الإيدز.. يعاود الظهور بعد ما كان قريبا من نهايته

 

شبكة النبأ: يعد مرض الإيدز واحداً من أخطر وأسرع الامراض انتشارا في العالم، لذا فقد اصبح هذا المرض الفتاك من اهم واكبر التحديات، التي تواجه المجتمع الدولي الذي يقف اليوم وعلى الرغم من التطور العلمي الكبير، عاجزا عن ايقاف انتشار هذا الوباء القاتل الذي اودى بحياة الملايين من الاشخاص في مختلف دول العالم، والجدير بالذكر هو أن حوالي ثلثي المصابين بفيروس الإيدز هم من سكان أفريقيا جنوب الصحراء. وفي أكثر الدول إصابة فان شخصا من كل ثلاثة أشخاص يحمل الفيروس. ومع ارتفاع معدل الإصابة البالغ 14 ألف شخص يوميا في جميع أنحاء العالم ، تتزايد المخاوف من اجتياح فيروس نقص المناعة للقارة الآسيوية أيضا.

وينتقل فيروس مرض الإيدز من شخص إلى آخر بعدة وسائل هي : الدم أو منتجات الدم . من الأم إلى طفلها، استعمال الأبر أو الحقن التي يستعملها المصاب والاتصال الجنسي ومن شأن الختان خفض احتمال الإصابة بالمرض إلى نسبة 60 بالمئة، كما تقول بعض المنظمات الصحية.

لكن على الرغم من معاناة الدولية بسبب هذا المرض فقد تفتح فرص التمويل الجديدة بابا جديدا لمكافحة مرض الايدز.

وفي ما يخص اخر الدراسات الطبية المتعلقة بمرض الايدز فقد صدرت دراسة جديدة تدعم دور ختان الرجال في خفض مخاطر الإصابة بفيروس الإيدز. وتوصي منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للإيدز بالختان على أساس طوعي في 14 دولة في شرق أفريقيا وجنوبها. وتلقت حملة تروج لختان الرجال في أفريقيا جنوب الصحراء لخفض مخاطر الإصابة بفيروس الإيدز دعما من دراسة جديدة. وكانت ثلاث دراسات سابقة أظهرت أن الختان لدى الرجال الذين يقيمون علاقات مع الجنس الآخر يؤدي إلى تراجع خطر إصابتهم بفيروس الإيدز بنسبة 60 بالمئة.

وهذه النتائج دفعت منظمة الصحة العالمية إلى التوصية بإجراء هذه العملية على أساس طوعي كوسيلة وقاية مع استخدام الواقي الذكري، إلا أن بعض الخبراء يخشون أن يهمل الرجال المختونون الواقي الذكري لاعتقادهم بأنهم محميون بفضل هذه العملية بمفردها وتوصي منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للإيدز بالختان على أساس طوعي في 14 دولة في شرق أفريقيا وجنوبها حيث فيروس "اتش اي في" المسبب لمرض الإيدز منتشر كثيرا. بحسب فرانس برس.

وقالت العالمة نيلي ويستركامب في بيان "الدول التي لجمت برامج الختان الطبي بسبب غياب الأدلة على تراجع المخاطر يجب ألا تقلق بعد بخصوص غيابها". وأظهرت دراسة أخرى عرضت في ملبورن أيضا أن تقديم تعويض إلى الرجال على شكل قسائم لشراء المواد الغذائية تراوح قيمتها بين تسعة دولارات و15 دولارا هو محفز قوي في إطار حملة ختان.

منظمة الصحة تحذر

في السياق ذاته قالت منظمة الصحة العالمية إن لدى خمس مجموعات رئيسية -منها المثليون والعاهرات والسجناء- معدلات إصابة عالية للغاية بفيروس أعراض نقص المناعة المكتسب (الايدز) الأمر الذي يهدد التقدم في المعركة العالمية للقضاء على المرض الفتاك. وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة والتي تتخذ من جنيف مقرا لها إن أفراد هذه المجموعات معرضون لخطر الإصابة بصورة أكبر بالفيروس إلا أنهم يفتقرون في الوقت ذاته إلى خدمات الوقاية والفحوص والعلاج.

وقال جوتفريد هيرنشال رئيس إدارة مكافحة الايدز بالمنظمة للصحفيين في بيان "لدينا مواطن ضعف عالمية في شرائح معينة من الناس المعرضين لأكبر خطر نعرفه حتى الآن ممن هم أقل حظا في العالم في التماس الخدمات الصحية. هؤلاء هم الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال والعاملون في حرفة الجنس والأشخاص المتحولون جنسيا -لاسيما المتحولات من النساء- ومن يقومون بحقن المدمنين بالمخدرات والأشخاص المودعون بالسجون أو الأماكن المغلقة الأخرى." وأضاف "نشهد أوبئة متفجرة في بعض من هذه الشرائح البشرية الرئيسية" مشيرا إلى أن هذه المجموعات تمثل ما يصل إلى 50 في المئة من حالات الاصابة الجديدة بالايدز.

وقالت المنظمة إن التقديرات التي تضمنتها الدراسات تشير إلى أن الساقطات معرضات للإصابة بالايدز بزيادة نسبتها 14 مرة عن النساء الأخريات والمثليين بواقع 19 مرة عن الشرائح العادية والمتحولات بنسبة 50 مرة تقريبا عن الأخريات. أما من يقومون بحقن المدمنين بالمخدرات فقد تزيد نسبة إصابتهم 50 مرة عن الأناس العاديين. بحسب رويترز.

ولأول مرة تقول منظمة الصحة العالمية إنها "توصي بشدة" الرجال الذين يمارسون الجنس مع الذكور بأخذ العقاقير المضادة للفيروسات كأسلوب احترازي لوقاية أنفسهم من الإصابة بالايدز علاوة على استخدام الواقي الذكري. وقال تقرير المنظمة إنه بحلول نهاية عام 2013 تلقى نحو 13 مليون شخص في العالم عقاقير علاج الايدز ما أدى إلى تراجع الوفيات الناتجة عن المرض بنسبة 20 في المئة بين عامي 2009 و2012.

ازدياد الاصابات

على صعيد متصل كشفت دراسة طبية أن انتشار فيروس (اتش.آي.في) المسبب لمرض الايدز يزداد في جنوب أفريقيا بسبب أسرع وتيرة للاصابة بالمرض في العالم فضلا عن ارتفاع معدلات البقاء على قيد الحياة بين المصابين. وأوضحت الدراسة التي أعدها مجلس بحوث العلوم الانسانية بجنوب افريقيا وشملت 38 الف شخص أن نحو 12.2 في المئة من السكان اصيبوا بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب في 2012 مقابل 10.6 في المئة عام 2008.

ويرجع ذلك إلى زيادة بواقع 400 الف اصابة جديدة بالفيروس في العام المذكور وهو أكبر عدد اصابات في العالم ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمصابين بالايدز في جنوب افريقيا الى 6.4 مليون شخص. ولفتت الدراسة إلى أن الشابات صاحبات البشرة السوداء كن الأكثر نكبة بالمرض بنسبة 23.2 في المئة من بين السيدات اللائي تترواح اعمارهن بين 15 و49 عاما مقارنة بنسبة 18.8 بين الرجال . كما ترتفع معدلات تلقي العلاج حيث تدرج أسماء نحو مليوني شخص في برنامج موسع للعلاج بمضادات الفيروسات.

الى جانب ذلك ومع ساعات الصباح الاولى، تسطع أشعة الشمس على صفحة المياه في بحيرة فيكتوريا، ويعود الصيادون الى المرفأ بعد ليلة طويلة محفوفة بالمخاطر... فبعد الانتهاء من عملهم اليومي في الصيد وبيع غلتهم، منهم من يعود لعائلته، ومنهم من يمضي وقته بين بائعات الهوى في حانات كاسنسيرو. وفي هذه المنطقة تحديدا سجلت اول اصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة في الثمانينات، واليوم يحمل 43 % من سكانها البالغ عددهم عشرة الاف نسمة هذا الفيروس القاتل، فيما نسبة الاصابة بهذا المرض 7 % في سائر مناطق البلاد.

ويقول جاسوا مونونزي وهو مالك اربعة مراكب تبحر في البحيرة "ان شرب الخمر وملاقاة النساء هما السببان الابرز في جذب الصيادين الى هنا". ويعمل جاسوا منذ عشرة اعوام في كاسنسيرو الواقعة على بعد بضعة كيلومترات من الحدود مع تنزانيا. ويقول "لم يتغير شيء هنا ما في هذه السنوات عدا وجوه المومسات" اللواتي يتجولن في هذه المنطقة العابقة بروائح القمامة والمخلفات البشرية. واليوم، باتت نسبة الاصابة بفيروس "اتش آي في" تعد الاعلى في صفوف جماعات الصيادين، بحسب ما يقول رايموند بياروهانغا المدير التنفيذي لمركز المعلومات حول الايدز في كامبالا عاصمة اوغندا. ويرجع السبب الاساسي في ذلك الى "تدفق عاملات الجنس من خارج القرى".

فالكثير من المومسات يقصدن هذه المنطقة التي يتمتع الصيادون فيها بدخل مرتفع نسبيا، في ذروة موسم الصيد، ثم يعدن حاملات بعض المال في جيوبهن، اضافة الى فيروس نقص المناعة غالبا. وصلت شايلا الى هذه المنطقة قبل شهرين آتية من كامبالا. وعلى غرار معظم زميلاتها، اقامت في غرفة صغيرة قرب الحانات. وفي احدى زوايا الغرفة تتكدس ملابسها الداخلية، وعلى احد المقاعد تتناثر الواقيات الذكرية، بينما يحتل سرير صغير نصف مساحة الغرفة. وهي تقر ان زبائنها يطلبون عدم استخدام الواقي، لكنها تصر على رفض ذلك، بخلاف باقي زميلاتها.

وتتقاضى شايلا ما بين خمسة الاف شيلينغ وعشرة الاف (ما بين 1,9 و3,9 دولارات)، وهو مبلغ قد يبدو زهيدا، لكن وتيرة خمسة زبائن يوميا اتاحت لها توفير مبلغ كاف لشراء ارض تعتزم بناء بيت عليها. ويقول كاتو فرانسيس الطبيب في مستشفى كاسنسيرو "الصيادون لا يمانعون في اقامة علاقات جنسية مدفوعة الأجر". ويقول جوسوا مونونزي "ان العمل في البحيرة خطر جدا، لذا فان الصيادين لا يفكرون بشيء عند عودتهم سوى بانفاق اموالهم كما يحلو لهم.. فهم قد يموتون في الغد، ولذا لا يعنيهم ان يخططوا كثيرا للمستقبل".

ويقول بياروهانغا "الصيادون يتصرفون بعقلية انهم قد يموتون في اي لحظة في البحيرة، لذا فان الخوف من مرض يتطلب سنوات ليقضي عليهم لا يعنيهم". فالرياح العاتية تضرب باستمرار بحيرة فيكتوريا، ويمكن ان تؤدي اي موجة الى الاطاحة بالمراكب المتداعية التي يستخدمها الصيادون، وهم غالبا لا يجيدون السباحة ولا يستخدمون بزات النجاة.

ويعيش ابوليناري يوسترز البالغ من العمر 57 عاما في كاسنسيرو حيث يعمل منذ 21 عاما، وقبل ثلاث سنوات اجرى اول فحص ايدز في حياته، وتبين انه مصاب بالمرض فعلا. وينتقل الفيروس من المومسات الى الصيادين، والعكس بالعكس، وينتقل بعد ذلك الى زوجات الصيادين، ومنهن احيانا الى رجال آخرين يعاشرنهن حين يكون ازواجهن في البحيرة. بحسب فرانس برس.

ويقول بياروهانغا "الاشخاص الذين يقصدون المنطقة لشراء السمك غالبا ما يمضون ليلتهم فيها، وغالبا ما ينتهي بهم الامر في حضن احدى زوجات الصيادين"، وهكذا يواصل المرض تفشيه بين سكان المنطقة وقاصديها. وحاولت منظمات غير حكومية وجمعيات كثيرة ان تعمل في السنوات الاخيرة على مواجهة هذا الواقع والحد من انتشار المرض. ويقول فرانسيس "لكن النتائج شبه معدومة".

الايدز في أمريكا

من جانب اخر قال باحثون إن المعدل السنوي للاصابة بفيروس (اتش.اي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الايدز) تراجع بمقدار الثلث في الولايات المتحدة في الفترة من 2002 حتى 2011. وكتب الباحثون في طبعة خاصة من دورية الجمعية الطبية الأمريكية أن عددا أقل من الأشخاص في كل فئات المجتمع الأمريكي تأكدت اصابتهم بالمرض باستثناء المثليين من الرجال والمخنثين الذين تراوحت أعمارهم بين 13 و24 عاما وأيضا بين من تزيد أعمارهم عن 45 عاما. وذكر التقرير "بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال ربما تؤدي السلوكيات الخطيرة التي لا تخضع للحماية... إلى استمرار انتقال فيروس (اتش.اي.في)." بحسب رويترز.

وقال الباحثون إنه في الفترة من 2002 إلى 2011 تم تشخيص اصابة 493372 شخصا بالفيروس في الولايات المتحدة. واعتمد الباحثون على بيانات من 50 ولاية ومن مقاطعة كولومبيا. وكتب الباحثون في الطبعة الخاصة التي صدرت بالتزامن مع اجتماع دولي بشأن الايدز يعقد في ملبورن بأستراليا أن عدد المصابين تراجع إلى 16.1 لكل 100 ألف شخص في 2011 من 24.1 في 2002. ويتماشى انخفاض أعداد المصابين الأمريكيين مع التراجع العالمي للوباء. وقالت الأمم المتحدة يوم الأربعاء إن هناك 2.1 مليون إصابة جديدة بفيروس (اتش.أي.في) على مستوى العالم في 2013 بانخفاض 38 بالمئة عن 2001.

أطفال الإيدز

في السياق ذاته أظهرت فحوصات طبية أن طفلة أمريكية من ولاية ميسيسيبي، كانت قد ولدت مصابة بفيروس الإيدز وشفيت منه، لا تزال حاملة للفيروس. وكشفت الفحوصات أن الطفلة، البالغة من العمر أربع سنوات، لم تتحسن، وأن الفيروس عاد للظهور. وكانت تحاليل طبية أجريت في شهر مارس/آذار قد كشفت عدم وجود الفيروس، بعد انقطاع الطفلة عن العلاج لحوالي سنتين.

وتعتبر هذه النتائج مخيبة للآمال في أن العلاج المبكر قد يقضي علي ديمومة الإصابة بالفيروس. وقال مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، أنطوني فاوسي، لوسائل الإعلام الأمريكية إن النتائج الجديدة "مخيبة للآمال" ولها آثار محتملة على الدراسة الوطنية حول فيروس الإيدز.

وكانت هناك آمال كبيرة في أن طفلة ميسيسيبي ستعيش حياتها بدون فيروس الإيدز. ويمكن للأدوية الفعالة أن تخفي الفيروس من تيار الدم، لكن له أماكن يختبيء بها، تعرف باسم الخزانات، وتوجد في الأحشاء والدماغ. وعند توقف العلاج، يعاود الفيروس الظهور من تلك الخزانات، ويبدأ في الإصابة من جديد. ويأمل الأطباء في أن خضوع الأطفال للعلاج بعد ساعات من الولادة سيمنع تكوين هذه الخزانات.

ولم يكن من المنتظر أن تؤدي هذه الطريقة إلى أي علاج للبالغين المصابين، الذين يبدأون العلاج بعد الإصابة بشهور، وربما سنوات. وتعد طفلة ميسيسيبي مثالا يذكرنا بصعوبة القضاء على مرض الإيدز والتوصل لعلاج له. وأضاف "سنعيد النظر بتمعن في الدراسة ونرى إن كانت تحتاج إلى أي تعديلات."

والطفلة، الملقبة بطفلة ميسيسيبي، لم تتلق أي علاج وهي في بطن أمها. ولكنها بدأت تتلقى علاج مكثف للإيدز بعد ولادتها بساعات بسبب مخاطر الإصابة بذلك المرض. وظلت تتلقى العلاج حتى عمر 18 شهرا، ثم انقطعت ولم يستطع الأطباء الوصول إليها. وعادت الطفلة بعد عشرة أشهر ولم تبد عليها أي علامات للإصابة رغم أن والدتها لم تعطها أية أدوية مضادة للإيدز طوال هذه الفترة. بحسب بي بي سي.

وأظهرت الفحوصات المتكررة عدم وجود فيروس الإيدز حتى الأسبوع الماضي. ولا يدرى الأطباء حتى الآن سبب عودة الفيروس للظهور. وتلقت طفلة أخرى في لوس أنجليس علاجا للإيدز بعد ساعات من الولادة في شهر إبريل/نيسان 2013. وأظهرت التحاليل المتكررة خلو الطفلة من الفيروس، لكنها كانت تتلقى العلاج بشكل مستمر. وحتى الآن، هناك شخص واحد بالغ فقط شفي من الإيدز. وفي عام 2007، خضع راي براون لجراحة إعادة زرع النخاع من متبرع يحمل صفة جينية نادرة مقاومة للإيدز. ولم تظهر عليه أي علامات إصابة بالمرض لأكثر من خمس سنوات.

نهاية الإيدز

على صعيد متصل يقول تقرير لوكالة مكافحة وباء نقص المناعة المكتسب (الإيدز) الدولية، إن هناك فرصة لإمكانية السيطرة على المرض بحلول عام 2030. وأضاف التقرير أن عدد الإصابات بالإيدز والوفيات بسببه كليهما في انخفاض. غير أنه - مع ذلك - طالب بمزيد من الجهود الدولية لأن "المعدل الحالي للمكافحة لا يمكن أن يقضي على الوباء. وحذرت جمعية أطباء بلا حدود الخيرية بأن معظم من يحتاجون إلى عقاقير لعلاج الإيدز، ليس لديهم سبيل للحصول عليها. وأظهر التقرير أن هناك 35 مليون شخص في أنحاء العالم، يتايعشون مع مرض الإيدز.

وشهد عام 2013 ظهور مليونين و100 ألف حالة جديدة، أي بنسبة أقل 38 في المئة من عدد الحالات في عام 2001، التي بلغت ثلاثة ملايين و400 ألف حالة. كما انخفضت حالات الوفيات المرتبطة بالإيدز بمقدار الخمس خلال السنوات الثلاث الماضية، أي بمعدل مليون و500 ألف كل عام. وقد تحسن الوضع في جنوب إفريقيا وإثيوبيا بشكل خاص. ويعود هذا التحسن إلى عوامل كثيرة، من بينها زيادة سبل الحصول على الأدوية. وقد تضاعف عدد الرجال الذين اختاروا طواعية إجراء عملية الاختتان للحد من خطر انتشار المرض، أو الإصابة به.

وبينما تتحسن بعض الأشياء، فلا تزال الصورة ليست وردية. إذ لا يزال هناك أقل من أربعة من كل عشرة من المصابين بالمرض يتناولون علاجا مضادا للفيروسات الرجعية لإنقاذ حياتهم. وتوجد ثلاثة أرباع الإصابات الجديدة بمرض الإيدز في 15 بلدا. وقال التقرير: "توجد إنجازات خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من السنوات الـ23 السابقة. وهناك أدلة تشير إلى بعض العقبات الباقية، أكثر من ذي قبل، وهناك أمل في أن نهاية الإيدز أمر محتمل".

وأضاف ميشيل سيديبي، المدير التنفيذي لوكالة مكافحة الإيدز الدولية: "إذا سرعنا وتيرة جميع الجهود المبذولة لمواجهة الإيدز حتى عام 2020، فهذا يدل على أننا على المسار الصحيح لإنهاء الوباء بحلول 2030، وإن لم يحدث هذا، فإننا سنزيد بطريقة كبيرة الفترة التي سيستغرقها المرض، بإضافة عشر سنوات، إن لم يكن أكثر". ولا تزال هناك مشكلة في حصول بعض المصابين على الأدوية.

وقالت دكتورة جينيفر كوين، المديرة الطبية في جمعية أطباء بلا حدود: "إن تقديم علاج لإنقاذ حياة نحو 12 مليون مريض بالإيدز في دول العالم النامي هو إنجاز كبير، لكن لا يزال هناك أكثر من نصف من يحتاجون المساعدة ليس لديهم سبيل للوصول للعلاج". وفي نيجيريا مثلا هناك 80 في المئة لا يمكنهم الوصول للعلاج. وأضافت كوين: "نحتاج إلى التأكد من عدم ترك أي مصاب، ولكنا ما زلنا نرى في كثير من البلدان حيث تعمل جمعية أطباء بلا حدود معدلات منخفضة في إتاحة العلاج، خاصة في مناطق الصراع، والمناطق التي تكون فيها شيوع الإيدز أقل". وفي بعض البلاد يبدأ الناس في العلاج في فترة متأخرة تحول دون إنقاذ حياتهم، ولا تحصل السيدات الحوامل على الرعاية المبكرة التي يحتجنها".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/تموز/2014 - 28/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م