أمريكا وداعش.. حرب النهايات المفتوحة

 

شبكة النبأ: مع التغطية الإعلامية والإنسانية الكبيرة التي اثارتها مسالة اقتراب سقوط مدينة عين العرب (كوباني) بيد تنظيم ما يسمى (الدولة الإسلامية/ داعش)، والتي وصلت حد المظاهرات والاحتجاجات، إضافة الى النداءات العالمية التي اطلقت لحماية المواطنين الاكراد في هذه البلدة من مذبحة محتملة قد يقوم بها التنظيم في حال سقوط المدينة بالكامل بيده، والتي توسع، أيضا، من مناطق نفوذ داعش، وتجعله قريبا من الحدود الإدارية لتركيا التي ما زالت تربط شروطا سياسية في أي محاولة منها للتعامل مع داعش، على حد قول معظم المراقبين، بعد ان طالبت بمنطقة عازلة داخل سوريا، وحضر الطيران الحربي، إضافة الى مقاتلة قوات الأسد، بالمقابل، أوضح وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) ان "الولايات المتحدة الأمريكية قلقة للغاية من الأحداث التي تشهدها مدينة عين العرب، إلا أن استراتيجية واشنطن تتركز بالأساس على استهداف مراكز القوة والسيطرة لتنظيم داعش"، مؤكدا على ان المدينة ليست من استراتيجيات الولايات المتحدة الامريكية في هذه المرحلة.

من جهتها انتقدت إيران عبر المتحدثة باسم وزارة الخارجية، مرضية أفخم، سياسية التحالف الدولي (الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية)، معتبرة إن "تحالفاً يتولى مسؤولية مكافحة جماعة داعش الإرهابية، بحيث أن أداءه أطلق يد هذه الجماعة أكثر، لممارسه نشاطاتها بشكل واسع في المنطقة"، فيما دعت الحكومة التركية إلى "التعاطي مع القضايا بصورة مسؤولة، لأن التبعات ستكون بشكل لا يمكن تعويضه"، سيما مع حساسية الموقف في سوريا والعراق تحديدا، والتي يحاول التحالف الدولي (إضافة الى عشر اطراف عربية مشتركة ابرزها دول الخليج) مكافحة اقوى التنظيمات الجهادية (داعش الذي يتخذ من العراق وسوريا مسرحا لطموحاته التوسعية) على المستوى العالمي، والذي بات يهدد الامن والسلم العالميين، بحسب ما أشار قادة ومسؤولين غربيين بارزين.

وغالبا ما ترتبط الحسابات العسكرية بالمصالح السياسية في منطقة الشرق الأوسط، لحساسيتها من جهة ولتداخل المصالح الإقليمية والعالمية من جهة أخرى، وترى الولايات المتحدة، التي أعلنت مؤخرا انها لم تنفذ سوى 10% من أهدافها ضد التنظيم، ان الحرب ضد داعش ستكون طويلة وكلفة، وان الاستعجال في هكذا أمور قد يعرقل الأهداف المرجوة، وان أي حديث عن قرارات مستقبلية (خصوصا على مستوى مشاركة قوات برية غربية في القتال ضد التنظيم) هو امر سابق لاوانه.  

المخابرات هونت من داعش

في سياق متصل كشف كاتب وباحث أمريكي أن أجهزة المخابرات الأمريكية كانت تمتلك منذ يونيو/حزيران الماضي معلومات بالغة الدقة عن تنظيم "الدولة الإسلامية" وشبكات القاعدة في سوريا والعراق، ولكنها لم تقدمها للبيت الأبيض اعتقادا منها بأن الرئيس باراك أوباما لا يرغب بشن عمليات، مضيفا أن أمريكا ترغب بالقضاء على "داعش" كليا، ولكن موقف سائر الحلفاء غير واضح، وقال إيلي ليك، كبير مراسلي الشؤون الداخلية لدى "ديلي بيست" ردا على سؤال حول صحة ما ذُكر بأن القوات الخاصة الأمريكية كان لديها معلومات كثيرة وقائمة أهداف يمكن ضربها لداعش لكنها لم تقدمها لأوباما، "أجل هذا صحيح، فقد كانت سياسة أوباما في ذلك الوقت ترفض تنفيذ ضربات في العراق، وقد كانت القوات الخاصة قد جمعت معلومات جيدة حول شبكات القاعدة وخططها وتعرفت كذلك على شبكة خراسان".

وتابع ليك بالقول، "كان لدى المخابرات الأمريكية قلق كبير من إمكانية استخدام نوع من المتفجرات غير المعدنية القادرة على تفجير طائرات فوق أوروبا خلال رحلات من الشرق الأوسط إلى أمريكا، وقد جرى تحذير الشركات المعنية، وبعد ذلك التحذير شعرت المجموعة أن أمريكا تتجسس على اتصالاتها فحدت منها واختفت عن الأضواء لفترة"، ولدى سؤاله ما إذا كان الأمر يعني إخفاقا أمنيا أم أنه مجرد سوء تنسيق قال ليك، "هذا يعكس توجهات الرئيس أوباما التي عبر عنها في خطاب حال الاتحاد عام 2014، والتي دعا فيها إلى إنهاء حالة الحرب التي تعيشها أمريكا، ولكننا اليوم عدنا إلى حالة الحرب من جديد". بحسب سي ان ان.

وعن مدى رضاه عن سير المواجهات حاليا قال ليك، "أظن أن أجهزة المخابرات الأمريكية أعطت الرئاسة معلومات استخبارية كافية، لقد تحدث رئيس جهاز الأمن القومي، جيمس كلابر، في مقابلة سابقة عن أن أجهزة المخابرات كانت قد قللت من وجود نية لمقاتلة داعش، وقد رد عليه عدد كبير من الأشخاص قائلين إنه مسؤول شريف، ولكن رأيه لا يعكس الواقع"، بالقول "لقد كان هناك الكثير من التحذيرات العامة وكذلك التحذيرات التي وجهت بشكل سري ونشرتها مؤسسات إعلامية أخرى أشارت إلى أن تنظيم داعش كان يسيطر على مساحات متزايدة من الأرض ويطمح إلى توسيع نطاق نفوذه، الآن الرئيس صرح بنفسه بأنه ملتزم ليس فقط بالحد من خطر داعش، بل بتدميره، السؤال هو، هل سيتمكن من تحقيق هذا الهدف، خاصة وأن العديد من شركائنا في المنطقة ليسوا على استعداد للقيام بذلك على قدر استعداد أمريكا".

واعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بأن المخابرات الأمريكية استهانت بصعود مقاتلي جماعة الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا حيث حذر زعيم فرع لتنظيم القاعدة من أن المتشددين سيهاجمون الغرب ردا على الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، ويعمل أوباما منذ أغسطس اب لبناء تحالف دولي لمحاربة المقاتلين الذين وصفهم في خطابه أمام الأمم المتحدة بأنهم "شبكة موت"، واعترف في مقابلة بأن المخابرات الأمريكية هونت من شأن جماعة الدولة الإسلامية مما يقدم تفسير لما بدا كأنما واشنطن أخذت على غرة عندما اجتاح مقاتلو التنظيم شمال العراق في يونيو حزيران.

وقال أوباما إن المتشددين اختبأوا عندما سحقت قوات مشاة البحرية الأمريكية تنظيم القاعدة في العراق بمساعدة من العشائر العراقية خلال الحرب التي انتهت في 2011، واضاف "لكن على مدى العامين المنصرمين وفي خضم فوضى الحرب الأهلية السورية حيث لديك مناطق واسعة من الأراضي لا تخضع لحكم أحد استطاعوا أن يعيدوا تنظيم صفوفهم واستغلال تلك الفوضى"، وسعى بعض معارضي الرئيس الأمريكي في الداخل إلى استغلال تصريح ادلى به في يناير كانون الثاني مستخدما تعبيرا رياضيا ليهون من شأن المقاتلين السنة في العراق وسوريا، وقارنهم أوباما حينئذ بفريق مدرسي مبتدئ لكرة السلة يتظاهر على انه فريق محترف، وقال "إذا ارتدى فريق مبتدئ زي (فريق لوس انجليس) ليكرز فلن يجعلهم ذلك كوبي بريانت (نجم الفريق)".

اتهام واعتذار امريكي

من جانبه قدم نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتذارا إلى أبوظبي على تصريحات أدلى بها مؤخرا واتهم فيها دولا في المنطقة، بينها الإمارات، بتدريب وتمويل تنظيمات "جهادية" في سوريا، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية، ويأتى اعتذار بايدن غداة إعراب أبوظبي عن استغرابها لتصريحاته بشأن دعم دول متحالفة مع الولايات المتحدة للجهاديين ومطالبتها إياه بتوضيح رسمي لهذه التصريحات، وكان نائب الرئيس الأمريكي قال في خطاب ألقاه في جامعة "هارفارد" حول سياسة الولايات المتحدة ونقلت صحيفة تركية مضمونه إن "مشكلتنا الكبرى كانت حلفاؤنا في المنطقة، الأتراك أصدقاء كبار لنا وكذلك السعودية والمقيمون في الإمارات العربية المتحدة وغيرها، لكن همهم الوحيد كان إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد لذلك شنوا حربا بالوكالة بين السنة والشيعة وقدموا مئات الملايين من الدولارات وعشرات آلاف الأطنان من الأسلحة إلى كل الذين يقبلون بمقاتلة الأسد".

وتلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة اتصالا هاتفيا من بايدن قدم خلاله الأخير "اعتذاره لدولة الإمارات العربية المتحدة على أية إيحاءات فهمت من تصريحات له سابقة بأن تكون الإمارات قد قامت بدعم نمو بعض التنظيمات الإرهابية في المنطقة"، وأضافت الوكالة أن بايدن شدد على أن "الولايات المتحدة تقدر دور دولة الإمارات العربية المتحدة التاريخي في مكافحة التطرف والإرهاب وموقعها المتقدم في هذا الشأن"، و"أشاد بتعاون دولة الإمارات الوثيق مع المجتمع الدولي في دعم أسس الاستقرار والأمان في المنطقة"، وكانت وزارة الخارجية الإماراتية أعلنت أن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور بن محمد قرقاش "أبدى استغرابه" من تصريحات بايدن، مؤكدا "بعدها عن الحقيقة خاصة في ما يتعلق بدور الإمارات في التصدي للتطرف والإرهاب"، ومطالبا "بتوضيح رسمي" لهذه التصريحات، وقدم بايدن اعتذارا مماثلا إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تصريحه هذا بعدما رد الرئيس التركي بعنف على ما قاله نائب الرئيس الأمريكي.

والإمارات واحدة من عدة دول عربية انضمت للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتشددين الإسلاميين، وساهمت القوات الجوية الإماراتية في ضربات لأهداف تخص الدولة الإسلامية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وقال البيت الأبيض إن بايدن اتصل بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتوضيح تصريحاته في جامعة هارفارد والاعتذار عن "أي إيحاءات بأن تركيا أو الحلفاء والشركاء الآخرين في المنطقة تعمدوا إمداد وتسهيل نمو الدولة الإسلامية أو غيرها من المتشددين الذين يمارسون العنف في سوريا". بحسب رويترز.

معركة طويلة الامد

من جهة أخرى انتقدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تغطية بعض وسائل الإعلام لافتقارها إلى الصبر في بداية حملة طويلة لمحاربة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وحذرت من أن احراز التقدم قد يستغرق وقتا قائلة "ليس بوسعنا قصفهم فيختفوا"، وامتنع المتحدث باسم البنتاجون الاميرال جون كيربي عن الإشارة إلى تغطية معينة في كلمته ووصف التغطية بأنها "صاخبة قليلا وتتسم بالمبالغة وليست متوازنة على نحو صحيح"، لكن كيربي قال إن غارات جوية نفذت على الدولة الإسلامية في العراق وسوريا هي مجرد بداية لحملة طويلة قد تتطلب أكثر من القوة العسكرية وحدها، وقال كيربي في إفادة صحفية بالنتاجون "ما سمعتم كان تعبيرا قليلا عن إحباطي الخاص من بعض التغطيات الإعلامية والتوقعات أيضا (تقولون) أسقطتم أكثر من 300 قنبلة، لكنهم ما زالوا يستولون على الأرض"، وتابع "نعد أنفسنا هنا في البنتاجون إلى جهد طويل وأعتقد أنه من المهم أن يفهم الناس ذلك".

وتأتي هذه التصريحات بعد بدء الضربات الجوية في سوريا وبعد قرابة شهرين على بدء الضربات في العراق ضد أهداف الدولة الإسلامية وتشير أيضا إلى سعي وزارة الدفاع الأمريكية لخفض سقف التوقعات بشأن أي حل سريع، وحذر الجيش الأمريكي من أن احراز تقدم في العراق سيستغرق وقتا نظرا للانقسام الطائفي وطبيعة الحملة البرية التي تقوم بها القوات العراقية والكردية، والوضع في سوريا أكثر تعقيدا بكثير لأنه على أقل تقدير سيستغرق الأمر ثلاثة أشهر على الأقل لتجنيد مقاتلي المعارضة السورية واختيار من يصلح للتدريب.

وقالت الولايات المتحدة إنها قد تدرب ما يربو على 5000 مقاتل في السعودية في العام الأول من البرنامج لكن البنتاجون حذر من أن هناك حاجة إلى ثلاثة أمثال هذا الرقم لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شرق سوريا، وعزا كيربي النبرة التي شهدها في بعض تقارير وسائل الإعلام إلى "الطبيعة الفورية لبيئة المعلومات اليوم"، وقال كيربي "لكن هناك أيضا تلك التوقعات الخاصة بالقدرة الكبيرة للجيش الأمريكي"، وأضاف "هذا صراع ثقافي وديني وجغرافي معقد وصعب نواجه في العراق وسوريا ولن يحل بين عشية وضحاها ولن يحل بالقنابل ولن يحل بأي شيء سوى الكثير من العمل الجاد والوقت والجهد". بحسب رويترز.

ونبه المبعوث الامريكي الذي كلفه الرئيس باراك أوباما ببناء تحالف لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الى ان الحرب ضد الجهاديين في مراحلها الأولى، وقال الجنرال متقاعد جون ألين للصحفيين أثناء زيارة لبغداد "هذه المعركة لن تكون سهلة، سيكون هناك مد وجزر في ميدان المعركة"، وأضاف "سيستغرق هذا وقتا وسيحتاج الى صبر"، واستولت الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من الاراضي في العراق منذ يونيو حزيران عندما انهار الجيش العراقي وسيطر مقاتلو التنظيم على الموصل أكبر مدينة في شمال العراق ثم واصلوا تقدمهم الى وادي نهر دجلة، ويسيطر المتشددون أيضا على معظم شرق سوريا التي تشهد حربا أهلية منذ أكثر من ثلاث سنوات ومحوا معظم الحدود بين البلدين الجارين في اطار سعيهم لاقامة خلافة اسلامية.

وحذر ألين من ان القيام بحملة لاستعادة الموصل لن يكون قريبا، وقال "ستبدأ خلال عام، لا يمكنني ان أكون أكثر تحديدا، انها ليست معركة مفردة، انها حملة"، كما وصف ألين آمال الحكومة العراقية باجتذاب عشائر سنية للقتال ضد الدولة الاسلامية بأنه في مراحله الأولى، وقال"، كل من العشائر يجب التعامل معها على حدة"، وأضاف "أما كيف سيثمر هذا في نهاية المطاف من حيث ما يمكنهم الحصول عليه من علاقتهم مع العشائر أعتقد ان هذا سيظهر بمرور الوقت"، وقال ألين وهو يدرك شكوك الغالبية الشيعية في العراق في نوايا الولايات المتحدة بعد نحو ثلاث سنوات من انسحاب القوات الامريكية ان رسالة أوباما هي انه لن ترسل قوات مقاتلة الى العراق.

وقال "يجب ان نبني قوة عراقية تتولى المعركة، وهذا هو السبب في ان الولايات المتحدة لن ترسل قوات مقاتلة الى العراق وإنما بدلا من ذلك سنواصل تقديم الدعم لقوات الامن العراقية من خلال مستشارين عسكريين يتولون تدريب وبناء القدرات"، ومن المتوقع ان يزور ألين أيضا خلال هذه الجولة بلجيكا والاردن ومصر وتركيا، وقالت وزارة الخارجية الامريكية ان ألين وصل الى العراق برفقه نائبه بريت مكورك للقاء مسؤولين عراقيين وزعماء اقليميين آخرين لبحث "الدعم الامريكي والتعاون مع العراق في المعركة ضد الدولة الاسلامية"، ويقول مسؤولون أمريكيون ان الهدف الرئيسي من زيارة ألين هو حشد دعم أكبر للتحالف الذي ينفذ ضربات جوية ضد أهداف للدولة الاسلامية في العراق وسوريا.

جماعة خراسان

فيما أخفقت الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في سوريا في سبتمبر أيلول والتي استهدفت جماعة من متشددي القاعدة قيل أنها كانت تخطط لشن هجمات ضد الغرب في توجيه ضربة حاسمة لهذه الجماعة وذلك حسبما قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على هذه العملية مؤخرا، وعلى الرغم من أن وكالات المخابرات الأمريكية مازالت تقيم نتائج الضربات التي شنت بصواريخ توماهوك قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن المؤشرات هي أن كثيرين ممن يشتبه بأنهم زعماء وأعضاء جماعة خراسان هربوا بالاضافة إلى الشحنات الناسفة ذات التقنية العالية التي قيل أنها أعدت لمهاجمة الطيران المدني أو أهداف مماثلة.

وقال مسؤول أمريكي مطلع على خطة إدارة الرئيس باراك أوباما "اعتقدوا أن هؤلاء الأشخاص موجودون هناك ولكنهم لم يكونوا موجودين"، وتحدث هذا المسؤول والآخرون شريطة عدم نشر أسمائهم لمناقشة الضربات الجوية التي شنت في 22 سبتمبر أيلول والتي كثير من تفاصيلها سرية، وكان هدف الضربات مقاتلي جماعة خراسان والتي تشير الحكومة الأمريكية إليها أنها خلية من مخضرمي مقاتلي القاعدة والذين انتقلوا إلى سوريا من منطقة الحدود الافغانية الباكستانية، وفي وقت الضربات قال الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها شنت "لوقف هجوم وشيك كان يجري التخطيط له ضد الولايات المتحدة وأهداف غربية".

وقال جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي للصحفيين في 25 سبتمبر أيلول إنه "ليس متأكدا" من أنه تم وقف هذه المخططات ضد الولايات المتحدة، وامتنع متحدث باسم البيت الأبيض عن التعليق على فعالية هذه الضربات، وعقب هذه الضربات عدل المسؤولون الأمريكيون تحذيراتهم قائلين إن أي هجمات مزمعة من قبل جماعة خراسان ربما ليست وشيكة، ومازالت الحكومة الأمريكية تؤكد أن هذه الجماعة ماهرة بما يكفي ومدربة بشكل جيد لشن هجوم مفاجئ ضد الغرب، وقالت المصادر التي تحدثت عن هذه الهجمات إنه نظرا لعدم إصابة هذه الغارات أهدافها الرئيسية على ما يبدو فمن المرجح أن أعضاء جماعة خراسان مازالوا يخططون بشكل نشط لهذه الهجمات .

وكان هجوم الولايات المتحدة على قاعدة جماعة خراسان جزءا من أول ليلة من الهجمات الجوية التي شنتها في سوريا الولايات المتحدة وحلفاؤها، واستهدفت الضربات التالية بشكل أساسي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على أراض في سوريا والعراق، وقال مسؤولون أمريكيون إن قاعدة خراسان التي استهدفت في الهجمات كانت جزءا من معسكر أكبر تديره جبهة النصرة قرب مدينة حلب بشمال سوريا، وقال بعض المسؤولين الذين كشفوا النقاب عن التأثير المحدود للغارات الجوية إنهم ينحون باللائمة على تسرب الأخبار في المساعدة في وصول معلومات لقيادة جماعة خراسان بأنها محط اهتمام واشنطن، وكشفت تقارير اخبارية أمريكية نشرت مؤخرا للهجمات قلق الحكومة الأمريكية من جماعة خراسان ومحسن الفاضلي وهو أحد الزعماء المزعومين لهذه الجماعات سابقا. بحسب رويترز.

وقال أحد المصادر وهو مسؤول في المخابرات الأمريكية إن "المناقشات والتكهنات في وسائل الإعلام بشأن هذه الجماعة (خراسان) قللت من التوقعات بشأن ما قد يتم انجازه في الضربات"، ومنذ الهجمات الأمريكية نشرت تقارير متضاربة على وسائل التواصل الاجتماعي وفي أماكن آخرى بشأن ما إذا كان الفاضلي قتل في الغارات الجوية، وقال المسؤولون الأمريكيون إنهم غير متأكدين مما إذا كان الفاضلي قتل أو ما اذا كان هو نفسه قد أعلن موته ومازال يعمل في الخفاء، ووصف المسؤولون الأمريكيون خراسان بأنها جماعة تضم بضع عشرات من المتشددين المخضرمين الذين حاربوا مع القوات الاساسية للقاعدة في مناطق مثل أفغانستان وباكستان.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن هذه الجماعة انتقلت في الأونة الأخيرة إلى المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة في سوريا لانها تعتبرها ملاذا آمنا يوفر لها الوقت والمجال لحياكة المؤامرات، وأضافوا إن جماعة خراسان لا تلعب دورا مباشرا في الحرب الأهلية السورية، وقال مسؤولو أمن ومخابرات أمريكيون إنه من أجل تنفيذ هجمات خارج سوريا بنى أعضاء خراسان أو حصلوا على متفجرات مصممة للإفلات من اجراءات الأمن الغربية بما في ذلك نقاط التفتيش في المطارات، وقال المسؤولون إنه ردا على ذلك أمرت السلطات الأمريكية علنا هذا الصيف تشديد إجراءات التفتيش الأمني لأجهزة مثل التليفونات المحمولة وأجهزة الكمبيوتر التي يحملها المسافرون على رحلات دولية إلى الولايات المتحدة، ويدور نقاش بشأن من أين اكتسب أعضاء جماعة خراسان مهارات تصنيع قنابل متطورة، وقال بعض المسؤولين إن هذه التقنية جاءت من فرع القاعدة في اليمن الذي أنتج قنابل مبتكرة في الماضي من بينها قنابل خبئت في الملابس الداخلية وخراطيش حبر طابعات، ولكن مسؤولين آخرين قالوا إن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لن يزود جماعات آخرى بأحدث تكنولوجياته لانه يريد أن ينسب له وحده فضل تصميم واستخدام هذه التكنولوجيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/تشرين الأول/2014 - 16/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م