فلسطين تُغتصب والصهاينة العرب يرقصون!

علي ال غراش

 

فلسطين ليست مجرد اسم لأرض عربية غالية على الشعب الفلسطيني والعربي وشعوب العالم أتباع الرسالات السماوية فقط، بل هي أكبر من ذلك ولها أبعاد أكبر بكثير، ومنها ان فلسطين هي القضية الأهم في عالم اليوم، وتمثل الحد الفاصل في التاريخ الحديث بين الخير والشر، والسلام والدمار، والحب والكراهية، وكشف حقيقة الأنظمة الكاذبة، لانها أوضح قضية لأرض مغتصبة ولشعب مسلوب من حقه العيش على أرضه وأرض أجداده، شعب وجد نفسه على هذه الأرض ووجد رفات أجداده داخل أرضها لم يأت إليها من أي مكان.

القضية الفلسطينية تمثل الحق والعدالة والحرية والمساواة والشرف واحترام الراي والراي الآخر والتعايش والسلام والتسامح، ومن أراد معرفة نفسه هل هو مع العدالة أو الظلم..، فليحدد موقفه من قضية الفلسطينية العادلة. ولا يعني وجود الأخطاء الفادحة من قبل بعض الساسة الفلسطينيين، وبعض الملاحظات من قبل فئات الشعب الفلسطيني، واستغلال بعض الدول القضية الفلسطينية والمتاجرة بها لمصالحها..، ان القضية الفلسطينية غير عادلة وغير صحيحة، ويتم التنازل عنها وترك الشعب المظلوم تحت نيران الاحتلال الصهيوني.

ولهذا على المرء ان يحدد موقفه من القضية الفلسطينية من منظور العدالة والحق بعيدا عن موقف بعض الفلسطينيين وبعض الحكومات العربية والإسلامية، فالقضية الفلسطينية أكبر من الفلسطينيين الذين وضعوا مصالحهم فوق مصالح القضية الفلسطينية وأكبر من العرب الذين باعوا فلسطين بدون ثمن إلا البقاء في الحكم، والتكسب باسم فلسطين. قضية فلسطين العادلة لا يمثلها الشعب الفلسطيني والعربي أو غيره من غير المستعدين للتضحية للدفاع عن الحق الفلسطيني.

حدد ما هو موقفك من القضية الفلسطينية؟

لقد تشابه على قوم بني اسرائيل البقر، بينما بعض الحكام العرب وبعض الأشخاص في الأمة العربية ومن يدور مدارهما في العصر الحديث مثل الصهاينة العرب تشابه عليهم كل شيء ومنها انهم بشر وعرب والشعب الفلسطيني عربي، وتشابه عليهم الحق والعدل والغيرة والكرامة، بل آمنوا بحق المعتدي الظالم المغتصِب بالاعتداء على أعراض الأبرياء أصحاب الأرض ولو كانوا من قوميتهم ودينهم!!.

فئة شاذة ترفض الاعتراف بأهلهم في فلسطين، والوقوف مع المظلوم، والدفاع عن الحق حق الوجود والدفاع عن النفس وعن العرض والشرف والكرامة وعن الارض، وترفض الاعتراف بحق الشعب في التمسك بحقه في الوجود بان يكون له وطنا ومسكنا وعملا وعزة وشرف.

والغريب ان الصهاينة العرب، لا يخجلون ولا يملكون ذرة من المشاعر الإنسانية ومن الحرية، انها فئة اعتادت على الذل والهوان والهزيمة والتبرير، وقتل روح النصر والعزة والشرف لدى الأمة وبالتحديد الشعب الفلسطيني، انها فئة اعتادت على الاساءة للشعب الفلسطيني بانه السبب في احتلال ارضه، وعلى الشعب الفلسطيني أن يحرر أرضه بنفسه فقط لأنه هو من باعها!!.

لكن عندما يتحرك الشعب الفلسطيني ببطولة وإباء، ويدفع ثمن الحراك ومواجهة قوات الكيان الاسرائيلي المعتدي، وتدمر الآلات والطائرات الاسرائيلية الحجر والشجر والبشر، ويسقط مئات الضحايا الابرياء من الشعب الفلسطيني وتنشر الصور البشعة لأطفال فلسطينيين بدون رؤوس، وأجساد مقطعة في برك من الدماء، وأمهات ثكلى بسبب الإعتداء الاسرائيلي، تجد الصهاينة العرب يتراقصون على تلك الالام والصرخات والدماء، ويتحركون ضد الشعب الفلسطيني، وينددون بالمحاولات الفلسطينية للمقاومة والدفاع عن النفس، والأكثر عجبا أن يستشهد الإعلام الصهيوني في إسرائيل بكلام بعض العرب الصهاينة الأكثر صهيونية من الصهاينة!.

بينما شعوب العالم في الغرب والشرق ومنهم اليهود غير الصهاينة، يخرجون في مظاهرات حاشدة للتنديد بالاعتداءات الصهيونية الإسرائيلية، ومطالبة العالم الحر بالوقوف ضد المعتدي الصهيوني وإنقاذ الشعب الفلسطيني والدفاع عنه.

شكرا للشعب الفلسطيني المتمسك بحقه وبحق المطالبة بحقه بأرضه بالطرق المتعارف عليه ومنها المقاومة للمعتدي والمحتل والقاتل، ومن حق الشعب الفلسطيني الترحيب بكل من يقدم له العون والمساعدة ولو قالوا عنه شعب ليبرالي أو شيوعي أو شيعي أو غربي أو شرقي.. المهم أن يجد من يدعمه ويدافع عنه وسيكتب التاريخ عن كل مَن وقف مع الشعب الفلسطيني ومَن وقف ضده، شكرا لكل من يدعم الشعب الفلسطيني.

العار لمن خذل فلسطين والفلسطينيين، ويرفض دعمهم.. لمواجهة الإحتلال، فقد كشفت الحرب على فلسطين وبالخصوص غزة زيف هؤلاء المتاجرين بالقضية الفلسطينية باسم القومية والدين وهم في الحقيقة بلا ايمان ومحبة وإنسانية وشرف.

من العجيب أن يحدث ذلك من العرب في زمن الثورة العربية، الأقنعة سقطت والعورات انكشفت يا عرب!.

فلسطين ستبقى حية لا تموت، وسيرفض الشعب الفلسطيني والعربي الحر الشريف المساومة على اسم فلسطين، وان فلسطين ستبقى لكافة الفلسطينيين من كافة العروق والأديان انها بلد الأمن والسلام.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 27/تموز/2014 - 28/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م