كيف كان رمضان في بعض بلاد العالم؟

 

شبكة النبأ: تختلف اجواء وطقوس شهر رمضان المبارك من بلد الى اخر، باختلاف العادات والممارسات الدينية والاجتماعية، والتي تشمل مظاهر استقبال هذا الشهر الكريم واجواء العبادة الخاصة والموائد الرمضانية المتنوعة التي تقدم بشكل دائم لإطعام الفقراء والمحتاجين، ومساعدة الايتام والضعفاء بالإضافة الى تقديم الخدمات الانسانية الاخرى التي تميز هذا الشهر المبارك الذي يعد أحد أهم عوامل التكاتف الاجتماعي بين ابناء المجتمع.

لكن وعلى الرغم من كل هذه الاجواء الروحانية والانسانية المميزة التي يختص بها شهر رمضان، فقد تعاني بعض الاقليات المسلمة في العديد من دول العالم من مضايقات وانتهاكات في سبيل الحد من ممارسة شعائرهم الدينية، وخصوصا تلك التي تتعلق بشهر رمضان المبارك والتي وصلت الى حد اتخاذ بعض القرارات الخاصة التي تمنع فيه مواطنيها المسلمين من صيام هذا الشهر وهو ما قامت به السلطات الصينية وهو ما اعتبره العديد من المراقبين امرا غير مقبول يتعارض مع ابسط حقوق الانسان.

وفي هذا الشأن فقد قال عدد من طلاب الجامعات في إقليم شينجيانغ، غربي الصين، إنهم يمنعون من صيام شهر رمضان. وطلب الطلاب بعدم الكشف عن هوياتهم خوفا من بطش الحكومة بسبب حديثهم في مثل هذا الموضوع الحساس. وأوضح الطلاب أنهم يجبرون على تناول الوجبات مع أساتذتهم للتأكد من أنهم مفطرون. ويواجه من يرفضون تناول الطعام منهم خطر عقاب السلطات لهم. وقد يحرم بعضهم من درجاتهم العلمية مما قد يؤثر على مستقبلهم الوظيفي. وقال طالب "إذا أردت حياة طبيعية هنا، فيجدر بك ألا تصوم".

وتعتبر شينجيانغ موطنا لأقلية اليوغور العرقية، وغالبيتهم من المسلمين. وتلقي بكين باللوم في سلسلة من الهجمات في الآونة الأخيرة على متشديين إسلاميين، بالإضافة إلى من تطلق عليهم "جماعات إرهابية في الخارج". وقضت محكمة في شينجيانغ بسجن 32 شخصا لتحميل مقاطع فيديو "إرهابية وعنيفة" أو تداولها. ويرى كثيرون من أقلية اليوغور أن بكين تؤجج العنف من خلال قمعها لمعتقداتهم الثقافية والدينية. بحسب بي بي سي.

وقال الطلاب وهم من جامعة كاشغار، إن الصيام ممنوع في كل جامعات المنطقة. وتمنع بعض الدوائر الحكومية الصيام كذلك. ففي مستشفى حكومي، أجبر العاملون المسلمون على توقيع إقرار مكتوب بالامتناع عن الصيام. وكجزء من عمل دعائي، تنشر الصحف الرسمية في شينجيانغ منذ فترة مقالات تحذر من المخاطر الصحية للانقطاع عن الطعام والشراب. ولا تعد هذه المرة الأولى التي تمنع فيها السلطات في شينجيانغ الصيام، إلا أنه ومع تزايد أعمال العنف في المنطقة، قد يؤدي القرار إلى المزيد من التوتر.

المطالبة بتحقيق

في السياق ذاته طالبت المعارضة في البرلمان الهندي بإجراء تحقيق في تقارير تشير إلى أن نوابا هندوس حاولوا إطعام رجل مسلم بالقوة أثناء صيامه في رمضان. وتشير التقارير إلى أن نواباً عن حزب "شيف سينا" اليميني صبوا جام غضبهم على عامل مسلم في مطعم تابع للحكومة بسبب "سوء نوعية الطعام". وقال أعضاء المعارضة في البرلمان إن الحادثة تعد انتهاكا للمعتقدات الدينية. واحتجت أحزاب المعارضة في البرلمان على هذه الواقعة وطالبت باعتذار رسمي من حزب "شيف سينا".

وناشد نواب المعارضة رئيسة البرلمان في خطاب أرسلوه لها بتوجيه الحكومة للبدء في "تحقيق فوري وإتخاذ موقف مناسب حتى لا يتكرر مثل هذا السلوك الوحشي بعد ذلك" وفقا لوكالة برس ترست الهندية للأنباء. ووصف النواب تلك الواقعة بأنها "مثيرة للجدل وغير إنسانية، إذ أن الضحية مسلم صائم خلال رمضان." ونفى حزب شيف سينا حدوث هذه الواقعة. وبث العديد من قنوات الأخبار المحلية مقطعا مصورا يظهر بوضوح أحد أعضاء الحزب وهو يدفع قطعة خبز بالقوة إلى فم عامل المطعم المسلم.

وقال راجان بابوراو فيتشاري، النائب ذو العلاقة بالحادث، إنه كان يحاول فقط الاحتجاج على سوء نوعية الطعام. وقال فيتشاري لإحدى القنوات الإخبارية: "إدارة المطعم هنا في وضع سيء، والخبز الذي يصنعونه لم يكن جيدا، وكانت نوعية الخضروات والبقول سيئة. وليس من المعقول أن نحول ذلك الى قضية دينية". ولدى حزب شيف سينا سوابق تتعلق بإثارة العنف الديني. بحسب بي بي سي.

 وألقي باللوم عليه في إثارة التوترات بين الهندوس والمسلمين خلال أعمال الشغب التي وقعت في مومباي في 1993، والتي راح ضحيتها نحو 900 شخص. واستند تأسيس الحزب على فكرة إبعاد المهاجرين من جنوب الهند عن ولاية مهاراشترا، وكذلك وقف انتشار الإسلام. ويعد الحزب الآن سادس أكبر كتلة في البرلمان وله فيه 18 مقعدا، وهو أيضا حليف لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم.

معاناة في رمضان

على صعيد متصل قد يضاعف الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، من معاناة المصريين أثناء شهر الصيام بمختلف المحافظات، خاصة مع انقطاع المياه وارتفاع درجات الحرارة أو القيام بالشعائر، ذلك في الوقت الذي شهدت فيه البلاد تحريكا لأسعار الوقود والكهرباء، إذ تنفق الحكومة ميزانية تصل إلى 20 مليار دولار لدعم الطاقة. وقال المهندس محمد سليم سلمان رئيس قطاع المراقبة المركزية للأداء في "الشركة القابضة لكهرباء مصر"، إن المشكلة قائمة، طالما لم يتوافر الوقود بشكل كاف، حيث تواجه مصر أزمة كبيرة في الطاقة، موضحا أن انقطاع التيار يتم على مستوى الجمهورية وليس أماكن بعينها."

وشدد سلمان على أن "توفير الوقود هو الشيء الرئيسي لتفادي الأزمة، وهناك إشكالية في تدبيره بشكل كاف." وأشار المسؤول في "الشركة القابضة للكهرباء" إلى "ارتفاع الأحمال والأعباء على الشبكة خلال شهر رمضان، نتيجة زيادة أوقات الذروة من السابعة مساء إلى وقت السحور، مقارنة بالأيام العادية والتي تبدأ من السابعة إلى الحادية عشر مساء،" مناشدا المواطنين بترشيد الاستهلاك.

ورفعت الحكومة المصرية أسعار الكهرباء في إطار خطة لإصلاح نظام الدعم، قد تؤدي إلى زيادة الأسعار إلى أكثر من ضعفيها خلال خمس سنوات، كما خفضت من دعم أسعار البنزين والسولار والغاز الطبيعي للسيارات ما أثار غضب المواطنين. واشتكى نصر عبد الهادي، طالب جامعي، من انقطاع التيار الكهربائي بقوله: "إنه أصبح أزمة بلا حل،" متهما الحكومة بعدم القيام بدورها، ولافتا إلى أن التيار ينقطع في بعض الأحيان أثناء موعد الإفطار وفى درجة حرارة مرتفعة.

وقال احمد حسنى، الذي يعمل موظفاً في شركة بترول، إن: "انقطاع الكهرباء أثناء شهر رمضان يكون شيئا مرهقا للغاية، خاصة أوقات الصيام وارتفاع دراجات الحرارة." وقالت نهى بدر من منطقة مصر الجديدة إن المياه لديها ترتبط بالكهرباء، حيث تستخدم مولداً لضخ المياه، كما انتقدت رفع أسعار الكهرباء في وقت تعجز فيه الحكومة عن حل الأزمة". بحسب CNN.

وعبر سائق تاكسي يدعى محمد شرين عن غضبه قائلا: "السيسي معملش حاجة،" مضيفا بأن "انقطاع التيار الكهربائي مستمر منذ أيام الرئيس المعزول محمد مرسي، فضلا عن رفع أسعار الوقود وهي أمور لم تكن متوقعة من شخص يعقد الملايين أمالهم عليه في العيش بحياة كريمة، وليس الغلو وارتفاع الأسعار". وقال شريف عمر، الذي يعمل مهندساً مدنياً، إن التيار لديه انقطع مرتين أثناء السحور، ما يتسبب بمشكلة في ضخ المياه والتوضؤ قبل صلاة الفجر، كما أشار بأنه تفاجأ بعدم تشغيل عواميد الإنارة، بطريق طنطا القاهرة أثناء عودته من مدينة طنطا منذ عدة أيام، وأيضا كفر الشيخ، وهو أمر خطير قد يعرض البعض للسرقة أو حوادث الطرق.

ألمانيا وموائد الرحمن

من جانب اخر ومع ارتفاع عدد أفراد الجالية المسلمة في ألمانيا يزداد انتشار مبادرات موائد الرحمن خلال شهر رمضان، وهي عبارة عن موائد إفطار جماعية مجانية تقدمها الجمعيات الإسلامية للجميع، مثلا في أحد المساجد في حي نيوكولن في برلين. وفي مسجد الشهداء، أكبر مساجد برلين يبدأ التحضير لمائدة الرحمن قبل موعد الإفطار ببضع ساعات. وقبيل أذان المغرب يبدأ الزوار في التوافد على المسجد. إنهم ضيوف الرحمن في بيته وعلى مائدته.

ويشرح إندر تشتن، مدير المسجد، أن تكاليف الطعام "تأتي بالكامل من تبرعات الأفراد، كما يقوم طباخ المسجد بتحضير الطعام الذي يقدم للضيوف." ويحرص المتبرع على عدم إعلان إسمه لتفادي مواقف التباهي والتفاخر بمثل تلك الأعمال الخيرية. السعادة تغمر وجوه القائمين على العمل وهم يقدمون الطعام إلى الصائمين بعد غروب الشمس. وفقط بعد الانتهاء من تقديم خدماتهم للحاضرين، يبدأون هم أيضا بالإفطار.

كل ذلك يتم بنظام وانضباط. ويقول المشرف على المسجد إندر إن القدرة الاستيعابية تتراوح بين 150 و200 صائم يومياً، "وفي حال ارتفاع عددهم بشكل غير متوقع، فإننا نتدارك الموقف من خلال طلب وجبات من المطاعم التركية المجاورة". في ليلة القدر يزداد عدد الضيوف بشكل ملحوظ حيث يفطر هناك ما يقارب 1500 صائم." بعد تناول التمر والماء، يقدم للصائم شوربة عدس أو شوربة خضار، وأرز أو برغل، ولحم وسلطة وحلويات".

ليست موائد الرحمن حكرا على الفقراء والمساكين، ويمكن للميسورين وللأغنياء ولعابري السبيل والمغتربين ولكل من افتقد إلى الأجواء الرمضانية الاستفادة من خدماتها. وتهدف مبادرات موائد الرحمن الى تحدي الفوارق الاجتماعية، حيث تجد هناك اليافعين والشباب والنساء وكبار السن والأطفال. ورغم أن الشريحة الكبرى تركية، فإن هناك ضيوفا عربا وأسيويين وافارقة وألمان. يحرص عبد القادر حرش(67) عاماً وزوجته وأولاده الشباب على الحضور لموائد الرحمن، "الإفطار مع الجماعة يعطي البركة ويتسم بروح الجماعة"، كما إنها تذكرنا بإفطارات رمضان في بلدي الأصلي حيث كان الجيران يتبادلون الهدايا بوجبات الطعام، فتجد في كل بيت من بيوت الحارة أطعمة مختلفة على مائدة الإفطار."

وكما أظهر استطلاع للرأي قمنا به، فإن موائد الرحمن لا ترتبط فقط بصورة الطعام المجاني المقدم للضيوف بل تشير أيضا إلى مفاهيم التضامن والتكافل الاجتماعي والرحمة وتبادل المشاعر المشتركة. عن ذلك تقول المواطنة الألمانية المسلمة لينيه كيالونات(32) عاماً، الحاملة لشهادة الماجستير بالعلوم الثقافية والتربية الدينية وبتعليم المتقدمين بالسن: " نتفادى الوحدانية من خلال موائد الإفطار الجماعية وهي تمنحنا أجواء روحانية وعائلية مميزة"

وخلال شهر رمضان يستضيف المسجد بعض الفعاليات التي يتم فيها دعوة أطراف رسمية غير مسلمة للتعريف برمضان وذلك عن طريق حلقات النقاش أو الزيارات للمتحف الإسلامي أو الإفطار الجماعي وغيرها من الفعاليات والبرامج المميزة. ويوضح المشرف إندر قائلا: "نحن منفتحون على غير المسلمين، ونوجه الدعوة للإفطار لجيران المسجد، وللجهات الرسمية الألمانية، وكذلك لبعض المدارس والكنائس في الحي، بهدف التعريف برمضان وبالقيم الإسلامية. بحسب فرانس برس.

وعادة ما يلبي هؤلاء الدعوة شخصيا أو من خلال ممثلين عنهم." وفي هذا السياق تؤكد إليزابيث كروزي، قسيسة الكنيسة البروتستنانتية، المجاورة للمسجد على أهمية حسن الجوار في التواصل والحوار بين الأديان وتقول: "انطلاقاً من حسن الجوار، فإننا نتبادل الدعوات في المناسبات الدينية. الدعوة للإفطار هي فرصة جيدة لاستشعار أجواء رمضان، وهي أيضا تعبير عن الثقة المتبادلة بين الطرفيين الاسلامي والمسيحي. فمثل هذه الدعوات تحيي علاقات الجوار بشكل أفضل وتحفز الحوار الديني بينا."

شهر رمضان في فرنسا

على صعيد متصل فماهي أجواء رمضان في فرنسا؟. وما دور المساجد خلال هذا الشهر؟. وكيف تتدخل أول مؤسسة تشرف على الشأن الإسلامي بالبلد، أي المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، خلال أيامه؟. الأجوبة تجدونها في الريبورتاج التالي. وتسود في حي "باربيس" بباريس، على غرار الأحياء الشعبية الفرنسية، أجواء رمضانية بمناسبة هذا الشهر ترحل بك إلى الدول العربية والإسلامية لما تشهده من طقوس خاصة في رمضان. ففي خضم زحام تختلط فيه جميع الجنسيات والأعمار، يعرض الباعة الحلويات ومستلزمات رمضان.

كما تعرض نساء فطائر على قارعة الطريق بأشكالها ونكهاتها المختلفة، فيما تجدد المحلات التجارية، التي تبيع خلال أشهر السنة مواد التغذية المستهلكة من قبل الجالية العربية والإسلامية، نفسها انسجاما مع هذا الشهر، حيث تعرض موادا لها علاقة برمضان من "شباكية" و"زلابية" وحلويات أخرى. وفي ملحمة بمدينة نانتير بضاحية باريس يصطف العديد من الزبائن في طابور في انتظار دورهم لاقتناء اللحوم الحلال.

ويقول الزبون أحمد إن الإقبال على هذه المادة يتضاعف خلال هذا الشهر. وتحاول مثل هذه المحلات أن تعرض كل ما يطلبه الزبون الصائم من لبن و"شباكية" وفطائر، بالإضافة إلى مستلزمات الحساء "الحريرة" كما تعرف لدى الجالية ذات الأصول المغربية أو "الشربة" حسب ما يعرف لدى نظيرتها المغاربية. وتحاول العائلات المسلمة أن تحيي رمضان وفق الطقوس المتعارف عليها في بلدانها الأصلية، حيث نجد على موائد الإفطار أنواعا مختلفة من المأكولات، ولا توجد لدى العائلات عموما مشكلة عبء مصاريف رمضان بالشكل الذي يطرح به في بلدانها الأصلية، لكنها تقر أنها تفتقد تلك الأجواء الرمضانية السائدة هنالك.

وتقول سميرة وهي مغتربة مغربية "إنني أفضل الأجواء الرمضانية في المغرب"، مضيفة أن "الجالية المسلمة تفتقد لسماع صوت الآذان في فرنسا"، وتقر بأن هذا الشهر يتطلب "مصاريف كثيرة"، إلا أن هذا لا يمنع من أن "تزين" مائدة الإفطار بعدد من "الشهيوات"، ويقصد بها المأكولات التي لا تعدها الأسر إلا في المناسبات ويتطلب تحضيرها مهارات خاصة ومصاريف إضافية.

وبالنسبة لسهام، الحاصلة على دبلوم في العلوم السياسية، فهي تعتبر أن "الأيام الأولى من رمضان معقدة جدا مادام يجب إيجاد الإيقاع اليومي لحياتنا خلال هذا الشهر"، وترى أن فترة الصيام خلال اليوم "تبقى طويلة بالإضافة إلى التعب الناتج عن نقص النوم"، وتستدرك في ذات السياق قائلة: "لكن حتى الآن لا أشعر بالجوع أثناء الصيام". وقالت سهام "أنا محظوظة لأني أتناول وجبة الإفطار مع الأسرة وأستغل هذا الشهر لإعادة تغذية الروح". وتخلص إلى القول "إن هذا الشهر يحمل لنا أشياء كثيرة أكثر مما يأخذه منا".

قال أنور اكبيبش، نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ورئيس تجمع مسلمي فرنسا، إن "المساجد الفرنسية تؤدي عموما وظيفتين في رمضان: اجتماعية وروحية". وأضاف "يلتقي خلال هذه المناسبة مصلون من جميع الأعمار والطبقات الاجتماعية. ويشهد عددهم ارتفاعا ملموسا خلال هذا الشهر، حيث يقبلون على المساجد لأداء الصلاة ". وعلق اكبيبش على هذه الأجواء على كونها "تقوي شعور الانتماء إلى نفس العائلة بالنسبة للمصلين. المسجد يتحول إلى فضاء للتناغم الاجتماعي ومد يد المساعدة للمحتاجين والفقراء والعزاب وكل الذين يبحثون عن الدفء الإنساني والأخوة الإسلامية خلال هذا الشهر المقدس".

وأكد أن "العديد من المساجد تنظم موائد إفطار جماعية بالمناسبة يتجمع حولها عند موعد الآذان العشرات إن لم نقل المئات من الصائمين. وهذا التقليد يتقوى ويعمم اليوم في مجموع المساجد الفرنسية". ويوفر المال لموائد الإفطار في المساجد، حسب اكبيبش، "سواء عن طريق مساهمات المصلين حيث يتصدقون بوجبات جاهزة وحلويات وغيرها، أو عن طريق مساهمات بعض المحسنين بتقديم دعم مادي لأجل إفطار الصائم، أو أن المساجد تخصص جزءا من ميزانيتها لهذه الغاية".

وأضاف اكبيبش أن "المساجد تقوم كذلك بجمع الزكاة حتى أن العملية أصبحت تنجز بطريقة احترافية، ورصد أعداد المحتاجين وتوزيع هذه الأموال في عيد الفطر وقد تكون بعد ذلك على الفقراء. وللإشارة أن عدد الأسر التي تطلب الاستفادة منها تضاعف بشكل كبير مع الأزمة الاقتصادية الحالية. وقال اكبيبش إن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية ومكوناته كـ "تجمع مسلمي فرنسا" يقوم بدور في غاية الأهمية في تأطير وتوجيه المصلين والجالية المسلمة خلال هذا الشهر، وذلك بتحديد تاريخ بدء هذا الشهر وموعد نهايته. بحسب فرانس برس.

وأشار نائب رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أن "تقليدا بدأ يتمأسس بتنظيم إفطار مفتوح لكل المكونات الوطنية من ممثلي السلطات العمومية، ممثلي مختلف الديانات، مسؤولي المساجد والجمعيات الثقافية والعباداتية إلى آخره". وخلص إلى القول إن "هذا النوع من الإفطار يكون فرصة للاكتشاف الديني لأجل معرفة متقدمة من قبل الآخر لعملية الصيام التي تعتبر من الركائز الخمسة للإسلام. وتكون كذلك فرصة لتذوق طبخ مناطق مختلفة، وهو ما يعطي بعدا من الحفاوة والاحتفالية لهذا الإفطار".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28/تموز/2014 - 29/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م