اخلاقيات التغيير.. الطريق الى الله عز وجل

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: الطاعة هي الطريق الموصول بين المخلوق والخالق، وهي في معانيها: الانقياد والموافقة – الخضوع – الانقياد. و طاعة الله: عبادته والانقياد لأوامره، والطاعة هي فعل ما أمر الله به وهي عكس المعصية التي تعني البعد عما أمر الله به.

من مرادفات كلمة الطاعة:

(إِذعان، إِسْتجابة، إِسْتسْلام، إِطَاعة، إِمْتِثال، تَلْبِيَة، خُضُوع، خُنُوع، رُضُوخ، إِتِّباع، إِخْلاص، إِذْعان، إِمْتِثال، إِنْقِياد، بِرّ، صِدْق، طَوَاعِيَة، وَفَاء، إِئْتِمَار، إِمْتِثال، تَبَتُّل، تَعَبُّد، تَقْوَى، مَخَافَة الله، وَرَع).

ومن أضدادها:

(العِصْيَان، المَعْصِيَة، التَّمَرُّد، الثَّوْرَة، تَأَبُّهٌ، تَمَرُّدٌ، تَهَتُّكٌ، جَهْرٌ، خَلاَعَةٌ، رَفْضٌ، عِصيانٌ، مُعَارضَةٌ، إباءٌ، إِجْبارٌ، إِخْضاعٌ، إِرْغَامٌ، إِسْتِكْبارٌ، إِكْراهٌ، تَجَبُّرٌ، ثَوْرَةٌ، جُحُودٌ، رياءٌ، رَفْضٌ، صَلْفٌ، عُقُوقٌ، كَذِبٌ، مَيْنٌ، إِسْتِكْبارٌ، تَعَاظُم).

يقول الامام الصادق عليه السلام: واعلموا انه ليس بين الله وبين احد من خلقه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم الا طاعتهم له، فاجتهدوا في طاعة الله ان سركم ان تكونوا مؤمنين حقا حقا و لا قوة الا بالله.

هذا القول محل شرح وتفسير من قبل المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) في كتاب (نهج الشيعة.. تدبرات في رسالة الامام الصادق عليه السلام الى الشيعة) حيث يشير الامام الصادق (عليه السلام) في هذا المقطع من الرسالة الى طريق متصل بين المخلوق والخالق الا وهو طاعة الله عز وجل. ولافرق في ذلك بين ملك مقرب او نبي مرسل، او اي مخلوق اخر، سواء كان عالما او جاهلا، او واعظا او استاذا او تلميذا.

ولامفر لاي انسان من السير في هذا الطريق، طريق طاعة الله عز وجل، (فليس امام المؤمن الحقيقي الا اختيار طريق طاعة الباري تعالى).

وقول الامام الصادق عليه السلام في رسالته الى الشيعة، قريب مما قاله الامام الباقر عليه السلام مخاطبا احد صحابته، حيث يقول: يا جابر!.. فوالله ما يُتقرّب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة، وما معنا براءة من النار، ولا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعاً فهو لنا وليُّ، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدوّ، ولا تنال ولايتنا إلاّ بالعمل والورع .

الطاعة تحتاج الى لوازم وقواعد كي تحقق الغرض منها، من تلك اللوازم التي يراها السيد صادق الشيرازي ضرورية، هي (معرفة الله عز وجل والنبي صلى الله عليه واله والامام عليه السلام)، واحد الطرق لاحراز تلك المعرفة يكون عن طريق (الدعاء والزيارة)، وقد ورد في كتب الروايات والاحاديث الشريفة ان لوازم اطاعة الله تعالى ثلاثة: معرفة الله، ومعرفة الرسول، ومعرفة الامام، وكذا اصابة السنة، كما يؤكد على ذلك السيد صادق الشيرازي.

ثم يشرح معنى المعرفة والعرفان، وهو مايقول عنه انه المذكور في الروايات، وفي احاديث اهل البيت (عليهم السلام) وهي المعرفة بهدي اهل البيت (عليهم السلام)، والادعية الماثورة عن المعصومين وسائل اعداد للانسان كي يلتزم بالفرائض والطاعة.

والمعرفة او العرفان لا تعني  مادرج عليه الاخرون في معناها، والتي تعني التصوف والممارسات الصوفية، لكنه هدي اهل البيت عليهم السلام، الذي يكون من خلال اتباعهم وتصحيح المعتقدات، اذ ان الاعمال وفق العقيدة السليمة من اهم العبادات والقربات الى الله عز وجل.

تصحيح المعتقد بحاجة الى دعم وتقويم، ومن جملة وسائل الدعم هي الادعية الواردة عن اهل البيت (عليهم السلام) كقول الامام الصادق (عليه السلام): (خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون الا لك).

من مرادفات الطاعة التي ذكرناها في بداية هذه السطور وردت كلمة الورع، والذي قيل فيه انه على اربع درجات:

الأولى: ورع التائبين، وهو ما يخرج به الإنسان من الفسق وهو المصحح لقبول الشهادة.

الثانية: ورع الصالحين، وهو الاجتناب عن الشبهات خوفاً منها، ومن الوقوع في المحرمات.

الثالثة: ورع المتقين، وهو ترك الحلال خوفاً من أن ينجر إلى الحرام، مثل ترك التحدث بأحوال الناس مخافة أن ينجر إلى الغيبة.

الرابعة: ورع السالكين، وهو الإعراض عمّا سواه تعالى خوفاً من صرف ساعة من العمر فيما لا يفيد زيادة القرب منه تعالى، وإن علم أنّه لا ينجرّ إلى الحرام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 19/تشرين الأول/2014 - 24/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م