قافلة "لا للعنف" الشعرية.. تعزف على أوتار السلام

علي العبادي

 

شبكة النبأ: لان العنف يقتل الحلم والجمال وكل شيء، رتا نخبة من شعراء كربلاء ان يفجروا صمت الخراب الذي لاح خارطة الوطن عبر ترميمهم لجراحاته بقافلة شعرية صدحت بها الأصوات وغردة الاروح في فضاءات الجمال ليعلنوا أن الخلود الابدي اليه وحده، أنطلقت قافلة السلام من البصرة حيث السياب، غازلوا جراحاته، وثم الى سومر بحثوا برفقة كلكامش عن الخلود من أجل كل أنكيدو أصيل، ثم الى السماوة حيث الوركاء أحدى أوئل المراكز الحضارية في العالم، حيث ديوانية الجمال، وثم كربلاء الشهادة والسلام التي ناهضة الظلم والعنف، وحطت رحالها الأخير في حضرة المتنبي في بغداد وليعلنوا للعالم كله بغداد بخير. من أجل الكشف عن تفاصيل القافلة كانت لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) لقاء مع منظمي القافلة وعدد من الشعراء العراقيين.

أبتدأ بالحديث لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) عضو اللجنة التحضيرية الاكاديمي والشاعر حسين القاصد قائلاً: "رحلتنا انطلقت من السياب وجابت (6) محافظات عراقية، وصولا الى شارع المتنبي في بغداد"، وأضاف: "وقد اتفقنا أن لا ندخل المدن المحتلة لأن دخولنا لها يمثل اعترافا بشرعية الارهاب، لذلك دعونا شعراء المدن التي سقطت بيد داعش، لاسيما الذين نزحوا من تلك المدن، الى الالتحاق بقافلتنا، ليعبروا عن عراقيتهم الخالصة".

مبيناً: لا للعنف ليس مدعومة من أحد ليست مدعومة من الحكومة فهي ضد العنف الحكومي ايضا ضد أي جاهل يستوقف مثقفا ويحاول فك رموز هويته!!. ضد تهميش صوت الثقافة فلا تهميش غيره ، وكل من ادعى التهميش امتلك الرصاص والمناصب .. اننا ننتفض لوجه العراق الواحد الأحد.

وأشار ان اولى فعاليات قافلتنا كانت تحت تمثال السياب، وغنينا للعراق السرمدي، حيث ضمت القافلة اكثر من عشرين شاعرا من خيرة شعراء العراق، وتم استقبالهم في البصرة اهم شعراء المحافظة، وكانت الأولوية لشعرائها.

وبين واشترك في القراءات بعض من شعراء القافلة وهم كل من (الشاعر علاوي كاظم كشيش و الشاعر مهدي النهيري، والشاعر صلاح السيلاوي، والشاعر نبيل نعمة الجابري، والشاعر ميثم العتابي والشاعر علي الامارة والشاعر حازم هاشم والشاعر طالب الاسدي) وتوجهت القافلة في اليوم التالي الى الناصرية حيث ساحة الحبوبي، وهكذا حطت قافلتنا في كل محافظة قرب رمز تاريخي من رموز الادب والفكر .

من جانبه قال عضو اللجنة التحضيرية الشاعر نبيل نعمة الجابري: (الرصيف المعرفي) خطوة عظيمة ومهمة جداً في هذا الظرف العصي الذي يمر به عراقنا الأزلي. نحن مجموعة من الشعراء نرى دائماً أن صمتَنا وحيادَنا لا يتناسبُ مع أحداث العنف المستمرة، التي تمرُّ على أَبْنَاء شعبنا بعاصفة من الموت والخراب، قررنا أن نرفع أصواتنا عبرَ (قافلة لا للعنف) بقصائد شعرائها، منطلقين من تحت نخلة أسمَيناها (تمثال السياب) في البصرة، وصولاً إلى عاصمتنا حيث (شارع المتنبي)، وبينهما شعراء العراق يدخلون من أبوابٍ متفرقةٍ قادمين من مدننا الشاعرة، ليقولوا نعم للحياة، نعم للمحبة، لا للعنف بجميـع أشكالــهِ.

وأكد رحبت القافلة الشعرية بمن التحق بِها لتتمازجَ أصواتُنا تحتَ هدفٍ إنسانيّ واحد. وقرأ شعراء القافلة قصائدهم التي كتبت أثناءَ الرحلة لكل العراقيين، بجميع انتماءاتهم الدينية والعرقية والفكرية.

من جهته يؤكد الشاعر والكاتب عبد العظيم فنجان على دور فاعلية القافلة بقوله: حزمة من الشعراء تقود الحرب ضد العنف شعرا ، وهو موقف جمالي نحتاجه كفاصل ، ولو قصير ، في خضم حياة مشتركة وطويلة مع الموت. هناك ملمح مدهش لهذه الفعالية الشعرية هو غياب التغطية الحماسية التي ترافق معظم الفعاليات، خاصة على الفيس بوك، وهو مؤشر على استقلالية المبادرة اجتماعيا، لكن هذا لصالحها، لأنها عمل ذاتي وجمالي بحت لا تدخل فيه حسابات النجومية ولفت الانتباه إلى القائمين بها  وإنما إلى ضرورة الشعر، الشعر الذي ينبغي له أن يكون مرآة تعكس الوجه الآخر المخفي عن أبصارنا وأعني: حق الحياة.

تقول الشاعرة ثناوي ميندوزا عن منظمي القافلة: هم فتية آمنوا بالمحبة والسلام وزادهم العراق هدى قافلة لا للعنف الشعرية يسير بها مجموعة من الشعراء الإنسانيون جداً، وقبل كل شيء من ثغر العراق الجميل بصرته الفيحاء، ينشدون قصائدهم في ظل سيابنا ويحملون عطر كورنيشها الى السماوة والناصرية مولد الحضارة مضوا يجوبون محافظات العراق يحملون سلال الشعر والكلمات ويرشون شوارعها بالحب هي دعوة للحب . هو كل ما تحتاجه هذه الارض ليعم فيها السلام. 

ونقلت اليهم ثناوي رسالة حملها اياها أستاذ مادة تأريخ ايزيدينازح يسكن تحت الأشجار في شيء يشبه خيمة وليس بخيمة، وانا أتنقل بينهم واسألهم في اخر الحديث مالذي يطلبونه.. تذكرتُ قافلتكم وهو يقول لي:

(( انا اطلب ان يُرفع حرف الراء من كلمة حرب لتستحيل الحرب حباً فنعيش جميعنا بسلام)) وبغصة خنقتني سألته-من الذي يرفع الراء ؟ فقال لي - ((أنا وأنتِ وهذا وهذه وتلك وأولئك .. كلنا نستطيع رفع الراء من الحرب لو اردنا وأضافت فيا فرسان القافلة هذه رسالة نازح تستحق ان تكون ضمن قافلتكم التي أتمنى لو كُنتُ فيها فلتبارك الارض وكل آلهة الحب خطواتكم اينما حللتم فخورة بكم .. فخورة ان اثنين من اصحاب الفكرة هم أصدقائي. 

الشاعرة المغتربة وفاء عبد الرزاق دهشتها كبيرة بما قم به تنظيم داعش الإرهابي أزاء النسوة حيث تقول: مما جميل ان يحتج الشعراء على القبح بالجمال وافرحتني هذه الجهود لكن هل يكفي هذا امام فلم عرضته داعش لبيع النساء وهن بالسلاسل للبيع في السوق الداعشي انا اقول صحي النوم يا حكومة.

يقول الشاعرُ البصري مسار رياض: ( لا للعنف) ورد يقف في مهب هذا الخراب الكبير قافلة تسير على نزيف المسافات ما بين جرح ودمع وتوثيق للنور في اعمارنا القاتمة القلب (لا للعنف) .. ليست مناسبة لرمي الازهار بوجه القتلة و تغييب وعي الميزان ليتساوى به القاتل و المقتول ليست محاولة لولادة مصالحة ميتة، انما هي دعوة لأطلاق كل ما في رئاتنا من رفض لكل هذا القبح دعوة لنذكر انفسنا بما يجب ان نقول دعوة لعودة الحياة الى الحياة.

وقد تضامن مع القافلة الشعرية عدد كبير من المثقفين والشعراء العرب من (مصر وتونس والجزائر وفلسطين وسوريا والمغرب) بالإضافة الى المبدعين العراقيين المغتربين خارج أسوار الوطن.

يقول الشاعر المصري معروف عمار ما من دين سماوي ولا حتى تشريع وضعي يصاغ للحياة والبشر إلا وكان أساسه التسامح والتعايش السلمي وان اختلفت العقائد وتباينت المذاهب. وفي القرآن الكريم شواهد كثيرة يدعونا فيها المولى عز وجل إلى محاسن الاخلاق والعفو وكف الاذى عن الناس وكذلك في السنة المشرفة الكثير من وصايا الرسول الكريم بالجار والقريب وابن السبيل والمستغيث والناس اجمعين. لاللعنف مع الناس ولا لإشاعة ثقافة الاستقطاب والطائفية وصراع المذاهب . ونعم للتعايش والمودة والتسامح.

صدحت حناجر الشعراء بحب العراق، عبر أقدم المدن حضارة في العالم حملوا شعار لا للعنف فردد معهم الكثير من أطياف الشعب العراقي على كافة مستوياتهم المعرفية، كانت ثورة ضد الأقصى والتهميش والعنف والخراب الذي بدء يأكل جسد الوطن الحبيب، شارك في قافلة السلام العديد من شعراء العراقيين ومن لم تسنح له الفرصة في المشاركة عاضدة مسيرتها من أجل الجمال .

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/تشرين الأول/2014 - 25/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م