الأمراض المعدية.. تزداد انتشارا إزاء الاهمال العالمي

 

شبكة النبأ: الأمراض المعدية والمستوطنة وغيرها من الامراض الخطيرة الاخرى التي اكتشفت مؤخرا ، لاتزال تثير حالة من الرعب والقلق الشديد لدى الكثير من العلماء والباحثين، خصوصا وان السنوات الاخيرة قد شهدت ازدياد حالات الاصابة ببعض الامراض، يضاف الى ذلك ظهور امراض جديدة اخرى تهدد صحة وحياة الإنسان لاتزال قيد البحث والدراسة كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان العديد من دول العالم اليوم مهدد بالكثير من المخاطر ومنها انتشار الامراض ولأسباب مختلفة منها ضعف الرقابة الصحية وقلة الامكانيات والخبرات لدى العديد من المؤسسات الصحية، هذا بالإضافة الى الاخطار والمشاكل والازمات الاخرى التي ساعدت على تفشي بعض الامراض الخطيرة كما تشير بعض التقارير الخاصة، من جانب اخر يرى بعض الخبراء ان احتفاظ بعض المؤسسات الصحية وغيرها، بمواد وعينات مرضية خطيرة

له اضرار كبيرة على الصحة العامة وربما سيسهم بتفشي تلك الامراض بين صفوف البشر خصوصا مع عدم مراعاة قواعد السلامة.

وفي هذا الشأن أفادت مذكرة أن البيت الابيض امر المختبرات ذات التمويل الاتحادي والتي تستخدام مواد معدية اجراء جرد فوري لهذه المواد ومراجعة اجراءات السلامة والامن بها. ويأتي الامر في اعقاب ثلاثة حوادث مؤسفة في مختبرات اتحادية خلال الاشهر الاخيرة منها اساءة استخدام عينات من الجمرة الخبيثة وسلالة من انفلونزا الطيور على ايدي باحثين بالمراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها في اتلانتا.

بالإضافة إلى اكتشاف عينات من الجدري مضى عليها عقود في مختبر تابع لإدارة الاغذية والعقاقير الامريكية في مجمع معاهد الصحة الوطنية في ماريلاند. وارسلت المذكرة من مجلس الامن القومي ومكتب العلوم والسياسة التكنولوجية إلى جميع الوكالات الاتحادية التي تجري ابحاث في مجال علوم الحياة. وطالب البيت الابيض في المذكرة جميع المختبرات الاتحادية التي تتعامل مع مواد حيوانية أو نباتية معدية أو سامة اجراء مراجعة لإجراءات السلامة والامن واعداد خطة لإجراء جرد روتيني للمواد التي تتعامل معها هذه المختبرات.

وشملت الاحداث التي وقعت في المراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها احتمال تعرض اكثر من 80 من العاملين لبكتريا الجمرة الخبيثة وخليط في مختبر تم خلاله تلوث سلالة غير مؤذية من انفلونزا الطيور بسلالة شديدة العدوى من انفلونزا (اتش.5.إن.1) وارسالها إلى مختبر للدواجن في وزارة الزراعة الامريكية.

من جانب اخر يمثل توم فريدين رئيس وكالة مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها امام الكونغرس لمسائلته بشان سلسلة من الاخطاء الخطيرة التي تتعلق بنقل فيروسات للانفلونزا والانثراكس الى مختبرات بدون مراعاة قواعد السلامة. ويتوقع ان يواجه فريدين اسئلة صعبة من اللجنة الفرعية لتحقيقات الطاقة والتجارة حول عدد من الحوادث الصحية.

فقد اعترف فريدين بخمسة حوادث خلال العقد الماضي من بينها اثنان في الشهرين الماضيين، قام خلالهما عاملون في المراكز بنقل فيروسات الانثراكس (الجمرة الخبيثة) وبكتيريا تعرف باسم بروسيلا وغيرها الى مختبرات اخرى دون اتباع اجراءات السلامة اللازمة. ولم يصب احد باذى جراء تلك الحوادث، الا انها كشفت عن عيب في اجراءات الوكالة التي تعتبر عالميا وكالة رائدة في العلوم والصحة. بحسب فرانس برس.

وفي تصريحات اعرب فريدين عن اندهاشه وغضبه لتلك الحوادث التي من بينها تلوث عن طريق خطأ لفصيلة غير قوية من الانفلونزا مع فيروس اتش5ان1 الخطير اثناء عملية نقل الى مختبرات الدواجن التابعة لوزارة الزراعة الاميركية. ومن المشاكل الاخرى تعرض عشرات العاملين في مقر المراكز في اطلنطا لفيروس الانثراكس بسبب عدم مراعاة اجراء السلامة. كما كشفت المراكز عن ثلاثة اخطاء ارتكبت في مختبرات في 2006 تتعلق بفيروسات انثراكس حية وفيروسات تتسبب بالتسمم الغذائي، وخطأ في 2009 يتعلق بفيروس بروسيلا التي يمكن ان تتسبب بمرض خطير.

فيروس الشيكونجونيا

من جانب اخر أكد مسؤولون أمريكيون في مجال الطب رصد أول حالتي إصابة محليتين بفيروس الشيكونجونيا الذي ينتقل بواسطة البعوض في ولاية فلوريدا. وسجلت إحدى الحالتين في مقاطعة ميامي ديد بينما الاخرى في مقاطعة بالم بيتش. وأعلن المسؤولون أن المراكز الأمريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها تتعاون عن كثب مع الإدارة الصحية في فلوريدا لتحديد عدد من اصيبوا بالفيروس.

وظهر فيروس الشيكونجونيا على نطاق واسع في الولايات المتحدة لكن الفيروس لم ينتقل للحالات المصابة حتى الان بواسطة بعوض محلي وهو ما يزيد المخاطر. وجميع الحالات السابقة كانت لاشخاص سافروا إلى منطقة الكاريبي التي يتفشى فيها المرض. وقال روجر ناسي رئيس فرع الامراض الفيروسية بالمراكز الامريكية "وصول فيروس الشيكونجونيا إلى أمريكا الاستوائية أولا وإلى الولايات المتحدة الان يؤكد المخاطر التي يمثلها البعوض والمسببات الاخرى للامراض."

وقالت الدكتورة آنا ليكوس خبيرة الأوبئة ومدير مكافحة الامراض والوقاية الصحية في فلوريدا "نحث الجميع على اتخاذ الاجراءات الاحترازية ضد البعوض لمنع انتشار الشيكونجونيا والامراض الاخرى التي تنقل بواسطته." وقالت المراكز الأمريكية إنه منذ عام 2006 بلغت حالات الإصابة الوافدة بفيروس الشيكونجونيا 28 حالة في المتوسط سنويا سجلت لمسافرين عائدين من بلدان يتفشي فيها الفيروس. وقالت المراكز "حتى الان سجلت هذا العام 243 حالة مرتبطة بالسفر في واحد وثلاثين ولاية ومنطقتين." بحسب رويترز.

وانتشر فيروس الشيكونجونيا سريعا في منطقة الكاريبي خلال الاشهر الاخيرة وأدى الى نقل الآلاف إلى المستشفيات للعلاج. وتظهر أعراض الاصابة بعد ثلاثة إلى سبعة أيام على لدغ البعوض المصاب للمريض ويتلاشى المرض عادة في غضون اسبوع. ولا يوجد لقاح للفيروس غير القاتل. ويقول مسؤولون إنهم يتوقعون ألا يتسبب فيروس الشيكونجونيا في حالات تفشي واسعة النطاق في الولايات المتحدة مثلما لم يفعل فيروس حمى الدنج.

الطاعون الدبلي

على صعيد متصل قالت وسائل إعلام رسمية صينية إنه جرى عزل جزء من مدينة يومين في مقاطعة غانسو في شمال غرب الصين ووضع العشرات من المواطنين في الحجر الصحي بعد وفاة شخص إثر إصابته بالطاعون الدبلي. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" إن إجمالي عدد الذين وضعوا تحت الملاحظة بلغ 151 شخصا. كما عزلت السلطات منطقة بوسط المدينة وثلاثة أقسام في بلدة تشيجين.

ويعتقد أن الرجل أصيب بعدوى نتيجة اتصاله بفأر من فصيلة "مرموط،" وهو نوع كبير الحجم من القوارض يشبه السنجاب ويعيش في المناطق الجبلية. وتشير التقارير إلى أن الضحية، البالغ من العمر 38 عاما، أطعم كلبه حيوان مرموط نافق. وقال نائب رئيس المستشفى الذي توفي به الرجل إن الضحية وصلت وهي تعاني من زيادة في معدل ضربات القلب وأصيبت بصدمة فيما يبدو. ومنذ ذلك الوقت وضعت المستشفى في الحجر الصحي.

ولا توضح التقارير بعد حجم مناطق الحجر الصحي الأربع، كما جرى إنشاء عشر نقاط تفتيش حول يومين وتشيجين. وقالت وكالة شينخوا للأنباء إن جميع الخاضعين للحجر الصحي كانوا على اتصال بالرجل، وأضافت أنه لم يظهر على أي منهم الإصابة بعدوى. وقال مسؤولون للصحفيين إن المجموعة قد تغادر الحجر الصحي بعد أيام إن لم تكتشف أي حالات أخرى بينهم.

وقالت شينخوا إن المرة الأخيرة التي رُصدت بها حالة إصابة بالطاعون كانت في مدينة يومين الصغيرة التي تقع في غرب مقاطعة غانسو عام 1977. وأضافت وكالة الأنباء أن مقاطعة غانسو رصدت خمس حالات على الأقل خلال السنوات العشر الأخيرة. ويعتبر الطاعون الدبلي، الذي أطلق عليه اسم "الموت الأسود" عندما أودى بحياة نحو 25 مليون شخص في أوروبا خلال العصور الوسطى، من الأمراض النادرة هذه الأيام. بحسب بي بي سي.

فهو مرض بكتيري يصيب القوارض البرية بشكل أساسي وينتشر عن طريق البراغيث. ويصاب الإنسان بالطاعون الدبلي إذا لسعته براغيث مصابة. وبمجرد أن تصيب البكتريا الرئة، يمكن انتقال عدوى الطاعون الرئوي من إنسان لإنسان عن طريق السعال. وتقول منظمة الصحة العالمية إن عمليات علاج المصابين بالطاعون الدبلي بالمضادات الحيوية تنجح في ظل التشخيص المبكر للمرض، في حين تسجل الإصابة بالطاعون الرئوي أعلى معدلات للوفاة.

امراض الدماغ

في السياق ذاته حذرت السلطات في ولاية كنساس الأمريكية من "الآميبا آكلة الدماغ" ، بعد وفاة طفلة في التاسعة من العمر بهذا النوع النادر من الطفيليات التي تعيش في المياه العذبة. وتوفيت الطفلة، هالي يوست، بعد إصابتها بالأميبا المسماة Naegleria fowleri بعدما التقطتها أثناء ممارسة السباحة.

وقال د. ويليام شافنر من المركز الطبي لجامعة فاندربيلت: "الأميبا تُستنشق عبر الأنف لتصل إلى المخ ثم الجهاز العصبي المركزي.. وما أن تصل هناك تبدأ في التدمير." ويذكر أن "الآميبا أكلة الدماع" تنتقل حين يدخل ماء ملوث الجسم عبر الأنف، وهي لا تنتقل بالعدوى، أو بشرب ماء ملوث بالطفيلي. وتبدأ أعراض المرض في الظهور بعد خمسة أيام من الإصابة بالأميبا، طبقا لوزارة الصحة والبيئة بولاية كنساس. ومن أعراض المرض الصداع الحاد، وارتفاع درجة الحرارة، والغثيان والقيئ وقد تؤدي إلى الموت.

وتعيش الأميبا آكلة الدماغ في المياه العذبة أو المياه التي لا تحتوي على الحد الأدنى من المعالجة بالكلور، وعادة ما تظهر الإصابات بها خلال فترة الصيف مع لجوء الكثيرون لتلطيف حرارة الجو بالسباحة. وخلال العقود الخمس الماضية، أصيب ما لا يقل عن 130 شخصا في الولايات المتحدة، بهذا الطفيلي القاتل، لم ينج منهم سوى ثلاثة. بحسب CNN.

الى جانب ذلك قالت السلطات الصحية في الهند إن قرابة 570 شخصا توفوا اثر اصابتهم بمرض التهاب الدماغ في البلاد وحذرت من ارتفاع عدد الوفيات بسبب المرض لأن الكثيرين ما زالوا عرضة للإصابة. وينتشر ظهور الاصابة بمرض التهاب الدماغ الحاد والتهاب الدماغ الياباني في الهند كل عام خاصة خلال موسم الأمطار الموسمية ويودي بحياة المئات.

ويشيع ظهور حالات الاصابة عادة في ولايتي اوتار براديش وبيهار الشماليتين لكنه امتد هذا العام إلى مناطق مثل البنغال الغربية واسام مما أسفر عن وفاة 568 شخصا. وقال بي.آر ساتباثي مدير جهاز الصحة في البنغال الغربية "أطلقنا تحذيرا في سبع مناطق وألغينا اجازات كل مسؤولي إدارة الصحة." وأقامت إدارة الصحة عيادات متنقلة في المناطق المتضررة وتحاول منع تكاثر البعوض برش المبيدات الحشرية خاصة حول مزارع الخنازير حيث يزيد خطر الاصابة بفيروس المرض.

للسل حمي الدنج

من جانب اخر اظهرت دراسة حول الايدز في استراليا ان تركيبة تجريبية من ثلاثة ادوية قادرة على تقليص وقت العلاج المطلوب للمرضى المصابين بنوع من السل المقاوم للادوية المتعددة. وهذه التركيبة التي اطلق عليها اسم "بي ايه ام زي" قادرة على قتل عدد اكبر من العصيات السلية بالمقارنة مع العلاج الاعتيادي وبسرعة اكبر، بحسب نتائج المرحلة الثانية من التجارب التي تمثل المرحلة ما قبل الاخيرة لتقييم سلامة العلاجات الجديدة وفعاليتها.

واذا ما تم توفير التمويل اللازم، قد تنطلق المرحلة الثانية بحلول نهاية العام، على ما ذكرت منظمة "تي بي الاينس" المتخصصة في الابحاث لتطوير علاجات اكثر فعالية ضد السل. ويبدي الاطباء قلقا ازاء تفشي جراثيم السل الشديد المقاومة للمضادات الحيوية، وذلك مع الانتشار الكبير لهذا المرض في البلدان الفقيرة.

وهذه السلالات من المرض تنطوي على خطر كبير بالنسبة للمرضى المصابين بفيروس "اتش اي في" المسبب للايدز. وغالبا ما يكون السل والايدز مترابطين، بما ان فيروس "اتش اي في" يتعرض لخلايا المناعة ويترك الجسم ضعيفا في مواجهة الجراثيم. اما التركيبة الجديدة "بي ايه ام زي" التي كشف عن اولى الاختبارات عليها قبل عامين، فتضم "دواءين محتملين" (اي انهما لم يحظيا بعد على موافقة رسمية لاستخدامهما في المعالجة من السل)، هما الـ"بي ايه 824" والـ"موكسيفلوكساسين" المرتبطان بالبيرازيناميد، وهو مضاد حيوي يستخدم حاليا في علاج هذا المرض.

ويتم تناول العلاج على شكل اقراص. واجريت اختبارات على "بي ايه ام زي" في جنوب افريقيا على 207 متطوعين كان 20 % منهم مصابين بفيروس "اتش اي في". وضمن هذه العينة، 181 مريضا تجاوبوا بشكل ايجابي مع جزئيات الادوية التي يتألف منها مركب "بي ايه ام زي" في حين اظهر 26 اخرون مقاومة للمضادات الحيوية التقليدية.

واظهرت هذه المرحلة التجريبية ان 71 % من المرضى الذين عولجوا بمركب "بي ايه ام زي" لم يعد لديهم عصيات للسل في بصاقهم بعد شهرين من بدئهم العلاج. وعلى سبيل المقارنة، فقط 38 % من المرضى الذين عولجوا بالعلاج العادي شفوا في خلال ثمانية اسابيع. وتمت معالجة جميع المرضى الـ26 المقاومين للمضادات الحيوية التقليدية بمركب "بي ايه ام زي"، على فترة تراوحت بين اربعة وستة اشهر، في مقابل سنتين للعلاجات العادية. وهذا التسريع والتسبيط في العلاج يعني تقليص التكاليف بنسبة تصل الى 90 %.

كذلك سجل مركب "بي ايه ام زي" نقطة ايجابية ثانية تمثلت بعدم اظهاره اي اشارة لوجود تداخل مع العلاجات بالمضادات الفيروسية التي تتصدى لفيروس الايدز. واشارت "تي بي الاينس" الى ان "السل يبقى المرض الاكثر فتكا بالنسبة للمصابين بالايدز اذ انه مسؤول عن حالة وفاة من اصل خمسة في العالم. لكن في كثير من الاحيان، لا يمكن اعطاء العلاجات ضد السل وضد الايدز في الوقت عينه بسبب اثارها الجانبية، ما يجعل العلاج المتزامن من هذين المرضين صعبا". بحسب فرانس برس.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية ان ما نسبته الثلث على الاقل من 35 مليون مصاب بفيروس "اتش اي في" في العالم لديهم ايضا مرض السل بشكله المستتر، ما يعني انهم مصابون بالمرض لكن لا تظهر لديهم اعراضه. ولدى الاشخاص المصابين بالمرضين في آن واحد خطر اكبر بـ30 مرة للاصابة بالسل بالمقارنة مع الاشخاص غير المصابين بفيروس "اتش اي في". وفي 2012، توفي نحو 320 الف شخص بسبب مرض السل مرفقا بفيروس "اتش اي في" بحسب منظمة الصحة العالمية.

على صعيد متصل أظهرت دراسة طبية أن أول مصل لحمى الدنج من انتاج شركة سانوفي الفرنسية يمنح حماية متوسطة ولكن تظل تساؤلات عن مدى اسهامه في مكافحة اسرع الامراض الاستوائية انتشارا على مستوى العالم. وشملت احدث دراسة عشرة الاف و275 من الاطفال الاصحاء في الفئة العمرية بين عامين و14 عاما في خمس دول في اسيا وهي منطقة تمثل أكثر من ثلثي حالات الاصابة بالمرض الذي يحمله البعوض في العالم.

وكانت سانوفي كشفت ان المصل يقلص حالات الاصابة بحمى الدنج بنسبة 56 بالمئة بحسب الدراسة الاسيوية دون الكشف عن تفاصيل. ونشرت النتائج كاملة على الانترنت في دورية ذا لانست The Lancetالطبية المتخصصة. وخلصت الدراسة إلى ان المصل آمن ويقلص الحالات الاشد خطورة للحمى التي تسبب نزفا بنحو 90 بالمئة ولكن مستوى حمايته للاطفال الصغار الاكثر عرضة للخطر ضعيف. وتشير النتائج إلى ان أفضل مفعول للمصل تقوية المناعة للمرضى الذيت سبق لهم التعرض للمرض بشكل ما ومن ثم قد تتحقق أكبر استفادة منه في المناطق الاستوائية حيث ينتشر المرض وليس لتحصين المسافرين للمنطقة.

وينجو معظم مرضى الدنج ولكنه يفتك بحياة نحو 20 الفا كل عام معظمهم من الاطفال ويتسبب في دخول شخص المستشفى كل دقيقة حول العالم. واستثمرت سانوفي نحو 1.3 مليار يورو (1.77 مليار دولار) لتطوير المصل على مدى الاعوام العشرين المنصرمة وهي تتقدم على اي منافس محتمل وشيدت مصنعا مخصصا لانتاج المصل قرب ليون بجنوب فرنسا بطاقة مئة مليون جرعة سنويا.

بالكوليرا والملاريا

في السياق ذاته انحسرت أزمة الكوليرا في جنوب السودان لكن عمال الاغاثة يبذلون الآن جهودا مضنية لمواجهة تزايد الاصابة بالملاريا ومرض الحمى السوداء الطفيلي الذي يصيب الاطفال غالبا. وأدى الصراع بين الحكومة والمتمردين الى نزوح 1.7 مليون شخص منذ ديسمبر كانون الاول أي بمعدل شخص من بين كل سبعة من السكان فيما يلوح في الافق شبح مجاعة.

وقتل عشرة آلاف شخص على الاقل منذ اندلاع القتال في أواخر عام 2013 الذي يدور بين قوات الرئيس سلفا كير ومؤيدي ريك مشار نائبه السابق وخصمه السياسي القديم. وفي حين أصبح تفشي الكوليرا تحت السيطرة ظهرت أمراض أخرى بين النازحين الذين يعانون من الجوع في جنوب السودان.

وتركز أحدث عمليات طواريء على الملاريا والحمى السوداء وهو مرض طفيلي قاتل ليس له علاج. وعالجت منظمة أطباء بلا حدود في يوليو تموز نحو 200 شخص من مرض الحمى السوداء في ولاية أعالي النيل وهي واحدة من أسوأ المناطق اصابة نتيجة للقتال . بحسب رويترز.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود انه مع بدء موسم الامطار الذي يتسبب في تكون برك مياه راكدة تتزايد احتمالات الاصابة بالملاريا. وعالجت منظمة أطباء بلا حدود نحو 700 حالة اصابة بالملاريا في أويل عاصمة ولاية شمال بحر الغزال في يوليو تموز معظمهم سيدات حوامل وأطفال. ويوجد عشرات الاف النازحين في المنطقة التي تقع الى الغرب من منطقة الصراع الرئيسية الغنية بالنفط.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 3/آيلول/2014 - 7/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م