نيران الحرب بين حماس وإسرائيل تشتعل في أوربا

 

شبكة النبأ: اخذت الاحداث الأخيرة في غزة والاستهداف الإسرائيلي للمدنيين في فلسطين، والتي اسفرت عن مقتل وجرح الالاف في القطاع الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء نتيجة للحصار الاقتصاد المفرض من قبل الحكومة الإسرائيلية، إضافة الى غلق المعابر المصرية لخلافات سياسية مع (حماس التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007)، الكثير من التعاطف العربي والعالمي، بعد ان دمرت إسرائيل البنى التحتية المنهارة في غزة، كما استهدفت أماكن تواجد النازحين (الذين تجاوزت اعدادهم 250 الف فرو من القصف الإسرائيلي)، حتى مع تحذير الأمم المتحدة لإسرائيل وابلاغها بصورة رسمية عن أماكن تواجدهم لأكثر من 17 مرة، وسط تنديد كبير من قبل المجتمع الدولي لاستهداف العزل.

وقد تحولت اوربا والغرب الى ساحة أخرى للحرب الكلامية بين مؤيد ومعارض لأحداث غزة، خصوصا وان دولاً مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا والنمسا وغيرها، تحوي بين مواطنيها ورعاياها جاليات كبيرة تضم الديانة المسلمة واليهودية، إضافة الى العرب، مما اثار جدال كبير بين هذه الطوائف، تحول بعضها الى اثارة الكراهية والتهديد والغضب، فيما اثارت المظاهرات والاحتجاجات التي جابت شوارع اوربا احتكاكات، سيطر عليها رجال الامن لاحقاً.

فقد اشتبك محتجون مؤيدون للفلسطينيين مع قوات الشرطة في وسط باريس عندما شارك مئات الأشخاص في مظاهرة للتنديد بالهجوم الإسرائيلي في غزة في تحد لحظر فرضته السلطات الفرنسية على تنظيم مثل هذه المظاهرات، وحذر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف المنظمين في خطاب تلفزيوني بانهم سيتحملون مسؤولية أي اشتباكات وقد تتم ملاحقتهم قانونيا بتهمة تجاهل حظر أيدته أعلى محكمة ادارية في البلاد، وأظهرت لقطات تلفزيونية عددا قليلا من المتظاهرين الملثمين المتشحين بالكوفية التقليدية الفلسطينية وهم يرشقون شرطة مكافحة الشغب بالمقذوفات بعد ساعتين من التظاهر السلمي، وتم اخلاء الميدان من معظم المتظاهرين واعادة النظام، وقالت شرطة باريس انها القت القبض على نحو 50 شخصا.

ورفضت السلطات الفرنسية السماح باحتجاجات مؤيدة للفلسطينيين خشية من اندلاع اعمال عنف، واشتبك المحتجون مع شرطة مكافحة الشغب داخل باريس وحولها في الاسابيع الاخيرة واستهدف البعض معابد ومتاجر يهودية، وقال كازنوف "اعمال العنف المعادية للسامية ما زالت قائمة: يجب التصدي لها بشكل مباشر"، وانتقد بعض المحتجين ومنظمات غير حكومية وحتى سياسيين من الحزب الاشتراكي الحاكم الحظر على المسيرات باعتباره اجراء سيأتي بنتائج عكسية، وأشار كازنوف إلى انه تم مؤخرا حظر خمس مسيرات من بين نحو 300 احتجاج مماثل في انحاء البلاد، وقال "حرية الاحتجاج كانت هي القاعدة والحظر هو الاستثناء".

وقالت وزارة الداخلية إنه تم ارسال نحو الفي شرطي إلى ساحة الجمهورية لمحاصرة المتظاهرين الذين قال مصورون ان عددهم يقدر بين 800 و900 شخص، ورأى المصورون شرطيا مصابا بجروح طفيفة وتهشم واجهات فندق كراون بلازا ومحطة حافلات مدمرة، ونفى المنظمون اتهامات بمعاداة السامية، وقال طارق بن هيبة وهو سياسي محلي ومدير احدى المؤسسات العشرين المنظمة للاحتجاج "ليس هدفنا هو مهاجمة اليهود بل ادانة سياسات حكومة"، وقال مصور إن المحتجين كانوا يلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرددون "كلنا فلسطينيون" ويحملون لافتات كتب عليها "الصهاينة، ارهابيون" وتم احراق علم إسرائيلي واحد على الأقل. بحسب رويترز.

وقالت عاملة تدعى سابرينا (24 عاما) والتي رفضت الافصاح عن اسمها بالكامل "انها فضيحة ان يحظروا الاحتجاجات، هذا حقنا، تعرضنا للهجوم بالغاز المسيل للدموع رغم اننا لم نفعل اي شيء"، وفي مدينة مارسيليا المطلة على البحر المتوسط شارك نحو 2000 شخص في مسيرة سلمية في مظاهرة سمحت بها السلطات.

وكان مجلس الدولة، اعلى هيئة للقضاء الاداري في فرنسا، حظر تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين كانت مقررة بعد الظهر في باريس، وقد رفض قاضي الامور المستعجلة الطعن الذي تقدم به منظمو التظاهرة، معتبرا ان الاسباب التي تذرعت بها مديرية الشرطة مبررة، خصوصا اعمال العنف التي وقعت خلال تظاهرتين سابقتين في باريس في 13 و19 تموز/يوليو، وكانت مديرية شرطة باريس ذكرت ايضا ان المنظمين لم يحترموا مهلة الايام الثلاثة للإعلان عن التظاهرة وانهم لم يتمكنوا من تأكيد قدرتهم على تشكيل جهاز تنظيمي كاف.

وحتى قبل اعلان مجلس الدولة، كان بعض منظمي التظاهرة، مثل "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" (يسار متطرف)، دعوا الى تحدي الحظر والتجمع في ساحة الجمهورية بوسط باريس، وذكرت مصادر الشرطة ان قوات الامن حشدت حوالى الفي رجل وتلقت "تعليمات لاعتماد التشدد" من اجل التدخل "بطريقة سريعة واعتقال" كل من لا يحترم منع التظاهر او يرفع "شعارات معادية للسامية"، ودعا وزير الداخلية برنار كازونوف "للمرة الاخيرة" المنظمين الى "التخلي" عن مشروعهم، مشيرا الى انهم سيعتبرون "مسؤولين عن الاخلال بالأمن، وتفرض عليهم عقوبات جزائية".

لكن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي يواجه انتقادات اليسار وقسم من المعارضة اليمينية بسبب منع تظاهرات، دافع عن موقفه المبدئي المتمثل بـ"فرض احترام النظام الجمهوري ورفض الشعارات التي تعبر عن الكراهية"، لكن في الجمعية الوطنية ندد رئيس الوزراء مانويل فالز بالنواب الذين توجهوا إلى تظاهرات محظورة، ويؤكد منتقدو الحكومة من جهتهم على أن التظاهرات التي لم يتم منعها جرت بدون حوادث تذكر، وفي هذا السياق، أقر وزير الداخلية برنار كازنوف بنفسه بأن التظاهرات الـ60 التي تم الترخيص لها مؤخرا لم تشهد أعمالا مخلة بالأمن، بينما تحولت اثنتان من أربع تظاهرات محظورة إلى مواجهات بين شبان وعناصر الشرطة ترافقت مع أعمال معادية للسامية على غرار ما حصل في مدينة سارسيل حيث تعرضت متاجر يملكها يهود في هذه المدينة الصغيرة بالضاحية الباريسية للتخريب.

وعندما سئل عن دور أعضاء "رابطة الدفاع اليهودية"، وهي مجموعة شبان ناشطين متطرفين متهمة بالقيام باستفزازات أثناء تظاهرة تأييد للفلسطينيين في 13 تموز/يوليو، دان وزير الداخلية "أعمالهم غير المشروعة"، وقد وصف مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي) هذه المنظمة بـ"المجموعة الإرهابية" في 2001، كما منعت في بلدان عدة، وفي 13 تموز/يوليو تواجه أعضاؤها مع ناشطين مناصرين للفلسطينيين قرب معبد يهودي عند انتهاء تظاهرة تضامن مع غزة، وحكم القضاء على أربعة شبان أوقفوا في سارسيل بعقوبات بالسجن بين ثلاثة وستة أشهر مع النفاذ بتهمة القيام بـ"أعمال العنف"، كما دانت محكمة في باريس ثمانية أشخاص شاركوا في باريس بعقوبات بالسجن مع وقف التنفيذ.

واعتذر عبد العزيز النويضي، الناشط المغربي الحقوقي تسلم وسام الشرف الفرنسي المقرر في الخريف المقبل، تعبيرا عن "الاحتجاج" على موقف فرنسا من هجوم اسرائيل على غزة، وأكد النويضي، مؤسس جمعية "عدالة" المدافعة عن استقلال القضاء في المغرب انه "بعدما اطلعت على بيان قصر الإيليزيه الذي اعلن فيه الرئيس الفرنسي تضامنه مع حكومة اسرائيل إزاء ما يحدث، وعن انها يمكن ان تتخذ جميع التدابير لحماية سكانها، اعتبرت أنه موقف منحاز وتحريضي"، وأضاف النويضي "وقررت آنذاك وبعد تفكير طويل أن أرسل رسالة الى السفير الفرنسي لأعتذر عن تسلم وسام الشرف"، موضحا ان قراره "ليس ضد شعب فرنسا وإنما ضد الموقف السلبي الذي عبر عنه هولاند".

فيما أعلنت البعثة الفلسطينية في باريس أنها رفعت شكوى بعد أن تلقت رسالة تتضمن تهديدات بالقتل وتم إرسالها من إسرائيل مرفقة بعينة قدمت على أنها فيروس، وقالت نهى رشماوي المسؤولة في البعثة الفلسطينية في باريس "تلقينا هذه الرسالة صباحا بالبريد وهي تهدد بالقتل المشاركين في التظاهرات الأخيرة المؤيدة لفلسطين والبعثة الفلسطينية في فرنسا"، والرسالة المكتوبة بالإنكليزية تتحدث عن محاكمة شكلية تفضي إلى الإعدام عبر "الحقن بفيروس غوريون-48"، وديفيد بن غوريون هو أول رئيس وزراء إسرائيلي و1948 هو تاريخ إعلان دولة إسرائيل، وأضافت رشماوي "أنها تحمل توقيع جمعية مقرها في الولايات المتحدة لكن الطابع البريدي يشير إلى أنها بعثت من إسرائيل، وسلمت الشرطة الرسالة إلى مختبر لإخضاعها لتحاليل معمقة".

ألمانيا ومعادية للسامية

من جهتها طمأنت الحكومة الألمانية اليهود الذين يعيشيون في ألمانيا بأنه يجب ان يشعروا بالأمان في مواجهة هتافات معادية للسامية وتهديدات ترددت في بعض الاحتجاجات ضد الصراع الإسرائيلي مع حماس في غزة وقالت إنه لن يتم التسامح مع مثل هذا السلوك، وقال جورج شترايتر المتحدث باسم المستشارة أنجيلا ميركل في مؤتمر صحفي "المستشارة والحكومة سعداء لان يروا انتعاش الحياة اليهودية في ألمانيا وسيواصلون حملتهم من أجل أمن المواطنين اليهود"، وعبرت وسائل الاعلام الألمانية عن صدمتها من مغزى الهتافات المعادية لإسرائيل في بعض المظاهرات في بلد شديد الحساسية بشأن معاداة السامية نتيجة للمحارق التي ارتكبها النازي.

وتحظر القوانين الألمانية المناهضة للعنصرية التحريض على الكراهية العنصرية مثل الشعارات المعادية للسامية وتجرم ايضا نشر المعتقدات العنصرية للنازيين الذين تعد شعاراتهم غير قانونية، ووصف شترايتر التهديدات التي ظهرت في الاحتجاجات بانها "هجوم على الحرية والتسامح" ومحاولة لتدمير ديمقراطية ألمانيا"، وقال متحدث باسم وزارة الداخلية إن السلطات ترى مخاطر متزايدة على المباني والمصالح الإسرائيلية في ألمانيا وانها توفر الامن المناسب، ووجه رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا دايتر جراومان الشكر للزعماء الألمان على دعمهم، لكنه اضاف "يشعر كثيرون في طائفتنا بانعدام الامن تماما وبالقلق وصدموا تماما للشعارات المروعة المناهضة لليهود والتي ردد بعضها حشود ضخمة دعوا إلى (قتل اليهود بالغاز) أو (حرقهم) أو (ذبحهم)". بحسب رويترز.

وأصدر وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وايطاليا بيانا مشتركا يندد بمعادة السامية والعنصرية وكراهية الاجانب التي هيمنت على المسيرات ضد الحرب، وقالت متحدثة باسم زارة الخارجية الألمانية "نحث إسرائيل على اظهار ضبط النفس وتجنب وقوع مزيد من الضحايا"، وقالت إن حماس رفضت مرتين وقف اطلاق النار وانها تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وأضافت "أبرياء كثيرون ماتوا ونحن نحزن على كل ضحية"، وتصف الحكومة الألمانية تأييدها القوي لإسرائيل بأنه مبدأ أساسي ودافعت ميركل عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

وانتقل الصراع في قطاع غزة إلى شارع كورفورستيندام المحفوف بالأشجار غربي العاصمة الألمانية برلين، فقد مضى نحو 1200 شخص في مسيرة مناصرة للفلسطينيين، مروا خلالها أمام بيوت أزياء لمصممين مشهورين، فيما تابعتهم نساء أنيقات يحتسين القهوة في المقاهي القريبة، والغالبية العظمى من المتظاهرين كانوا من الأقلية المسلمة كبيرة الحجم في ألمانيا، وشاركت نساء يرتدين الحجاب في المظاهرة، التي راح أحد منظميها يتلو آيات من القرآن عبر مكبّر للصوت، ورفع كثير من المحتجين لافتات تدين التحركات الإسرائيلية، كما رددوا هتاف: "الحرية لغزة".

لكن المشهد أصبح مربكا، عندما بدا هتاف 700 شخص من المتظاهرين المناصرين للإسرائيليين مشابها لهتاف أنصار الفلسطينيين، فقد هتفوا قائلين "حرروا غزة من حماس"، وبأي حال، اختلفت هيئة أنصار الإسرائيليين بشدة عن الداعمين للفلسطينيين، وكان بعضهم من كبار السن في المجتمع اليهودي في ألمانيا، غير أن أبرز المتحدثين وأعلاهم صوتا كانوا من الطلاب الناشطين اليساريين، وغالبيتهم ليسوا يهودا لكنهم متحمسون لمواجهة ما يرون أنه معاداة السامية، وعلى الجانبين، كان هناك شباب يبدو من الواضح أنهم يسعون للدخول في عراك.

فقد صرخ مناصرو إسرائيل اليساريون في وجوه أفراد الشرطة، وفي حركة استفزازية، غذوا السير باتجاه المحتجين المناصرين للفلسطينيين وهم يلوحون بالأعلام الإسرائيلية، بالمقابل، سخر أنصار الفلسطينيين منهم وصاحوا مرددين تهديدات عبر حاجز نصبته الشرطة، وتكرر اشتباك المحتجين في مشاجرات، وأصيب سياح في مطعم قريب بالفزع عندما قفز الناشطون المناصرون لإسرائيل فجأة على المناضد وهم يلوحون بالأعلام، فيما شكّلت قوات مكافحة الشغب حاجزا حول المطعم لصد أي هجوم محتمل من أنصار الفلسطينيين، غير أن الغالبية العظمى من المتظاهرين كانوا مسالمين.

فقد رفع يهود ألمان لافتات تدعو إلى السلام، فيما شكّلت نساء محجبات سلسلة بشرية لمنع المتشددين من الجانبين من مهاجمة بعضهم البعض، ونشرت الشرطة أكثر من 1000 شرطي لمنع أي اندلاع للعنف، وأمام مشهد مظاهرات الجانبين، تكمن الصعوبة لدى الألمان في تحديد أي جانب يناصرون، فقد جعل الشعور بالذنب إزاء محارق النازي (الهولوكوست) دعم إسرائيل عقيدة راسخة لدى الحكومة الألمانية، ويعتبر أي تشكيك في وجود إسرائيل أمرا غير مقبول إطلاقا.

في الوقت نفسه، يشعر كثير من الألمان بالانزعاج بسبب عدد القتلى الفلسطينيين في غزة، ولا يقرون تصرفات إسرائيل، ويطرح كثير من الألمان على أنفسهم هذه التساؤلات: هل يمكن أن تنتقد الدولة الإسرائيلية دون أن تكون معاديا للسامية؟ وفي ضوء إرث الزعيم النازي أدولف هتلر، هل يحق للألمان أن يقولوا لإسرائيل ما عليها أن تفعل؟، والإجابة على هذه التساؤلات من وجهة نظر بعض المعلّقين الألمان هي بالنفي، ونشطاء اليسار على وجه الخصوص منقسمون، حيث لا يدرون ما إذا كان عليهم مكافحة معاداة السامية المزعومة أم الدفاع عن الضحايا الفلسطينيين في مواجهة ما يشير إليه اليسار المتطرف باعتباره "إمبريالية استعمارية"، ومن المفارقات أن متشددي اليمين المتطرف منقسمون أيضا.

الرأي العام الغربي

بدوره حذر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إسرائيل من أن الرأي العام الغربي ينقلب ضد إسرائيل بسبب الحملة العسكرية التي تشنها في غزة، وبدأت إسرائيل حملتها العسكرية بهدف وقف إطلاق الصواريخ من جانب نشطاء حماس في قطاع غزة، وقال هاموند خلال زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة "مع استمرار هذه الحملة وتزايد الضحايا من المدنيين في غزة صار الرأي العام الغربي أكثر قلقا وأقل فأقل تعاطفا مع إسرائيل"، وتابع هاموند "أناشد نظرائي الإسرائيليين وأناشد مبادئهم الغربية بذل قصارى جهدهم في سياق ممارستهم لحقهم الشرعي في الدفاع عن النفس لتقليل الخسائر التي يتسببون بها إلى أقصى درجة".

فيما تقرر نقل مكان مباراة من المفترض إجراؤها بين نادي مكابي حيفا وبادربورن إلى مكان آخر بسبب مخاوف أمنية بعد أن أدى احتجاج عنيف مناهض لإسرائيل إلى تعطيل آخر مباراة لعبها الفريق الإسرائيلي في النمسا، وستقام المباراة في بلدة ليوجانج في إقليم سالزبورج حيث معسكر التدريب الخاص بفريق مكابي حيفا، ويأتي ذلك بعد أن رفضت بلدة شيرتشبيتشي التي تبعد 60 كيلومترا استضافة المباراة لأسباب أمنية، واقتحم محتجون معارضون للحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة الملعب وهاجموا لاعبي مكابي حيفا في مباراة ودية ضد فريق ليل في بلدة بيشوفشوفين النمساوية مما تسبب في إلغاء المباراة.

وقالت الشرطة إن نحو 20 شابا من أصل تركي اقتحموا الملعب بأعلام فلسطينية ولوحات عليها شعارات مناهضة لإسرائيل، وقال هانيز إمبل رئيس هيئة (إس.إل.إف.سي) التي تنظم المباريات والمعسكرات التدريبية في منطقة سالزبورج إن اللاعبين متوترون ولكنهم جاهزون لخوض المباراة وفقا لما هو مقرر، وقال "إنهم يجيئون إلى هنا للتدريب منذ عشرة أعوام وسيعودون العام المقبل"، واندلعت احتجاجات عنيفة مناهضة لإسرائيلي بسبب الحملة العسكرية التي تشنها في غزة، وقال وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كيرتس "لن يكون هناك أي تسامح في النمسا مع العنف الذي مبعثه الدين أو معاداة السامية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/آب/2014 - 6/شوال/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م