عن ألإسرار والإلغاز التاريخية...

بحث في الماضي لاستثمار الحاضر واستشراف المستقبل

 

شبكة النبأ: إسرار جديدة تكشفها البحوث والدراسات المتواصلة، التي يقوم بها العلماء والباحثين على العديد من الحفريات التاريخية الخاصة ببعض المخلوقات المنتشرة في مختلف دول العالم، والتي استطاعوا من خلالها تثبيت ورصد بعض الحقائق الهامة عن الحياة في كوكب الارض ولحقب الزمنية مختلفة، حيث مكنت هذه الحفريات العلماء من تصور نماذج الحياة التي وُجدت في عصور زمنية مختلفة في الماضي، وكذلك معرفة كيف عاشت أنواع ما قبل التاريخ. كما تشير هذه الحفريات لكيفية تغير الحياة مع الزمن على الأرض.  

والحفريات هي اثار أو بقايا نباتات أو حيوانات كانت تعيش منذ آلاف أو ملايين السنين. وبعض هذه الحفريات أوراق نبات أو أصداف أو هياكل، كانت قد حُفظت بعد موت النبات أو الحيوان. وبعضها الآخر آثار ومسارات أقدام نتجت عن الحيوانات المتنقلة. توجد معظم الحفريات في صخور رسوبية.

كل هذه الأسرار الاكتشافات والبحوث دفعت الباحثين وخبراء الآثار الى البحث عن ألإسرار والإلغاز التاريخية بسبل الاستطلاع والبحث في الماضي لعبرة الحاضر واستشراف المستقبل.

وفيما يخص اخر هذه الاستكشافات المهمة فقد قالت وكالة أنباء ايتار تاس الروسية انه تم اكتشاف بقايا نادرة لاحد انواع الماموث الجنوبي الذي كان يعيش في حقبة ما قبل التاريخ والذي كان طول أنيابه العملاقة يتجاوز مترا. وحدث الاكتشاف في جنوب روسيا وهو ثامن اكتشاف بهيكل عظمي كامل للماموث ويقدر ارتفاعه بأربعة امتار. وعثر على أربعة من هذه الهياكل في روسيا.

واكتشف الهيكل العظمي للماموث الذي ينتمي الى الثدييات العملاقة عندما انهار جرف في اقليم كاباردينو-بلكاريا الجبلي في منطقة شمال القوقاز بروسيا. وقال علماء حفريات ان هذه المنطقة النائية مليئة بالكثير من عظام حيوانات تعود لما قبل التاريخ ويقوم سكان الهضاب بجمعها منذ سنوات. وقال فيكتور كوتلياروف لوكالة تاس "من المحتمل جدا ان الأمر لا يتعلق بهيكل عظمي واحد لكن بمقبرة بأكملها لحيوانات ترجع لحقبة ما قبل التاريخ". وأضاف "يستخدم بعض السكان عظام العمود الفقري كمقاعد."

كائنات عجيبة

في السياق ذاته قدم باحثون وصفا لبقايا حفريات اكتشفت في الصين توضح بجلاء التفاصيل الدقيقة لتركيب المخ لدى مجموعة عجيبة من الكائنات البحرية التي كانت من أبرز المخلوقات المفترسة قبل نصف مليار عام. وتضمنت هذه الحفريات حيوانا اسمه العلمي (ليراراباكس انجويسبينوس) -ويعني اسمه ذو المخالب الشوكية- عاش خلال العصر الكمبري الذي يمثل منعطفا جوهريا في تاريخ الحياة على وجه الأرض عندما ظهر الكثير من المجموعات الحيوانية الرئيسية.

وينتمي هذا الكائن لمجموعة حيوانية بدائية -من أسلاف مفصليات الأرجل التي منها القشريات والحشرات والعناكب- التي تصطاد فرائسها بزوج من الزوائد الكلابية الشبيهة بالمخالب والتي توجد في مقدمة العينين. ورغم عدم وجود أقارب في وقتنا الحالي على قيد الحياة تمت بصلة مباشرة لهذه المجموعة الحيوانية البدائية إلا ان تركيب المخ لديها يشبه إلى حد كبير حيوانات شبيهة بالديدان تسمى الديدان المخملية وتنتشر في غابات المناطق المدارية وشبه المدارية في نصف الكرة الجنوبي.

وقال الباحثون إن أوجه التشابه هذه توحي بان الحيوانات الشبيهة بالديدان او الديدان المخملية ربما تكون أسلافا بعيدة للمجموعة الحيوانية البدائية ومن أمثلتها حيوان (انومالوكاريس) الذي وجد في صورة حفرية في منطقة بورجيس شيل بكندا. وتنمو الديدان المخملية لتصل في الطول الى بضع بوصات ولديها قرنا استشعار طويلان يمتدان من الرأس ولها أيضا أزواج عديدة من الأرجل القصيرة المكتنزة الانبوبية غير المفصلية التي ينتهي كل منها بزوج من المخالب الصغيرة.

وعاش حيوان ليراراباكس -وهو من الكائنات المفترسة الشبيهة بالقيثارة في الشكل- قبل 520 مليون عام ويشبه في شكله التشريحي للجهاز العصبي الديدان المخملية في عدة أوجه منها بساطة تركيب المخ ووجود زوج من العقد العصبية تقع أمام العصب البصري ووجود قاعدة للزوائد المخلبية. وعادة ما تتحلل الأعضاء اللينة لأي حيوان عقب نفوقه مما يعني ان الحفرية لا تحتفظ الا بالأجزاء الصلبة مثل العظام والاسنان والأصداف لكن في ظل ظروف استثنائية يمكن ان تحتفظ الأنسجة اللينة والأعضاء التشريحية بشكلها في صورة حفرية.

وحيوان ليراراباكس أصغر من رفاقه في نفس مجموعته الحيوانية إذ يصل طوله الى 15 سنتيمترا أي ما يعادل تقريبا طول الروبيان الكبير. وقال بيون كونج عالم الأحياء القديمة بجامعة يونان الصينية إن العينات الثلاثة التي عثر عليها لهذا الكائن "ربما تكون لأطوار حياة مبكرة للحيوان لذا ربما كان أكبر من ذلك حجما." وأضاف "من النادر العثور على ليراراباكس محفوظا بكامل جسمه. ولم تسجل أي حفرية وجود المخ ضمن الجسم." بحسب رويترز.

وتشير هذه الحفريات إلى ان تلك المجموعة الحيوانية البدائية لديها مخ أقل تعقيدا من الحيوانات التي يفترسها. وقال نيكولاس شتراوسفيلد عالم الأعصاب بجامعة أريزونا وهو أحد المشاركين في البحث "ربما أسهم نشاط الافتراس جزئيا في تطور المخ بصورة أكثر تفصيلا بحيث يمكنه التعامل مع الظروف البيئية الأكثر تعقيدا التي يمكن ان توفر درجة من التمويه وصور الوقاية الأخرى".

الزواحف الطائرة

الى جانب ذلك أعلن العلماء اكتشاف حفرية يرجع عهدها الى 163 مليون عام تمثل أقدم نموذج معروف لأصل سلالة من الزواحف الطائرة المتطورة التي طرأت عليها تحورات وراثية حتى أصبحت أضخم مخلوقات طائرة في تاريخ كوكب الأرض. ونسب العلماء الكائن العتيق واسمه العلمي (كريبتودراكون بروجينيتور) الى العصر الجوراسي وعثر عليه في صحراء جوبي بشمال غرب الصين وهو متواضع من حيث الحجم إذ تصل أقصى مسافة بين جناحيه الى 1.3 متر.

إلا انه مع تطور أفراد هذه السلالة من الزواحف الطائرة ومنها الديناصور المجنح تعاظم حجمها على غرار كائن (كويتزالكوتلوس) الذي بلغت أقصى مسافة بين جناحيه نحو 11 مترا أي مثله مثل المقاتلة الأمريكية إف-16 على وجه التقريب. ووردت نتائج هذه الدراسة في دورية (كارانت بيولوجي). ومنذ نحو 220 مليون عام أصبح الديناصور المجنح أول الفقاريات الطائرة التي تظهر على سطح كوكبنا ثم تلا ذلك نشوء الطيور إذ بدأ ظهورها من نحو 150 مليون عام ثم جاء في وقت لاحق كثيرا ظهور الخفافيش منذ 50 مليون عام.

وإزدهر انتشار الديناصور المجنح خلال العصر الترياسي ثم بعد وقت قصير نسبيا بدأ لأول مرة ظهور أبناء عمومته الديناصورات. وكان جناحا الديناصور المجنح مدعومين بإصبع رابعة طويلة تسمى "الإصبع الوردية". وظل الديناصور المجنح على حاله ولم يطرأ عليه تغيير يذكر في تركيبه وحجمه عشرات الملايين من السنين إذ احتفظ بشكله المعهود بذيله الطويل وصغر حجم الرأس بيد أنه خلال العصر الجوراسي طرأت تغييرات تشريحية على بعض أفراده مما يؤذن بنشوء فرع حديث منه ذي أجنحة وأصابع أكثر وضوحا ليحل في نهاية المطاف محل الصور البدائية من الديناصور المجنح.

وتميز الكثير من الأفراد الجديدة من الديناصور المجنح برأس ضخم مستطيل يعلوه عرف كبير وخلال تطورها فقدت هذه الكائنات أسنانها وتعاظم حجمها. وربما كانت السمة المميزة لهذه المخلوقات إستطالة عظام الإصبع الرابعة وقال الباحثون إن جنس كريبتودراكون هو أقدم نوع معروف من الديناصور المجنح. وقال برايان أندريس عالم الكائنات القديمة بجامعة ساوث فلوريدا والمشارك في هذه الدراسة "بوسعنا دراسة التركيب التشريحي للنوعين لإكتشاف أحدث التطورات في الجسم."

ومن بين العناصر المهمة الأخرى في هذا الإكتشاف البيئة التي كان يعيش فيها كريبتودراكون إذ نشأ وسط منظومة بيئية تزخر بالمسطحات المائية البعيدة عن المحيطات والتي تنبض بالحياة إلا انها كانت تحفل بكائن مرهوب الجانب يفترس الديناصورات يسمى (ساينرابتور) الى جانب نوع من الديناصورات يتغذى على الأعشاب ويسمى (مامنكياصور) الذي يفخر بانه الكائن صاحب أطول عنق تطأ قدماه سطح كوكب الأرض. بحسب رويترز.

وقال جيمس كلارك عالم الأحياء القديمة بجامعة جورج واشنطن إن حقيقة ان كريبتودراكون عاش في مثل هذه المنظومة البيئية تسير جنبا إلى جنب مع شواهد أخرى تؤكد أن الديناصور المجنح المتطور -الذي تسيد أفراده السموات فيما بعد وسط منظومة بيئية بحرية إذ كان يتغذى على أسماك المحيطات- نشأ وتطور في باديء الأمر على البر.

الجمل والحصان

على صعيد متصل جاء في دراسة اعدها علماء كنديون ان بداية الجمل كانت في القطب الشمالي قبل ملايين السنوات في حقبة كانت تشهد فيها هذه المنطقة مناخا اكثر اعتدالا مما هي الحال الان. وتستند نظريتهم الى جزء من عظمة احفورية عثر عليه قرب اشجار متحجرة على جزيرة ايليسمير الكبيرة في الارخبيل القطبي الكندي القريب من القطب الشمالي وغرينلاند. وتحليل الكولاجين في هذه العظمة سمح بنسبها الى فصيلة الجمليات العملاقة في مرحلة ما قبل تاريخ، اما عينات التربة فترجعها الى 3,5 ملايين سنة. ونشرت الدراسة في مجلة "نيتشر كومينكيشينز" البريطانية.

وكتب الباحثون ان الحيوان "كان يقيم في منطقة الشمال الكبير خلال الحقبة الحارة من العصر البليوسيني (الحديث القريب) عندما كانت المنطقة مغطاة بالاحراج ومضيقات الارخبيل القطبي الكندي الواسعة مطمورة بالرواسب". واليوم جزيرة ايليسمير خالية تقريبا من النبات والشجر الوحيد الذي ينبت فيها هو صفصاف قطبي صغير جدا. في تلك الفترة كان متوسط الحرارة السنوي حوالى 2 او 3 دجات مئوية اعلى من الحرارة الراهنة.

وقال واضعو الدراسة ان سلف الجمال والجمال الوحيدة السنام واللمة الحديثة لم يولد في شبه الجزيرة العربية او الانديس بل في اميركا الشمالية. واوضح الباحثون ان "فصيلة الجمليات ولدت في اميركا الشمالية خلال العصر العصر الفجري قبل 45 مليون سنة". وانتقلت هذه الجمال بعدها الى آسيا عبر شريط ضيق من الارض كان يربط يومها القارتين في مضيق بيرينغ. وتوجه جزء ثان من هذه الفصيلة الى اميركا الجنوبية حيث لا تزال تقيم على شكل لاما والبكة وفيكونة. بحسب فرانس برس.

على صعيد متصل عثر باحثون على أحفور لحصان عمره أكثر من 4.4 ملايين سنة في إثيوبيا. وأوضح الباحثون الذين ضمّوا علماء من جامعة كايس ويسترن في كليفلاند، أن حجم المخلوق يوازي حجم حمار وحشي صغير كان يرعى في حقول منطقة عفار في إثيوبيا. وقال البروفيسور، سكوت سيمبسون، الذي شارك في الدراسة إن هذا الأحفور يسهم في ملء فجوة في تاريخ تطور الأحصنة، ما يساعد في تحديد مدى قدم منطقة معينة كمسكن للبشر.

وقال سيمبسون هذا الحصان جزء من أحجية معقدة من أجزاء عدة، مشيراً إلى أنه أحد الأنواع العديدة من الحيوانات التي عاشت مع جدّ قديم للبشر هو أرديبيتيكوس. وأوضح الباحثون أن الحصان الذي أطلق عليه اسم أوريغناثوهبوس وولديغابرييل كان يركض، وهي خاصّية طورها للهرب من الأسود والحيوانات المفترسة.

سمكة قرش

في السياق ذاته عثر علماء على بقايا سمكة قرش كانت تعيش قبل 325 مليون عام في المنطقة التي تعرف حاليا بولاية اركنسو الأمريكية ومعها سلسلة من الغضاريف الداعمة للخياشيم والفكين. ولأن هياكل أسماك القرش من الغضاريف وليس العظام الجامدة يندر العثور على أى أثر للقرش سوى بقايا متحجرة من الاسنان والفقرات الغضروفية.

وقد يقود اكتشاف حفرية هذا النوع البدائي الذي يطلق عليه اوزاركوس مابيساي العلماء لإعادة النظر في تطور سمك القرش ويغير فكرة سائدة عن أن هذه الكائنات المفترسة التي تعيش في أعماق البحار ظلت دون تطور منذ ظهورها قبل 420 مليون عام على الأقل. وقال جون ميزي خبير الحفريات في المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك وأحد المشاركين في عملية الاكتشاف "هذه الكائنات كانت ناجحة جدا بين الكائنات المفترسة الأولى التي كانت تعيش في المحيطات لأكثر من 400 مليون عام." بحسب رويترز.

وأوضح ميزي الذي نشر بحثه في دورية نيتشر أن أسماك اوزاركوس مابيساي كانت صغيرة بالنسبة لأحجام القرش - من 60 الى 90 سنتيمترا - مضيفا أنها كانت تتمتع بأعين كبيرة نسبيا. وأضاف أنها كانت تسبح في مياه مظلمة ضحلة تعج بالكائنات البحرية منها أنواع أخرى من الاسماك وكائنات بحرية أشبه بالحبار تعيش داخل صدف.

أصغر قنفذ

من جانب اخر أماط باحثون اللثام عن حفرية لأصغر قنفذ في العالم عاش قبل 52 مليون عام في الغابات المطيرة في شمال كولومبيا البريطانية خلال عصور دافئة على الأرض بشكل استثنائي. وكشفت الحفرية التي عثر عليها في كندا أن القنفذ في حجم الزبابة -وهي حيوان ثديي يشبه الفأر- إذ يبلغ طوله حوالي خمسة سنتيمترات.

وعاش المخلوق الذي اطلق عليه اسم "سيلفاكولا آكارز" حوالي 13 مليون سنة بعدما سحق كويكب الديناصورات وترك الثدييات تهيمن على الحيوانات على الأرض. وقال الباحثون إن القنفذ كان في حجم اصبع الإبهام وكان يأكل الحشرات والنباتات وربما الحبوب. وقالت جايلين إيبرلي عالمة الحفريات بجامعة كولورادو وواحدة من الباحثين الذين شاركوا في الدراسة التي نشرت بمجلة علم الحفريات الفقارية "لقد فوجئنا بحجمه الصغير وبصراحة كان من الصعب التعرف عليه." بحسب رويترز.

وسيلفاكولا آكارز هو الاسم العلمي لساكن الغابة الصغير. وقالت إيبرلي "قنافذ اليوم لا سيما التي يحتفظ بها كحيوانات أليفة أكبر بكثير... أصغر قنافذ موجودة الآن طولها بين 10 و15 سنتيمترا بدون الذيل." وتعرف القنافذ بالأشواك التي تغطيها بهدف الحماية. وكانت الحفرية غير مكتملة ولم تظهر ما إذا كان سيلفاكولا مثله مثل غيره من قنافذ اليوم مغطى بالأشواك. وقالت إيبرلي إن القنافذ الأولى التي عاشت في أوروبا في نفس الوقت تقريبا كانت تغطى بشعر خشن ومن ثم ربما كان سيلفاكولا كذلك أيضا.

البحث مستمر

في السياق ذاته بدأ العلماء عمليات تنقيب في كهف قديم في وايومنج بالولايات المتحدة به كمية وافرة من البقايا الحفرية النادرة الخاصة بحيوانات عاشت في حقبة ما قبل التاريخ مثل الماموث والذئاب المتوحشة. وعمليات التنقيب التي تستمر اسبوعين تحت اشراف جولي ميتشين عالمة الاحياء القديمة في جامعة دي موين. وقد ظلت هذه البقايا الحفرية محفوظة تحت ظروف جيدة للغاية. وهذه أول عملية تنقيب يشهدها كهف (ناتشورال تراب كيف) Natural Trap Cave بالقطاع الشمالي من وايومنج منذ بدء إكتشافه في سبعينات القرن الماضي.

ووجد العلماء في ذلك الوقت ان الكهف الذي يصل عمقه الى 85 قدما يمثل مستودعا طبيعيا لسجلات حفرية خصبة ربما ترجع الى 100 الف عام إلا انه لم يسبق ان شهد الكهف أي محاولة لعمليات تنقيب واسعة النطاق. وأصبح الكهف -الذي تكون بعد انهيار صخور جيرية قاعدية أسفل جبال بيجبورن- مقبرة تضم رفات آلاف من الثدييات العتيقة التي زلت لتسقط وتنفق داخل مدخل الكهف الذي يبلغ اتساعه 15 قدما إلا انه اختفى بعد ذلك خلف الكساء النباتي.

وقالت ميتشين إن الاحوال الجوية داخل النفق الجوفي الذي يتسع عند قاعدته لمسافة 120 قدما تتسم بالبرودة والرطوبة مما يتيح درجة من ظروف حفظ الحفريات التي تتوافر وتقتصر عادة على الحفريات التي عثر عليها متجمدة في سيبيريا والمناطق القطبية. وقالت في إشارة الى حيوانات مثل الإبل والسباع الامريكية والفهود وحيوان الماموث ذي الاهاب الصوفي والدببة مكتنزة الوجه "لقد سقطت في مبرد."

وتقود ميتشين فريقا من العلماء الدوليين وهم يدلفون من الحافة الخارجية لفتحة الكهف -التي تغطيها تكوينات معدنية قام بتركيبها منذ عقود مسؤولون اتحاديون- الى عمق الكهف حيث يقومون بشحن الحفريات في أوعية يتم رفعها الى أعلى. ومن المتوقع أن يتيح تحليل الحفريات التي عثر عليها معلومات عن المناخ والغذاء والتنوع الوراثي للثدييات في منطقة أمريكا الشمالية وهي الكائنات التي اندثرت خلال حقبة العصر الجليدي منذ أكثر من عشرة آلاف عام. بحسب رويترز.

وقالت ميتشين إن ثمة فرصة أيضا لاستخلاص استنتاجات ترتبط بنظرية متداولة مفادها ان الانقراض الجماعي يرتبط بدرجة أكبر بأنشطة الصيد الجائر التي قام بها البشر ممن تزامن ظهورهم في أمريكا الشمالية مع ظاهرة اندثار كان يعتقد منذ زمن طويل انها تعزى بدرجة كبيرة للأحوال الجوية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/آب/2014 - 6/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م