السعودية بين داعش والقاعدة .. مكافحة ارهاب على مضض

 

شبكة النبأ: يبرز صراع الأجندات السياسية الإستراتجية والتحالفات البراغماتية المجسد بالتحالفات الدولية ضد داعش في قلب الشرق الاوسط بقيادة أمريكية، مدى حدة سباق النفوذ الذي يحرك بوصلة المصير المشترك بين الحلفاء من خلال وحدة المصالح بمختلف أنواعها، حيث بينت المستجدات والأحداث السياسية والأمنية الأخيرة في منطقة الشرق الاوسط ان قضية مكافحة الإرهاب باتت تشكل أهمية كبرى لدى المجتمع الدولي، وذلك اثر تهديدات تنظيم داعش الارهابي لمصالح الاقليمية والعالمية، فضلا عن تهديدات تنظيم القاعدة للسعودية أكبر حليف شرق اوسطي لامريكا والذي من المرجح ان يلعب دورا محورا في محاربة الارهاب في المنطقة.

لكن يرى الكثير من المحللين أن موقف السعودية من محاربة داعش ليس حاسما او فعالا نظرا لان إن القيادة السعودية لا تزال تنظر بعين الريبة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد سلسلة من الخلافات في أعقاب انتفاضات الربيع العربي. وهي تشعر بقلق بالغ خشية أن تجعله آماله في التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران يتخلي عن حلفائه العرب القدامي.

ويرى هؤلاء المحللين أن حكام الخليج بقيادة السعودية يؤسسون لحرب طائفية في العالم الاسلامي وذلك من خلال دعمهم المتواصل بالحرب دعائية والدعم الاستثنائي للتنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق مما قد يفتح الابواب لحرب طائفية بين السنة والشيعة لا تحمد عقباها، حيث برزت المملكة العربية السعودية كداعم اساسي في المنطقة لتحقيق غايات الهيمنة وفقا لمصالحها الاستراتيجية.

إذ السعودية تبدو اليوم دولة مضطربة بامتياز، لما تشهده من انتكاسات سياسية ودبلوماسية متتالية وضعت هذه المملكة الخليجية خلف قضبان العزلة على المستويين الإقليمي والدولي، وهذا ما ترجمته سياستها الخارجية المتناقضة خلال الاونة الاخيرة وخاصة مع حلفائها الغربيين،

في حين يرى بعض المراقبين أن السلطات تشعر بالقلق من أن الغضب بسبب العنف في سوريا والعراق إلى جانب التعاليم المتشددة لبعض القيادات الدينية المحلية قد تلهم جيلا جديدا من المتشددين لأن ينفذوا مرة أخرى هجمات على أهداف داخلية، ففي الجنوب يشن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هجمات على أهداف تابعة للحكومة اليمنية مما زاد المخاوف من امتداد العنف عبر الحدود إلى السعودية.

كما يرى مراقبون آخرون  إن الغضب من الصراع في سوريا أدى إلى تصاعد التشدد عبر الإنترنت وإنها تخشى أن يسافر السعوديون إلى سوريا للقتال إلى جانب المتمردين والإنضمام إلى تنظيم القاعدة ثم العودة إلى المملكة كي ينفذوا هجمات.

ومع أن السعودية مؤيد رئيسي للأنشطة المسلحة ضد الرئيس السوري بشار الأسد فهي تخشى من أن يؤدي ذلك الصراع لتنشيط متشددين داخل حدود المملكة، ويتزايد القلق في المملكة من التطرف هذا العام لأن الحرب في سوريا تسببت فيما يراه المسؤولون تطرفا لمواطنين سعوديين وأعلنت عن تدابير جديدة لمحاربة التشدد.

حيث قال بعض المسؤولين الامنيين إن عشرات من الإسلاميين السعوديين المتشددين تركوا ساحات القتال في سوريا والعراق وانتقلوا إلى اليمن حيث ساهمت خبراتهم على ما يبدو في سلسلة من الهجمات القاتلة لتنظيم القاعدة.

ويثير التدفق الذي رصد في الشهور القليلة الأخيرة قلق اليمن المضطرب حيث يعتقد أن عدة مئات من المتشددين السعوديين يقاتلون فيه بالفعل إلى جانب يمنيين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ويعتبر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من أخطر فروع القاعدة بعد أن خطط لشن هجمات على رحلات جوية دولية ومن المعتقد أن له عدة مئات من المقاتلين السعوديين الذين يحاربون في صفوف أعضاء التنظيم اليمنيين ضد حكومة صنعاء.

بينما يرى محللون آخرون أن أجندة السعودية من اجل الهيمنة والنفوذ السياسي خارجيا، باستخدام أدوت محلية لتحقيق أجندات خارجية، لكنها سببت أخطاء سياسية أمنية مكلفة، فالملاحظ بأن قضية الإرهاب تشكل ضغطا كبيرا داخل المعترك السياسي الأمني السعودي حاليا، وربما حتى في المستقبل القريب.

دور السعودية في مكافحة داعش

في حربها على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا تريد الولايات المتحدة دعما علنيا قويا من المملكة العربية السعودية مهد الإسلام ورائدة المسلمين السنة في العالم العربي.

غير أنه لم يتضح بعد هل ستستمر الرياض في التزامها بدعم هذه الحرب إذ أنها تخشى أن ينظر على نطاق أوسع إلى الغارات الجوية على أنها عدوان على السنة وقد تؤدي في نهاية المطاف إلى التقريب بين إيران والولايات المتحدة.

واستضافت السعودية مؤتمرا لحشد الدول العربية الأخرى لمساندة الموقف الأمريكي وأطلقت حملتها للتنديد على أساس ديني بالتنظيم، ويبدو أن السعوديين سعداء بتعهد أوباما بشن غارات جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وتدريب مزيد من مقاتلي المعارضة السورية المعتدلين.

والرياض ليست على وشك التخلي عن جهودها لمكافحة الدولة الاسلامية التي تشتمل على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة لأنها ترى هذا التنظيم خطرا بالغا. ولكن درجة الاستمرار في دعم الجهود التي تقودها الولايات المتحدة رهن بأمور أخرى.

تريد الرياض الآن أن ترى مدى جدية الولايات المتحدة في البدء ببرنامجها لتدريب مقاتلي المعارضة السورية وإلى أي مدى سيكون نطاق هجماتها على تنظيم الدولة الإسلامية داخل سوريا، وهي تريد أيضا أن تتأكد ان الهجمات في العراق لن تقتل المدنيين السنة، وقال صالح المانع أستاذ العلوم الأساسية في معهد الدراسات الدبلوماسية في الرياض "الخوف في هذا الجزء من العالم من أن تستهدف هذه الحرب على الدولة الإسلامية أيضا المدن والبلدات السنية في العراق".

وفي الوقت نفسه بدأت السعودية بخطى حذرة مد يد المساندة للحكومة العراقية الجديدة وأصدرت بيانا يشيد بها بوصفها شاملة تضم شتى الأطياف ويلمح إلى ان الرياض قد تعيد قريبا فتح سفارتها هناك بعد إغلاق دام أكثر من عقدين. ولكن من غير المحتمل أن تستمر في مساندتها ما لم تر تحركات ملموسة لإحداث تغير حقيقي.

وتريد الرياض على وجه الخصوص إعادة سياسيين سنة بارزين مثل نائب الرئيس الهارب طارق الهاشمي الذي أدانه قاض شيعي بإدارة فرق اغتيال سنية إلى الحكومة.

وقال دبلوماسي رفيع في الخليج "إذا أظهرت الحكومة العراقية الجديدة أنها تؤدي الدور الذي يفترض أن تؤديه فإني على يقين ان السعوديين سيفعلون ما في وسعهم لتغيير عقلية العشائر السنية لتتبرأ من تنظيم الدولة الإسلامية وتقاتله".

ويقول محللون إن قيام السعوديين أنفسهم بعمل عسكري أمر بعيد الاحتمال لأن قواتها المسلحة ليست مؤهلة للقيام بهذه المهمة ولأنه سيكون من المحرج لبلد يصف نفسه بانه حامي الإسلام أن يشارك في هجمات في بلد إسلامي آخر. بحسب رويترز.

وعلى أي حال فإنها وافقت على استضافة بعض جهود التدريب لمقاتلي المعارضة السورية ولديها بالفعل منشأة في الطائف دربت فيها مئات من هؤلاء المقاتلين خلال العام المنصرم بالتعاون مع قوات خاصة غربية.

وفضلا عن ذلك فإن جناح المخابرات لوزارة الداخلية السعودية التي يديرها الأمير محمد بن نايف قد يكون لديه معلومات مفيدة عن الإسلاميين في سوريا والعراق. واحتياطيات النقد الأجنبي الكبيرة لدى السعودية قد تساعد في تغطية تكاليف عمل عسكري للآخرين وهو الدور الذي لعبته السعودية والكويت بأموالهما في حرب الخليج 1990-1991. بحسب رويترز.

ولكن هذه المساهمات قد لا تتحقق إذا رأت الرياض أدلة على تعاون بين الولايات المتحدة وإيران في العراق أو إذا أقدمت واشنطن على أي تحركات نحو قبول نظام حكم الرئيس بشار الأسد في سوريا"، وقال فورد فريكر سفير الولايات المتحدة في الرياض بين عامي 2007-2009 "سيكون هناك حوار صعب بين الولايات المتحدة والسعودية لبعض الوقت لأنهما لا تتفقان مئة في المئة في نظرتهما لإيران".

جهاديو المملكة

في سياق متصل نقل موقع سايت الذي يرصد الحركات الجهادية عن تسجيل مصور لانتحاري سعودي ينتمي لتنظيم الدولة الإسلامية دعوته مواطنيه السعوديين إلى الجهاد معربا عن أمله في ان "تتمدد الدولة الإسلامية" إلى السعودية "لإخراج المشركين من أرض الجزيرة". بحسب رويترز.

وجاءت رسالة الجهادي المعروف باسم ابو هاجر الجزراوي في وصيته قبل أن ينفذ تفجيرا انتحاريا في أغسطس آب في محافظة الرقة في سوريا وهي معقل للدولة الإسلامية، ونشر التسجيل المصور على موقع الكتروني تابع للدولة الإسلامية في وقت متأخر، وتوجه الجزراوي إلى مواطنيه بالقول "أين أنتم يا أبناء الجزيرة عن طواغيت الجزيرة" داعيا للانقلاب ليس فقط على العائلة الحاكمة والغربيين في السعودية بل أيضا على كبار علماء الدين في المملكة الذين شجبوا الدولة الإسلامية.

وقال الجزراوي "آن الأوان سنخرج المشركين من جزيرة العرب .. إن النار مبدؤها بمستصغر الشرر وذلك المستصغر لاشعال النار التي تكون عبوة موجهة على آل سعود وأحبارهم ورهبانهم"، وأضاف متوجها إلى أبو بكر البغدادي الذي اعلنه تنظيم الدولة الإسلامية خليفة للمسلمين "إمض بنا على هذه الطريق يا شيخنا وامض إلى أرض الجزيرة".

من جانب آخر تحقق السعودية مع 17 إماما في العاصمة الرياض لم ينددوا في خطبهم بالهجوم الذي تعرضت له المملكة من قبل تنظيم القاعدة هذا الشهر، حسب ما نقلت صحيفة أراب نيوز اليومية السعودية الناطقة بالإنجليزية، ذكرت صحيفة أراب نيوز اليومية السعودية الناطقة بالإنجليزية اليوم السبت أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحقق في أمر 17 إماما في العاصمة الرياض بشأن مزاعم عن تقصيرهم في الحديث في خطبهم عن الهجوم الذي نفذته القاعدة هذا الشهر، وتراقب المملكة عن كثب خطب المساجد بحثا عن أدلة على التشدد منذ العقد الماضي عندما نفذت القاعدة سلسلة هجمات داخل السعودية راح ضحيتها المئات. بحسب فرانس برس.

ونقلت الصحيفة عن توفيق السديري، وهو وكيل بالوزارة، قوله إن الأئمة يخضعون للتحقيق بشأن مزاعم عن تقصيرهم في الحديث عن الهجوم في خطبهم.

وهاجم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بلدة شرورة الحدودية من قاعدته في اليمن في وقت سابق هذا الشهر، ما أدى إلى مقتل أربعة من حرس الحدود ومواطن سعودي قبل قتل جميع المهاجمين أو إصابتهم، وهذا الهجوم هو الأول للتنظيم داخل المملكة منذ عام 2009 عندما حاول اغتيال الأمير محمد بن نايف، الذي كان مساعدا لوزير الخارجية للشؤون الأمنية آنذاك، لكنه الآن يشغل منصب وزير الداخلية.

وقالت وزارة الداخلية إن منشآت البنية التحتية آمنة بعد أن ذكرت تقارير إعلامية محلية أن متشددا مقيما في العراق طلب من أسرته الرحيل عن منازلهم بسبب هجوم مخطط على المملكة، ونسبت صحيفة آراب نيوز إلى المتحدث باسم الوزارة قوله أن هذه التقارير غير صحيحة، لكن جرى تعزيز الإجراءات الأمنية حول كل المنشآت الحيوية بسبب الفوضى في العراق.

السعودية وهاجس القاعدة

الى ذلك قالت وزارة الداخلية السعودية إنه جرى اعتقال 62 يشتبه بأنهم من متشددي القاعدة وأن لهم صلات بمتشددين في سوريا واليمن ويخططون لشن هجمات على أهداف حكومية وأجنبية في المملكة.

وهذا العدد يمثل أكبر مجموعة قالت السلطات إنها فككتها بشبهة التشدد الإسلامي منذ عامين في البلاد، وقال اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية في تصريح صحفي أذاعه التلفزيون إن نحو 35 من المحتجزين كانت السلطات قد احتجزتهم في تهم أمنية قبل أن يتم إطلاق سراحهم، وأضاف أن المحتجزين "بايعوا أميرا لهم وباشروا في بناء مكونات التنظيم ووسائل دعمه والتخطيط لعمليات إجرامية تستهدف منشآت حكومية ومصالح أجنبية واغتيالات لرجال أمن وشخصيات تعمل في مجال الدعوة ومسؤولين حكوميين"، وتابع أن الخلية كانت لديها صلات بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي ينشط في العراق وسوريا. بحسب رويترز.

وتقول الجماعات الحقوقية الدولية إن آلاف المحتجزين والمسجونين في السعودية لأسباب أمنية على مدى العقد الماضي كانوا معارضين سلميين. وتنفي السلطات ذلك.

كما قالت وزارة الداخلية السعودية إن شخصين يشتبه أنهما من متشددي تنظيم القاعدة فجرا نفسيهما بعد محاصرتهما داخل مبنى حكومي في جنوب المملكة عقب هجوم على منفذ حدودي مع اليمن أسفر عن مقتل أربعة من أفراد الأمن. بحسب رويترز.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن الاثنين كانا ضمن مجموعة من ستة أفراد من متشددي القاعدة هاجموا منفذ الوديعة الحدودي يوم الجمعة من اليمن. وقتل ثلاثة من المتشددين يوم الجمعة وأصيب رابع وتم اعتقاله.

وتعتبر السعودية حدودها مع اليمن التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر تحديا أمنيا رئيسيا. وتبني سياجا حدوديا مع اليمن منذ عام 2003 لمنع المتشددين والمجرمين من التسلل إلى أراضيها.

على صعيد ذو صلة سخر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب من إجراءات مشددة جديدة لمحاربة الارهاب إتخذتها السعودية وقال إنها لن تردع مقاتليه وتثبت أن المملكة تدور في فلك الولايات المتحدة، وفي بيان نشر على الانترنت قال تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إن إعلان الرياض جماعة الاخوان المسلمين منظمة ارهابية يثبت أن السلطات العلمانية لن تتهاون مع الجماعات الاسلامية، وفي الثالث من فبراير شباط أعلنت السعودية عن تشديد العقوبات على السعوديين الساعين للانضمام إلى جماعات مسلحة في الخارج وفي السابع من مارس اذار الجاري أعلنت وزارة الداخلية إدراج الاخوان المسلمين على قائمة المنظمات الارهابية. بحسب رويترز.

وبمقتضى الاجراءات الجديدة ستسجن السعودية أي مواطن يقاتل في صراعات في الخارج 20 عاما في خطوة ترمي فيما يبدو إلى منع السعوديين من الانضمام للمقاتلين في سوريا وما يشكلونه من خطر أمني عند عودتهم للبلاد.

وقال الربيش "لقد كان من المضحكات في هذا البيان إدراج جماعة الإخوان ضمن الجماعات الارهابية وفي هذا رسالة لكل الجماعات التي تداهن في طرحها وتتنازل عن شئ من مبادئها أنها مهما غيرت وبدلت فإن رؤوس الكفر لن ترضي عنهم حتي يعلنوا تركهم لكل ما يرتبط بالاسلام".

متشددون سعوديون تركوا سوريا والعراق وانضموا للقاعدة في اليمن

الى ذلك قال المسؤول الأمني إن بعض المتشددين السعوديين الذين جاءوا لليمن من سوريا يمثلون أمام المحكمة بعدما ألقي القبض عليهم وإن بعض السعوديين المشاركين في هجوم المستشفى قاتلوا في العراق. بحسب رويترز.

وقال عبد الرزاق الجمل وهو صحفي يمني أجرى مقابلات مع أعضاء في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إن التنظيم يحاكي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام في أساليبها وفي اختيار أهدافها، وأضاف أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اعتاد أن ينفذ عملياته بوضع عبوات ناسفة على جانب الطريق لكنه بدأ الآن في اقتحام المنشآت.

ورغم أن المسؤول الأمني يقول إن عشرات السعوديين انتقلوا من سوريا والعراق إلى اليمن إلا أن تحديد أعدادهم أمر صعب.

وكان اليمن قال في 11 فبراير شباط إنه سلم السعودية 29 من مواطنيها المطلوبين لأنهم مقاتلون في القاعدة. ولا توجد معلومات حول الموعد الذي وصلوا فيه إلى اليمن، وذكر مصدر دبلوماسي خليجي أن أكثر من عشرة سعوديين "مؤثرين" انضموا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن بعد أن قاتلوا في سوريا، لكن اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية قال إنه يعتقد انه من المستبعد أن ينتقل متشددون سعوديون كثيرون من سوريا أو العراق إلى اليمن لأن البلدين لا يزالا ابرز ساحتين للجهاد.

وقال إن "بضع مئات" من المتشددين السعوديين كانوا قد انتقلوا في السابق إلى اليمن وإن الوزارة ليس لديها معلومات عن أي سعودي ربما سافر من سوريا إلى اليمن في الآونة الأخيرة دون أن يمر عبر السعودية.

حان الوقت لنقول للسعوديين بعض الحقائق

في صحيفة التايمز مقالاً لروجر بويز بعنوان "حان الوقت لنقول للسعوديين بعض الحقائق"، ويقول كاتب المقال مخاطبا القراء البريطانيين إنه "لا ينبغي أن تشتري أموال السعودية صمتنا، فدعمها للجهاديين يهدد أمننا القومي".

ويشير كاتب المقال إلى أن المملكة العربية السعودية ما زالت من أفضل زبائن شراء الأسلحة البريطانية، مشيراً إلى أن صفقة طائرات التايفون التي أبرمت مؤخراً، ساهمت في الحفاظ على 5000 وظيفة في لانكشير، إلا أن "الزبائن الجيدين ليسوا بطبيعة الحال من أفضل الحلفاء، إذ إن السعودية تعمل منذ عام تقريباً ضد مصالحنا"، حسب قوله.

ويبرر الكاتب آراءه بالقول إن أعداد الجهاديين السعوديين أكبر بكثير من أي دولة أخرى، فشيوخ السلفية يشجعون الشباب في بريطانيا والدول الأوروبية على حمل السلاح والقتال ضد المسلمين الشيعة وغير المسلمين، بحسب رأيه.

ويقول بويز "نحن نقلق من الجهاديين البريطانيين، إلا أن السعوديين الذين هم من قدامى المحاربين في أفغانستان والشيشان والبوسنة، هم المسؤولون عن تنظيم هذه المجموعات القتالية الأجنبية"، مضيفاً "هناك 1200 جهادي سعودي في ميادين القتال، إن لم يكن 2000، وقد قتل حوالي 300 سعودي خلال العام الماضي بسبب مشاركتهم في القتال خارج البلاد، وهم ينتمون إلى تنظيمات مختلفة، ومنها: جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام".

وختم بويز مقاله بالقول إن "السعودية أضحت حليفتنا لأنها أمنت لنا البترول الذي حافظ على تنشيط اقتصادنا، إلا أن تصرفات الرياض بدأت تزعزع استقرار العراق الذي يعد ثاني أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 23/آيلول/2014 - 27/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م