كلكم دواعش

هادي جلو مرعي

 

لكنه لايظهر عليكم إلا حين تمتحنون.

في دوائر الدولة عشرات آلاف الداعشيين ممن يسرقون أموال الشعب، ويزيفون المعاملات و(يطيحون حظ) المراجعين في المستشفيات والوزارات والدوائر الخدمية. لاحظوا كيف يتعامل العراقي مع أخيه العراقي، المريض حين يراجع المستشفى، والرجل الشايب حين يذهب لمراجعة دائرة حكومية، وشيخ العشيرة عندما يتواطئ لمصلحة عشائرية رخيصة، تحدث مشكلة بين إثنين فيدفع الثمن آلاف من الناس، تتقاتل عشيرتان في فيذبح عشرات وتحرق بيوت بالبنزين، الفصل العشائري الذي تحول الى نوع من الإحتفال بالقتلة وسراق السيارات ومنتهكي الأعراض والزناة والمتجاوزين على المال العام.

إذا أردت أن تعرف معنى داعش فعليك بإستفزاز عراقي، وسترى كيف يتصرف معك. داعش لا أعني التنظيم المسلح، داعش هي المعنى في روح الإنسان حين يتحول الى وحش، إأتوني بموظفة في وزارة ودائرة حكومية لاتحمل نفس داعش، وروح داعش، جيئوني بضابط مرور لايتصرف مع الفقراء من سواق السيارات بروح داعش، أو طبيب لايقتص من مرضاه بالمال ويتجاهل الفقراء، وبأناس من مختلف المذاهب والإنتماءات، والذين يعملون بإختصاصات مختلفة. سترون داعش في كل ضمير. أما رجال الدين فهم منظرو داعش عند المذاهب الخمسة.

موظف محترم في وزارة محترمة كبير السن نوعا ما لم يصل بعد الى مرحلة التقاعد، ذهب في معاملة الى إحدى دوائر الجنسية في بغداد، يقول، إنه فوجئ بتعصب غريب وتوتر في التعامل مع المراجعين. وفي إحدى الحالات نهرني الضابط بشدة وبطريقة لاتمت الى الأخلاق بصلة وكأنه إبن شارع، وليس ضابطا في دائرة جنسية محترمة، قلت له، ياسيدي لماذا تتحدث معي بهذه الطريقة الفجة البعيدة عن كل خلق قويم؟ ثم كتبت الى مكتب المفتش العام في الدائرة مشتكيا، وموقعا بنفسي على الشكوى دون جدوى.

هناك الكثير من الموظفين في وزارات الدولة يتعاملون مع المواطنين بوحشية مقيتة وكأن تلك الدوائر الخدمية هي ملك صرف للموظفة، أو للموظف الذي يتعامل مع المواطن بطريقة سيئة كأنه غريب قادم من بلد آخر، أو كغاز جاء يسلب ملك الموظف لامراجعا في معاملة بسيطة لاتستغرق بعض الوقت لإنجازها. أما الرشا والأتاوات التي يستحصلونها فهي مهينة، ولعل دوائر المرور وماجرى فيها من حوادث تطلبت تدخل رئيس الوزراء شخصيا خير شاهد على الإنحراف الوظيفي.

في المستشفيات تحدث تجاوزات وأنواع من الإهمال الذي يصيب الناس بالإحباط، وفي مجالات عمل مختلفة ودوائر بوظائف متعددة، المقاولون والشركات الذين يفسدون المشاريع الخدمية بالغش والسرقة والإهمال وعدم الإنجاز، داعشيون بإمتياز، كل من يستحصل منافع شخصية، ويسيطر على مؤسسات، ومرافق، ويدفع الأموال الطائلة لبعض المسؤولين الداعشيين من أجل العقود والإستثمارات داعشيون بإمتياز.

الساكتون والمتواطئون والمنتفعون والجبناء في مواجهة الفساد كلهم داعشيون بإمتياز، ولاقيمة لوجودهم سوى إنه إبتلاء مر علينا تحمله ومحاولة التخلص منه، أو التعايش للأسف.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/آيلول/2014 - 5/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م