خطف الرهائن.. جوكر جديد في حرب التنظيمات الإرهابية على العالم

 

شبكة النبأ: التنظيمات الإرهابية المسلحة المنتشرة في العديد من دول العالم، بدأت وبحسب بعض المراقبين تعتمد استراتيجية جديدة في مواجهاتها خصومها، وخصوصا الدول الغربية الكبرى حيث اعتمدت هذه التنظيمات المسلحة اسلوب خطف الرهائن الذي اصبح اليوم من اهم اساليب لدى العديد من الجماعات الإرهابية التي تهدف الى خلق حالة من الرعب والقلق في نفوس الاخرين ،هذا بالإضافة الى ان هذا الاسلوب سيكون ورقة ضغط قد تجبر تلك الحكومات على تقديم بعض التنازلات السياسية والمالية المهمة، التي تفيد في عمل هذه المجاميع حيث اشارت بعض التقارير الى ان تنظيم القاعدة قد حصل على اموال طائلة من هذه العلميات وصلت الى ما يقارب125 مليون دولار على الأقل جاء اكثرها من الحكومات الغربية. وبلغت قيمة هذه الأموال ما يقارب 66 مليون دولار في العام 2013 فقط.

ويصعب تحديد عدد الرهائن لدى هذه التنظيمات الاجرامية إذ تتكتم الحكومات والعائلات الشركات التي يعمل لديها الرهائن، بشأن احتجازهم حرصا على سلامتهم حتى تأمين الإفراج عنهم، يرى الخبراء أن بث عمليات القتل الوحشية ليست سوى استراتيجية منخفضة التكلفة من أجل جذب أنظار العالم وتوسيع كوادر التنظيم القتالية، هذا بالإضافة الى بث الرعب في قلوب ذوي الرهائن من اجل الحصول على الاموال، خصوصا مع وجود دول وسيطة تربطها علاقة طيبة مع هذه المجاميع الارهابية يرى البعض انها قد تكون شريك اساسي في هذه العمليات لكنها تسعى الى اخفاء ذلك من خلال قلب الحقائق وتزيفها.

بيع الصحفي سوتلوف

وفي هذا الشأن قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن الولايات المتحدة ليست لديها معلومات تشير إلى أن الصحفي الأمريكي ستيفن سوتلوف الذي ذبحه تنظيم الدولة الاسلامية "بيع" للتنظيم من قبل مقاتلين معتدلين في المعارضة السورية. وقال باراك بارفي المتحدث باسم أسرة سوتلوف لشبكة تلفزيون سي.إن.إن الاخبارية إن الأسرة تعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية دفع ما يصل إلى 50 ألف دولار للمقاتلين الذين أبلغوه بأن سوتلوف (31 عاما) موجود في سوريا. وقال إيرنست للصحفيين "على أساس المعلومات التي قدمت لي لا أعتقد أن هذا دقيق."

وأشار إلى تحقيق لمكتب التحقيقات الاتحادي حول مقتل سوتلوف شمل "كيف أن السيد سوتلوف يمكن أن يكون وقع في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية." وقال بارفي لشبكة سي.إن.إن التلفزيونية إن أسرة سوتلوف علمت من "مصادر في الميدان" لم تحدد أن عضوا في مجموعة سورية معتدلة اتصل بمتشددي الدولة الإسلامية بشأن سوتلوف. وأكد بارفي تصريحاته.

وقال بارفي إن أسرة سوتلوف غاضبة من الطريقة التي أدارت بها إدارة الرئيس باراك أوباما الأزمة لكنه لم يقدم تفاصيل وقال إن الأسرة ستتحدث بنفسها قريبا. ويسعى أوباما لزيادة المساعدات لجماعات المعارضة المعتدلة في سوريا التي تقاتل للإطاحة بالرئيس بشار الأسد والتي تعتبر أيضا أداة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. واستولى متشددو التنظيم على أراض في العراق وسوريا وأعلنوا قيام الخلافة عليها.

وفي 19 أغسطس آب أظهر فيديو ذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي وقالت الدولة الإسلامية إنها تنتقم من الهجمات الجوية الأمريكية على مقاتليها في شمال العراق. واستأنفت الولايات المتحدة الغارات الجوية على العراق في أغسطس آب للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية عام 2011. وأبلغ أوباما زعماء الكونجرس إن لديه السلطة اللازمة لاتخاذ إجراءات لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية مما يشير مرة أخرى إلى أن البيت الأبيض لن يطلب من الكونجرس التصويت بالموافقة على خطته. واجتمع أوباما مع كبار الزعماء الديمقراطيين والجمهوريين لرسم خطته لمحاربة الدولة الإسلامية.

ويذكر ان والدة الصحافي الاميركي ستيفن سوتلوف قد ناشدت زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" ابو بكر البغدادي في رسالة مصورة اطلاق سراح ابنها المهدد بالقتل. وفي شريط فيديو ناشدت شيرلي سوتلوف ابو بكر البغدادي اطلاق سراح ابنها. وقالت "اوجه اليكم رسالة، ابو بكر البغدادي القرشي الحسيني، الخليفة في الدولة الاسلامية. انا شيرلي سوتلوف. ابني ستيفن بين ايديكم".

وتابعت "انه صحافي قام برحلة لنقل قصة المسلمين الذين يعانون على ايدي الطغاة". واضافت "كوني اما، اطلب من قضائكم ان يكون رحوما وعدم معاقبة ابني على امور لا دخل له فيها". ولم يوضح المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست ما اذا كانت الادارة الاميركية نصحت العائلة بتوجيه الرسالة المصورة او لا.

وقال ايرنست "من الواضح، وكما يظهر في الشريط، انها يائسة بشان سلامة وصحة ابنها، وهذا مفهوم"، مضيفا "لذلك فان افكارنا وصلواتنا مع عائلة السيدة سوتلوف في هذا الوقت الصعب". وتزامنت رسالة سوتلوف مع معلومات نشرتها محطة ايه بي سي الاخبارية ووسائل اعلامية اخرى عن اميركية تعمل في مجال الاغاثة محتجزة ايضا لدى "الدولة الاسلامية".

وفي رسالة الى عائلته نقلها شفهيا رهينة دنمركي اطلق سراحه قال جيمس فولي انه اعتقل في احدى الاوقات مع 17 شخصا، برغم اطلاق سراح العديد من الاوروبيين. وبالرغم من نفي الحكومات المكرر الا انه تتالت المعلومات حول دفع الدول الاوروبية فديات لـ"الدولة الاسلامية" مقابل اطلاق سراح مواطنيها. وترفض الولايات المتحدة التفاوض مع مجموعات تعتبرها ارهابية ولم توقف غاراتها الجوية في شمال العراق ضد مقاتلي التنظيم المتطرف حتى بعد قتل فولي. بحسب فرانس برس.

ووسط تلك الانباء المحزنة التي تلاحق الصحافيين، كان الحظ لصالح الصحافي ثيو كورتيس المحتجز لدى "جبهة النصرة" منذ تشرين الاول/اكتوبر 2012. ووصل كورتيس (45 عاما) الى بوسطن وقال في بيان مختصر ا "ليس لدي فكرة متى سجنت (...) ولم اكن اعلم بالجهود الكثيرة من اجلي"، مضيفا "والآن بعدما علمت بذلك، فانا ممتن جدا". وبحسب عائلة كورتيس فان الحكومة القطرية اكدت لها مرارا انها لم تدفع فدية لقاء اطلاق سراحه.

دور قطر

على صعيد متصل قال مصدر خليجي إن قطر تبذل مساعي للمساعدة في الإفراج عن أربعة أمريكيين تحتجزهم رهائن في سوريا فصائل مسلحة مختلفة. وامتنع المصدر عن ذكر أسماء الرهائن الاربعة أو أي تفاصيل عنهم. وتتزامن هذه المبادرة القطرية مع سعي الدوحة لتفنيد اتهامات من جانب بعض الدول العربية المجاورة والساسة الغربيين أنها تدعم أشد الجماعات المتشددة المسلحة معاداة للغرب في العراق وسوريا.

وجاءت هذه الاتهامات في أعقاب انتقادات على مدى أشهر من جانب جماعات حقوق الانسان بشأن معاملتها للعمال الوافدين من اسيا وكذلك اتهامات بالفساد في نجاح مسعى استضافة نهائيات كأس العالم في كرة القدم لعام 2022. وقد توسطت قطر - التي تؤيد بالفعل بعض الفصائل التي تقاتل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد - لاطلاق سراح أسرى أجانب وسوريين في مناسبات مختلفة خلال الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ ثلاث سنوات.

وأدت أحدث مساعيها في دبلوماسية الرهائن إلى إطلاق سراح الأمريكي بيتر ثيو كيرتس المحتجز منذ عامين لدى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة. وقال المصدر الخليجي مشترطا عدم الكشف عن هويته "تم تحديد مواقع وجود أربعة أمريكيين آخرين اختفوا في سوريا وتعمل قطر على الإفراج عنهم." وأضاف المصدر أن الرهائن محتجزون لدى جماعات مختلفة لكنه امتنع عن ذكر تفاصيل.

وقال مصدر في الدوحة على صلة وثيقة بالحكومة القطرية دون الخوض في التفاصيل إن واشنطن تعمل مع قطر لمحاولة الافراج عن عدد من الرهائن الأمريكيين في سوريا. وقال قائد مجموعة مسلحة في سوريا إن قطر تحاول باستمرار تأمين اطلاق سراح الأسرى من مختلف الجنسيات. وأضاف "قطر لها صلات طيبة هنا على الارض مع مجموعات مختلفة. وأولويتهم هي الافراج عن الرهائن وهم يقدمون المساعدة كلما سنحت الفرصة. ويستخدمون علاقاتهم للافراج عن الرهائن. وفي الوقت الحالي يعملون على عدة قضايا فيما يتعلق بالرهائن."

وقال مسؤول من المعارضة السورية في الدوحة إن قطر تحاول تأمين الافراج عن عدد من الرهائن في مختلف أنحاء سوريا لكنه لم يذكر العدد. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "قطر لها علاقات طيبة جدا مع الألوية داخل سوريا. ولهذا السبب تنجح محاولاتهم وتبذل جهود أكبر لاطلاق سراح عدد من الرهائن داخل البلاد." وفي واشنطن قال متحدث باسم وزارة الخارجية إن الحكومة الأمريكية تواصلت على مدى العامين الأخيرين مع أكثر من 20 دولة لطلب المساعدة من أي طرف يمكنه أن يضمن الافراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين في سوريا.

وتنفي قطر أنها تدعم جماعات مسلحة على صلة بتنظيم القاعدة لكنها على خلاف منذ أشهر مع بعض جيرانها من دول الخليج بسبب تأييدها القديم لجماعة الإخوان المسلمين واتهامات من السعودية والامارات أن الدوحة تتدخل في شؤونها الداخلية. وفي ظل سياسة تقوم على تسليط الضوء على دورها على المستوى العالمي لعبت قطر منذ سنوات دور وسيط السلام في دول من الصومال إلى لبنان كما أثارت استياء جيرانها من الدول المحافظة بتأييد انتفاضات الربيع العربي وتمويل حركات اسلامية.

وأعلنت قطر أن أهدافها في المنطقة سلمية وانسانية وأصدرت بيانا أدانت فيه ما وصفته بالجريمة الوحشية التي راح ضحيتها الصحفي فولي. وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية هذا العام إن وساطة بلاده أمنت اطلاق سراح راهبات من الكنيسة الارثوذكسية اليونانية بعد احتجازهن ثلاثة أشهر لدى مقاتلين اسلاميين. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن خاطفي الراهبات من جبهة النصرة. وقبل ذلك ساعدت قطر في الفوز باطلاق سراح 11 شيعيا لبنانيا في أكتوبر تشرين الاول عام 2013 وذلك بعد أن ظلوا في الأسر في سوريا على مدى 17 شهرا.

ولم تتضح بعد تفاصيل الكيفية التي تمكنت بها قطر من تحقيق الافراج عن كيرتس لكن المصدر الخليجي قال إن المخابرات القطرية وبناء على طلب من الولايات المتحدة حصلت على دليل مصور بالفيديو يؤكد أن كيرتس على قيد الحياة الأمر الذي سمح ببدء المفاوضات على اطلاق سراحه. وقال المصدر دون ذكر تفاصيل "طلب الخاطفون فدية لكن هذا ليس بالامر الذي تشارك فيه قطر."

وقال المصدر إن قطر كانت على استعداد لمحاولة السعي للافراج عن رهائن محتجزين لدى جماعات اسلامية مختلفة لكنها وجدت صعوبة في التعامل مع الدولة الاسلامية التي أعلن مقاتلوها المسؤولية عن قتل فولي. ورحبت لجنة حماية الصحفيين الأمريكية بالافراج عن كيرتس "بعد عامين من الأسر المؤلم في سوريا." وتقدر اللجنة أن حوالي 20 صحفيا مفقودون في سوريا ويعتقد أن كثيرين منهم تحتجزهم الدولية الاسلامية.

من جانب اخر وجه الكاتب الأمريكي بيتر ثيو كيرتيس الذي أطلق سراحه بعد أن احتجزه مسلحون سوريون لعامين الشكر للحكومة القطرية والمسؤولين الأمريكيين الذين ساهموا في إطلاق سراحه. وقال كيرتيس الذي كان محتجزا لدى جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا إنه تأثر بقوة مما لقيه من ترحاب في بلاده وإنه لم يكن يعلم أثناء احتجازه بأن هناك مئات في أنحاء مختلفة من العالم يسعون لتحريره.

وأضاف كيرتيس (45 عاما) للصحفيين أمام منزل والدته "تتملكني مشاعر امتنان طاغية". ويأتي هذا في الوقت الذي تبذل فيه جهود للافراج عن رهائن أمريكيين آخرين في سوريا. وقالت مصادر مطلعة إن قطر التي ساعدت في الافراج عن كيرتيس تعمل من أجل الافراج عن أربعة أمريكيين آخرين محتجزين رهائن في سوريا لدى جماعات مسلحة مختلفة. بحسب بي بي سي.

وفي الوقت ذاته يقول مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تعد خيارات عسكرية بينها طلعات استطلاع للضغط على تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وفي العام الماضي قال مات شريار وهو مصور صحفي أمريكي كان محتجزا مع كيرتيس لبرنامج (60 دقيقة) الذي تبثه قناة سي.بي.إس إنهما تعرضا للتعذيب.

وقال إن خاطفيهما اشتبهوا بأن كيرتيس عميل للمخابرات الأمريكية ربما لأنه كان يتحدث العربية جيدا. وتمكن شريار من الهرب بعد احتجازه لأكثر من ستة أشهر. وقالت سي.بي.إس إنها حجبت في البداية اسم كيرتيس وتفاصيل احتجازه عندما أذاعت حديث شريار العام الماضي من أجل حمايته.

إعدام دبلوماسي

في السياق ذاته أعلنت السلطات الجزائرية الإفراج عن اثنين من دبلوماسييها خطفتهم مجموعة إسلامية مسلحة في مالي في نيسان/أبريل 2012، ووفاة ثالث خلال احتجازه، مؤكدة للمرة الأولى إعدام الرهينة الدبلوماسي الطاهر تواتي. وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان "لإفراج عن اثنين من دبلوماسييها الذين خطفوا قبل حوالي عامين. ويتعلق الأمر بكل من مراد قساس وقدور ميلودي.

وأكد البيان أن الإفراج عن هذين الدبلوماسيين جاء بدون أي مقابل "احتراما للموقف العقائدي لبلادنا والتزاماتها الدولية برفض دفع الفدية"، بدون أن يورد أي تفاصيل عن ظروف الإفراج. بحسب فرانس برس.

 وشددت الخارجية الجزائرية في بيانها على أنه "طوال فترة الاحتجاز لم تدخر السلطات الجزائرية المختصة جهدا للحصول على إطلاق سراح دبلوماسيينا دون قيد أو شرط". وأعلنت الوزارة "وفاة القنصل بوعلام سايس إثر مرض مزمن" وأكدت "الاغتيال الشنيع للدبلوماسي طاهر تواتي". وكانت جماعة "التوحيد والجهاد" أعلنت في أيلول/سبتمبر 2012 أنها "قامت بإعدام الرهينة الدبلوماسي الجزائري الطاهر تواتي"، وهددت بإعدام الرهائن الثلاثة الآخرين الذين خطفوا مع تواتي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 18/آيلول/2014 - 22/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م