خطف الرهائن.. مقايضة اجرامية لتمويل الارهاب

 

شبكة النبأ: عمليات خطف الأجانب التي تقوم بها بعض الجماعات الإسلامية المتشدد في العديد من الدول، وخصوصا المناطق الساخنة التي تشهد حروب متواصلة بسبب سيطرة تلك الجماعات الإرهابية التابعة الى ما يعرف بتنظيم القاعدة، الذي يسعى وبحسب بعض المراقبين الى استخدام كافة الطرق الإجرامية في سبيل توسيع رقعة الحرب وإتباع أساليب وخطط جديدة، في سبيل الضغط والابتزاز والحصول على بعض التنازلات التي يروج لها على أنها انتصارات مهمة.

تلك العمليات أصبحت وبحسب بعض الخبراء محط اهتمام خاص وقلق متزايد من قبل المجتمع الدولي والكثير من المؤسسات الإنسانية، خصوصا بعد اتساع رقعة عمليات اختطاف واحتجاز الرهائن العاملين في ببعض المؤسسات الخيرية والإنسانية والإعلامية، حيث يرى البعض ان هذه العمليات قد دخلت منعطف جديد وخطير مبني على طرق المقايضة والاستفادة المادية، التي تقدمها بعض الجماعات من اجل الحصول على مكاسب إضافية قد يوفرها لهم طرف أخر، مقابل الاستفادة منهم كورقة ضغط على الحكومات وإجبارها على تقديم تنازلات خاصة او لغرض الحصول مقابل مالي أكثر عن طريق الفدى لتمويل عمليات الجماعة او المقايضة بسجناء وغيرها من الصور الأخرى. وبحسب بعض التقارير فان تنظيم القاعدة قد مول عمليات إرهابية بشكل متزايد بواسطة جرائم الخطف وصلت الى اكثر من 125 مليون دولار ، جاءت إلى حد كبير من حكومات غربية سعت الى تحرير رعاياها.

تلك العمليات المتزايدة وكما يقول بعض المراقبين ربما ستسهم بعرقلة الجهود الإنسانية، التي تقدمها تلك المنظمات التي ستسعى إلى تعليق جهود الإغاثة المقدمة للكثير من المتضررين في مناطق الصراع، خصوصا مع امتناع العديد من الدول للخضوع الى مطالب وشروط تلك الجماعات يضاف الى ذلك تجاهل المطالبات والمناشدات الإنسانية المقدمة من قبل ذوي الضحايا، العاجزين عن توفير تلك المطالب وهو ما تسبب بتصفية الكثير منهم وبشكل وحشي.

حيث أصبحت أعمال الخطف المسلحة الوسيلة الانسب -من عدة أوجه- لهذه الجماعات المسلحة من اجل تحقيق اهداف وأجندات معنية كالانتقام من بعض الدول العدو لها وخاصة الغربية او ضد ما يسمى بالحرب على الارهاب.

مطالب مالية

وفي هذا الشأن قال والدا رهينة أمريكي هدد تنظيم الدولة الإسلامية بذبحه انه ليس في استطاعتهما تلبية المطالب المالية وغيرها لخاطفي ابنهما. ولم يذكر والدا عبد الرحمن كاسيج تفاصيل في مقابلة اجرتها معهما محطة "سي.بي.إس" بشأن ما طالب به تنظيم الدولة الإسلامية مقابل اطلاق سراح نجلهما وهو عامل اغاثة خطف في الأول من أكتوبر تشرين الأول 2013. وقالت بولا كاسيج والدة الرهينة في المقابلة "كانت مطالبهم دوما مطالب لا نستطيع تلبيتها."

وذكرت المحطة أن والدي كاسيج تسلما تسجيلا صوتيا لابنهما حذر فيه من الخطر الذي يواجهه إذا لم توقف الولايات المتحدة ضرباتها الجوية. وخلال فيديو بث في وقت سابق لعملية ذبح عامل الاغاثة البريطاني الن هيننج (47 عاما) هدد تنظيم الدولة الإسلامية بقتل الرهينة الأمريكي البالغ من العمر 26 عاما وهو من ولاية انديانا.

وأبلغ والدا كاسيج المحطة التلفزيونية بانهما احتفظا بسر اختطافه لنحو عام بناء على أوامر متشددي الدولة الإسلامية لكن ذبح الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي اتبعت عائلته نفس التعليمات دفعهما للتراجع عن موقفهما. ونشرت عائلة كاسيج أيضا أجزاء إضافية من رسالة من ابنهما استلماها في وقت سابق هذا العام من رهينة أفرجت عنه الدولة الإسلامية. وقال كاسيج في الرسالة إنه محتجز مع رهائن اخرين كان يلعب معهم الشطرنج وألعاب تسلية اخرى لكن الضغط النفسي للأسر أمر "لا يصدق". وجاء في الرسالة "لا تقلق يا والدي فإذا طرحت أرضا فلن أفكر في اي شيء اخرى سوى ما أعرف انه حقيقي. وهو انك تحبني أنت وأمي أكثر من القمر والنجوم." بحسب رويترز.

وقال والدا كاسيج وهو جندي سابق بالجيش الأمريكي إن ابنهما تعرض للخطف وهو في طريقه إلى مدينة دير الزور في شرق سوريا. وأضافا أنه كان يؤدي عملا إنسانيا من خلال منظمة خيرية أسسها بنفسه وأطلق عليها اسم منظمة الاستجابة الخاصة للطوارئ والمساعدة. وقال الرهينة الاميركي بيتر كاسيغ لاهله في رسالة انه "يخاف ان يموت" بين ايدي خاطفيه من تنظيم "الدولة الاسلامية" كما اعلنت عائلته. وتتطرق رسالة بيتر كاسيغ ايضا الى اشهاره الاسلام خلال فترة خطفه. وحصل ذلك بحسب والديه اد وبولا كاسيغ، طوعا بين تشرين الاول/اكتوبر وكانون الاول/ديسمبر 2013 حين كان يشاطر زنزانة مع مسلم سوري ملتزم.

وقال والداه ان بيتر كاسيغ صام خلال شهر رمضان في تموز/يوليو - اب/اغسطس 2013 قبل خطفه واعرب لهما عن "الاثر الكبير الذي تركته هذه الممارسة الروحية عليه". وبيتر كاسيغ اتخذ لنفسه اسم عبد الرحمن ويحترم كل شعائر الاسلام. وكتب اهله في بيان "ندرك ان هذا يندرج في اطار الرحلة الروحية الطويلة لابننا".

واضافت العائلة عند نشرها مقتطفات من رسالة ابنها "نواصل مناشدة الحكومة بوقف اعمالها (العسكرية في العراق وسوريا) ونواصل دعوة الخاطفين الى ان يتحلوا بالرأفة ويفرجوا عنه". وأعيدت تلاوة رسالته لاقتطاع "معلومات حساسة" غير محددة رغم ان اهله يعتبران ان كل الكلمات الواردة في الرسالة كتبها هو شخصيا. وكتب كاسيغ في رسالته "انا اخاف بالتاكيد من الموت لكن الاصعب هو عدم المعرفة وطرح تساؤلات والتسلح بالامل والتساؤل ما اذا بوسعي ان اتسلح باي امل كان. انا حزين جدا لان كل ذلك قد حصل وانكم تعانون بسبب هذا الامر". واضاف "اذا مت، انا افكر باننا، انتم وانا، يمكننا ان نجد العزاء عبر التفكير بانني اذا رحلت (الى سوريا) فانما لمحاولة التخفيف من المعاناة ومساعدة الذين بحاجة للمساعدة". بحسب رويترز.

وكاسيغ المتحدر من انديانا (شمال شرق) كان اسس منظمة انسانية عام 2012 بعدما ترك الجيش. وعلى موقعه الالكتروني يرد انه اوقف موقتا انشطته في سوريا لاسباب امنية. وعبر هذه المنظمة "سيرا" لتقديم الاغاثة والمساعدة، قام كاسيغ بتدريب 150 شخصا على تقديم المساعدات الطبية للاشخاص في سوريا. وقامت منظمته غير الحكومية بتسليم مواد غذائية ومعدات مطبخية وملابس وادوية. وقال والداه انه فقد اثره في سوريا. وكتب كاسيغ في رسالته "انا اصلي يوميا ولست غاضبا بالنسبة لوضعي. انا في وضع معقد هنا على الصعيد العقائدي لكنني بسلام مع قناعاتي". وتنتهي رسالة كاسيغ بعبارة واحدة "انا احبكم".

الرهينة البريطاني

في السياق ذاته طالبت زوجة سائق اجرة بريطاني خطفه تنظيم الدولة الاسلامية، باطلاق سراحه مؤكدة انها تلقت معلومات تفيد بان زوجها يطلب منها التدخل كي يطلق سراحه. وكان الان هينينغ (47 عاما) المتطوع لقيادة قافلة مساعدة الى سوريا لحساب منظمة خيرية اسلامية قد خطف قبل عشرة اشهر.

وقالت زوجته باربره في تصريح بثته وزارة الخارجية البريطانية "تلقيت للتو رسالة صوتية من الان يطلب فيها ان ننقذ حياته". واضافت "لقد ذهب الى سوريا لمساعدة اصدقائه المسلمين وتقديم اشياء لهم هم بحاجة لها". وهو ثاني نداء من عائلة هذا الرهينة وهو اب لولدين والذي ظهر في شريط فيديو عندما اعدم الرهينة البريطاني ديفيد هاينس. وقدم الان هينينغ على انه المقبل على لائحة الاعدام. واضافت باربره ا"قيل لي انه مثل امام محكمة اسلامية وحكمت ببراءته من تهم التجسس واعتبرت انه لا يشكل اي خطر. اطلب اذن من الذين خطفوه ان يحترموا قانونهم وان يطلقوا سراحه".

ويوصف آلان هينينغ من قبل من عرفوه عن قرب بأنه رجل "لطيف" "وعاطفي جدا". لم يكن يمتهن العمل الإنساني بل سافر إلى سوريا كمتطوع ضمن قافلة إنسانية فوقع بين أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" قبل أن يعلن عن إعدامه بطريقة وحشية. وكان البريطاني آلان هينينغ، البالغ من العمر47 عاما، يعمل سائق سيارة أجرة في مانشستر. تعرض للخطف على يد متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" خلال عمله متطوعا لنقل مساعدات إلى مخيم للاجئين السوريين.

وهينينغ متزوج وأب لولدين، كان شغوفا بالتكنولوجيات الحديثة، لقب بسبب ذلك بـ"غادجيت"، لم يكن عامل إغاثة إنسانية محترفا بل تطوع لقيادة شاحنة ضمن قافلة مساعدات إنسانية. فبعدما تأثر بمعاناة المدنيين في سوريا، انضم إلى مجموعة من الأصدقاء السوريين الذين أسسوا جمعية للأعمال الخيرية، من أجل نقل المساعدة الإنسانية إلى مخيمات اللاجئين في هذا البلد.

وفي تصريحات لصحيفة "الغارديان"، صرح قاسم جميل، وهو سائق سيارة أجرة في مانشستر وأحد منظمي القوافل الإنسانية التي شارك فيها هينينغ، أن "آلان رجل عاطفي جدا". وأوضحت وسائل الإعلام أن هينينغ توجه إلى سوريا أربع مرات. وتابع جميل أن هينينغ أصر على المشاركة في القافلة الأخيرة بدلا من أن يمضي أعياد نهاية العام مع عائلته. وأضاف "يمكنني أن أروي الكثير من الطرائف حول الطريقة التي ساعد فيها هذا الرجل غير المسلم مسلمين يعانون في هذا النزاع".

وساهم هينينغ أيضا في جمع تبرعات لتمويل معدات طبية ومساعدات غذائية تقوم جمعية خيرية بعد ذلك بنقلها إلى سوريا. وكانت صحافية من البي بي سي التقته في تشرين الأول/أكتوبر الماضي بينما كان يملأ سيارة إسعاف بمساعدات. وقالت "كان مسليا ويروي النكات باستمرار (...) كان الذين يسافرون معه يكنون له احتراما كبيرا". وأضافت أن "الناس يصفونه بأنه لطيف جدا وغير مبال ورجل عادي وأب وسائق سيارة أجرة وهاو لصيد السمك... إنه رجل كان يريد مساعدة المدنيين السوريين".

كان هينينغ ضمن القافلة الإنسانية غير الرسمية التي غادرت بريطانيا في 20 كانون الأول/ديسمبر، بعدما عبرت الحدود التركية، والتي تم توقيفها من قبل مجموعة مسلحة. وقال صديق للبريطاني لصحيفة "تايمز" طالبا عدم كشف هويته "وضعوا الجميع في غرفة وبدأوا يقومون باستجوابهم" في إشارة إلى الخاطفين. وأضاف "كانوا يتحدثون بالإنكليزية لأن لا أحد في القافلة كان يتكلم العربية. كانوا مزيجا من الليبيين والجزائريين ولم يعاملوا هينينغ بشكل جيد لأنه ليس مسلما".

وبعد ذلك فصل هينينغ عن رفاقه كما قالوا بعد عودتهم إلى بريطانيا على إثر إطلاق سراحهم. وذكرت صحف بريطانية أنه نقل بعد ذلك إلى الرقة في شمال سوريا التي يقول جهاديو "الدولة الإسلامية" إنها "عاصمتهم". واثار ظهوره في ذلك التسجيل تعبئة كبيرة خصوصا في صفوف المسلمين. ولم تكف زوجته عن دعوة جهاديي "الدولة الاسلامية" الى الامتناع عن قتله في عدد كبير من تسجيلات الفيديو.

من جهة اخرى حثت شقيقة صحفي بريطاني يحتجزه متشددو تنظيم الدولة الاسلامية رهينة خاطفيه على استئناف الاتصال قائلة ان جميع الاتصالات مع اولئك الذين يحتجزونه توقفت. وظهر الصحفي جون كانتلي في عدد من التسجيلات المصورة بثها على الانترنت تنظيم الدول الاسلامية الذي أعدم اربعة رهائن غربيين. وكان كانتلي قد خطف في شمال سوريا في نوفمبر تشرين الثاني 2012 .

وقالت شقيقته جيسكا انها كانت على اتصال مع خاطفي كانتلي من خلال قناة اتصال لم تفصح عنها بدأها اولئك الذين يحتجزونه لكنها لم تتلق ردا على رسائلها مؤخرا. وقالت جيسكا في بيان اصدرته وزارة الخارجية البريطانية "نحث بقوة اولئك الذين يحتجزون جون أن تعودوا الى قناة الاتصال التي فتحتموها في السابق والتي نواصل ارسال رسائل اليها وننتظر ردكم." بحسب رويترز.

واضافت ان قطع الاتصالات مماثل لنهج استخدمه تنظيم الدولة الاسلامية في حالتي موظفي الاغاثة آلن هنينج وديفيد هاينز اللذين ظهرا فيما بعد وهما يذبحان علي ايدي متشددين في تسجيلين مصورين بثا على الانترنت. وفي وقت سابق وجه والد كانتلي المريض والذي يوشك على الموت نداء من اجل اطلاق سراح ابنه.

اعتناق الإسلام

من جانب اخر ذكرت صحيفة بلجيكية نقلا عن جهادي مشتبه به ان الصحافيين الغربيين جيمس فولي وجيمس كانتلي اعتنقا الاسلام اثناء وجودهما في الاسر لدى الخاطفين في سوريا مضيفة انهما ربما اجبرا على القيام بذلك. وفولي الصحافي الاميركي اعدمه تنظيم الدولة الاسلامية بقطع الرأس ، فيما يعتقد ان كانتلي البريطاني لا يزال رهينة لدى خاطفيه. ويتهم التنظيم المتطرف باجبار المسيحيين واقليات اخرى على اعتناق الاسلام اثناء سيطرتهما على مناطق شاسعة من العراق.

وجاء تقرير صحيفة هيت لاتستي الفلمنكية نقلا عن شهادة جيجوين بونتينك، وهو بلجيكي في التاسعة عشرة اعتنق الاسلام وتم توقيفه في تشرين الاول/اكتوبر 2013 لدى عودته من سوريا حيث امضى 8 اشهر، ووجهت له اتهامات بالانتماء لمجموعة ارهابية. وقال بونتينك للمحققين البلجيكيين انه في آب/اغسطس 2013 اتهمه التنظيم المتطرف بالتجسس وسجنه في منطقة حلب حيث كان صحافيان غربيان مسجونين، بحسب الصحيفة.

وقال المقاتل السابق البلجيكي "فولي وكانتلي خطفتهما جبهة النصرة" فرع تنظيم القاعدة في سوريا "امام مقهى انترنت". واضاف انه تم نقل الصحافيين عدة مرات و"تعذيبهما" فيما "كانا بالكاد يحصلان على ما يكفي من الطعام" قبل ان يتم تسليمهما لتنظيم الدولة الاسلامية. ونقل عن بونتينك قوله انه بعد حوالى اسبوعين على تسلميهما لتنظيم الدولة الاسلامية قالا للبلجيكي الشاب انهما اعتنقا الاسلام. وصرح "قالا لي انهما لم يسلكا دائما حياة مثالية، وانهما مثلا لم يظهرا الاحترام الكافي لوالدتيهما وانهما يدركان ذلك بفضل اعتناقهما" الاسلام. بحسب فرانس برس.

وقال انه رغم ذلك فان السجانين شجعوه على اقناع السجينين باعتناق الاسلام وقالوا ان الخاطفين لم يأخذوا بجدية اعتناقهما السابق للاسلام، بحسب الصحيفة. وبث تنظيم الدولة الاسلامية تسجيل فيديو يظهر اعدام فولي. وبعد اسبوعين اعدم صحافي اميركي آخر هو ستيفن سوتلوف بقطع الرأس. وفي 18 ايلول نشر التنظيم فيديو يظهر كانتلي، الذي قال انه خطف بعد وصوله سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر 2012.

تحديد هوية القاتل

في السياق ذاته قال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي جيمس كومي إنه تم تحديد هوية المتشدد الملثم من تنظيم الدولة الاسلامية الذي شوهد حاملا سكين في تسجيلين مصورين لعملية ذبح اثنين من الأمريكيين. لكنه لم يعلن إسم أو جنسية هذا الشخص. وظهر متشدد ملثم من تنظيم الدولة الإسلامية في التسجيلين اللذين نشرا في أغسطس آب وسبتمبر أيلول للصحفيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وهو يلوح بسكين ويتحدث الانجليزية بلكنة بريطانية.

وقال مصدر بحكومة أوروبية على دراية بالتحقيق إن اللكنة تشير إلى أن الرجل من لندن وعلى الأرجح من المهاجرين الأسيويين. وقال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون إن وكالات تابعة للحكومة البريطانية تولت مهام التحقيق الرئيسية المتعلقة بتحديد هوية الرجل. وقال كومي الذي كان يتحدث الى مجموعة محدودة من الصحفيين "أعتقد أننا حددنا هويته. لن أبلغكم من هو". وأضاف انه يعرف جنسية الشخص لكنه أحجم عن إعطاء الصحفيين أي تفاصيل إضافية.

ويدل التسجيلان المصوران ضمنا على ان المتشدد الملثم هو ذات الشخص الذي نفذ عملية القتل. ولم تظهر عملية الذبح الفعلية في التسجيلين المصورين لفولي وسوتلوف وتلاشت الصورة وتحولت الى اللون الأسود بعد ان انهى الملثم كلمته في التسجيلين ثم ظهر بعد ذلك مع جثماني الصحفيين بعد فصل الرأس عن الجسد.

وقال المحققون ان من المحتمل ان يكون شخص اخر غير الملثم الذي يتحدث بلكنة بريطانية هو الذي نفذ عمليتي الذبح بسبب التعديلات التي اجريت على التسجيلين. وظهر في وقت لاحق تسجيل ثالث لما يصور على ما يبدو عملية قتل عامل الاغاثة البريطاني ديفيد هاينز وهدد متشددو الدولة الإسلامية بقتل عامل اغاثة بريطاي اخر يدعى الان هينينج.. بحسب رويترز.

وكان السفير البريطاني لدى الولايات المتحدة بيتر ويستماكوت قد صرح لقناة تلفزيون سي.إن.إن. بعد قليل من قتل فولي ان بريطانيا تبذل جهودا مضنية لتحديد هوية المشتبه به بالاستعانة بتكنولوجيا التعرف على الصوت. وأضاف ويستماكوت وقتها ان السلطات توشك على تحديد هوية الرجل. وقال كومي للصحفيين ان اكثر من عشرة امريكيين معروف انهم يقاتلون مع المتطرفين في سوريا وكثيرون آخرون عادوا بالفعل الى امريكا.

27 رهينة

من جانب اخر اعلن رئيس الكاميرون بول بيا الافراج عن 27 رهينة صينيا وكاميرونيا كانوا خطفوا في اقصى شمال الكاميرون. وقال بيا في بيان تم بثه على قنوات اذاعة الدولة ان "رئيس جمهورية الكاميرون بول بيا يعلن للرأي العام الوطني والدولي ان الرهائن ال27 الذين خطفوا في وازا (اقصى شمال الكاميرون) و في كولوفاتا سلموا الى السلطات الكاميرونية". واضاف الرئيس الكاميروني ان "المواطنين الصينيين العشرة وزوجة نائب رئيس الوزراء (الكاميروني) امادو علي ورئيس بلدية كولوفاتا وافراد اسرهم الذين خطفوا معهم سالمون"، بدون ان يضيف اي تفاصيل عن كيفية الافراج عنهم. بحسب فرانس برس.

وكان مسلحون هاجموا مركزا للعمال الصينيين في وازا وقتلوا عسكريا كاميرونيا وخطفوا عشرة صينيين. وحملت السلطات الكاميرونية جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة مسؤولية هذه العملية. واستهدف هجومان نسبا الى بوكو حرام ايضا منزل نائب رئيس الوزراء المكلف العلاقات مع البرلمان امادو علي في كولوفاتا وقاموا بخطف زوجته، وقصر سلطان كولوفاتا سيني بوكار لامين الذي خطف ايضا مع زوجته وابنائهم الخمسة. وقتل 15 شخصا على الاقل في هذه الهجمات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 16/تشرين الأول/2014 - 21/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م