أمريكا ومؤشرات الهشاشة من الداخل

 

شبكة النبأ: الولايات المتحدة الامريكية من البلدان الكبرى الغنية عن التعريف، انطلقت رحلتها منذ مدة قصيرة من الزمن (مقارنة بعمر الدول الكبرى، ذات التاريخ الاستعماري الطويل، كونها تقع ضمن قارة اكتشفت قبل بضع مئات من السنين) الافتراضي لعمر الدول، لكنها استطاعت خلال هذه المدة التاريخية القليلة، التفرد بسياسة المجتمع الدولي، باعتبارها القطب الأوحد في العالم، كما يرى محللون، ويعود هذا التفرد الى جملة من الأسباب، منها ان لديها من الموقع الجغرافي والموارد الطبيعية والتطور التقني، ما يؤهلها لاحتلال مركز الريادة في اغلب الموارد الإيجابية التي تتمتع بها بقية دول العالم.

وقد خاضت الولايات المتحدة، وأكثر رؤسائها، العديد من الحروب والصراعات، من اجل الحفاظ على صدارة العالم المعاصر، سيما وان انهيار الاتحاد السوفيتي السابق الى دولايات متناثرة، سهل عليها لتبقى الساحة الدولية خالية تماما للولايات المتحدة الامريكية.

واعتبرت غالبية من الاميركيين لأول مرة خلال اربعين عاما ان بلادهم تفقد من نفوذها وتمارس سلطة اقل مما مضى في العالم، بحسب استطلاع للرأي نشر مؤخرا، وأجرى معهد بيو للأبحاث الاستطلاع على أكثر من الفي شخص بين 30 تشرين الاول/اكتوبر و6 تشرين الثاني/نوفمبر، وهو يكشف ايضا ان غالبية من الاميركيين تعتبر لأول مرة انه يجدر بالولايات المتحدة "الاهتمام بشؤونها" على الصعيد الدولي، واورد المعهد في دراسته انه "للمرة الاولى خلال حوالي اربعين عاما من الاستطلاعات، تعتبر غالبية من الاشخاص (53 بالمئة) ان الولايات المتحدة تلعب دورا اقل اهمية وقوة على صعيد العالم منه قبل عقد من الزمن"، وهذه النسبة اكبر ب12 نقطة منها في العام 2009 وتضاعفت باكثر من مرتين بالمقارنة مع العام 2004 في عهد ادارة الرئيس جورج بوش.

وتعاني الولايات المتحدة الامريكية راهناً، الكثير من الازمات السياسية والاقتصادية، على المستوى الداخلي والخارجي، أجبرت وزير الخارجية الأمريكي (جون كيري) على الاشارة بان للولايات المتحدة إمكانات محدودة، بمعنى انها كدولة لا تختلف كثيرا عن الدول الأخرى، وقد تتعرض لانتكاسة او انهيار او خلل كبقية الدول الأخرى، كما انها لا تستطيع حل جميع المشاكل، سواء الخارجية ام الداخلية. 

في سياق متصل يرى حوالى 70% من المستطلعين ان قدر الاحترام للولايات المتحدة في العالم تراجع ووصل الى مستويات مماثلة لما كان عليه في نهاية ولاية جورج بوش الثانية، وتوجه الدراسة انتقادات شديدة الى السياسة الخارجية التي ينتهجها حاليا الرئيس باراك اوباما اذ يعارضها 56% من المستطلعين مقابل 34% يؤيدونها، وتابع التقرير ان "الاميركيين لا يوافقون بصورة خاصة على ادارته للوضع في سوريا وايران والصين وافغانستان"، وتشكل مكافحة الارهاب احد المجالات النادرة التي تفوق فيها نسبة المؤيدين لأداء اوباما نسبة المعارضين له (51 مقابل 44 بالمئة)، ولأول مرة منذ حوالى نصف قرن، اظهر الاستطلاع ان 52% من الاميركيين يعتبرون انه يجدر بالولايات المتحدة "الاهتمام بشؤونها الخاصة على الصعيد الدولي وترك الدول الاخرى تحاول تدبر امورها بأفضل ما يمكنها"، مقابل 38% يعتقدون عكس ذلك. بحسب فرانس برس.

والذين يرون ان الولايات المتحدة تتحرك "اكثر مما ينبغي" لمحاولة تسوية مشكلات العالم (51%) يعتبرون بصورة عامة ان المسائل المحلية ولا سيما الاقتصاد ينبغي ان تشكل الاولوية الرئيسية للإدارة الحالية، غير ان 77% من المستطلعين يشددون على ان المبادلات والعلاقات التجارية مع البلدان الاخرى تبقى مفيدة لبلدهم.

تخفيض المساعدات الغذائية

الى ذلك وبمناسبة عيد الشكر الذي احتفت به الولايات المتحدة، تجتمع العائلات حول موائد وفيرة، لكن الحال ليس كذلك بالنسبة إلى الفقراء إثر تخفيض المساعدات الغذائية مؤخرا، وفي حين يتوافد الأميركيون لشراء الدجاج الرومي للعشاء التقليدي في هذا العيد الذي يحيي ذكرى المأدبة التي حضرها المستعمرون الاوائل لشكر الهنود على مساعدتهم، تواجه التعاونيات والجمعيات الغذائية ارتفاعا في الطلب على المساعدات، وإثر مفاوضات شاقة، لم يمدد الكونغرس الزيادة المطلوبة في برنامج المساعدات الغذائية المعروف ب "سناب" التي كان الهدف منها الحد من تداعيات الانكماش الذي ضرب البلاد بين العامين 2008 و2009، وشارفت صلاحية الزيادة المعتمدة نهايتها، وقد حرم قرار الكونغرس البرنامج من 5 مليارات دولار في سنة 2014 المالية.

وفيما يخص عائلة من أربعة أفراد مثلا، انخفضت هذه المساعدة من 668 دولارا كحد أقصى في الشهر الواحد إلى 632 دولارا، وكانت الثلاثة والستون دولارا التي نقصت من المساعدة تسمح بشراء 21 وجبة غذائية، بحسب مركز البحث "سنتر أون بادجت أند بوليسي برايوريتيز"، ويبدو المستقبل قاتما بالنسبة إلى برنامج "سناب"، فقد اعتمد مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الحزب الديموقراطي تخفيضا في ميزانية البرنامج بمعدل 5 مليارات دولار على 10 أعوام، في حين أن مجلس النواب الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري اقترح تخفيضا بقيمة 40 مليار دولار تقريبا، ويأمل النواب التوصل إلى حل وسط بحلول نهاية العام تخفض بموجبه ميزانية البرنامج ب10 مليارات دولار، مع العلم ان أميركيا واحدا من أصل سبعة (أي 48 مليون شخص) يستفيد من هذه المساعدات. بحسب فرانس برس.

وأكد ليونارد إدواردز وهو عاطل عن العمل يستفيد من البرنامج أنه بات يتلقى مبلغا أقل بعشرين دولار وهو كان أصلا يواجه صعوبات في تأمين القوت، وفي ولاية واشنطن، يعاني طفل واحد من اصل ثلاثة أطفال الجوع، وهذه أسوأ نسبة مسجلة في الولايات المتحدة بعد ولاية نيو مكسيكو، علما ان المجاعة تطال طفلا واحدا من اصل خمسة على الصعيد الوطني، بحسب جمعية "فيدينغ أميركا" التي تضم 200 مؤسسة غذائية، وبحسب تقديرات مكتب التعداد، بلغت نسبة الفقر في الولايات المتحدة 15 % في العام 2012، في حين وصلت هذه النسبة إلى 23 % في واشنطن بعد تكييفها وفق معدل غلاء المعيشة، كما أن 10% من سكان واشنطن الذين يبلغ عددهم 632 ألف نسمة يتقاضون راتبا سنويا لا يتخطى 10 آلاف دولار، في حين أن أكثر من ثلث السكان تقريبا (35 % منهم) يكسبون اكثر من 100 ألف دولار في السنة الواحدة، بحسب مكتب التعداد.

ولاحظت جمعية "بريد فور ذي سيتي" ارتفاعا يراوح بين 10 و15 % في عدد الأشخاص الذين يلجأون الى خدمات مركزيها في واشنطن، شأنها في ذلك شأن جمعيات اخرى تنشط في هذا المجال عزت هذا الارتفاع إلى البطالة وايجارات الشقق المرتفعة، ففي العام 2012، وزعت مؤسسة "كابيتل إيريا فود بنك" 23 مليون كيلوغرام من المواد الغذائية، أي حوالى 37,5 مليون وجبة، لنحو 500 ألف شخص، وهي اضطرت إلى توسيع مراكزها لتلبية الحاجات المتزايدة، أما جمعية "فيدينغ أميركا"، فهي أكدت من جهتها أنها تقدم وجبات غذائية لنحو 37 مليون شخص في السنة، أي أكثر بنسبة 46 % من المعدل المسجل في العام 2006، ولفت براين بانكس مدير العلاقات العامة في "بريد فور ذي سيتي" إلى أن غالبية الأشخاص الذين يلجأون إلى خدمات المؤسسات الغذائية يعملون بدوام كامل.

وسجلت 25 مدينة أميركية ازديادا العام الماضي في طلبات المساعدات الغذائية وعدد المشردين، بحسب دراسة صدرت اخيرا عن اتحاد البلديات في الولايات المتحدة، وشرح توم كوتشران رئيس الاتحاد في بيان أن "اقتصاد البلاد ينتعش من دون شك، لكن هذا الانتعاش بطيء، ومن الصعب بالتالي أو حتى من المستحيل لكثيرين تلبية الحاجات المتزايدة للجائعين والمشردين"، وفي هذه المدن التابعة لثماني عشرة ولاية، ازدادت طلبات المساعدة الغذائية الطارئة بما يعادل 7 % العام الماضي، بالمقارنة مع العام السابق، وكل هذه المدن، ما عدا أربع، أكدت أن هذا النوع من الطلبات قد ارتفع بالاستناد إلى معطيات جمعت بين الأول من أيلول/سبتمبر 2012 والحادي الثلاثين من آب/أغسطس 2013.

وكشفت ثلاث مدن أن عدد هذه الطلبات بقي على حاله، في حين تراجعت نسبتها في مدينة واحدة، ونحو 43 % من الأشخاص الذين طلبوا تلك المساعدات لديهم وظائف و21 % منهم كبار في السن و9 % مشردون، ويعزى هذا الارتفاع في الطلبات إلى ازدياد البطالة وتدني الرواتب وانتشار الفقر وارتفاع إيجارات السكن، بالإضافة إلى ذلك، ازداد عدد المشردين بما يعادل 4 % في هذه المدن التي تشمل خصوصا واشنطن (الشرق) ولوس أنجليس (الغرب) وشيكاغو (الشمال) ودالاس (الجنوب)، وارتفع عدد العائلات المشردة في ثلثي المدن تقريبا (64 % منها) وبقي على حاله في 8 % منها، ومشرد واحد من كل خمسة لديه عمل، و13 % من المشردين هم جنود سابقون، والبطالة هي السبب الاول للتشرد، تليها قلة المساكن المعقولة الكلفة ثم الأمراض العقلية والفقر، ويعاني ثلثا المشردين تقريبا أمراضا عقلية، و17 % منهم هم معوقون و16 % وقعوا ضحية أعمال عنف منزلية و3 % مصابون بفيروس الايدز.

التمييز وانعدام المساواة

بدوره أطلق الرئيس الاميركي باراك اوباما مؤخرا نداء لتحسين مستقبل الشبان الاميركيين المنتمين الى الاقليات، واصفا وضعهم ب"المثير للاشمئزاز"، وبعدما استعرض بالتفصيل نتائج احصائيات اظهرت ان الشبان السود واللاتينيين هم بشكل عام محرومون في حياتهم، قال ان هذه الارقام "ينبغي ان ينفطر لها قلبنا وان تدفعنا الى العمل"، كاشفا النقاب عن شراكة مع مؤسسات وشركات لتقديم المزيد من المساعدة لهؤلاء الشبان كي ينجحوا في حياتهم.

وفي خطاب تميز بالعاطفة والتأثر القاه في البيت الابيض اكد اول رئيس اميركي ينتمي الى اقلية ان مسيرة حياته لم تكن تختلف في بدايتها عن مسيرة هؤلاء الشبان السود ابناء الاحياء الفقيرة والمحكومين بالفشل في المدرسة وبالجنوح الى العنف، وقال "الفرق الوحيد هو انني كبرت في بيئة كانت اكثر تسامحا"، في اشارة الى هاواي (المحيط الهادئ) حيث نشأ، وأضاف "من هنا، عندما كنت اخطأ لم تكن العواقب خطرة الى تلك الدرجة"، مشيرا الى انه وعلى الرغم من انه نشأ من دون والده فان "عائلتي لم تكف يوما عن الايمان بي، وبالتالي انا لم اكف يوما عن الايمان بنفسي"، واكد أوباما ان قضية شبان الاقليات هي "قضية ذات اهمية وطنية، هذا ملف بنفس اهمية كل تلك الملفات التي اعمل عليها". بحسب فرانس برس.

فيما قال خبراء ان الاجر الذي تحصل عليه المرأة الامريكية لن يتساوى مع الأجر الذي يحصل عليه الرجل عن نفس العمل الا بعد 40 عاما اذا ظل معدل تحسين الاجر عند مستواه الحالي وهي قضية أبرزها الرئيس الامريكي باراك أوباما في خطابه عن حالة الاتحاد، ودعا أوباما في خطابه الى تغيير في السياسات حتى يتم سد هذه الفجوة في وقت أقرب، وقال "المرأة تستحق أجرا مساويا عن العمل المساوي، وأضاف ان الوقت قد حان للتخلص من سياسات ترجع الى حقبة الستينات.

وتشير الاحصاءات الى ان المرأة التي تعمل بدوام كامل تحصل على 77 في المئة مما يحصل عليه زميلها الرجل، ويقول خبراء العمل والمدافعون عن حقوق المرأة ان هذا الفارق دفع بمزيد من النساء الى براثن الفقر بالرغم من وصولهن الى مستويات تعليم عالية، وأخذت الفجوة الكبيرة بين أجور الرجال والنساء تتقلص بين الستينات والتسعينات من القرن الماضي ثم تباطأت قوة الدفع، ويقول خبراء انه بالمعدل الحالي لن تغلق هذه الفجوة تماما وتتساوى أجور النساء والرجال في الولايات المتحدة الا بحلول عام 2056.

وسيشكل البيض للمرة الأولى أقلية في المدارس الحكومية الأمريكية عندما يعود التلاميذ في الولايات المتحدة إلى صفوفهم في بدء العام الدراسي الجديد، ويعود هذا التحول الديموغرافي في المدارس الأمريكي إلى الزيادة في أعداد التلاميذ المتحدرين من دول أمريكا اللاتينية، وتظهر إحصاءات المركز الوطني لإحصاءات التعليم تراجعا مطردا في أعداد التلاميذ البيض منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي، بالمقارنة مع زيادة حادة في التلاميذ المتحدرين من أمريكا اللاتينية واستقرار في معدلات التلاميذ السود.

ويلفت المركز (التابع لوزارة التعليم الأمريكية) إلى أن أعداد التلاميذ المتحدرين من أمريكا اللاتينية زادت أكثر من الضعف على مدار العقدين المنصرمين، مشيرا إلى أن من المتوقع استمرارها في الارتفاع خلال العقد المقبل، ويعني ذلك أنه في خريف 2014، ستكون نسبة التلاميذ البيض تراجعت بهامش بسيط عن 70 في المئة للمرة الأولى، مقابل سيمثل التلاميذ المتحدرين من أمريكا اللاتينية نسبة 26 في المئة والسود 15 في المئة، وتوجد مجموعات إثنية أخرى من تلاميذ آسيويين وأمريكيين أصليين ومن السكان الأصليين لجزر المحيط الهادي.

وتظهر الإحصاءات مدى التغيير الذي أحدثته الزيادة في السكان المتحدرين من أمريكا اللاتينية على ديموغرافية المدارس الأمريكية، حيث متوقع وصول نسبة التلاميذ المتحدرين من أمريكا اللاتينية إلى 30 في المئة في منتصف عشرينات القرن الحالي مقارنة بنسبة 14 في المئة في منتصف التسعينات، وكان التلاميذ البيض في المنظومة التعليمية الحكومية الأمريكية يمثلون 65 في المئة في منتصف التسعينات، لكن من المتوقع أن تتراجع نسبتهم إلى 45 في المئة في منتصف عشرينات القرن الحالي، ولفت مركز "بيو" للأبحاث، الذي يقوم بتحليل الاتجاهات الاجتماعية والسياسات العامة، إلى اختلاف واضح في المدراس الخاصة، حيث توجد نسبة كبيرة من التلاميذ البيض، ويذهب طفل من كل عشرة أطفال أمريكيين إلى المدارس الخاصة.

الحالة الاجتماعية

من جانبه يرفض غالبية الشباب فكرة الزواج في العصر الحالي بسبب الحالة المادية الصعبة في الدرجة الأولى، وكشف تقرير صادر عن معهد "أوربان إنستيتيوت" الأمريكي عن وجود انخفاض في معدل إقبال الشباب على الزواج، ووجد التقرير أن معدل إقبال الشباب على الزواج انخفض في عصرنا الحالي، ويتزوج الشباب بشكل أقل في حلول سن الأربعين، بالمقارنة مع أي جيل سابق، وإذا استمر الوضع على هذه الوتيرة، فإن 30 في المائة من نساء الألفية سيبقين غير متزوجات بحلول سن الأربعين، أي ما يقارب ضعف نسبة نظرائهن في فترة الستينيات والثمانينيات أو ما يسمى بـ"جيل إكس".

ويستخلص التقرير بأن تطور تلك الظاهرة يمكن أن يكون له تداعيات اقتصادية خطيرة تؤثر على أجيال الالفية وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية، وقال الخبير الاقتصادي ومؤلف العديد من الكتب حول جيل الألفية، نيل هاو، إن هذا الانخفاض الحاد يعود إلى عدة أسباب، من بينها أن الزواج فقد الكثير من أهميته مقارنة بالأعوام السابقة، ويتجه العديد من الشباب الأمريكي إلى اتخاذ قرار بالعيش معاً وتأسيس عائلة، من دون زواج، وأضاف هاو أن العزوف عن الزواج بين الشباب يعود أيضا إلى شعورهم بضرورة الاستقرار المادي أولاً، قبل خوض تجربة الزواج، مشيراً إلى أن مفهوم الزواج في الماضي، كان يعتبر بمثابة نقطة البداية بالنسبة إلى الكثير من الشباب.

وتجدر الإشارة إلى أن معدلات الزواج انخفضت بشكل كبير خلال فترة الركود الاقتصادي، ما أدى إلى انخفاض في فرص العمل، وارتفاع في نسبة البطالة، وطرح التقرير العديد من التساؤلات، فيما إذا كان العديد من الشباب في جيل الألفية سيقدمون على الزواج في حلول سن الأربعين، سيتم بناء على استمرار معدلات الزواج على حالها قبل فترة الركود الاقتصادي أم بعده، ووجد التقرير أن 69.3 في المائة من النساء سيتزوجن، إذا استمر معدل الزواج على حاله بعد فترة الركود الاقتصادي، فيما ستتزوج نسبة 76.8 في المائة من النساء، إذا استمر معدل الزواج على ما كان عليه قبل فترة الركود الاقتصادي، أما بالنسبة إلى الرجال، فنسبة إقبالهم على الزواج تتراوح بين 65 و72.6 في المائة على التوالي.

وتبقى معدلات الزواج في تلك الحالة، أقل من معدل الزواج في "جيل إكس،" إذ تزوجت النساء بنسبة 82 في المائة، والرجال بنسبة 76.6 في المائة بعمر الأربعين، وتستند تلك الارقام إلى تقسيمات بحسب العرق، والتحصيل العلمي، وأشار التقرير إلى أن الأشخاص من ذوي البشرة السمراء اللون، أو من أصل إسباني، أو أولئك الذين ليس لديهم شهادة جامعية، من المتوقع أن يشهدوا انخفاضاً أكبر بمعدل الزواج، أما معدل الزواج بالنسبة إلى الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء اللون، فسينخفض بشكل ضئيل. بحسب سي ان ان.

من جانب اخر أظهرت بيانات حكومية أن الأسرة الأمريكية متوسطة الدخل تحتاج في المتوسط 245 ألف دولار لتنشئة طفل يولد في عام 2013 حتى بلوغه سن 18 عاما، وأظهر التقرير السنوي الذي يحمل عنوان "تكلفة تنشئة طفل" وتصدره وزارة الزراعة ان تكاليف تربية الطفل التي تشمل توفير الغذاء والسكن والرعاية والتعليم وغيرها من النفقات ارتفعت بنسبة 1.8 في المئة مقارنة بعام 2012، وأوضح التقرير إن أكبر التكاليف تتمثل في السكن ويستحوذ على نحو 30 في المئة من النفقات الإجمالية يليه الرعاية في فترة الطفولة والتعليم اللذين يحتاجان 18 في المئة ثم الغذاء بنسبة 16 في المئة، وتختلف النفقات حسب المكان وتقل في المناطق الحضرية بجنوب الولايات وايضا في المناطق الريفية بينما تصل لأعلى معدلاتها في المناطق الحضرية بشمال شرق البلاد عند 282500 دولار، وارتفعت تكاليف رعاية الأطفال بمعدل اعلى من التضخم منذ البدء في إعداد التقرير السنوي عام 1960 عندما كان بمقدور الاسرة متوسطة الدخل انفاق نحو 25 الف دولار لرعاية طفل أي ما يصل إلى نحو 198 ألف دولار في 2013.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/آب/2014 - 3/ذو القعدة/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م