الغذاء الملوث.. تجارة سوداء تولد من رحم الإهمال والفساد

 

شبكة النبأ: تعد قضية التلوث الغذائي احدى أهم القضايا العالمية، وذلك لارتباطها المباشر بصحة وحياة الانسان، حيث تشير التقارير الى ارتفاع معدلات تلوث الغذاء ولأسباب مختلفة وهو ما اسهم بظهور الكثير من الامراض الناتجة عن مثل هكذا ملوثات كما يقول بعض خبراء التغذية. ويشير مصطلح تلوث الغذاء إلى احتواء الطعام أو الماء على ما يجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي أو الحيواني، سواء كانت كائنات دقيقة ضارة، أو مواد كيماوية سامة أو غذاء ملوث بالمواد المشعة القاتلة، مما قد يترتب على تناول الغذاء إصابة المستهلك بالأمراض، التي تعد أشهرها أمراض التسمم الغذائي.

ويعتبر الغذاء وسيلة سهلة لنقل الميكروبات الممرضة، لذلك يجب منع تلوث الطعام والماء بالميكروبات للمحافظة على الصحة العامة في أي تجمع بشري، وذلك بإتباع عدة طرق وقائية لحماية الغذاء من التلوث، مثل عدم جعل الطعام مكشوفاً للحشرات والأتربة، وغسيل الخضراوات والفاكهة بشكل جيد، مع مراعاة غسل الأيدي قبل وبعد تناول أي وجبة.

ويرى بعض الخبراء ان التطور التكنولوجي الهائل الذي يتمتع به الإنسان كان سببا في التدهور الغذائي وتلوث الغذاء. حيث تشير التقارير الصحية الى ازدياد معدلات الغش الصناعي واستخدام المواد الكيميائية التي تتبعها بعض المؤسسات والشركات الخاصة بإنتاج الاغذية اسهمت وبشكل فاعل في تفشي بعض الامراض والعلل، فالتصنيع الغذائي والذي ترتب عليه اضافة بعض المواد كيميائية الخاصة في تجهيز وحفظ الغذاء والوجبات السريعة بما تحتويه من إضافات حفظ وتعليب، رفع نسبة التلوث الغذائي الى مستويات خطيرة. هذا بالإضافة الى الاستخدام المتزايد للمبيدات والاسمدة الكيميائية وغيرها من الامور الاخرى.

وفي هذا الشأن قال مسؤول حكومي إن التلوث في الصين بات يحول دون نمو المحاصيل على حوالي ثمانية ملايين فدان مما يبرز المخاطر التي يواجهها قطاع الزراعة بعد ثلاثة عقود شهدت تنمية صناعية سريعة. وتواجه الصين ضغوطا لتحسين البيئة في الحضر بعد سلسلة من حالات التلوث الشديدة. لكن تطهير المناطق الريفية قد يمثل تحديا أكبر للحكومة وهي تحاول إصلاح الضرر الناجم عن سنوات من المخالفات في الحضر وفي قطاع التصنيع وتسعى لضمان سلامة الإمدادات الغذائية. وقال وانغ شي يوان نائب وزير الأراضي والموارد في إفادة صحفية إن الصين عازمة على حل المشكلة وملزمة بإنفاق "عشرات المليارات من اليوانات" سنويا على مشروعات رائدة تهدف إلى استصلاح الأراضي وتطهير إمدادات المياه الجوفية التي أفسدها التلوث. بحسب رويترز.

وأضاف أن الحكومة لن تسمح بزراعة محاصيل أخرى على الأراضي التي خربها التلوث لأنها عازمة على منع دخول فلزات سامة إلى سلسلة الغذاء. وتم هذا العام رصد مستويات خطيرة من عنصر الكادميوم في أرز يباع بمدينة قوانجتشو الجنوبية. وكان هذا الأرز قد زرع في منطقة هينان وهي من مناطق التعدين الرئيسية.

المواد المعدلة

الى جانب ذلك تحتدم في الولايات المتحدة المعركة حول وضع علامات تشير الى وجود مواد معدلة وراثيا، في ظل تضاعف مشاريع القوانين التي تلقى معارضة المنتجين، رغم ان بعضهم بدأ فعلا باتخاذ اجراءات في هذا الاتجاه وان بشكل خجول. وتلزم ستون دولة في العالم الشركات المنتجة للمواد المعدلة وراثيا بوضع علامات تشير الى وجود هذه المواد في الاطعمة.

أما في الولايات المتحدة، حيث معظم القطن والصويا والذرة والشمندر معدلة وراثيا، قدمت في 26 ولاية مشاريع قوانين تلزم المنتجين باعلام زبائنهم بوجود مواد معدلة وراثيا في منتجاتهم من خلال ملصقات. وقد اقرت ولايتا مين وكونكتيكت فعلا مواد قانونية بهذا الشأن، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد. وفي العام 2005، اقرت ولاية الاسكا قانونا حول وضع علامات تنبيهية على اسماك سلمون معدلة وراثيا، وهي اطعمة ما زالت السلطات الصحية الاتحادية تدرس تأثيرها على صحة الانسان.

وكانت مشاريع قوانين عدة ذات صلة رفضت ولا سيما في ولاية واشنطن، حيث سقط المشروع بفارق طفيف لا يتعدى 2% من الاصوات، فيما سقطت مشاريع اخرى مماثلة قبل ان تولد، او ما زالت عالقة في اللجان البرلمانية المختصة. لكن المناصرين لفكرة الزام الشركات بالاعلان عن وجود مواد معدلة وراثيا في منتجاتها، لا يقرون بالهزيمة، بل يبدون اصرارا على مواصلة المعركة.

ويقول كولن اونيل من منظمة "سنتر فور فود سايفتي" المعني بالتصدي للمواد المعدلة وراثيا "نتوقع ان تسير الامور بشكل حسن في التصويت الذي سيجري في فيرمون خلال الشهر الجاري". وعلى المستوى الاتحادي، يعمل اثنان من اعضاء مجلس الشيوخ على مشروع قانون ويحشدون له التأييد، بحسب اونيل الذي يتوقع ان "تقترح ولايات اخرى مشاريع قوانين مماثلة خلال العام الجاري"، ولاسيما ولايتا اوريغون وكولورادو.

وبحسب هذا الناشط، فان المطالبة باعلام المستهلكين بوجود مواد معدلة وراثيا في المنتجات التي يشترونها "اصبح مسألة مطروحة على مستوى الولايات" كلها، وذلك بفضل "الضغط الذي يمارسه المستهلكون". فقد اظهر استطلاع للرأي نشر أخيرا في صحيفة نيويورك تايمز ان 93 % من الاميركيين يطالبون بوضع علامات تنبيهية في حال وجود مواد معدلة وراثيا.

لكن الشركات الكبرى المنتجة لهذه المواد تشن حربا مضادة شرسة، ومنها مجموعات دوبون وكوكا كولا وبيبسي وكرافت، 46 مليون دولار في اعمال دعائية لثني سكان كاليفورنيا عن تأييد مشروع القانون، فيما لم ينفق مؤيدو المشروع اكثر من تسعة ملايين دولار. ويقول اولين "لقد شكل ذلك استفزازا كبيرا للمستهلكين الذين لم يكونوا يتوقعون ان تنفق الشركات المنتجة هذه المبالغ الضخمة لتضليل الرأي العام". بحسب فرانس برس.

وترد الشركات المنتجة للمواد المعدلة وراثيا ان سياسة وضع الملصقات التحذيرية يجب الا تكون تحت رحمة "حملات سياسية" ولكن تحدد من خلال سياسة تطبق على المستوى الاتحادي. رغم ذلك، بدأ عدد محدود جدا من الشركات بوضع ملصقات تنبيهية، او الاعلان عن بدء القيام بذلك في المستقبل القريب، وسط ترحيب اتحادات المستهلكين.

مخاطر المبيدات

من جهة اخرى حذرت السلطات الصحية الاوروبية من ان مبيدين حشريين -يتضمن تركيبهما مادة كيماوية تستخدم على نطاق واسع وتنتجهما شركة باير- ربما يؤثران على نمو المخ لدى البشر ويتعين الحد بدرجة أكبر من استخدامهما للحيلولة دون تعرض الانسان لهما. وينتمي المبيدان -وهما اسيتاميبريد وايميداكلوبريد- لطائفة شائعة من المبيدات الحشرية تسمى النيونيكوتينويدات التي سلطت عليها الاضواء مؤخرا بسبب صلتها بتدهور أعداد النحل. والايميداكلوبريد من اكثر المبيدات الحشرية شيوعا في العالم.

وكان الاتحاد الاوروبي قد وافق في ابريل نيسان الماضي على حظر ثلاثة مبيدات من طائفة النيونيكوتينويدات -منها الايميداكلوبريد الذي نتتجه اصلا شركة باير- لمدة عامين وسط مخاوف على سلامة البشر وحماية للبيئة. وأوصت الهيئة الاوروبية لسلامة الغذاء برفع مستوى الارشادات التي تحد من التعرض لهذه المنتجات فيما تجري مزيد من الابحاث لتوفير مزيد من المعلومات التي يعتد بها في مجال تسمم الاعصاب وتأخر النمو.

وقالت الهيئة في بيان من مقرها بروما "الاسيتاميبريد والايميداكلوبريد قد يؤثران سلبا على نمو الخلايا العصبية ومناطق المخ المختصة بوظائف التعلم والذاكرة." وقالت ان بعض الارشادات الحالية بشأن مستوى التعرض لهذين المبيدين ربما لا تساعد بدرجة كافية على الوقاية من تسمم الاعصاب وتأخر النمو لذا فيتعين الحد من استخدامهما. وقال متحدث باسم المفوضية الاوروبية التي طلبت من الهيئة الاوروبية لسلامة الغذاء إجراء هذا التقييم إنها ستمنح باير ومنتجي الاسيتاميبريد مهلة للتعقيب على هذه التحذيرات. بحسب رويترز.

وقال فردريك فنسان المتحدث باسم اللجنة الصحية للمفوضية إن الخطوة التالية ستكون تعديل الارشادات والقيم المرجعية مضيفا ان مسؤولي حكومات الاتحاد الاوروبي سيشرعون في هذه العملية. وفي رده على المفوضية قال القسم العلمي لباير كورب إنه لا يرى اي صلة بين الايميداكلوبريد والاصابة بتسمم الأعصاب لدى البشر واضاف ان مخاوف الهيئة الاوروبية لسلامة الغذاء تستند الى دراسة لم تستكمل أُجريت عام 2012 استعانت بتجارب على مزارع خلايا الفئران.

إشعاعات من فوكوشيما

في السياق ذاته قال باحثون إن عينة من سمك التونة البكورة أخذت من المياه قبالة شواطئ اوريجون وولاية واشنطن عثر بها على مستويات منخفضة من الإشعاع الناجم عن كارثة فوكوشيما النووية في اليابان في عام 2011. ويقول القائمون على الدراسة التي أعدتها جامعة ولاية اوريجون إن المستويات منخفضة للغاية لدرجة ان تناول الفرد أكثر من 700 الف رطل من الأسماك ذات النسبة الأعلى من الإشعاع يعادل كمية الإشعاع التي يتعرض لها الفرد في المتوسط سنويا في حياته اليومية من خلال الأشعة الكونية والهواء والتربة والأشعة السينية والمصادر الأخرى.

وقال ديلفان نيفيل الباحث المساعد في جامعة ولاية اوريجون الذي شارك في الدراسة إن النتائج تلقي الضوء على بعض اثار انصهار المفاعل الياباني على المحيط الهادي في أعقاب موجات المد العاتية (تسونامي) في مارس اذار 2011 وما نجم عنها من كارثة في محطة الطاقة النووية. وقال نيفيل "اعتقد ان الناس يفضلون الحصول على اجابة بشأن ما يوجد وما لا يوجد بدلا من وجود علامة استفهام كبيرة."

وفي أخطر الحالات بلغت مستويات الاشعاع في الأسماك ثلاثة امثالها عما كانت عليه قبل فوكوشيما. وكان المستوى 0.1 بالمئة من المستوى الذي حددته ادارة الغذاء والأدوية الأمريكية. وقال نيفيل "المستويات منخفضة للغاية لدرجة انها لا تمثل مصدر قلق على سلامة الغذاء لكننا نريد اطلاع الناس على الأمر حتى يعلموا ماذا يوجد."

وقال جاسون فيليبس الباحث من كلية علوم التربة والمحيطات والغلاف الجوي في جامعة ولاية اوريجون والذي شارك في الدراسة إنه لم يتوقع العثور على مستويات عالية من الاشعاع في السمك لكنه فكر ان هذه ستكون طريقة لتتبع أنماط الهجرة للبكورة. وقال إنه بفضل الدعم المتواصل من (منحة اوريجون البحرية) سيستمر البحث وسيقومون بالتوسع في البرنامج التجريبي لدراسة أسماك من كاليفورنيا ومناطق أخرى في التيار الهادي الشمالي. بحسب رويترز.

وبحثت الدراسة 26 من سمك البكورة في المحيط الهادي في الفترة من عام 2008 إلى 2012. وقال فيليبس إن التونة البكورة كانت نوعا جيدا لدراسته لأنه يهاجر حتى حدود اليابان. وأضاف "اذا أردنا تتبع شىء من خلال سمكة فستكون البكورة أو اسماكا أخرى مفترسة."

حليب الاطفال

على صعيد متصل وضع مسؤولون عن الصحة بالولايات المتحدة اللمسات الاخيرة على ارشادات للشركات المصنعة لحليب الأطفال المجفف تستهدف أن تفي تلك المنتجات التي تباع لاستهلاك الرضع بمعايير جودة معينة للحفاظ على سلامتهم. وقالت ادارة الاغذية والعقاقير إن هذه القواعد الجديدة تتضمن الزام الشركات باجراء اختبارات للتأكد من خلو منتجاتهم من بكتريا السالمونيلا وكرونوباكتر الضارتين بالصحة.

وتأتي هذه الخطوة بعد عدة عمليات استدعاء في جميع أنحاء الولايات المتحدة لمنتجات حليب اطفال مختلفة مما وجه ضربة الى هذه الصناعة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. ففي عام 2010 سحبت (أبوت لابوراتوريز) خمسة ملايين عبوة من منتجاتها "سيميلاك" بسبب احتمال تلوثها من اجزاء حشرات. وعانت شركة (ميد جونسون نيوتريشن) من تراجع كبير في أسهمها عام 2011 عندما سحبت متاجر بعضا من منتجها انفاميل بسبب مخاوف من تعرضه للتلوث بالرغم من أن ادارة الاغذية والعقاقير قالت في وقت لاحق إن هذا الاجراء لم يكن مطلوبا.

وبينما يقول مسؤولون عن الصحة العامة إن الرضاعة الطبيعية هي الأفضل للأطفال فانهم يقرون بأن الكثيرين من الاطفال يحصلون على كل أو جزء من تغذيتهم من خلال الحليب المجفف. وتقول ادارة الاغذية والعقاقير إن هذه القواعد تهدف الى إرساء "ممارسات تصنيع جيدة" تبنتها الكثير من الشركات بالفعل طواعية. وسوف يتعين على الشركات أن تفحص منتجاتها للتأكد من خلوها من بكتريا السالمونيلا التي يمكن ان تسبب الجفاف وارتفاع الحرارة والتي تؤدي بشكل خاص الى مشاكل حادة للأطفال وأيضا بكتريا كرونوباكتر التي تعيش في ظروف جافة مثل المستحضرات الجافة وتسبب التهاب السحايا عند الرضع. بحسب رويترز.

ورغم أنه لا يتعين موافقة ادارة الاغذية والعقاقير على منتجات حليب الاطفال قبل طرحها للبيع الا انه بموجب هذه القواعد يجب على الشركات أن تختبر المحتوى الغذائي لمنتجاتها وتظهر أن مستحضراتها يمكن ان "تدعم النمو البدني الطبيعي." وأكد المجلس الدولي للمستحضرات الغذائية للأطفال أنه يدعم بقوة هذه القواعد. وقال ماردي ماونتفورد نائب الرئيس التنفيذي لهذه المجموعة الصناعية "كصناعة نحن فخورون بسجلنا وندعم أي جهد من شأنه ان يعزز من سلامة وجودة المستحضرات الغذائية للأطفال." ورحبت الأكاديمية الامريكية لطب الاطفال التي تمثل الاطباء الذين يعالجون الرضع والاطفال بهذه القواعد.

فضيحة غذائية

الى جانب ذلك قالت شرطة شنغهاي إنها ألقت القبض على خمسة أشخاص في إطار تحقيق مع شركة توريد مواد غذائية لأسماء كبرى في صناعة تقديم الوجبات السريعة مثل كنتاكي وماكدونالدز وسلسلة مقاهي ستاربكس وذلك بعد مزاعم أن الشركة وردت لحوما فاسدة ومنتهية الصلاحية. وأضافت الشرطة في بيان على الانترنت أن من بين المعتقلين رئيس شركة شنغهاي هوسي المحدودة التابعة لمجموعة (او.اس.آي) ومقرها الولايات المتحدة ومدير الجودة في الشركة.

وكانت شركتا ماكدونالدز ويام براندز وهي الشركة الأم لمطاعم كنتاكي (كيه.اف.سي) وبيتزا هت وعدد من الأسماء العالمية قد سحبت منتجات من منافذها بعدما تبين أن شركة شنغهاي هوسي وردت لحوما منتهية الصلاحية إلى عملاء لها في الصين وأيضا في اليابان. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) في وقت سابق عن جهاز مراقبة الأغذية والعقاقير في شنغهاي قوله إن انتهاكات سلامة الغذاء في شنغهاي هوسي تتم نتيجة لسياسة الشركة وليست أعمالا فردية. وقالت شينخوا نقلا عن جو شن هوا نائب رئيس الإدارة البلدية للأغذية والعقاقير "اكتشفنا أن بعض التصرفات غير القانونية للشركة لم تكن سلوكا فرديا وإنما ترتيبا منظما من الشركة." بحسب رويترز.

وفي بيان منفصل ذكر جهاز مراقبة الغذاء في شنغهاي أنه صادر أكثر من ألف طن من منتجات اللحوم المشتبه بها التابعة لشركة (او.اس.آي) في الصين إلى جانب مئة طن أخرى من المنتجات لدى عدد من زبائن الشركة. وعبرت شركة (او.اس.آي) ومقرها ولاية ايلينوي الأمريكية عن "انزعاجها الشديد" وقالت إنها تحقق في الأمر بعدما أظهر تقرير تلفزيوني صيني عاملين في منشأة تابعة لشنغهاي هوسي وهم يستخدمون لحوما منتهية الصلاحية ويلتقطون اللحوم من على الأرض لتصنيعها.

التسمم الغذائي

من جانب اخر كشف تقرير جديد صادر عن مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن حوالي 20 مليون شخص يصابون بمرض "نوروفيروس" أي الإلتهاب المعوي والذي يسبب حالات مرضية من بينها الإسهال والقيئ والغثيان، وذلك بسبب سوق تقديم الخدمات والتي يمكنها أن تفعل الكثير من الخطوات للتقليل من هذه الإصابات. وتعتبر المطاعم وخدمات تقديم الطعام من بين المصادر الأكثر شيوعا لتفشي "نوروفيروس" بسبب الأطعمة الملوثة. وقال خبراء في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إن "عمال المطاعم المصابين بالفيروس هم مصدر انتشار العدوى، عن طريق لمس الأطعمة الجاهزة للأكل، والتي تقدم في المطاعم."

ويعتبر "نوروفيروس" هو السبب الأكثر شيوعاً لتفشي الإلتهاب الحاد في المعدة والأمعاء، وفقا لما أفاد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. وتشمل الأعراض عموما آلام في المعدة، والغثيان، والإسهال. وتنتشر جزيئات "نوروفيروس" بسبب قيام الشخص المصاب بالتقيئ أو التبرز. وينتشر الفيروس بطريقة بسيطة، خصوصاً إذا كان المصاب به هو الشخص الذي يقوم بإعداد وتقديم وجبات الطعام في المطعم.

ويعتبر "نوروفيروس" مقاوماً للوقت، إذ يمكن أن يعيش لمدة تصل إلى أسبوعين على المنضدة، والبقاء على قيد الحياة في ظل انخفاض درجات الحرارة، فضلاً عن قدرتها على مقاومة العديد من المطهرات ومنظفات الأيدي. وأشار مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى أن الطريقة لمنع انتشار العدوى تتمثل بقيام العاملين في المطاعم بغسل أيديهم في الماء والصابون بصورة جيدة، وبقاء المرضى من بينهم في المنزل على الأقل لـ48 ساعة، بعد توقف الأعراض. بحسب CNN.

وأوضح شخص واحد من بين كل خمسة عمال في المطاعم، أنه اضطر إلى العمل خلال مرضه وإصابته بالقيء والإسهال بسبب "الخوف من فقدان الوظيفة " و"عدم الرغبة في ترك زملائه بلا مساعدة." وأكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن سوق صناعة الأغذية يمكن أن يعالج هذه المشاكل من خلال السياسات الجديدة والالتزام بالقوانين ولوائح سلامة الأغذية. وأشار التقرير إلى أنه "يمكن للشركات النظر في تدابيرها لتشجيع العمال المرضى على البقاء في المنزل، ومنحهم إجازة مرضية مدفوعة الأجر وخطة التوظيف التي تضم استدعاء العمال تحت الطلب."

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/تموز/2014 - 27/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م