نفط الجنوب... البيئة غير الآمنة تهدد البوابة الوحيدة لاقتصاد العراق

 

شبكة النبأ: اكدت وزارة النفط إن صادرات البلاد من الخام ارتفعت في يوليو تموز إلى 2.442 مليون برميل يوميا في المتوسط، بالمقارنة مع 2.423 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي، وذكر البيان إن الشحنات من حقول نفط كركوك الشمالية ما زالت متوقفة، وبلغ سعر البيع للخام العراقي 102.8 دولار للبرميل، مما حقق إيرادات بلغت 7،8 مليار دولار امريكي، وجاءت اغلب هذه الصادرات من الجنوب الامن نسبيا، بعد ان عقدت العمليات العسكرية التي تستهدف التنظيمات الإرهابية في الشمال والغرب، إضافة الى الخلافات النفطية الحادة مع إقليم كردستان العراق، مسالة تصدير نفط الشمال وخاصة كركوك الغنية بالنفط.

ومع التطمينات الحكومية، التي دعمت اراء خبراء امنيون ومختصون في شؤون الطاقة، ما زالت الأسواق العالمية متخوفة من تعرض العراق الى نكسة امنية جديدة، قد تنعكس اثارها على أسعار الطاقة التي شهدت ارتفاعات كبيرة وعدم استقرار، الامر الذي قد يهدد تدفق الطاقة عالمياً، سيما وان الاقتصاد العالمي ما زال يمر بفترة نقاهة، وهو لم يتعافى تماما من الازمات الاقتصادية السابقة، كما يرى خبراء اقتصاديون.

وقد أدت العمليات العسكرية في مناطق واسعة من العراق، الى عزوف العديد من شركات النفط العالمي عن العمل في العراق، في ظل بيئة غير امنة، بعد ان قامت بسحب موظفيها العاملين في الحقول النفطية، إضافة الى انتشار عمليات التهريب على نطاق واسع، يشترك فيها المهربون، والجماعات المسلحة، في ديالى وكركوك والانبار وغيرها من المدن التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة.

ويبدو ان خطط الحكومة الطموحة للوصول بالإنتاج النفطي العراقي الى سقف يفوق 8 مليون برميل في السنوات القليلة القادمة، تعرض لنسكة كبيرة، بعد ان فشلت الجهود السياسية في تحقيق نظرة مشتركة مع الجانب الكردي حول المناطق المتنازع عليها، إضافة الى الواقع الأمني المتردي، والذي عقد من تحقيق أي الية عملية لتطوير انتاج النفط العراقي، الذي بات يقتصر على تصدير النفط من الحقول الجنوبية، من خلال المرافئ الموجودة في البصرة جنوب العراق.  

نفط الجنوب

في سياق متصل تزداد أهمية حقول النفط في المنطقة الجنوبية الأكثر أمنا بالعراق في ظل هجمات المسلحين السنة التي تساهم في الحيلولة دون تحقيق حلم بغداد بمضاهاة طاقة إنتاج النفط السعودية لكن الجنوب أيضا لم يكن في مأمن تام من الهجمات، وتواجه بغداد صعوبات لاحتواء هجمات مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على بعض المنشآت النفطية حينما اجتاح مناطق في شمال غرب العراق في يونيو حزيران وهو ما شجع الأكراد في إقليمهم الشمالي شبه المستقل على السيطرة على حقول النفط الكبيرة في كركوك، ولم يتأثر إنتاج النفط في جنوب العراق بشكل يذكر حيث يبلغ نحو 3.15 مليون برميل يوميا.

وقالت مصادر نفطية وأمنية إن البصرة العاصمة النفطية في الجنوب شهدت هذا العام أعمال عنف أقل من مدن عراقية أخرى لكن عددا قليلا من تفجيرات السيارات الملغومة ومحاولات الاغتيال وعمليات خطف العمال الأجانب وقعت هناك على مدى الأشهر الأخيرة، ولم يتضح من وراء تلك الهجمات حيث يصعب غالبا التمييز بين هجمات المسلحين المتشددين والجرائم، وتشير السوابق التاريخية إلى عدم إمكانية استبعاد أي احتمال، ففي عام 2011 تعرضت خطوط أنابيب النفط في الجنوب لتفجيرات أدت إلى تعطل الإنتاج من حقل الرميلة أكبر حقل نفطي في العراق مرتين على الأقل.

وقال ثامر الغضبان كبير مستشاري الطاقة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن الأمور تسير حاليا وفق ما هو مخطط لها إذ لم يتأثر إنتاج الجنوب ولا تزال أهداف إنتاج البلاد قائمة، وقال الغضبان "لم نعد النظر بشكل جدي في أهداف الأجل الطويل، لم تتم أي مراجعة حتى الآن، نأمل بطرح حلول سياسية قريبا كي لا نعيد النظر في أهداف الأمد البعيد"، وعلى مدى السنوات القليلة المنصرمة دفعت البنية التحتية الضعيفة والمشكلات الفنية بغداد إلى تقليص طموحاتها في الوصول إلى طاقة إنتاجية قدرها 12 مليون برميل يوميا من النفط بحلول عام 2020 وهو مستوى لا تتجاوزه سوى السعودية بطاقة إنتاجية تبلغ 12.5 مليون برميل يوميا.

ويقول خبراء ومحللون في قطاع النفط إنه حتى المستوي الجديد المستهدف للطاقة الإنتاجية للعراق على الأمد البعيد والبالغ 8.4 مليون برميل يوميا يعكس إفراطا في التفاؤل، ولا تزال منشآت تصدير النفط الجنوبية في منأى عن الاضطرابات حيث بلغ متوسط الصادرات من الجنوب 2.442 مليون برميل يوميا في يوليو تموز مقتربا من مستوى قياسي مرتفع، وقال الغضبان إن خط الأنابيب الشمالي الذي يمتد من كركوك إلى ميناء جيهان التركي كان ينقل عادة 300-400 ألف برميل يوميا من الخام قبل توقف الضخ بسبب تفجيرات في فبراير شباط، وأضاف "تأثرت كركوك ومناطق أخرى بالوضع الأمني ولا شك أن ذلك سيكون له تأثير" على إنتاج العراق في الأمد القصير. بحسب رويترز.

كان العراق قال في وقت سابق إنه يهدف لزيادة إنتاجه النفطي إلى 3.7 مليون برميل يوميا في 2014 وهو رقم يستثنى منه النفط الكردي في ظل النزاع القانوني والدبلوماسي بين بغداد وحكومة إقليم كردستان على مبيعات النفط وصادراته، وأقر الغضبان بأن من المستبعد حاليا أن يصل العراق إلى معدل الإنتاج المستهدف لعام 2014 لكنه لم يذكر أي بيانات معدلة، ويرى بعض الخبراء في قطاع النفط أن مستوى الإنتاج البالغ 3.4 مليون برميل يوميا هو الأكثر ترجيحا هذا العام، وقال ميريل لينش في مذكرة بحثية في يونيو حزيران إن من غير المرجح على الإطلاق أن ينمو إنتاج العراق النفطي هذا العام.

ويبدو من المستبعد أن تتعرض المنشآت النفطية في الجنوب لهجمات كبيرة، وقال لؤي الخطيب زميل زائر في مركز بروكنجز الدوحة إنه سيكون من الصعب على المسلحين السنة التسلل إلى الجنوب الذي يهيمن عليه الشيعة، وتابع "يستطيعون إرسال انتحاريين في رحلة ذهاب بلا عودة لكن لا يوجد من يستضيفهم هناك مقارنة مع المناطق التي يسيطرون عليها في غرب العراق"، وقال جبار السعدي رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة البصرة إن العراق شدد إجراءات الأمن ونشر مزيدا من القوات حول منشآت النفط الجنوبية، ومن المحتمل أيضا تأجيل مشروعات جديدة لزيادة إنتاج العراق من النفط وطاقته التصديرية والتكريرية لأشهر أو أعوام أو إلغاؤها كلية مع إحجام الشركات الأجنبية عن الإقبال على مزيد من المخاطر الاستثمارية.

وكان رئيس شركة نفط الجنوب العراقية التي تديرها الدولة قال في يونيو حزيران إن إكسون موبيل أجرت عملية "إجلاء كبرى" لموظفيها من العراق بينما رحلت بي.بي 20 في المئة من عامليها، وأطلق متشددون إسلاميون حملة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي وصفوا فيها شركات عاملة في العراق مثل إكسون موبيل ورويال داتش شل بأنها "هدف مشروع لكل مسلم"، وفي مايو أيار حذرت السفارة الأمريكية ومسؤولون بريطانيون رعاياهم في البصرة خاصة العاملين في قطاع النفط من احتمال تعرضهم للخطف على أيدي جماعات متشددة، وقال مسؤول نفطي كبير لا يزال يعمل في العراق "لم يتأثر إنتاج وتصدير النفط من البصرة فهما بعيدان في الجنوب، لكن السؤال الآن يتمثل فيما الذي سيحدث بعد ذلك؟"

وكانت بغداد تخطط لإنشاء خط أنابيب استراتيجي لنقل النفط من حقولها في البصرة عبر تركيا وسوريا وخط آخر عبر الأردن، لكن من غير المرجح تنفيذ تلك المشروعات قريبا، وقالت وكالة الطاقة الدولية الشهر الماضي إن الصراع الطائفي الذي طال أمده ربما يهز ثقة المستثمرين ويضعف النمو في العراق على الأمد البعيد، وسيتوقف إنتاج العراق الفعلي من النفط بحلول عام 2020 أيضا على الطلب العالمي واحتمال خضوعه لقيود منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على حصص الإنتاج والتي تعفى منها بغداد حاليا.

مستوى قياسي

فيما ارتفعت صادرات النفط العراقي من المرافئ الجنوبية في يوليو تموز مقتربة من مستوى قياسي حيث لم تتأثر بالصراع الدائر في أنحاء أخرى من البلاد وذلك حسبما أظهرته بيانات تحميل ومصادر في صناعة النفط، وأثار تقدم متشددين من المسلمين السنة الذين سيطروا على أجزاء من شمال العراق الشهر الماضي مخاوف من احتمال تباطؤ الصادرات العراقية وهو ما دفع أسعار النفط العالمية للصعود لفترة قصيرة مسجلة أعلى مستوياتها في تسعة أشهر فوق 115 دولارا للبرميل، وبلغ متوسط الصادرات النفطية من مرافئ العراق الجنوبية 2.52 مليون برميل يوميا بحسب بيانات لتتبع السفن في الثلاثة والعشرين يوما الأولى من يوليو تموز، ووضع مصدران في صناعة النفط يتابعان أيضا الصادرات تقديرات مماثلة.

وقال متعامل في شركة تشتري الخام العراقي "لا يوجد تأثير" مشيرا إلى أثر الاضطراب على الصادرات من الجنوب، وأضاف "لا أعتقد أنه سيمتد إلى تلك المنطقة"، ولا يزال معدل الصادرات في يوليو تموز حتى الآن مرتفعا عن 2.43 مليون برميل يوميا في يونيو حزيران حينما تسببت أعمال صيانة وتوسعات في ميناء البصرة النفطي في تباطؤ الشحنات ومقتربا من المتوسط في مايو أيار عند 2.58 مليون برميل يوميا وهو أعلى مستوى من نوعه منذ عام 2003، ورغم ذلك لم تصل الصادرات إلى المستوى الذي كان يستهدفه المسؤولون العراقيون لشهر يوليو تموز عند 2.60 مليون برميل يوميا، وقال المتعامل إن الطقس السيئ أدى إلى تأخر بعض الشحنات قليلا في شهر تموز. بحسب رويترز.

وتراجعت إمدادات النفط العراقية جراء حروب وعقوبات استمرت عشرات السنين، وتوسع العراق في إنتاج النفط من الجنوب منذ أن وقعت شركات غربية سلسلة من عقود الخدمات مع بغداد في عام 2010، وبلغ إجمالي صادرات العراق من المرافئ الشمالية والجنوبية مستوى قياسيا عند 2.8 مليون برميل يوميا في فبراير شباط، لكن الصادرات الشمالية من خام كركوك توقفت منذ الثاني من مارس أذار بفعل هجمات تعرض لها خط الأنابيب المتجه إلى تركيا وهو ما جعل إجمالي الصادرات دون مستوياته المحتملة، وسيطرت القوات الكردية على منشآت في كركوك وفي حقل نفطي آخر في الشمال في 11 من يوليو تموز وبدأت المنطقة الكردية منذ ذلك الحين تضخ النفط عبر خطوط الأنابيب التي تمتد في أراضيها.

وقالت وزارة النفط العراقية إن شركة جازبروم نفط الروسية وهي الذراع النفطية لشركة جازبروم المملوكة للدولة بدأت الإنتاج التجاري الأولي للنفط من حقلها بدرة في العراق، وقالت الوزارة في بيان إن الإنتاج من حقل بدرة بدأ وبلغ في المتوسط 15 ألف برميل يوميا ومن المتوقع أن يصل إلى 170 ألف برميل بحلول عام 2017، وقال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد إن تدفق النفط من بدرة بدأ لملء خزانات حقل النفط استعدادا للتصدير، ويقع الحقل في محافظة واسط بشرق العراق وتقدر احتياطاته بنحو 3 مليارات برميل من النفط، وكانت الشركة الروسية قدمت عطاء في ديسمبر كانون الأول عام 2009 ووقعت عقدا مع الحكومة في يناير كانون الثاني 2010 لتطوير الحقل.

سوق نفط الشرق الأوسط

بدوره لم يتسبب الصراع في العراق في صعود سوق النفط الخام في الشرق الأوسط حتى الآن بل تراجعت العلاوات السعرية وذلك بفعل ضعف الطلب في آسيا ووفرة الإمدادات من أوروبا وأمريكا اللاتينية، وتبيع منطقة الشرق الأوسط معظم نفطها إلى آسيا، وتم بيع خامات من أبو ظبي وسلطنة عمان وقطر والبحرين للتحميل في أغسطس آب بهوامش أقل من الشهر السابق برغم هجوم سريع لمتشددين إسلاميين في شمال العراق والذي دفع العقود الآجلة لخام برنت للصعود أربعة في المئة، ويصدر العراق الجزء الأكبر من نفطه من البصرة في الجنوب حيث لم تتأثر تدفقات الخام حتى الآن لكن هناك مخاوف من أن يتسبب غياب الاستقرار في ألا يحقق العراق مستويات إنتاجه المستهدفة، وقال متعامل في شركة نفطية كبيرة "لا يضع الناس في اعتبارهم فقد النفط العراقي في الأمد القصير"، لكنه أضاف أن الأسعار قد تتأثر على الأمد البعيد إذا استمرت حالة عدم الاستقرار.

وفي سوق نفط الشرق الأوسط هبطت العلاوات السعرية الفورية لخام الشاهين وهو بديل مناسب لخام البصرة العراقي الخفيف بنحو 40 سنتا للبرميل عن الشهر السابق، وانخفضت أيضا العلاوة السعرية لخام عمان الذي يحتوى على نسبة متوسطة من الكبريت إلى أقل بقليل من دولار متراجعة من نحو 1.60 دولار في الفترة نفسها من الشهر الماضي، وتراجعت أيضا العلاوات على الخامات التي تحتوي على نسبة قليلة من الكبريت مثل خام مربان حيث يعني تضاؤل الأرباح من تحويل الخام إلى منتجات نفطية أن تظل بعض المصافي الآسيوية تعمل بمعدلات تشغيل منخفضة وهو ما يقلص الطلب على الخام.

ومن المنتظر أيضا أن تتلقى آسيا مزيدا من الخام من أوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية حيث دفعت زيادة الإنتاج وانخفاض الطلب في تلك المناطق فوائض الإمدادات صوب الشرق، وقال تجار إن صادرات الخام من بحر الشمال ستستأنف اعتبارا من أواخر يونيو حزيران حيث باعت فيتول وترافيجورا أربعة ملايين برميل من خام فورتيس إلى مشترين في آسيا حتى الآن، وتتجه أيضا العروض من خامات أمريكا اللاتينية التي حل محلها الإنتاج المتزايد من النفط الصخري في الولايات المتحدة صوب آسيا، وتلك الخامات التي تشتريها عادة الصين والهند يمكن أن تكون بديلا لنفط الشرق الأوسط. بحسب رويترز.

وعلى الأمد المتوسط إلى البعيد فإن مستوردي النفط العراقي وبصفة خاصة الصين والهند ربما يضطرون لإعادة النظر في استراتيجيتهم الشرائية إذا أدى الصراع في العراق إلى تقليص نمو إنتاجه النفطي، وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن النمو المستهدف في إنتاج العراق النفطي يبدو معرضا لمخاطر، وتسحب بعض شركات النفط هناك عاملين أجانب وهو ما يذكي مخاوف من أن يتراجع الإنتاج في الأشهر القادمة، ومن المتوقع أن تدخل السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم إلى السوق بمزيد من الإمدادات نظرا لأن لديها طاقة إنتاجية فائضة وأن يزيد منتجون خليجيون آخرون مثل الكويت وأبوظبي انتاجهم أيضا.

فيما اكدت الولايات المتحدة ان الهجوم الذي شنه جهاديون عراقيون على مصفاة بيجي النفطية الواقعة شمال بغداد لم يؤثر الا بشكل طفيف على صادرات بغداد من النفط الخام، مشيرة الى ان الحكومة العراقية ستضطر بالمقابل لاستيراد مشتقات نفطية موقتا، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جنيفر بساكي ان مصفاة بيجي (200 كلم شمال بغداد) التي هاجمها مسلحو تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) "تنتج للاستهلاك المحلي"، واضافت "بما ان الانتاج توقف منذ ايام عديدة فقد تضطر السلطات الى استيراد النفط من الدول المجاورة".

ولكن بساكي اكدت ان "ليس هناك تأثير على صادرات العراق من النفط الخام ونحن لم نلحظ اضطرابات كبرى في الامدادات النفطية في العراق"، واكد المتحدثة ان حكومتها تراقب "على الدوام" حركتي العرض والطلب على النفط في السوق العالمية.

الخلاف مع الاكراد

الى ذلك أقام العراق دعوى في محكمة بتكساس للمطالبة بالاستحواذ على شحنة من النفط الخام من منطقة كردستان العراقية تقول بغداد إنها بيعت بدون إذن منها، وقد وصلت الناقلة يونايتد كالافرفتا حاملة نحو مليون برميل من الخام قيمتها حوالي 100 مليون دولار قبالة ساحل تكساس لكنها لم تفرغ بعد شحنتها المتنازع عليها، والسفينة أكبر حجما من أن يمكنها دخول ميناء جالفستون بالقرب من هيوستون وقد أذن لها خفر السواحل الأمريكي بنقل شحنتها قبالة الساحل إلى سفن أصغر لنقلها الى البر الأمريكي، وطلب العراق في دعواه في المحكمة الجزئية الأمريكية للمنطقة الجنوبية بتكساس اصدار أمر يسمح لضباط الأمن الاتحاديين بمصادرة الشحنة.

وكانت الحكومة الأمريكية عبرت عن مخاوف أن تساهم مبيعات النفط المستقلة من كردستان في تفكك العراق، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية ان النفط ملك لجميع العراقيين وحذرت المشترين المحتملين للشحنة من المخاطر القانونية لكنها أوضحت أيضا أنها لن تتدخل في صفقة تجارية، وقالت إيه.إي.تي أوفشورز سرفيسيز (وهي شركة في تكساس استؤجرت لتفريغ الناقلة) في دعوى منفصلة في المحكمة الجزئية الأمريكية إن الجمهورية العراقية طالبت بأحقيتها في الاستحواذ على الشحنة، وقبل ان تبدأ الشركة تفريغ السفينة طلبت من المحكمة في تكساس أن تحدد ما إذا كان ادعاء العراق صحيحا، ولم تذكر الدعاوى المقامة في المحكمة اسم المشتري النهائي للشحنة. بحسب رويترز.

وقالت شركة إيه.إي.تي أوفشور إنها تقوم بدور الوسيط، وإذا تم بيع النفط الخام الكردي إلى مصفاة أمريكية فإن ذلك سيغضب بغداد التي تعتبر مثل هذه الصفقات تهريبا، وكانت الحكومة الأمريكية عبرت عن مخاوف أن تساهم مبيعات النفط المستقلة من كردستان في تفكك العراق، وكانت شحنة من الخام الكردستاني تم تسليمها في هيوستون في مايو آيار لمشتر لم يكشف عن هويته وتم تسليم اربع شحنات اخرى من الخام الكردستاني حتى الآن هذا العام في إسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/آب/2014 - 13/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م