الحرب على داعش... مؤشرات الحسم لا تزال مستبعدة

 

شبكة النبأ: الحرب على ما يسمى تنظيم (الدولة الاسلامية/ داعش) اخذت صفة العالمية، من خلال تحالف دولي رعته الولايات المتحدة الامريكية، وانظمت اليه العشرات من الدول العربية والغربية الكبرى، وكانت اولى بوادر هذه التحالف الدولي، الضربات الجوية التي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية واستهدفت معاقل التنظيم في العراق، ثم سوريا لاحقا، تبعتها بعد ذلك فرنسا، اضافة الى بريطانيا التي وافق مجلس البرلمان فيها، على منح تفويض للحكومة البريطانية للمشاركة بضربات عسكرية جوية ضمن هذا التحالف الدولي، واتت هذه الجهود العالمية بمباركة دولية واممية واسعة النطاق، بعد ان شعر الغرب بخطورة التنظيم على مصالح الدول خارج حدودها، اضافة الى امكانية تهديد امنها القومي بهجمات انتحارية محتملة، جاء خطرها على لسان التنظيم الذي توعد بالنيل من مواطني ومصالح الدول التي شاركت بالتحالف في اي بقعة من العالم، فيما ابلغ رئيس الوزراء العراقي، ان معلومات استخبارية ذات مصداقية، اكدت استعداد التنظيم لشن عمليات كبيرة تستهدف شبكة المواصلات في كلا من الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا، التي كانت في طليعة الدول المنفذة لغارات جوية استهدفت التنظيم في العراق وسوريا.

وقد شكك مراقبون وخبراء عسكريون، في جدوى الضربات العسكرية التي يشنها التحالف والتي تركزت على اهداف ذات طابع كلاسيكي، والتي لا يمكن لها ان تحسم المعركة مع التنظيم الا من خلال عمليات نوعية قد تحتاج تدخلا بريا في مواجهة مباشرة مع عناصر التنظيم، الذي غير كثيرا من خططه، بحسب مراقبون وشهود عيان، بعد الضربات الاولى للتحالف، وبدء يقلل من تحركات عناصره واخفى اسلحته الثقيلة، اضافة الى اعادة نشر مسلحيه بين صفوف المدنيين، املا في تجنب هذه الضربات، مما قد يصعب المهمة على قوات التحالف.

من جانب اخر اشار محللون، ان اقدام الدول المنطوية تحت التحالف الدولي على نشر جنود على ارض المعركة، من شانه ان يؤدي الى تداعيات سياسية كبيرة، سيما وان العديد من الدول قد تخوفت من نتائج عكسية لهذه الخطوة حال وقوعها، واشار اخرون، الى ضرورة الحرص على عدم استثارة عواطف المدنيين، والتركيز على دعم القوات الحكومية (خصوصا في العراق) لتتمكن من مواجهة التنظيمات الارهابية، مع توفير الغطاء الجوي لقوات التحالف، من دون الدخول في متاهات سياسية قد تؤدي الى المزيد من التعقيدات، خصوصا وان الوضع في سوريا، لا يحتمل اضافة قوات اجنبية قد تدخل في الصراع الى جانب المتطرفين والقوات النظامية ومن تصفهم الولايات المتحدة بالمعارضة المعتدلة، لذا يرى متابعين، ان على التحالف، في حال اراد النجاح في مكافحة الارهاب عالميا، والتي تنطلق مقدماتها من العراق وسوريا، ينبغي ان يعتمد في العراق على دعم القوات الحكومية، وتوفير الجهد الجوي والعسكري والاستخباري لها، اما في سوريا، فيعتمد الحل العسكري حلا سياسي يقنع الاطراق الاقليمية الممتنعة بضرورة الحلول السلمية وتقديم التنازلات المرضية للطرفين.

هجمات عالمية

فقد قال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا سينفذون هجمات إرهابية في أنحاء العالم إذا لم يتم وقفهم، ويوجد نحو 70 مستشارا عسكريا كنديا في المنطقة ونقلت طائرات حربية كندية أسلحة للقوات الكردية والعراقية، ويقول هاربر إنه يدرس طلبا أمريكيا بتقديم مزيد من المساعدات في الحرب ضد المتشددين، وقال هاربر في مؤتمر صحفي "هؤلاء أناس على أعلى درجة من الخطورة، إذا استمروا في العمل على هذا النحو من المؤكد أنهم سيشنون هجمات إرهابية ضد مجموعة من الأهداف في أنحاء العالم بما في ذلك هذه الدولة (كندا)".

وامتنع جيسون ماكدونالد المتحدث باسم هاربر عن التعليق عما إذا كان رئيس الوزراء على علم بتهديد محدد أم أنه يتحدث بشكل عام، وقال مسؤولون كنديون إنه ليس في وسعهم تأكيد تقرير لهيئة الإذاعة الكندية أفاد بأن الحكومة ستبحث ما إذا كانت سترسل طائرات حربية للمنطقة، وهاجمت طائرات كندية أهدافا في ليبيا في عام 2011 في إطار حملة لتنفيذ حظر للطيران فوق ليبيا فرضته الأمم المتحدة، وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن العراق لديه معلومات مخابرات "ذات مصداقية" عن ان متشددي الدولة الاسلامية يخططون لتنفيذ هجمات على شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة لكن مسؤولين امريكيين وفرنسيين قالوا انه ما من دليل لديهم لدعم هذا الزعم، وأثارت تصريحات العبادي دهشة مسؤولي الامن والمخابرات والنقل في كلا البلدين، وسارع المسؤولون في نيويورك لركوب المترو لطمأنة المواطنين بأن اكبر مدينة في البلاد آمنة.

وقال العبادي انه تلقى المعلومات من متشددين اعتقلوا في العراق وخلص الى انها ذات مصداقية بعدما طلب مزيدا من التفاصيل، وذكر ان شبكات للدولة الاسلامية خططت للهجمات من داخل العراق، واضاف "انهم يخططون لهجمات في شبكات المترو في باريس والولايات المتحدة، طلبت المزيد من المعلومات الموثوق بها، طلبت اسماء، طلبت تفاصيل عن المدن، تواريخ، ومن التفاصيل التي تلقيتها، نعم تبدو ذات مصداقية"، وشكك بعض المسؤولين في بغداد في تصريحات العبادين، وقال مسؤول رفيع بالحكومة العراقية انها تستند على ما يبدو إلى "معلومات مخابرات قديمة". بحسب رويترز.

ووصفها اخر بانها "قصة قديمة"، وتحدث المسؤولان شريطة عدم الافصاح عن اسميهما، ولم يقدم العبادي المزيد من التفاصيل، وفي وقت لاحق قال مسؤول عراقي كبير يسافر معه إن المخابرات العراقية كشفت النقاب عن "تهديدات خطيرة" وتبادلت هذه المعلومات مع وكالات مخابرات حليفة، وأضاف المسؤول "يجري تقييم شامل لصحة المعلومات المخابراتية وإلى أي مدى ذهبت الخطط إلى موضع التنفيذ"، وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الولايات المتحدة "لم تؤكد أي تهديد محدد"، وأضاف رودس للصحفيين المسافرين مع أوباما على طائرة الرئاسة من نيويورك "ما نقوله باستمرار للعراقيين هو انه اذا كان لديهم معلومات تتعلق بأنشطة ارهابية أو تآمر ارهابي فلابد وان ينقلوها لاجهزة مخابراتنا ولقنوات انفاذ القانون"، وتابع "سنأخذ بالتأكيد على محمل الجد اي معلومات يتوصلون اليها".

وذكر مصدر حكومي فرنسي أن اجهزة الأمن الفرنسية قالت ايضا انها ليست لديها معلومات تؤكد بيان العبادي، وأشار حاكم نيويورك اندرو كومو ورئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو ومسؤولون محليون اخرون إلى انهم يتحلون برباطة الجأش واجروا تعديلات على جداول مواعيدهم العامة لتضاف اليها رحلات على متن شبكة مترو المدينة لطمأنة ملايين الركاب الذين يستخدمون المترو يوميا، وقال دي بلاسيو في مؤتمر صحفي في محطة مترو مانهاتن اثناء وقوفه بجانب قائد شرطة مدينة نيويورك بيل براتون وجورج فينيزيلوس مساعد مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "نحن مقتنعون بأن مواطني نيويورك في آمان".

وأضاف دي بلاسيو أن مكتب المخابرات التابع لادارة شرطة نيويورك لم يتوصل إلى وجود أي تهديد محدد يعتد به، وقال براتون ردا على تصريحات العبادي إنه أرسل المزيد من قوات الشرطة لحراسة محطات المترو والشوارع في المدينة التي تشهد بالفعل حالة من التأهب القصوى بسبب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونفذت الولايات المتحدة وفرنسا ضربات جوية ضد اهداف لتنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على مساحات كبيرة من العراق وسوريا واعلن خلافة عبر حدود البلدين، وكشف العبادي معلومات المخابرات وهو يدعو الدول الغربية والعربية للانضمام الى التحالف ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وقال "نريد زيادة عدد الدول المستعدة التي ستدعم ذلك".

ودعا تنظيم "الدولة الاسلامية" انصاره المتطرفين الى قتل المدنيين وخصوصا الاميركيين والفرنسيين والبلدان المشاركة في التحالف الدولي الذي شكل لمحاربة المتطرفين في العراق وسوريا، وقال ابو محمد العدناني المتحدث باسم التنظيم في تسجيل صوتي تم بثه باكثر من لغة، مخاطبا المتطرفين "اذا قدرت على قتل كافر اميركي او اوروبي واخص منهم الفرنسيين الانجاس او استرالي او كندي او غيره من الكفار المحاربين رعايا الدول التي تحالفت على الدولة الاسلامية، فتوكل على الله واقتله باي وسيلة او طريقة كانت"، واضاف "سواء كان الكافر مدنيا او عسكريا فهم في الحكم سواء".

والولايات المتحدة وفرنسا هما الدولتان الوحيدتان اللتان تنفذان ضربات جوية في العراق ضد معاقل "الدولة الاسلامية" في العراق ويعملان على بناء تحالف دولي ضد تنظيم المتطرفين الذي يشكلون تهديدا دوليا، واعلنت التنظيم في تموز/يوليو الخلافة في العراق وسوريا حيث يسيطر على مناطق واسعة في البلدين، وارغمت هجمات التنظيم الذي قام عناصره بقتل مدنيين واستهدفوا الاقليات، اكثر من مليون شخصا على النزوح من مناطق عدة في العراق، ودعا ابو محمد العدناني الذي بثت كلمته باللغة العربية، المتطرفين الى اعتماد امور اخرى في حال عدم توفر المعدات العسكرية لقتل المدنيين.

وقال "ان عجزت عن العبوة او الرصاصة فارضخ رأسه بحجر او انحره بسكين او ادهسه بسيارتك ارميه من شاهق او اكتم انفاسه او دس له السم وان عجزت فاحرق منزله او سيارته او تجارته او زراعته"، كما دعا العدناني المتطرفين الى تنفيذ عمليات ضد جنود مصر وطالبهم ب"تفخيخ الطرق لهم ومهاجمة مقراتهم وقطع رؤوسهم"، وخاطب التحالف الدولي قائلا "اميركا وحلفاء اميركا ان الامر اخطر مما تظنون لقد اخبرناكم اننا اليوم في عصر جديد ، جنود الدولة الاسلامية قادة وليسوا بعبيد".

رسالة واضحة

بدوره اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في نيويورك ان الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب على تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا توجه "رسالة واضحة" بان العالم موحد في مواجهة الجهاديين، وقال اوباما بعد لقاء مع مسؤولين من السعودية والامارات العربية المتحدة والاردن والبحرين وقطر "اعتقد انه بفضل الجهود غير المسبوقة لهذا الائتلاف لدينا الان فرصة لتوجيه رسالة واضحة جدا مفادها ان العالم موحد"، وشنت الولايات المتحدة لاول مرة بمساعدة حلفائها العرب ضربات على جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، ورأى اوباما ان هذا الائتلاف يثبت تصميم المجتمع الدولي "على اضعاف وتدمير ليس فقط الدولة الاسلامية بل ايضا هذا النوع من الايديولوجية الذي يؤدي الى هذا القدر من اراقة الدماء".

وقال دبلوماسي اميركي ان الرئيس اوباما بحث خلال هذا الاجتماع الاستثنائي "الخطر (الناجم عن تنظيم الدولة الاسلامية) الذي يجمع العالم" مضيفا ان "كل الذين كانوا حول الطاولة وافقوه الراي"، واوضح هذا المسؤول في وزارة الخارجية ان جميع البلدان العربية المجتمعة "حول الطاولة اتفقت على القول ان ثمة لحظات يتحتم فيها اتخاذ موقف، وخصوصا موقف موحد في المنطقة"، واثنى على "التناغم" بين حلفاء الولايات المتحدة العرب الذين يشاركون في "حملة بعيدة الامد" من اجل "القضاء" على تنظيم الدولة الاسلامية، وفي مداخلة مقتضبة من البيت الابيض في وقت سابق، اشاد اوباما ب"قوة الائتلاف" لافتا الى انه سيلتقي للمرة الاولى في نيويورك رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي. بحسب فرانس برس.

واستخدمت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب في الضربات الجوية مقاتلات وطائرات من دون طيار وقاذفات وصواريخ توماهوك اطلقت من سفن اميركية في البحر الاحمر ومياه الخليج، بحسب البنتاغون، وتجري هذه العمليات العسكرية بعد جولة قام بها وزير الخارجية جون كيري قبل عشرة ايام على عدد من الدول العربية وحصل خلالها على دعم هذه الدول بما في ذلك لشن عمليات عسكرية ضمن الائتلاف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية، وشن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة مجددا ضربات على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا والعراق قبل بدء اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة التي ستطغى عليها حملة مكافحة تجنيد جهاديين اجانب، واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان التحالف شن غارات جوية على مناطق بالقرب من بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) التي يطوقها التنظيم بالكامل، وتعد ثالث تجمع للاكراد في سوريا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وذكر المرصد "تعرضت أماكن في منطقة صرين، ومناطق خطوط إمداد تنظيم الدولة الإسلامية التي تبعد نحو 35 كم جنوب شرق بلدة عين العرب قبيل منتصف الليل، لغارات جوية من طائرات حربية جاءت من الأراضي التركية"، وقام التنظيم المتطرف الذي ظهر في سوريا عام 2013 ويبث الذعر في كل من العراق وسوريا بشن هجوم مباغت على مناطق بالقرب من عين العرب من اجل الاستيلاء على البلدة وتامين شريط جغرافي حدودي مع الحدود التركية ما دفع قرابة 130 الف شخص الى النزوح عن منازلهم.

من جهته اعلن مصدر رسمي تركي انه لم يتم استخدام المجال الجوي التركي ولا قاعدة انجيرليك (جنوب شرق) في الضربات التي وجهها الائتلاف الى تنظيم "الدولة الاسلامية" في سوريا، وقال هذا المصدر المسؤول طالبا عدم كشف هويته ان "مجالنا الجوي وقاعدتنا الجوية لم يستخدما"، بينما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان "طائرات قادمة من تركيا" شنت هذه الضربات، واعلنت الولايات المتحدة من جهتها انها شنت ثلاث ضربات، اثنان في سوريا وواحدة في العراق، دمرت او اضربت باليات لمقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية بحسب القيادة الاميركية الوسطى.

اراء متضاربة

من جهته اعلن رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون الذي ينوي المشاركة في الضربات ضد تنظيم الدولة الاسلامية حسب الصحف البريطانية، ان المملكة المتحدة ليس لها خيار اخر غير محاربة جهاديي الدولة الاسلامية، وقال كاميرون "انها معركة من المستحيل عدم المشاركة فيها، هؤلاء الناس يريدون قتلنا" مضيفا ان الجهاديين خططوا للقيام باعتداءات في اوروبا وغيرها، واضاف "نحن في خط مرماهم ويجب ان نقيم هذا التحالف كي ندمر في نهاية المطاف هذه المنظمة الشريرة"، وقد وافق ديفيد كاميرون على الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب ضد التنظيم السني المتطرف ولكن حتى الان اكتفى فقط بتقديم اسلحة الى المقاتلين الاكراد. بحسب فرانس برس.

فيما رفض وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير مجددا اي مشاركة لبرلين في ضربات جوية او تدخل بري في العراق، مشيرا الى "توزيع" المهمات في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية، وردا على سؤال للتلفزيون العام "ايه آر دي" حول من يطالبون بالتزام اقوى لالمانيا في العراق مثل المشاركة في مراقبة جوية في شمال البلاد، اعتبر الوزير الاشتراكي الديموقراطي ان هذه المطالب "لا تتوافق بتاتا" مع ما كان يسمعه في المباحثات الحالية مع شركاء برلين الدوليين، "بل على العكس تماما"، والقرارات التي اتخذتها برلين مثل ارسال اسلحة الى المقاتلين الاكراد للتمكن من الدفاع عن انفسهم ضد تنظيم الدولة الاسلامية "لم يكن من السهل اتخاذها"، كما قال شتاينماير الذي رفض ايضا فرضية ان الضربات الجوية الفرنسية الاميركية ضد تنظيم الدولة الاسلامية يمكن ان تضع برلين تحت الضغط.

وقال الوزير "كلا، التحالف لم يتشكل بهذه الطريقة"، واضاف "التحالف الذي حددت بنيته سيتوزع العمل، لقد اخذنا (المانيا) حصتنا من المسؤولية" وهي حصة "كبيرة" في شمال العراق، وكرر ان "دولا اخرى تاخذ على عاتقها مهمات اخرى" على غرار فرنسا التي تدعم الضربات الاميركية، وتابع "انها مسالة توزيع مهمات"، رافضا مشاركة المانية في ضربات جوية او ارسال قوات على الارض، وشدد شتاينماير قائلا "بالنسبة الينا، هذا امر غير وارد"، وفي نهاية اب/اغسطس، اعلنت الحكومة الالمانية انها ستزود البشمركة، المقاتلين الاكراد، بالاسلحة لكي يتمكنوا من الدفاع عن انفسهم في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية، وسترسل برلين ايضا نحو اربعين جنديا الى العراق بينما سياتي نحو ثلاثين كرديا الى المانيا، والجيش الالماني يخضع لسلطة البرلمان ويتعين عليه الحصول على موافقة النواب من اجل تدخل في منطقة نزاع، وهو امر غير مرجح بشكل كبير.

بين القبول والرفض

بدورها أعلنت السعودية أن قواتها الجوية شاركت في الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حسب ما أعلنت وكالة الأنباء الرسمية، وقالت الوكالة "صرح مصدر مسؤول بأن القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) ولدعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتا ولدعم الشعب السوري الشقيق ولاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب"، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لوكالة الأنباء السعودية إن الحرب على المنظمات "الإرهابية" ستستغرق سنوات وتستلزم عملا شاقا والتزاما من جميع الأطراف.

وقال إن الوضع خطير للغاية حيث تحولت "الخلايا الإرهابية" إلى جيوش تمتد في ليبيا ولبنان وسوريا والعراق واليمن، وتابع أنه في ضوء هذه الحقائق الخطيرة لا بد من تبني قرارات سياسية جادة للتصدي للهجمات بقوة تامة، وشدد على الحاجة للتحرك بخطوات واثقة وبسرعة، وفي بيان منفصل نقلته أيضا وكالة الأنباء السعودية قال الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، إن الطيارين السعوديين عادوا إلى قواعدهم بعد أن أدوا واجبهم في توجيه "هجمات ناجحة وفعالة ضد تنظيم داعش (الدولة الإسلامية) المتطرف في سوريا"، وأضاف تقرير الوكالة "علماء مسلمون أكدوا فساد أفكار وأفعال تنظيم داعش وشددوا على أنها تسيء لصورة الإسلام وتظهره دينا مشوهاً يقوم على القتل وقطع الرؤوس"، وأكد الأردن والبحرين والإمارات العربية المتحدة بالفعل مشاركتهم في الحملة الجوية، وقالت قطر إنها تلعب دورا داعما.

فيما اكد الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله ان حزبه يرفض الضربات التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد المقاتلين الجهاديين في سوريا، رافضا الانضمام الى هذا التحالف الذي يخدم "المصالح الاميركية"، وقال نصرالله في خطاب نقلته قناة المنار التابعة للحزب "عندنا مبدأ: الاميركيون، سواء هاجم الاميركيون داعش او طالبان او النظام العراقي السابق نحن ضد التدخل العسكري الاميركي وضد تحالف دولي في سوريا"، واضاف "موقفنا مبدئي لا يتغير، التدخل العسكري الاميركي سواء تحت غطاء دولي او غطاء الناتو (الحلف الاطلسي) او غطاء قوات متعددة الجنسيات نحن لا نوافق" عليه، واوضح الامين العام للحزب الشيعي المتحالف مع النظام السوري انه يرفض هذا التدخل رغم كونه يخوض نزاعا مع تنظيم الدولة الاسلامية الذي يقاتله في سوريا الى جانب الجيش النظامي. بحسب فرانس برس.

واضاف "هذا التحالف كما يكرر (الرئيس الاميركي باراك) اوباما في كل خطاباته هو للدفاع عن مصالح الولايات المتحدة حين اصبح الخطر يمس بمصالح الاميركيين تحركوا"، رافضا ان يكون لبنان جزءا من التحالف الدولي، وانضم لبنان الى التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة للتصدي للتنظيم المتطرف، ومنذ نحو عام، يتصدى عناصر حزب الله لمقاتلي المعارضة السورية والجهاديين دعما للجيش السوري تحت شعار ان المجموعات الجهادية تشكل خطرا على لبنان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 2/تشرين الأول/2014 - 6/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م