آفاق السياحة الدينية في كربلاء..

في ملتقى النبأ الاسبوعي

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: ابدأ بذكر الرقم المتوقع لانفاق الحجاج لهذا العام وهو 20 مليار دولار، وهو غير ارقام مبالغ العمرة على مدار ايام العام، وقد وصلت بمجملها في العام 2001 الى 30 مليار دولار. مع ملاحظة ان الحجاج في كل عام يخضعون لضوابط وحصص رقمية لكل دولة، وهو ما يختلف عن الزيارات الى العتبات المقدسة في كربلاء والتي لا تخضع لهذا التحديد.

تعريف السياحة

هــي نشاط يقوم به فرد أو مجموعـة أفراد يحدث عنه انتقال من مكان إلى أخر أو من بلد إلى أخر بغرض أداء مهمة معينة أو زيارة مكان معين أو عدة أماكن أو بغرض الترفيه، و ينتج عنه الإطلاع على حضارات وثقافات أخـرى و إضافة معلـومات و مشاهدات جديدة و الالتقاء بشعوب و جنسيات متعددة يؤثر تأثيرا مباشرا في الدخل القومي للدول السياحية و يخلق فرص عمل عديدة و صناعات و استثمارات متعـددة لخدمة النشاط و يرتقى بمستوى أداء الشعـــوب و ثقافتــــهم و ينشـر تاريخـهم و حضاراتهم و عاداتهم و تقاليدهم .

أنواع السياحة

(السياحة الدينية - السياحة العلاجية - السياحة الإجتماعية - سياحة المؤتمرات - سياحة التسوق - السياحة الترفيهية - السياحة الثقافية - سياحة المعارض)

كل هذه الانواع من السياحة يمكن ان تترافق مع النوع الرئيسي في كربلاء وهو السياحة الدينية، وكما هو الحال في ايران وسوريا والاردن واليمن ومصر، وغيرها من الدول، فالسائح لايمكن له الاقامة المتواصلة في المراقد الدينية طيلة فترة زيارته لها.

تقوم زيارة مدينة كربلاء على أساسين هما:

الأول: الديني، وهي لزيارة المراقد المقدسة والمعالم الدينية الأخرى. وترتبط حركة الزوار عادة بهذه الأماكن وبالمناطق التجارية كالأسواق الرئيسية في المدينة.  

الثاني: سياحي وتستهدف هذه الزيارة مشاهدة المعالم السياحية للمدينة، والتي تشمل المراقد المقدسة والمباني الدينية والتراثية والآثارية.

ابرز معوقات النشاط السياحي في مدينة كربلاء يمكن ايجازها  بالتالي:

1. سوء التوزيع الجغرافي للخدمات الأساسية المقدمة للزوار بشكل خاص وإشراك السكان الوافدين للمدينة لإغراض سياحية بمنظومة الخدمات الأساسية المصممة أساسا للسكان المحليين.

2. سوء التخطيط العمراني للمؤسسات الدينية في المدينة وما يحيط بها من منشات عمرانية مختلفة.

3.إهمال العديد من المجالات السياحية المرتبطة ارتباطا كبيرا بالمؤسسات والأماكن الدينية وتحجيم دورها الوظيفي والتخطيطي في الإسهام في عملية رفد السياحة الدينية كالاهتمام بالمناطق الخضراء وأماكن الراحة والترفيه وخدمات التسلية المتنوعة.

4. مشاكل شبكة الطرق الداخلية وما تعانيه من تداخل وظيفي وإهمال تخطيطي الذي يضع العقبات والمصاعب امام وصول السواح إلى الاماكن الدينية بسهولة وقضاء أوقات فراغهم.

5. ضعف الإمكانيات السياحية للمدينة وبالذات ما يتعلق بالشركات السياحية ومكاتب السياحة المتخصصة فضلا عن قلة الخدمات المالية والمصرفية بشكل خاص.

6.الإهمال الملحوظ والكبير في التعامل مع النشاطات السياحية على نطاق سياسة الدولة وخططها الاقتصادية ومحدودية التعامل معه كمورد اقتصادي مهم من موارد الدولة، والاعتماد الكامل على مردودات البترول في دعم اقتصاد البلد مع العلم أن مستقبل البترول آيل للنضوب بعكس السياحة التي تعد نفطاً لا ينضب.

7 - لا توجد سياسة واضحة لإدارة وتنظيم وقوف السيارات وإيجاد مبانٍ خاصة لوقوفها في محيط المدينة. كما أن عدم وجود حلول مؤقتة لتخطيط المدينة القديمة ، ومنها المركز قد تسبب في أختناقات حادة داخل المدينة.

8 - ترتبط خطوط النقل الخارجي بمواقف لا تتناسب وعدد زوار المدينة والخدمات المقدمة فيها ، مما يسبب إرباكاً في حركة السيارات والمشاة ومن هذه المواقف ، الكراج العام عند بداية الطريق المؤدي إلى الحلة.

بعد استعراض الورقة اشترك عدد من الحضور في المداخلة وابداء بعض ارائهم حول ماجاء فيها..

كان اول المتحدثين مرتضى معاش رئيس مؤسسة النبأ للثقافة والاعلام والذي بين ان مدينة كربلاء تمتلك كل المقومات لتكون عاصمة للسياحة من (بحيرة – انهار – بساتين) اضافة لكونها تمثل مركزا وسطا بين (بغداد – الحلة – النجف)، لكن التصميم الاساسي للمدينة لا يراعي الجوانب السياحية الاخرى، وعدم تقدير ما موجود من تلك المزايا والايجابيات.

ويعتقد معاش، ان المدينة تفتقر الى العقلية التي تقفز فوق الحاضر الى المستقبل، واننا ازاء المعوقات والمشاكل التي تقف في وجه تطوير السياحة في مدينة كربلاء، يجب علينا عدم السير على الخطط الحكومية.

واقترح معاش تنشيط السياحة الفكرية والثقافية في المدينة، من خلال انشاء متاحف تاريخية، والاهتمام بترميم وصيانة المعالم الثقافية فيها. وختم مداخلته بسؤال هو: كيف يمكن الاستفادة من القوانين الموجودة لاجل تطوير السياحة في كربلاء؟.

الدكتور قحطان الحسني التدريسي في جامعة بابل، يعتقد ان السياحة الداخلية لا يعول عليها في داخل المدينة، حيث يعتمد الزائر اثناء وجوده فيها على المواكب والخيم التي تلبي حاجاته من طعام وسكن، وبالتالي فان المعول عيه هو السياحة القادمة من خارج الحدود، لما تجلبه من عملات صعبة تدخل الى خزينة الحكومة.

الدكتور علاء ابراهيم محمود الاختصاصي في القانون الاداري، تحدث عن المادة 130 من الدستور العراقي والتي تنص على عدم تغيير القوانين الا من خلال تشريعات قانونية جديدة، وان اي عملية ارتجالية لتغيير اي قانون او الالتفاف عليه يعتبر نسفا للدولة، حتى لو كانت قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل. ويعتقد الدكتور علاء اننا وخلال السنوات المنصرمة نعيش اشكالية (التخمة القانونية) في مجلس النواب، الذي اصدرعددا من القوانين الثانوية على حساب اخرى اكثر اهمية.

ويرى ان الحكومة المركزية تتحمل جزءا من المشكلة في تطوير الواقع السياحي في كربلاء وغيرها من المدن، لكن الحكومة المحلية تتحمل الجزء الكبير من المشكلة بما لها من سلطة تشريعية عبر اصدار ما يعرف بالاوامر الشرعية التي يمكن ان تسهم في تكييف الاوضاع القانونية لما يتعلق بالسياحة ومتطلباتها.

وهو يعتقد ان المسؤولية يجب ان تكون تضامنية بين الحكومة المركزية والحكومة المحلية – والبرلمان، ويمكن للنواب الاحد عشرا الذين يمثلون كربلاء في المجلس النيابي ان يتقدموا بسلة من المقترحات الى الحكومة المركزية والضغط لاقرارها كقوانين نافذة ترعى السياحة وتطورها في مدينة كربلاء. واخيرا يطالب الدكتور علاء بعدم هدم المناطق الاثرية والابنية القديمة.

الناشط السياسي جواد العطار يبدأ مداخلته بسؤال هو: ماذا يحمل السائح من رسالة بعد عودته من كربلاء الى وطنه؟ ويجيب انها نفس الرسالة التي يحملها الكثيرون من حجاج بيت الله الحرام وان باوصاف مختلفة، فهم يصفون السعوديين بانهم (جلفين – متطرفين). ويطالب العطار بعقد مؤتمرات وندوات الغرض منها ايصال رسالة الامام الحسين وثورته الى الزائرين من كل مكان، كي لا يعود الزائر دون جانب معنوي.

الدكتور حسين المنكوشي قائمقام مدينة كربلاء يؤكد في بداية مداخلته على ان 90 % من السياحة في المدينة تتمثل بالسياحة الدينية، التي يصل اعداد الزائرين فيها الى ملايين عدة وخاصة في زيارة الاربعين ومناسبات اخرى.

ومن خلال تجربته العملية يؤكد على جملة من الامور منها:

غياب دائرة السياحة عن الاجتماعات التي تعقد لمناقشة القضايا المرتبطة بالجانب السياحي في المدينة.

السياحة في كربلاء عبارة عن صفقات تجارية غير قانونية.

رغم وجود 350 فندقا شعبيا وعدد كبير من الفنادق المتوسطة والممتازة، الا ان طاقتها الاستيعابية لا تغطي سوى 60% من الاحتياجات.

عدم وجود رؤية لدى المختصين حول واقع السياحة وتطويرها في المدينة.

في نهاية المداخلات قدم الحاضرون عددا من المقترحات والتوصيات على امل ان تصل الى الجهات المسؤولة عن تطوير الواقع السياحي لمدينة كربلاء وهذه الجهات هي: (العتبة الحسينية المقدسة – العتبة العباسية المقدسة – مجلس المحافظة) ويمكن اجمال المقترحات والتوصيات على الشكل التالي:

إنشاء مدينة سياحية في منطقة الرزازة التي تبعد عن مدينة كربلاء بحوالي 14 كلم إلى الغرب منها. وقد أختير هذا الموقع لأنه يقع في منطقة مفتوحة وواسعة ويطل على بحيرة الرزازة وكذلك لقربه من المدينة.

إقامة مدينة سياحية أخرى بالقرب من مرقد عون بن عبد الله على طريق كربلاء بغداد الجديد، والذي يبعد عن المدينة بحوالي 12 كلم إلى الشمال الشرقي منها. وعادة ما يتوجه الزوار لزيارة هذا المرقد، بالإضافة إلى أن المنطقة المحيطة بالمرقد تُعد من المناطق الجميلة التي تكثير فيها بساتين النخيل والفواكه.

وهذه المدن السياحية يجب أن تتوفر فيها جميع خدمات المدن السياحية كالمطاعم وملاعب الأطفال والحدائق وربطهما بالمدينة بشبكة طرق حديثة وتوفير وسائط نقل وذلك لتخفيف الضغط الكبير الذي تعاني منه المدينة في مواسم الزيارات.

إنماء وتطوير المناطق التجارية في المدينة القديمة والذي من الممكن أن يساهم بجذب عدد أكبر من السواح والزائرين ، وهو بدوره يؤدي إلى بناء الكثير من الفنادق السياحية الصغيرة وبيوت إيواء الزوار والسواح وذات مقياس يتناسب مع هيكل المدينة العمراني.

أستخدام الأبنية التراثية المحيطة بمركز المدينة كالبيوت والخانات لأستيعاب الزوار والسواح إضافة إلى كونها من الفعاليات السياحية والتي توفر بطريقة منظمة كافة المستلزمات الضرورية للسواح والزوار وبما لا يتعارض مع وظيفتها الأصلية كونها جزء من تراث المدينة.

تطوير منطقة عين التمر (شثاثا) سياحياً وذلك لكونها تقع بالقرب من قصر الأخيضر كأثر تاريخي بارز في العراق، وتمتعها بأنتشار الينابيع المعدنية الصالحة لعلاج بعض الأمراض. وكذلك فإنها تمتلك ثروة زراعية مهمة كالتمور والرمان والزيتون. ويمكن ربط منقطة عين التمر بمنطقة بحيرة الرزازة وذلك لقربها منها ولغرض استثمارهما سياحياً مما يساعد على أنتعاش مدينة كربلاء اقتصادياً.

استحداث لجنة لتوثيق الجرائم ضد الشيعة في كربلاء والاستفادة مما تحوز عليه من وثائق وضمها الى متحف ينشيء لهذا الغرض.

الاهتمام بكلية السياحة.

تظافر الجهود بين الشقين التشريعي والتنفيذي للحكومة المحلية في المدينة.

تعديل القوانين بما يسهم في تطوير السياحة والاستثمار فيها.

عدم انتظار الحكومة المحلية للمساعدة من الحكومة المركزية.

عدم البقاء مقيدين وحبيسين للمعرقلات القانونية والروتينية

العمل على تكوين قاعدة عريضة من ابناء المدينة لايصال صوتها الى المسؤولين.

الاهتمام بعدد من القطاعات الملغاة الصناعية والسياحية.

العمل على الاستفادة من العيون المائية.

تنشيط الحركة السياحية على الانهر والمياه.

تحويل منطقة المقالع الى منتجعات سياحية.

على الحكومة المحلية ان تمنع تجريف البساتين في كربلاء.

الدعوة الى مؤتمر من اصحاب الاختصاص في المحافظة.

نقل مؤسسات الدولة الى خارج المدينة وتحويل اماكنها الى مساحات خضراء.

افتتاح مراكز ترفيهية وثقافية داخل المدينة.

استحداث جهة لمتابعة الشؤون اليومية التي تتعلق بالشوارع والارصفة وصيانتها.

متابعة المشاريع المتلكئة واستحداث جهات رقابية من ابناء المنطقة الموجود فيها المشروع.

الأخذ بنظر الأعتبار بعض الامور التي لها أهمية وهي :

* أهمية المحاور الرابطة بين مركز مدينة كربلاء وبين مدن بغداد والنجف والحلة وهي المحاور الرئيسية المهمة وبالخصوص محور كربلاء النجف.

* أهمية المحور الذي يربط مدينة كربلاء بمنطقة الحر وبحيرة الرزازة بمدينة عين التمر وآثار قصر الأخيضر.

* أهمية المحور الذي يربط بين العتبات المقدسة ومقبرة كربلاء.

* أهمية الطرق الدائرية التي تحيط بالمدينة وربطها بالمحاور الرئيسية المهمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 29/آيلول/2014 - 3/ذو الحجة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م