صناعة سيارات.. مستقبل تكتسحه التكنولوجيا

 

شبكة النبأ: صناعة السيارات العالمية لا تزال تشهدا تنافس شديدا بين الشركات المصنعة، التي تسعى الى تطوير منتجاتها مستفيدة بشكل تام من تقنيات العصر الحديثة، التي وفرها التقدم العلمي والتطور التكنولوجي المتسارع كما يقول بعض الخبراء، الذين اكدوا على ان صناعة السيارات تمر بمراحل تطور سريع، ستسهم بإنتاج سيارات مختلفة وبتقنيات حديثة خصوصا وان العديد من الشركات قد قدمت بعض النماذج لسيارات المستقبل الجديدة والغريبة والتي ستجمع بين التكنولوجيا المتطورة و صداقة البيئة والتي اثارت اعجاب الكثير من الزبائن.

وبحسب بعض التوقعات وكما تشير بعض المصادر، فان عجلة القيادة الحديثة الحالية ربما ستختفي من الاسواق بعد عام 2035. وجاء ذلك بناء على مسح حول مستقبل السيارات ذاتية القيادة وشمل 200 باحث وأكاديمي وطالب جامعة وأعضاء جمعيات السيارات ومؤسسات حكومية والعاملين في مجال السيارات. وأظهر المسح اتفاق المشاركين فيه على اختفاء العديد من الخصائص الحالية في السيارات خلال الأعوام العشرين المقبلة. واتفق أغلب المشاركين على اختفاء المرايا الخلفية وآلات التنبيه وفرامل الطوارئ من السيارات بحلول 2030 بينما ستختفي عجلة القيادة ودواسة البنزين والفرامل بحلول 2035.

وذكرت مجلة موتور تريند الأمريكية أن شركات السيارات اتخذت بالفعل خطوات كبيرة في طريق تحويل حلم السيارة بدون سائق إلى حقيقة، حيث بدأت نيسان موتور اليابانية في تطبيق تكنولوجيا المرايا الخلفية الذكية في بعض طرزها خارج اليابان. كما تعمل شركة جوجل لخدمات الإنترنت في مشروع لتطوير السيارة ذاتية القيادة، وتعد السيارة من اهم الوسائل التي تسهل عملية التنقل في عصرنا الحديث.

في بريطانيا قريباً

وفي هذا الشأن فقد أعلنت الحكومة البريطانية أنه سيسمح للسيارات الذاتية القيادة بالسير على الطرق العامة اعتبارا من شهر يناير/كانون الثاني القادم. ودعت الحكومة المدن البريطانية للتنافس على استضافة واحدة من التجارب الثلاث التي ستجرى على هذه التقنية الجديدة في عالم السيارات، والتي ستبدأ بشكل متزامن. وطالبت الحكومة - علاوة على ذلك - بمراجعة اللوائح الخاصة بسلامة الطرق في بريطانيا لتقديم الإرشادات المناسبة.

وكانت وزارة النقل تعهدت في بادئ الأمر بالسماح بتجربة السيارات الذاتية القيادة على الطرق العامة بحلول نهاية عام 2013. وكشف وزير الأعمال فينس كيبل عن تفاصيل الخطة الجديدة في منشأة بحثية تابعة لشركة "ميرا" لهندسة السيارات يوجد مقرها في منطقة ميدلاندز. وقال فينس إن "إعلان اليوم سيؤذن بخروج السيارات الذاتية القيادة إلى شوارعنا خلال أقل من ستة أشهر، وهو ما يضعنا في مقدمة هذه التكنولوجيا التي تمثل طفرة، وفتح آفاق لفرص جديدة لاقتصادنا ومجتمعنا".

وكان مهندسون بريطانيون - من بينهم مجموعة من جامعة أوكسفورد - يجرون اختبارات على السيارات الذاتية القيادة، لكن المخاوف المتعلقة بقضايا قانونية وأخرى خاصة بالتأمين حصرت سيرها فقط على الطرق الخاصة. لكن دولا أخرى كانت أسرع في تمكين السيارات الذاتية القيادة من السير في الطرق العامة. وأقرت ولايات كاليفورنيا، ونرفادا، وفلوريدا، الأمريكية اختبارات السيارات، وفي كاليفورنيا وحدها قطعت سيارات غوغل الذاتية القيادة أكثر من 300 ألف ميل على الطريق المفتوح.

وفي عام 2013، أجرت نيسان اليابانية أول اختبار لسيارة ذاتية القيادة على الطرق العامة على أحد الطرق السريعة. وفي أوروبا، منحت مدينة "غوتنبرغ" السويدية شركة فولفو الموافقة على اختبار 1000 سيارة ذاتية القيادة، لكنه من غير المقرر إجراء هذه الاختبارات قبل عام 2017. وأمام المدن البريطانية، التي ترغب في استضافة إحدى هذه التجارب، حتى بداية أكتوبر/تشرين الأول للإعلان عن رغبتها في ذلك. ومن المقرر أن تستمر الاختبارات ما بين 18 شهرا و36 شهرا. وأنشئ صندوق بقيمة عشرة ملايين استرليني لتغطية تكاليف الاختبارات، وستشارك المدن الثلاث الفائزة في تحمل هذه التكاليف.

 أقرت دول عديدة تكنولوجيا تصنيع السيارات الذاتية القيادة مؤخرا. وصدرت تعليمات للمسؤولين بضرورة مراجعة لوائح السير على الطرق قبل نهاية العام الحالي. وستشمل هذه اللوائح ضرورة التزام السيارات الذاتية القيادة بقوانين السلامة والمرور، وتشمل تغييرات في التعليمات الخاصة بالسير على الطرق السريعة التي تطبق في انجلترا واسكتلندا وويلز. وكانت شركة غوغل الأمريكية كشفت في مايو/أيار عن خطط لتصنيع 100 سيارة ذاتية القيادة. وعرضت غوغل، عملاق البحث الإلكتروني، نموذجا لهذه السيارات لا يحتوي على عجلة قيادة أو دواسات، إنما فقط زر للحركة والتوقف.

واستحدثت غوغل تكنولوجيا القيادة الذاتية الخاصة بها في سيارات من تصنيع شركات أخرى من بينها تويوتا، وأودي، ولكزس. وبدأت شركات تصنيع كبرى أخرى، من بينها بي إم دبليو، ومرسيدس بنز، ونيسان، وجنرال موتورز، في تطوير طرز خاصة بها من هذه السيارات. بحسب بي بي سي.

وأعلنت شركة البحث الصينية "بايدو" مؤخرا اهتمامها أيضا بهذا النوع من السيارات، وقالت إن معاملها البحثية بدأت "مراحل أولى" لإطلاق مشروع لتصنيع سيارات ذاتية القيادة. لكن سياسيين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى أعربوا عن مخاوفهم بشأن سلامة السيارات الذاتية القيادة. وحذر مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي أي" في وقت سابق بأن السيارات الذاتية القيادة يمكن أن تستخدم كسلاح قاتل. وتوقع "إف بي أي" أن هذه السيارات "سيكون لها أثر كبير في تغيير الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها جهات تنفيذ القانون (الشرطة) وخصومها (من مرتكبي الجرائم) من الناحية العملية في التعامل مع هذه السيارات".

سيارة جوجل

من جهة اخرى تتوقف السيارة عند إشارة التوقف .. تنحدر عند المنعطفات .. لا تتمايل أو تهتز.. إنها سيارة جوجل التي تسير دون سائق وقد تمت تجربتها في شوارع ماونتن فيو الهادئة بوادي السليكون حيث مقر شركة الانترنت العملاقة. المهندسون الذين أجروا التجربة ليسوا من خبراء السيارات وإنما مهندسون بارعون في علوم الكمبيوتر والتكنولوجيا. ولم تسر السيارة مسرعة رغم أن مهندسي جوجل قالوا إنه في بعض الأوقات يكون السير بسرعة أكثر أمانا من الالتزام بالحد المسموح به.

وقال دميتري دولجوف مهندس البرمجيات للمشروع "آلاف الأشخاص يقتلون في حوادث السيارات كل عام ... هذه (السيارة) قد تغير كل ذلك." و"المستقلة" هو الاسم الفني الذي يستخدمه دولجوف الأمريكي روسي المولد لوصف السيارات القادرة على قيادة نفسها. وأعلنت جوجل عن البرنامج الخاص بالسيارات التي تسير دون سائق عام 2010 غير أنه بدأ في العام الماضي فقط.

ويقول دولجوف (36 عاما) إن البرنامج قد لا يؤثي ثماره قبل سنوات ومن ثم فان جوجل لا تكشف عن أي خطط تجارية للسيارة التي تسير دون سائق إن كانت هناك خطة. وكان دولجوف قام برحلة في الآونة الأخيرة بواحدة من هذه السيارات وسار بها مسافة 725 كيلومترا من وادي السليكون حتى تاهو ثم عاد ثانية. وخلال جولة تجربة السيارة التي استغرقت 25 دقيقة كان بريان تروسيليني "السائق الاختباري الرئيسي" يجلس على مقعد السائق تحسبا لحدوث أي شيء إذ عليه آنذاك أن يتحول إلى القيادة العادية للسيارة. ولكن لم يحدث ما يستدعي ذلك.

وجلس دولجوف في مقعد السيارة الخلفي وأدخل الوجهة المطلوب في جهاز كمبيوتر محمول جرى توصيله بالسيارة. وحدد البرنامج المسار على الخريطة وانطلقت السيارة. والواقعة المثيرة الوحيدة كانت عندما انحرفت سيارة قادمة يسارا لتجد نفسها في الطريق أمام سيارة دولجوف التي استخدمت المكابح وتوقفت ثم صحح سائق السيارة الأخرى مساره سريعا. بحسب رويترز.

وقال دولجوف إن السيارة مبرمجة لتسير بالحد المسموح به للسرعة غير أن الأبحاث توضح أن الالتزام بهذا الأمر في الوقت الذي تسير فيه سيارات أخرى بشكل أسرع قد يكون خطيرا ومن ثم يمكن للسيارة "المستقلة" أن تتجاوز حد السرعة بما يصل إلى 16 كيلومترا في الساعة عندما تسمح الأوضاع المرورية بذلك.

سيارات تتحدث

الى جانب ذلك قالت جامعة ميشيجان إن مجموعة شركات من بينها العديد من الشركات الكبرى في مجال صناعة السيارات انضمت للمبادرة البحثية للقطاعين العام والخاص لوضع الأساس لنظام يربط الحافلات لاسلكيا ويساعد في تدفق حركة المرور بيسر. وسيساعد مركز تابع للجامعة في تطوير وتطبيق تكنولوجيا تتيح للحافلات التحدث مع بعضها بعضا كما سيتيح للبيئة المحيطة مثل أضواء الكشافات بتقليل الاختناق المروري وحوادث الحافلات.

ويشتمل هذا البرنامج على زيادة في استخدام التكنولوجيا لجعل الوظائف ذاتية مثل التحكم في التجول والقيادة التي تتميز بالوقوف المتكرر. وقالت الجامعة إن المبادرة تأمل في تنفيذ تشغيل نظام السيارات المتصلة والذاتية بحلول 2021 في آن أربور بميشيجان حيث توجد الجامعة. وتعهد عدد من الشركات بدفع مليون دولار في غضون ثلاث سنوات لإنشاء المركز من بينها جنرال موتورز وفورد موتور وتويوتا موتور وهوندا موتور ونيسان موتور. وقال متحدث إن من المتوقع أن يجمع المركز ما يصل إلى 100 مليون دولار بحلول 2021 للمشروع.

على صعيد متصل تعتزم شركة "جنرال موتورز" الأمريكية تطويع التكنولوجيا الحديثة لقيادة آمنة، بإطلاق سيارة باستخدام شبه تقنية "الطيار الآلي"، في غضون ثلاثة أعوام. وقالت المدير التنفيذي للشركة، ميري بارا، خلال مؤتمر حول تكنولوجيا وسائل المواصلات: "عبر التقنية والابتكارات سنجعل من القيادة أكثر آمانا." وسيكون بمقدور السيارة الجديدة السير بتقنية القيادة الذاتية بدون سائق من خلال "التخاطب" مع السيارات الاخرى وعبر استخدام مجسات.

وقالت بارا انه سيتم تزويد السيارة الجديدة بتقنية شبه اوتوماتيكية للقيادة لن تجعل هناك حاجة الى المسك بعجلة القيادة خلال السير في الطرقات السريعة وفى الطرق ذات الوقوف المتكرر. وتنوي "جنرال موتورز" تزويد سيارة "كاديلاك CTS" عام 2017، بالتقنية الحديثة المتوفر بعضها في السيارات الحالية مثل تقنية تفادي التصادم. وأوضحت بارا بان نظام التقنية الحديث سيساهم في الحد من الاختناقات المرورية وحوادث السير والتلوث. بحسب CNN.

وبالتزامن، تعمل عددا من الشركات كغوغل ومرسيدس ونيسان على تطوير أنواع مختلفة من السيارات شبه أوتوماتيكية أو أخرى لا تحتاج إلى سائق، ورغم ذلك تبدو السيارة "المستقلة تماما" ربما بعيدة المنال بعض الشيء. وفي الأثناء، تعكف الجهات التنظيمية بالحكومة الفيدرالية على تطوير قوانين الأمن والسلامة لتواكب القفزات التقنية.

السيارات الذكية والمستثمرين

في السياق ذاته قد تكون شركات التكنولوجيا والاتصالات أكبر الفائزين في سوق السيارات المتصلة بالشبكة والتي قد تبلغ قيمتها 50 مليار دولار على مدى الأعوام العشرة المقبلة مما سيجذب المستثمرين بعيدا عن شركات صناعة السيارات التقليدية. وتعمل شركات شتى منها مصنعو الرقائق وعمالقة التكنولوجيا مثل انفنيون وجوجل في مجال التطوير السريع واختبار السيارات الذكية ذاتية القيادة أو تلك التي تسمح للسائق باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول من خلال لوحة العدادات.

ويتبنى عدد من صناع السيارات ذلك الاتجاه حيث تعمل نيسان موتور وفولكسفاجن وأودي وتويوتا موتور مع شركات تكنولوجيا لاختبار تقنيات السيارة ذاتية القيادة. لكن مديري الصناديق والمحللين يقولون إن المستفيد الأكبر سيكون شركات التكنولوجيا والاتصالات - من الأسماء الأمريكية الكبيرة إلى الشركات الأوروبية الصغيرة. وقال كريستيان جيمينيز مدير الصندوق ورئيس ديامانت بلو جستيون "إنها سوق جديدة تماما. "الطريقة المثلى للدخول في تلك اللعبة هي أن يشتري المستثمرون في المدى الطويل أسماء مثل مايكروسوفت أو صناع الرقائق مثل انفنيون وليس (شركات صناعة السيارات) بيجو ورينو."

وإذا نمت السوق الجديدة إلى 50 مليار دولار كما يتوقع بنك إكسان بي.ان.بي باريبا الفرنسي فستعادل نحو نصف حجم إيرادات بي.ام.دبليو الألمانية لصناعة السيارات في العام الماضي. وتتصدر شركة الانترنت العملاقة جوجل المسيرة بين شركات التكنولوجيا وتحاول اقتحام الصناعة التي يبلغ عمرها 100 عام بالعمل على نماذج اختبارية لسيارات ذاتية القيادة بالكامل.

وقد يستغرق الأمر بضع سنوات قبل أن يسير مثل هذا النوع من السيارات في الطرقات لكن جوجل أحدثت هزة في القطاع بالفعل عندما قالت إن أول سيارة تعمل باستخدام برنامجها أندرويد أوتو - وهو تطبيق يعمل بالأوامر الصوتية يسمح للسائق بتصفح الخرائط وإرسال الرسائل من خلف عجلة القيادة - ستطرح في صالات العرض في وقت لاحق هذا العام. بحسب رويترز.

ودخلت أبل السباق أيضا بمنتجها الجديد كار بلاي - الذي يتكامل مع وظائف هاتف آي.فون - ويسمح للسائق باستخدام التطبيقات مباشرة من خلال لوحة العدادات لرؤية الخرائط وإجراء المكالمات والاستماع إلى الموسيقى وإرسال واستقبال الرسائل النصية. وبحسب شركة الاستشارات البريطانية ماشينا ريسرش لا تزيد نسبة السيارات المتصلة بالشبكة اليوم على حوالي عشرة بالمئة لكن من المتوقع أن يزيد الرقم إلى 90 بالمئة بحلول 2020. وقال ستيوارت بيرسون المحلل لدى إكسان بي.ان.بي في مذكرة للعملاء "هذا ليس حلما بعيد المنال بل سباق لخمس سنوات ستكون نتيجته كسب المال أو خسارته" متوقعا نمو سوق خدمات السيارات المتصلة بالشبكة نحو 30 بالمئة سنويا حتى 2020.

دعم تويوتا

على صعيد متصل تستعد اليابان لإقرار دعم سيساعد تويوتا موتور وموردين كبار على تصدر سوق سيارات خلية الوقود التي تعمل بالهيدروجين وقد تتجاوز قيمتها 400 مليون دولار في السنوات المقبلة. وخطة رئيس الوزراء شينزو آبي لمنح المستهلكين خصما لا يقل عن 20 ألف دولار للسيارة الواحدة هي أكبر برنامج حكومي لدعم السيارات التي تعمل بالهيدروجين مما سيعطي دفعة للتكنولوجيا الجديدة على التطبيقات التجارية وترجع جذورها إلى سباق الفضاء لكن تويوتا وآخرين يتوقعون انتشارها في العقود المقبلة.

وسيخفض البرنامج الممول من دافعي الضرائب تكلفة سيارة خلية الوقود التي ستطلقها تويوتا قريبا إلى حوالي 50 ألف دولار في اليابان لتقترب من ثمن سيارة سيدان فاخرة صغيرة مثل الفئة الثالثة من بي.ام.دبليو. وأعلن آبي الخطوط العريضة للخطة ويجري العمل على وضع التفاصيل. ومن شأن الخفض أن يجعل سيارة تويوتا في متناول مشغلي سيارات الأجرة والشركات الأخرى التي تملك أساطيل سيارات تتحرك في نطاق محطات وقود الهيدروجين المئة التي تتوقع اليابان الانتهاء من تشييدها بحلول مارس آذار 2015.

وقال توموهايدي كازاما كبير المستشارين في معهد نومورا للأبحاث "مازال من الصعب إكساب تلك السيارات شعبية بين المستهلكين العاديين لكن تأثير الدعم سيصل إلى الشركات المهتمة بالترويج لنفسها كشركات صديقة للبيئة .. إنها خطوة لزرع بذرة للنمو في المستقبل." وتعمل سيارات خلية الوقود بالكهرباء المولدة من خلايا تدمج الهيدروجين والأكسجين وهي قيد الاختبار منذ الستينيات عندما كانت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تعمل على تطوير التكنولوجيا. بحسب رويترز.

ويعتبر هذا النوع من السيارات بديلا غير ضار بالبيئة لسيارات محركات الاحتراق لأنه لا ينبعث منها إلا الماء والحرارة. وقد يساعد ذلك اليابان على التحول إلى طاقة الهيدروجين حيث يسعى البلد المعتمد على استيراد الوقود الاحفوري كمصدر للطاقة بعد كارثة فوكوشيما النووية للحد من انبعاثات الكربون. وفي حين يأتي معظم الهيدروجين المنتج في البلاد حاليا من الوقود الاحفوري فإن الحكومة تأمل في تطبيق الإنتاج الخالي من الكربون بحلول 2040. وفي مسعى للترويج للتكنولوجيا اختبر آبي سيارة تويوتا السيدان التي تعمل بخلية الوقود وستطرح في اليابان وظهر وهو يزود بوقود الهيدروجين سيارة من نوع هوندا كلاريتي المؤجرة حاليا لحكومات وبعض الشركات.

سيارات ميني

الى جانب ذلك تلقى سيارات "ميني" منذ اتخاذها حلة جديدة في العام 2011 إقبالا كثيفا بحيث باتت تنفد من مصانعها في أوكسفورد، في دليل على ازدهار قطاع السيارات البريطاني. ويقع مركز صنع هذه السيارة التي استحدثتها مجموعة "بريتيش موتور كوربورايشن" (بي ام سي) في جنوب إنكلترا. وقد أضفى عليها مصنعها الحالي الألماني "بي ام دبليو" حلة جديدة من 13 عاما. وقد تخطت المجموعة الألمانية التي تتخذ في ميونخ مقرا لها عتبة الثلاثة ملايين نموذج من سيارة "ميني" المعادة التصميم، في دليل على النجاح الكبير الذي تلقاه النسخ المجددة، علما أنه تم صنع 5,4 ملايين سيارة من النسخة الأصلية في خلال أربعين عاما.

وقالت وزيرة النقل البريطانية سوزن كرايمر خلال الحفل الكبير الذي نظمته "بي ام دبليو" للاحتفاء بتخطيها هذه العتبة إن "سيارة ميني هي رمز بريطاني وعنصر أساسي من عوامل ازدهار صناعة السيارات" في البلاد. وصممت هذه السيارة بالأصل لتكون سيارة مدخرة للوقود بعد بضع سنوات من أزمة قناة السويس التي أدت إلى ترشيد استهلاك النفط، وهي سرعان ما بدأت تشد المستخدمين بتصاميمها الجذابة غير المألوفة وسرعتها وسهولة استخدامها.

ولم تبق هذه العلامة أسيرة ماضيها المجيد بل عرفت كيف تتكيف مع التوجهات المستقبلية. فهي باتت ملك مجموعة "بي ام دبليو" في العام 1994 مع شراء شركة "روفر"، ونجت من شر إعادة بيعها في العام 2000. وقام المصنع البافاري بإعادة تصميم السيارة بالكامل التي ازدادت طولا ورونقا. ونجحت هذه السيارة بنماذجها الرفيعة المستوى في استقطاب قاعدة خاصة من الزبائن، لا سيما في أوساط أبناء المدن والنساء. وقد بيع 305 آلاف وحدة في العام 2013 من نماذج "ميني" جميعها.

ولفت يان فليتشر المحلل لدى "آي إتش اس" إلى أن "بي ام دبليو حافظت على جميع نقاط القوة في سيارة ميني الأصلية، من قبيل تصاميمها الخارجية وسهولة قيادتها، معززة في الوقت عينه سلامة المنتج ونوعيته ... وأصبحت النسخة الجديدة مريحة إلى حد أبعد وأكثر جاذبية بالنسبة إلى الكثير من السائقين". وتباع هذه السيارة اليوم في حوالى 110 بلدان. وتعد الولايات المتحدة أكبر سوق لها، متقدمة على بريطانيا وألمانيا والصين وفرنسا.

ولا تكشف "بي ام دبليو" عن العائدات التي تدرها "ميني"، لكنها يؤكد أن هذه العلامة مربحة. وتصدر من مصنع أوكسفورد الممول من استثمارات ألمانية ألف سيارة كل يوم، أي أكثر بثلاث مرات من المعدل السائد في العام 2001. وقد ارتفع عدد العمال في المصنع من 2400 إلى 4 آلاف، ومن المرتقب أن يبلغ المصنع أعلى مستويات إنتاجيته بحلول سنة أو سنتين، مع 260 ألف وحدة في السنة الواحدة. بحسب فرانس برس.

وتنتج بعض نماذج هذه السيارة في غراتس في النمسا وأيضا في بورن في هولندا منذ تموز/يوليو الماضي. وقال يان فلتشر إن "سيارة ميني تعكس الوضع الجيد جدا لصناعة السيارات في بريطانيا التي باتت اليوم جد مختلفة عما كانت عليه قبل 10 سنوات". وصحيح أن جميع الماركات البريطانية الكبيرة (ميني وجاكوار ولاند روفر وبينتلي ورولز-رويس) أصبحت اليوم ملك مجموعات أجنبية، غير أن إنتاج السيارات في البلاد تخطى العام الماضي عتبة 1,5 مليون سيارة وهو أعلى مستوى له منذ العام 2007. وينتشر المصنعون اليابانيون، من قبيل "نيسان" و"تويوتا" و"هوندا"، في السوق البريطانية التي قد تتخطى إسبانيا وفرنسا بحلول العام 2017 لتحتل المرتبة الثانية في صناعة السيارات بعد ألمانيا، وفق بعض التقديرات.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/آيلول/2014 - 24/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م