مركز المستقبل للدراسات والبحوث في حلقة نقاشية: مستقبل العراق بين التقسيم والوحدة

انتصار السعداوي

 

شبكة النبأ: اقام مركز المستقبل للدراسات والبحوث في محافظة كربلاء حلقة نقاشية تحت عنوان "مستقبل العراق بين الوحدة والتقسيم"، وقد أفتتح الحلقة النقاشية مدير المركز الباحث عدنان الصالحي، وقال في مقدمة بحثه ان مراحل الازمة السياسية والامنية العراقية تشكلت عبر مرور ثلاث مراحل من تاريخ العراق المرحلة الاولى في الحرب العراقية الايرانية وما تبعها من ويلات وخسائر بشرية واقتصادية وتلاه المرحلة الثانية التي انطلقت بغزو الكويت في بداية التسعينات والمرحلة الثالث حيث التدخل الامريكي في تغيير نظام الحكم وإزالة نظام الحزب الواحد وكان آخرها ماتعرضت له البلاد من سيطرة تنظيم داعش او مايسمى (بالدولة الاسلامية في العراق والشام).

وبعد هذا العرض استدرك الصالحي بسؤاله: هل سنعود لزمن الالوية (البصرة والموصل وبغداد) أم أن مربعنا القادم لا يشمل كل مما ذكر بل سيرسمه لنا مخططو العالم الجديد بريشة الفنان الاقليمي على اساس تقسيم المقسم وتجزئة ألمجزء ام سيكون للعراقيين وسياسيهم قول غير ذلك ببقاء العراق واحد متماسكا؟.

على هذه التساؤلات وغيرها ادار الدكتور محمد القريشي الحلقة النقاشية حيث تناول الباحث عدة محاور لمفهوم التقسيم والوحدة ومنها المحور التاريخي ومفهوم التقيسيم ومخرجاته على الحياة اليومية للعراقيين منذ معاهدة سايكس بيكو مرورا بنشوء الحكومة العراقية في العشرينات.

والمحور الثاني كان العوامل المؤثرة على التقسيم حيث قسمها الى عوامل محلية ومنها فشل الحكومة في السيطرة على النزاعات الطائفية والعراقية وكذلك العوامل الاقليمية المتزايدة في رغبة اسرائيل في التقسيم من اجل مصالحها وربما تشترك معها دول اقليمية.

كما تطرق القريشي الى كوابح ومعوقات التقسيم قائلا ان من أهمها الصراع بين المركزية واللامركزية في الحكم وتداخل النسيج الاجتماعي العراقي وصعوبة فصله. فضلا عن وجود محيط اقليمي ضد التقسيم منها ايران وتركيا. وقارن القريشي بين التجربة العراقية والتجارب العالمية للتقسيم ومنها بلجيكا والبلقان، واستمع القريشي الى عدة مداخلات من الحضور اغنت الحلقة النقاشية موضوع البحث.

حيث اشار الباحث احمد جويد الى شكل الحكم السابق في العراق وشكله العشائري و قضية الحرية والعدالة. وانعدام وجودها في العراق مما دفع العراقيين الى اللجوء الى الانتماءات الطائفية والعشائرية للشعور بالحماية والامان. واضاف كوابح اخرى للتقسيم في العراق تعود الى الطبيعة الديموغرافية والحدودية للعراق مع الاقاليم المجاورة ومنها تركيا وايران. وهو يعتقد ان الولايات المتحدة ترغب في عراق موحد لتتمكن من السيطرة على منابع ومصادر الطاقة فيه. في حين تدفع دول الخليج ان يكون اقتصاد العراق هش ومجزء ,وهو يقترح اعطاء صلاحيات اوسع للمحافظات للمحافظة على وحدة العراق.

وقال علي الطالقاني مدير ادارة مؤسسة النبأ للثقافة الاعلام ان النخب الشيعية ووسائل الاعلام والمثقفين لم يطرحوا مشروعا بديلا عن التقسيم يتحدث عن شكل الفيدرالية والأقاليم، كما لم يتحدد مصير الثروات والمناطق المتنازع عليها وكذلك المناطق المشتركة بين الطوائف، كما لم يناقش موضوع الأقليات.

من جهته قال الدكتور خالد العرداوي مدير مركز الفرات ان هناك مقاربه اخرى لهذا الموضوع وهي مفردات الوحدة والتقسيم. ماذا تعني الوحده وماذا يعني التقسيم ولو لم تكن معاهدة سايكس بيكو هل سنكون موحدين علما انها عطلت (اي معاهدة سايكس بيكو) بناء الدول وأوجدت لنا دول اخرى.كما ان صراع الهويات مرتبط بالحضارة والعولمة وفي ظل هذه المنظومة الصراعية للأفكار والنظريات اصبح لدينا هويات تبحث عن وجودها ضد هكذا مجتمع وهكذا حضارة.

وفي ذات السياق تطرق الدكتور احمد المسعودي ان ازمة العراق وراءها سياسيين فاشلين وشعب تاه بين الاعلام المشوه والواقع المر مع غياب الرادع المعرفي يبقى جرح العراق داميا ويتجه نحو التقسيم.

وقال الدكتور سليم من كلية الطب البيطري ان مشروع تقسيم العراق ابتدأ فعليا منذ عام 73 عندما كان الامير فهد سفير السعودية في الولايات المتحده. وأضاف ان داعش هي صنيعه امريكية اسرائيلية وجدت لحفاظ على وجود وامن اسرائيل، واختتمت الحلقة النقاشية بمجموعة من الأسئلة والمداخلات التي أجاب عنها المختصون.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/آيلول/2014 - 17/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م