أمريكا ضد داعش... تحشيد تحالفات لقيادة حرب من خلف الكواليس

 

شبكة النبأ: تسعى واشنطن بدبلوماسيتها النشطة، الى حشد المزيد من الدعم والتأييد لحملتها التي وصفتها بالعالمية، لاستهداف ما يسمى (تنظيم الدولة الاسلامية/ داعش)، والحد من قدراته المتنامية، بعد ان تمكن في شهر حزيران الماضي، السيطرة على مناطق واسعة من شمال وغرب العراق، بهجوم خاطف، وضمها الى الاراضي الكبيرة التي يسيطر عليها في سوريا، والتي ادت الى تنامي اعداد المنطوين تحت قيادة التنظيم، الامر الذي هدد من مصالح الدول الكبرى وحلفائها في منطقة الشرق الاوسط، وقدرت وكالة الاستخبارات الأمريكية، عدد المسلحين في صفوف التنظيم، قد زاد ليصل الى ( 20 او30) ألف مقاتل بين العراق وسوريا، الامر الذي يعني تضاعف عدد المتطرفين داخل التنظيم الى ثلاث مرات مقارنة بأرقام سابقة.

فيما قال المتحدث باسم الوكالة (راين تراباني) إن "هذه الأرقام تبين أن التنظيم قام بعمليات تجنيد كبيرة، منذ شهر يونيو/ حزيران، عقب انتصارات حققها ميدانيا، وبعد إعلان الخلافة الإسلامية، وأن التقديرات الجديدة تعتمد على تجديد تقارير وكالة الاستخبارات من مايو/ أيار إلى أغسطس /آب"، وهي اشارة واضحة الى احتمال ان تكون هناك زيادات اخرى في اعداد المسلحين في حال تحقيق المزيد من الانتصارات العسكرية، او في حال لم يتحرك المجتمع الدولي لممارسة المزيد من الضغط، وترك التنظيم يتمدد على حساب الاوضاع المربكة التي يعيشها البلدان العراقي والسوري، بحسب ما اشار معظم المحللين.

ومع ردود الافعال الاولية التي حملت طابعا ايجابيا لتشكيل تحالف دولي واسع بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، الا ان الخلافات السياسية وتبعاتها سرعان ما اخذت بالتنامي، سيما وان ربط الرئيس اوباما مقاتلة التنظيم في سوريا كما في العراق، اضافة الى رفض الولايات المتحدة الامريكية اشراك ايران في التحالف القادم، فيما لم تتضح هناك اي بوادر للتعاون مع النظام السوري، الذي اعتبرت الضربات الامريكية القادمة، في حال حصولها، ومن دون التنسيق معها، هو عدوان يستلزم الرد، واشارت روسيا الى ضرورة وجود مظلة اممية في ممارسة اي تحالف لضربات عسكرية داخل سوريا.

ويبدو ان تجاهل الولايات المتحدة للدور الايراني (التي وصفها كيري بانها "لن تكون في محلها")، اضافة الى سوريا وروسيا، قد يؤدي الى خلافات سياسية كبيرة تزيد من تعقيد الامور، وربما تفرض واقعا جديدا لا يحتمله الشرق الاوسط، كما يرى خبراء. 

حلف الدولي

فقد أطلقت واشنطن جهودها لتشكيل تحالف واسع لقتال الاسلاميين المتشددين الذين يقاتلون في العراق وسوريا مع توجه وزير الخارجية جون كيري الى الشرق الاوسط لحشد حلفاء لبلاده، ومن المقرر ان تستضيف السعودية محادثات بين كيري ووزراء 10 دول عربية اضافة الى تركيا من اجل القيام بعمل مشترك ضد تنظيم "الدولة الاسلامية"، وتعززت الحملة الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي تامل في ان تكون مقبولة اكثر لدى الاقلية السنية افي العراق والحكومات السنية في المنطقة، وتعقدت الحملة العسكرية التي يشنها الجيش العراقي لاستعادة المناطق التي خسرها لصالح المسلحين في شمال وغرب العراق في حزيران/يونيو الماضي وجهود الولايات المتحدة لاشراك الحكومات السنية في القتال ضد الاسلاميين، بسبب السياسات الطائفية في المنطقة، فالعلاقة بين السعودية ودول الخليج الاخرى من جهة وبين الحكومة الشيعية في بغداد متوترة بشكل كبير حيث يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب في تقدم الاسلاميين.

الا انه وبعد اشهر من الخلافات، تمكن رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي من تشكيل حكومة قالت واشنطن انها "قادرة على توحيد مختلف اطياف المجتمع العراقي"، ووصف كيري تشكيل الحكومة الجديدة بانها "خطوة كبيرة" في جهود ابعاد الاقلية السنية عن تنظيم الدولة الاسلامية بعد فترة من حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي زاد من الانقسامات بين شرائح المجتمع العراقي، وسيشارك في المحادثات في مدينة جدة وزراء خارجية كل من مصر والاردن ولبنان وتركيا وست من دول الخليج العربي اضافة الى العراق، وتعهد كيري باقامة "اوسع تحالف ممكن من الشركاء في العالم لمواجهة واضعاف والحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية"، واضاف ان "كل بلد له دور يلعبه في القضاء على تهديد الدولة الاسلامية والشر الذي تمثله". بحسب فرانس برس.

وستغيب عن اجتماع جدة كل من سوريا الغارقة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة في اعمال العنف ضد مسلحي المعارضة التي تدعمها العديد من الدول المشاركة في الاجتماع، بالاضافة الى حليفتها ايران، واستغل تنظيم الدولة الاسلامية حالة الحرب الاهلية في سوريا للاستيلاء على مساحات شاسعة شمال شرق سوريا بعد قتال مع القوات الحكومية والمجموعات المسلحة الاخرى اضافة الى الاكراد، وتعتبر دمشق نفسها الجهة الرئيسية التي تقاتل ضد الاسلاميين، الا ان واشنطن استبعدت اي تعاون معها خشية استعداء الاغلبية السنية في سوريا، وسخر الاعلام السوري من القرار الاميركي استبعاد دمشق من التحالف.

وقالت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات ان "نسقا دولياً وإقليمياً يستبعد محاربي الإرهاب الحقيقيين، ويلهث وراء دول قدمت للمجموعات الإرهابية الدعم المالي واللوجستي والتدريب والتسليح، هو، في الواقع، ليس أكثر من إعادة هيكلة للنفوذ الأميركي في المنطقة"، وتخشى سوريا من ان تتضمن الجهود للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية شن غارات جوية على اراضيها دون اذنها، وشنت واشنطن ضربات جوية ضد التنظيم في العراق في الثامن من اب/اغسطس وشنت منذ ذلك الوقت نحو 150 غارة على اهداف التنظيم، وامتنع اوباما حتى الان عن السماح بشن غارات جوية ضد التنظيم الاسلامي في سوريا.

ووصل الموفد الدولي ستافان دي ميستورا الى دمشق في اول زيارة له الى سوريا منذ تكليفه من الامين العام للامم المتحدة محاولة ايجاد حل للازمة السورية، ورحبت ايران بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، واعربت عن املها في ان يساعد التغيير في بغداد في وقف تقدم "الدولة الاسلامية"، واكد نائب وزير الخارجية حسين امير عبداللهيان "ان ايران تدعم الحكومة العراقية بقيادة حيدر العبادي"، واضاف "حان الوقت كي تساعد دول المنطقة الحكومة العراقية على تجفيف منابع الارهاب في هذا البلد".

اقناع حلفائها العرب

الى ذلك بعد ان هددت الولايات المتحدة بالقضاء على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ستعمل على اقناع حلفائها المترددين في دول الخليج العربية ببحث التوسع في عمليات تدريب المعارضة السورية المعتدلة وتسليحها لتقود المعركة ضد الجهاديين، ويتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للمنطقة وفي نفس الوقت من المتوقع أن يعقد اجتماع بين مسؤولي البيت الابيض وكبار اعضاء الكونجرس لمناقشة مبادرة أعلنت في يونيو حزيران بقيمة 500 مليون دولار لدعم جماعات من المعارضة تقاتل ضد الحكومة السورية وتنظيم الدولة الإسلامية.

وقالت مصادر مطلعة إن اعضاء الكونجرس لديهم استفسارات عن كيفية انفاق هذه الأموال وما اذا كانت الولايات المتحدة ستنهي حظرا على ارسال شحنات أسلحة فتاكة مثل الصواريخ سطح-جو للمعارضة خوفا من استيلاء المتشددين عليها او استخدامها ضد الولايات المتحدة وحلفائها، وذكرت المصادر انها تتوقع ان تكون مبادرة انفاق 500 مليون دولار على رأس جدول الأعمال في محادثات، وقال فريد هوف المسؤول السابق بوزارة الخارجية الامريكية الذي شارك في صياغة السياسة الأمريكية في سوريا قبل انضمامه لمجلس الاطلسي وهو مجلس أبحاث عام 2012 "يعيدون النظر في الأمر بجدية في ضوء الواقع على الارض في سوريا"، وقال "اذا كانت ستفكر في شن ضربات جوية داخل سوريا ستحتاج لاناس على الارض يمكنهم المساعدة في السيطرة على الاهداف، لا يمكن تحقيق نتيجة حاسمة من خلال الضربات الجوية وحدها".

ويمثل سعي أوباما لتشكيل قوات معارضة قوية تغيرا كبيرا في موقف الرئيس الامريكي الذي صرح في مقابلة حديثة مع نيويورك تايمز في الثامن من اغسطس اب بأن فكرة احداث المعارضة التي تسلحها الولايات المتحدة فرقا على الأرض في سوريا هي "ضرب من الخيال"، ومن المتوقع ان يطرح أوباما خطة للتعامل مع متشددي الدولة الإسلامية الذين استولوا علي ثلث الاراضي في كل من العراق وسوريا وأعلنوا الحرب على الغرب ويريدون اقامة معقل للجهاديين في قلب العالم العربي، ومدة الخطة من عام إلى ثلاثة أعوام، وأشار مسؤولون في البيت الابيض الى ان خطاب اوباما الذي لم يتم الانتهاء من اعداده بعد لن يتضمن تغييرا كبيرا في لهجة اوباما او سياسته التي كشف عنها في السابق، وحتى وقت متأخر من بعد ظهر  لم يحدد المسؤولون موعد إذاعة الخطاب إذ أن اذاعته في المساء ترفع سقف التوقعات مقارنة بالفترة الصباحية.

وقال أوباما ان الولايات المتحدة مستعدة للقضاء على قادة تنظيم الدول الإسلامية مضيفا أن حلف شمال الاطلسي جاهز للمشاركة في عمل عسكري ضد التنظيم الذي وصفه بانه تهديد رئيسي للغرب، ومن المنتظر ان يحاول وزير الخارجية الامريكي خلال زيارة للسعودية والاردن وربما دول اخرى في الشرق الأوسط حشد التأييد في منطقة يساورها الكثير من الشكوك إزاء مدى استعداد الولايات المتحدة للانخراط في صراعات طائفية متشابكة، وقال كيري للصحفيين "غدا سأتوجه للشرق الاوسط لمواصلة تشكيل أكبر تحالف ممكن في شتى انحاء العالم للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام واضعافه وهزيمته" في اشارة الى الاسم القديم لتنظيم الدولة الاسلامية.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين ساكي ان موافقة وزراء خارجية 22 دولة عضو في الجامعة العربية على تبني اجراءات للتصدي للدولة الإسلامية خطوة مشجعة، ولكن كيري سيقابل في السعودية ودول اخرى في المنطقة حلفاء قد يبدون ترددا في الانضمام بهمة الى أحدث مغامرة عسكرية امريكية في العراق في حين تدرس واشنطن توسيع معركتها ضد الدولة الإسلامية لتشمل معقلها في سوريا المجاورة، وتخشى السعودية من احتمال تقسيم العراق ليصبح مأوى لإسلاميين متشددين قد يستهدفون المملكة ولكن اكثر ما تخافه ان يعجل القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بخطى التقارب بين الولايات المتحدة وإيران.

وفي يونيو حزيران ابلغ السعوديون كيري استعدادهم للمساهمة في استقرار العراق ولكن نفوذهم هناك محدود ولا تعمل السفارة السعودية في بغداد منذ غزو صدام حسين الكويت عام 1990، وفى نفس الوقت ترى المملكة ان معركة الاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد حليف ايران حيوية لمستقبل المملكة، وتخشى السعودية ان يؤدي بقاء الأسد لاتساع نفوذ ايران في المنطقة وإحكام الدائرة حول المملكة، ونتيجة لذلك تدعم كل من السعودية وايران طرفا مغايرا في الصراعات السياسية في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن.

وفي الصيف الماضي هاجم كبار المسؤولين السعوديين واشنطن بعدما امتنعت عن توجيه ضربات للاسد إثر هجوم بالغاز السام عقب بدء مفاوضات بين مسؤولين أمريكيين وايران بشأن برنامجها النووي، وقال عدد من المسؤولين السابقين في الادارة لا زالوا على صلة وثيقة بالحكومة إن من المتوقع ان يضغط المسؤولون الامريكيون على القيادة السعودية لتقديم أموال للمساهمة في تسليح مقاتلين سنة للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية مما يتيح تمويلا للمعارضة السورية المعتدلة تحتاجه بشدة، وقال مسؤول أردني ان من المتوقع ان يطلب الاردن من كيري مزيدا من المساعدات العسكرية تشمل طائرات هليكوبتر ومعدات لأمن الحدود الى جانب جزء من الخمسمئة مليون دولار المخصص للمساعدة في تدريب المعارضة السورية.

ويعتبر الاردن الاختيار الامثل لاستضافة اي انشطة تدريب للمعارضة نظرا لوجود علاقات وثيقة مع واشنطن في مجال الأمن فضلا عن قربه من سوريا ووجود أكثر من 600 الف لاجئ سوري هناك، غير أن عمان تخشى التعرض لاعمال انتقامية من سوريا اذا استخدمت اراضيها لتدريب المعارضة علنا، ويستضيف الأردن بالفعل جهودا محدودة ويفترض أنها سرية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية لتدريب مجموعات صغيرة من معارضي الأسد، وقال جيمس جيفري الدبلوماسي المحنك الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في العراق في الفترة من 2010 إلى 2012 "ستكون رسالة كيري بصفة عامة (حسنا الرئيس اوباما ملتزم بتحرك حاسم للقضاء على الدولة الإسلامية ولكنه لن يفعل ذلك منفردا)".

دور تركيا

فيما قد تجد تركيا صعوبة في أن تلعب دورا علنيا في الائتلاف الذي تشكله الولايات المتحدة لضرب أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وربما سوريا خوفا من أن ينتقم التنظيم المتشدد من عشرات الأتراك الذين يحتجزهم رهائن، وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه يأمل أن يضع استراتيجية إقليمية للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مناطق واسعة من العراق وسوريا لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين توقعوا أن تنأى تركيا بنفسها عن لعب دور علني كبير.

وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي هي البلد المسلم الوحيد في "ائتلاف اساسي" أعلنت الولايات المتحدة عنه خلال قمة للحلف في نيوبورت بويلز، ويضم الائتلاف عشر دول التزمت بمحاربة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق، ولم يتضح إلى أي مدى قد يستهدف الائتلاف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا حيث يتمتع المتشددون بملاذ آمن، وعلاقات تركيا بدول سبع مجاورة لها حساسة واحيانا ما تعاني هذه الدول من اضطرابات، ويحتجز تنظيم الدولة الاسلامية نحو 46 مواطنا تركيا بينهم دبلوماسيون خطفوا من القنصلية التركية في الموصل عندما اجتاح التنظيم المدينة وهي ثاني أكبر مدن العراق في يونيو حزيران.

وتقديرا للمأزق الذي تجد تركيا نفسها فيه تهدف واشنطن إلى حمل أنقرة على التركيز على وقف تدفق المتشددين الأجانب وبينهم كثيرون من الولايات المتحدة وغرب أوروبا يعبرون أراضيها للانضمام للقتال في سوريا، وقال مسؤول أمريكي طلب عدم نشر اسمه "الكل يدرك أن الأتراك لهم وضع خاص" في إشارة إلى سلامة الرهائن الاتراك وعدم رغبة دولة في مهاجمة دولة مجاورة خشية حدوث رد فعل انتقامي، وتابع "تركيا ستكون جزءا من الائتلاف لكن ما الذي يعنيه ذلك؟ لن يتطلب الكثير"، وذكر مسؤول ثان أن واشنطن ستطلب من أنقرة أن تبذل جهدا أكبر لمنع المقاتلين الأجانب من دخول سوريا وهي رسالة وجهها أوباما بشكل دبلوماسي وسيكررها وزير الدفاع تشاك هاجل خلال زيارة لتركيا.

وعندما اجتمع بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال أوباما للصحفيين "أريد أن أعبر عن تقديري للتعاون بين القوات المسلحة واجهزة المخابرات الأمريكية والتركية في التعامل مع قضية المقاتلين الأجانب وهي قضية لا تزال تحتاج لجهد أكبر"، وسعت تركيا لفترة طويلة لدفع الولايات المتحدة كي تتحرك بشكل أكبر لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام والتي اودت بحياة نحو 200 ألف شخص، وقال مسؤولون أتراك إن تركيا وضعت قائمة تضم أسماء ستة آلاف شخص ممنوعين من دخول أراضيها للاشتباه في أنهم يسعون للانضمام "للمتشددين في سوريا" بحسب معلومات من وكالات مخابرات أجنبية، وقال المسؤول الأمريكي الثاني " ملف المقاتلين الأجانب معروف جيدا، انها مشكلة وهي حتما تساهم، في تقدمهم في سوريا والعراق، هذا حتما أمر نتطلع لتركيا كي تساعدنا فيه".

ودفع التقدم الخاطف لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق أوباما لاستئناف الغارات الجوية في العراق خلال شهر أغسطس آب للمرة الأولى منذ انسحاب القوات الأمريكية في 2011، وحتى كانت الولايات المتحدة قد نفذت 127 ضربة جوية، وزادت التوقعات بأن أوباما قد يستهدف الدولة الإسلامية في سوريا، وبالإضافة لإيفاد هاجل لتركيا سيتوجه وزير الخارجية جون كيري للشرق الأوسط لحشد شركاء للائتلاف، وتسلط معضلة تركيا الضوء على طبيعة التحديات التي يواجهها كيري في تشكيل ائتلاف فعال من الدول التي لها مصالح والتزامات مختلفة في المنطقة، وفي مؤشر على مدى حساسية المسألة في تركيا شدد مسؤولون أتراك في احاديث خاصة على أن أيا من الطائرات الأمريكية التي تنفذ غارات في العراق لم تأت من قاعدة انجرليك الجوية في جنوب تركيا. بحسب رويترز.

وقال هنري باركي وهو استاذ بجامعة ليهاي وعضو سابق في إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأمريكية "لن يسمحوا باستخدام انجرليك لتنفيذ ضربات جوية"، وأضاف في إشارة إلى مقطع الفيديو الذي نشر يوم 19 أغسطس آب وأظهر مقاتلا ملثما وهو يذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي "إعدام فولي لم يكن رسالة لنا فحسب بل أيضا للأتراك"، ونشر التنظيم مقطع فيديو آخر يظهر اعدام صحفي أمريكي ثان هو ستيفن سوتلوف، ورغم تشديد تركيا على احترام التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي الذي انضمت إليه في 1952 فقد عبر مسؤولون أتراك عن عدم استعدادهم للمخاطرة بحياة رهائنهم، وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه "تركيا عضو بحلف الأطلسي، نشترك في المبادئ والقيم نفسها مع الغرب، لكن لدينا 46 رهينة".

وقال دبلوماسي غربي في أنقرة "انهم عاجزون، لا يستطيعون (وهذا أمر مفهوم حقيقة) ان ينضموا بحماس للتحرك العسكري، أنا واثق أنهم يبدون تأييدهم في الاحاديث الخاصة لكنهم لا يشعرون، أن بإمكانهم إبداء هذا على الملأ"، وقال محللون في الولايات المتحدة بينهم اللفتنانت جنرال المتقاعد ديفيد بارنو وهو قائد أمريكي كبير سابق في أفغانستان إن تركيا ستقدم المساعدة من وراء الكواليس بالسماح لدبابات وطائرات استطلاع وطائرات بدون طيار بالعمل من أراضيها، وقال بارنو الذي يعمل الآن في مركز الأمن الأمريكي الجديد في واشنطن "الاحتمال الأكثر ترجيحا هو أنهم قد يكونون على استعداد لاستخدام هذه القواعد لأنشطة غير قتالية، وليس الطائرات التي تحمل قنابل". بحسب رويترز.

لكن استهداف التنظيم في سوريا يتطلب إقناع دول مثل تركيا والسعودية والأردن وغيرها بان الولايات المتحدة باقية لبعض الوقت رغم احجام أوباما عن التورط في حرب أخرى في الشرق الأوسط، وقال فريد هوف وهو خبير سابق بالشؤون السورية في وزارة الخارجية الأمريكية "أي شخص يفكر جديا في الانضمام للائتلاف ويتخذ القرار في نهاية المطاف ينبغي أن يقنعه رئيس الولايات المتحدة بان بلاده ستكون موجودة لفترة زمنية ولن تتخلى عنه".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 14/آيلول/2014 - 18/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م