، واضاف الاب "اعتنقت اندريا (الاسلام)، لاحظت ان الدين صار يحتل جزءا كبيرا من حياتها، ربما كان علي التصرف"، بدوره، روى رضا الوالد المسلم لزوج اندريا ظروف اختفاء عائلته وقال "زوجتي غادرت أيضا، تزوجنا العام 1983 كنت اعلم بان الدين يحتل مكانة مهمة (في حياتها) ولكن الى هذه الدرجة، كل عائلتي اختفت وانا خائف"، واشارت امراة ايضا الى مغادرة ابنها وهو زوج احدى بنات رضا، وغادر فرنسا التي تضم اكبر جالية مسلمة في اوروبا، اكبر عدد من الجهاديين في العالم الغربي، وتم فتح اكثر من سبعين تحقيقا منذ مطلع العام حول الشبكات السورية، وفي الاجمال، هناك حوالى الف فرنسي متورط في الجهاد بحسب رئيس الوزراء مانويل فالس الذي اكد ان 580 شخصا حاربوا او انهم يقاتلون في سوريا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/تشرين الأول/2014 - 27/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م