شبكة النبأ: تحاول الولايات المتحدة
الامريكية نهج سياسية صارمة في الحد من نفوذ الصين بمنطقة اسيا والمحيط
الهادي، عبر تشكيل لوبي ضاغط يستهدف تضييق الخناق على تمددها في
المنطقة، سيما وان تخوف الولايات المتحدة من تمدد العملاق الصيني له
عواقب كبيرة على مصالحها الحيوية في المنطقة.
وبدأت الولايات المتحدة بإقامة شراكات عسكرية واقتصادية مع الدول
المجاورة للصين، والتي يشكو بعضها من خلافات تاريخية مع الصين، اضافة
الى تعزيز وجودها العسكرية واقامة المناورات الجوية والبحرية، الامر
الذي عده الصين استفزاز واضح، يهدد امنها وسيادتها.
من جانبه دعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي اليابان إلى "بذل جهود
عملية لتجاوز عقبات سياسية قائمة بين الطرفين" وذلك خلال اجتماع غير
رسمي مع نظيره الياباني على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق اسيا (آسيان)
في ميانمار، وأفاد بيان على الموقع الالكتروني للخارجية الصينية بأن
وانغ التقى بوزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا على هامش المنتدى
الاقليمي لاسيان في نايبيداو، ولم يقدم البيان مزيدا من التفاصيل،
وتصاعد التوتر بين البلدين خلال الشهور القليلة الماضية حيث توجه كل
منهما اتهامات للأخرى بتحليق طائرات عسكرية على مقربة من طائراتها في
نزاع قديم على السيادة في جزر صغيرة تديرها اليابان في بحر الصين
الشرقي.
وردت الصين على احتجاجات اليابان والولايات المتحدة بإقامة منطقة
دفاع جوي في المنطقة في نوفمبر تشرين الثاني، ولم يجر رئيس الوزراء
الياباني شينزو آبي محادثات مع الزعماء الصينيين منذ أن عاد للسلطة في
ديسمبر كانون الأول 2012، وتضررت العلاقات بين البلدين أيضا بسبب زيارة
آبي لضريح ياسوكوني الذي تعتبره الصين رمزا للنزعة العسكرية لليابان
أيام الحرب، وذكرت وسائل اعلام يابانية أن محادثات ثنائية ستجرى بين
البلدين (وهما أكبر قوتين اقتصاديتين في المنطقة) خلال قمة منظمة دول
آسيا والمحيط الهادي (ابيك) في بكين في نوفمبر تشرين الثاني لمحاولة
التخفيف من حدة بعض الخلافات بينهما لكن طوكيو نفت الأمر.
كما دافعت وزارة الخارجية الصينية عن قرار الحكومة بناء فنارات على
جزر محل نزاع في بحر الصين الجنوبي قائلة انه الهدف تسهيل حركة الملاحة،
واوردت وسائل الاعلام الرسمية أن الصين تعتزم بناء فنارات في خمس جزر
في بحر الصين الجنوبي من بينهم اثنان تطالب فيتنام بالسيادة عليهما،
وقالت المتحدثة هوا شونيينغ في بيان على الموقع الالكتروني لوزارة
الخارجية الليلة الماضية ان الفنارات "ضرورية لضمان سلامة حركة السفن"
وانها تتمشى مع المصالح العامة والقانون الدولي. بحسب رويترز.
وطالبت الولايات المتحدة والفلبين بتجميد طوعي لاي خطوات من شأنها
تغير الوضع القائم في المنطقة ولكن الصين رفضت الاقتراح، وتطالب الصين
بالسيادة على 90 بالمئة من بحر الصين الجنوبي، وذكرت وكالة انباء الصين
الجديدة (شينخوا) ان وزير الخارجية الصيني وانغ يي التقى مع نظرائه من
بعض دول جنوب شرق اسيا من بينها فيتنام على هامش قمة في ميانمار، وابلغ
وانغ نظيره الفيتنامي بام بينه منه ان الصين ستتخذ جميع الاجراءات "لحماية
سيادتها الوطنية وحقوقها ومصالحها البحرية".
أمريكا تواجه الصين
فقد قال مصدر إن الولايات المتحدة تعزز وجود قواتها البحرية والجوية
في شمال أستراليا في إطار خطة لتعزيز العلاقات الدفاعية مع حليفتها
بالمنطقة واستعراض المزيد من القوة بمنطقة آسيا والمحيط الهادي حيث
يزداد نفوذ الصين، ويزور وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل ووزير
الخارجية جون كيري سيدني لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق توصل اليه
الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت لنشر
قوات مشاة البحرية الأمريكية في أستراليا لإجراء مناورات وتدريبات
مشتركة، ويتمركز نحو 1150 من مشاة البحرية في داروين في شمال أستراليا
بموجب اتفاق عام 2011 أطلق "محور" أوباما لآسيا.
ومن المقرر أن يزيد عدد هؤلاء ليصل إلى 2500 بحلول عام 2017 وتتولى
المجموعة مسؤولية الاستعداد للرد على الصراعات الإقليمية والاستجابة
للأزمات الإنسانية، وقال مصدر مطلع إن المسؤولين يعملون أيضا على
التوصل لاتفاق لتعزيز النشاط الأمريكي الجوي والبحري في شمال أستراليا
الغني بالموارد مع زيادة وتيرة الزيارات التي تقوم بها المقاتلات
والقاذفات الأمريكية، وأضاف المصدر أن "مزيدا من زيارات سلاح الجو
الأمريكي إلى شمال أستراليا حيث يمكنهم استخدام ديلامير وربما يتمركزون
خارج تيندال" في إشارة إلى قاعدة القوات الجوية الأسترالية في الإقليم
الشمالي. بحسب رويترز.
وقال هاجل للصحفيين في افادة صحفية مع نظيره الأسترالي ديفيد
جونستون إن الاجتماعات الأمريكية الأسترالية ستشمل مناقشات بشأن
التعاون في مجال الدفاع الصاروخي والأمن الإلكتروني والأمن البحري،
وأضاف هاجل أن الولايات المتحدة ملتزمة بقوة بسياستها لإعادة التوازن
الاستراتيجي لمنطقة آسيا والمحيط الهادي وهو الأمر الذي أغضب الصين،
وتقاوم الصين ما تراه تدخلا أمريكيا في المنطقة لا سيما في المناطق
المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي ومحاولة
لاحتواء النفوذ العسكري والاقتصادي والسياسي المتنامي.
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأمريكية إن بلاده ستراقب
التصرفات في بحر الصين الجنوبي للتأكد من اتخاذ "خطوات لتهدئة التوتر"
بعد يوم من تصدي بكين لضغوط أمريكية لكبح أعمالها في المياه المتنازع
عليها، وقوبل اقتراح أمريكي بتجميد الأعمال الاستفزازية في بحر الصين
الجنوبي بفتور من الصين وبعض دول جنوب شرق آسيا في اجتماع اقليمي في
انتكاسة على ما يبدو لجهود أمريكية للتصدي لتصرفات الصين لتأكيد
سيادتها على البحر.
وقال المسؤول الأمريكي الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن أستراليا وهي
حليف وثيق للولايات المتحدة دعمت الاقتراح الذي تقدم به الوفد الأمريكي
في قمة منظمة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في ميانمار والذي دعا إلى
تجميد طوعي للأعمال الاستفزازية في البحر المتنازع عليه، وزاد التوتر
في مايو ايار عندما وضعت الصين منصة نفطية عملاقة في مياه تعتبرها
فيتنام ضمن مياها الاقليمية، وسعت الاقتراحات الامريكية والفلبينية الى
منع مثل هذه التصرفات، وكان كيري ووزيرة الخارجية الاسترالية جولي
بيشوب قد حضرا اجتماع ميانمار قبل أن يسافرا معا إلى أستراليا.
وتستضيف بيشوب المشاورات الوزارية الأمريكية الأسترالية السنوية في
سيدني حيث يتوقع أن يكون التعاون في مجال الدفاع والأمن على رأس
الموضوعات التي سيتم مناقشتها بالإضافة إلى التطورات في العراق
وأوكرانيا، وقال المسؤول الأمريكي إن المحادثات ستشمل بحث التعاون في
مجالات الدفاع والأمن الالكتروني والأمن البحري، وأضاف "إنها فرصة لهما
لتنسيق سياساتهما الدفاعية كحلفاء وبحث وسائل توسيع التعاون الأمني
بالإضافة إلى التخطيط الاستراتيجي".
تصرف بلغ مداه
من جهتها عبرت دول جنوب شرق اسيا عن قلقها من "تنامي التوترات" في
بحر الصين الجنوبي ودعت إلى محادثات مكثفة مع الصين فيما وصفته
الولايات المتحدة بأنه انتكاسة لجهود الصين لتهدئة النزاعات، لكن لم
يرد ذكر محدد للصين في البيان الختامي لاجتماع رابطة دول جنوب شرق اسيا
(اسيان) كما لم تؤيد الدول العشر الأعضاء في الرابطة دعوة الولايات
المتحدة والفلبين إلى تجميد التصرفات الاستفزازية في البحر، ومن المرجح
أن تعتبر الصين هذا الأمر نتيجة إيجابية.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن قلق دول اسيان بسبب التوتر في بحر الصين
الجنوبي "بلغ مداه" وذلك استنادا إلى محادثات خاصة أجراها لكن البيانات
المعلنة اتسمت بالتحفظ وتجنبت معاداة الصين، وقالت اسيان في بيان عقب
اجتماعها في نايبيداو عاصمة ميانمار "دعونا كل الأطراف المعنية إلى ضبط
النفس وتفادي التصرفات التي ستعقد الوضع وتقوض السلام والاستقرار
والأمن في بحر الصين الجنوبي"، وتستغل الولايات المتحدة اجتماع وزراء
خارجية المنطقة في ميانمار لتعزيز تدخلها في التوتر البحري بالدعوة إلى
تعليق تصرفات مثل نصب الصين منصة نفطية في مياه تطالب فيتنام أيضا
بالسيادة عليها.
ويجمع المنتدى الاقليمي لاسيان 27 دولة من بينها الولايات المتحدة
والصين وروسيا واليابان والهند وأستراليا، ودعت الفلبين حليفة الولايات
المتحدة أيضا إلى تجميد في إطار خطة من ثلاث خطوات لتهدئة التوتر في
البحر الغني بالموارد والذي تمر منه حركة تجارة تقدر بخمسة تريليونات
دولار سنويا، وألمح البيان إلى هذا الاقتراح واختلفت اللغة التي
استخدمها قليلا عن بيان سابق للرابطة بشأن قضية بحر الصين الجنوبي صدر
في مايو أيار، ودعا بيان الرابطة والصين إلى وضع اللمسات الأخيرة على
مدونة سلوك لتخفيف التوترات البحرية وتشمل "خطوات ملموسة" لتعزيز
الثقة. بحسب رويترز.
ووصف مسؤولون أمريكيون كبار يرافقون وزير الخارجية جون كيري في
المحادثات التي استمرت يومين صياغة البيان بأنها انتقاد جديد وقوي
لتصرفات الصين في الآونة الأخيرة بهدف تأكيد سيادتها في بحر الصين
الجنوبي، وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية "تمثل هذه اللغة
انتكاسة كبيرة لجهود الصين لكسب الوقت"، ووقعت رابطة آسيان اتفاقا مع
الصين عام 2002 على أن يلتزم الجانبان بضبط النفس في النشاطات التي
تعقد الصراع مثل احتلال جزر أو البناء عليها، وخرق معظم الموقعين بنود
هذه الاتفاق مما أدى إلى تزايد التوتر في بحر الصين الجنوبي بين أربعة
من دول آسيان والصين التي تطالب بالسيادة في نحو 90 في المئة من البحر.
وذكر مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية أن أعضاء اسيان أوضحوا أنهم
"قلقون على نحو متزايد من السلوك التصعيدي"، وبدأت الصين واسيان
محادثات بشأن مدونة السلوك لكن لم يتحقق تقدم كبير حتى الآن، وترفض
الصين التدخل الأمريكي في النزاع ورفضت الاقتراح بتجميد الاعمال
الاستفزازية، وتتهم الصين الولايات المتحدة بتشجيع المطالبين بالسيادة
في بحر الصين الجنوبي مثل الفلبين وفيتنام.
الصين تطور صواريخها
من جهة اخرى أقرت الصين بتطوير صواريخ بالستية عابرة للقارات من جيل
جديد مجهزة لحمل عدة رؤوس نووية قادرة على الوصول إلى الولايات
المتحدة، بحسب ما أوردت صحيفة رسمية، وكتبت صحيفة "غلوبال تايمز" أن
المركز الحكومي لمراقبة البيئة في شانكسي أعلن على موقعه الإلكتروني
أنه يجري العمل في منشأة عسكرية في الإقليم على تطوير صواريخ من طراز
دونغفنغ 41 "دي اف 41"، كما نقلت عن محلل عسكري صيني أنه "فيما تواصل
الولايات المتحدة تعزيز نظامها الدفاعي الصاروخي، فإن تطوير جيل ثالث
من الأسلحة النووية القادرة على حمل عدة رؤوس هو التوجه السائد". بحسب
فرانس برس.
والصاروخ "دي اف-41" مصمم ليبلغ مداه 12 ألف كلم بحسب ما أوضحت مجلة
"جاينز" المتخصصة في الشؤون الدفاعية، مصنفة هذا الصاروخ بين الصواريخ
الأبعد مدى في العالم، وقدرات الصين العسكرية محاطة بتكتم شديد وأشارت
"غلوبال تايمز" إلى أن بكين لم تعترف من قبل بوجود الصواريخ "دي
اف-41"، ويبدو أنه تم محو الخبر من على موقع الهيئة الحكومية غير أن
الصحيفة نشرت صورة لشاشة الموقع وعليها الخبر الأساسي، وتصاعد التوتر
في الأشهر الماضية بين واشنطن وبكين حول الخلافات الحدودية بين الصين
وحلفاء للولايات المتحدة في بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك بشأن
أعمال قرصنة إلكترونية، وزادت بكين نفقاتها العسكرية بنسبة تفوق 10
بالمئة لعدة سنوات وباتت تمتلك ثاني أكبر ميزانية عسكرية في العالم بعد
الولايات المتحدة، وصرح الرئيس الصيني شي جينبينغ أن أي مواجهة بين
القوتين "ستثير بالتأكيد كارثة للدولتين وللعالم بأسره". |