العمارة الحديثة.. سباق عالمي على حساب الصروح التاريخية

 

شبكة النبأ: العمارة الحديثة والتصميمات الهندسية المميزة لبعض المباني والمؤسسات التجارية، اصبحت اليوم الشغل الشاغل للكثير من الحكومات في العديد من دول العالم، التي دخلت وبحسب بعض المتخصصين في حرب تنافسية كبيرة في هذا المجال لأجل تطوير بعض مدنها لتكون معلم اقتصادي وسياحي مهم لهذه البلدان، فقد انتشرت في السنوات الاخيرة في الكثير من مدن العالم العديد من المباني العالية والفنادق الفريدة والحدائق التي تتمتع بالأسلوب الحديث التي صممت و نفذت بواسطة الاعتماد على التقنيات الحديثة.

تلك المباني وعلى الرغم من ميزاتها وفوائدها المختلفة يرها البعض خطرا كبيرا يهدد وبقوة عراقة واصالة الهوية الثقافية والمعمارية للكثير من الدول خصوصا تلك الدول التي تحمل هوية تاريخية تمتد الى قرون من الزمن، هذا بالإضافة الى كلفها العالية التي قد تكون سببا في عرقلة مشاريع اخرى قد تكون اكثر اهمية للمجتمع.

وفي هذا الشأن فمن المنتظر ان يستأنف العمل في البرج الثالث لمركز التجارة العالمي الجديد في نيويورك بعدما حصل المطور العقاري لاري سيلفرشتاين على موافقة من هيئة مواني نيويورك ونيوجيرزي على استخدام 159 مليون دولار من اموال التأمين اثناء قيامه بجمع تمويل من القطاع الخاص قيمته اكثر من مليار دولار.

وقال سيلفرشتاين إن اموال التأمين المرتبطة بهجمات 11 سبتمبر ايلول على الموقع ستسمح بمواصلة البناء الذي توقف عند الطابق الثامن. وأضاف ان عام 2018 يبقى الموعد المستهدف للانتهاء من انشاء المبنى الذي سيتألف من 80 طابقا. وقال سيلفرشتاين في بيان "نحن لانزال واثقين بأننا سنحصل على حزمة تمويل للانشاء ستسمح لنا باكمال المشروع وخلق بيئة مثالية لموظفي جروب.إم وشركات اخرى فعالة وخلاقة تؤسس لنفسها مقرات في مركز التجارة العالمي الجديد." وبمقتضى الاتفاق المعدل قالت هيئة المواني التي تشرف على بناء المركز إنها ستحصل على اكثر من 300 مليون دولار كعائدات من موقع المركز وستخفض التكاليف بمقدار 14 مليون دولار.

أطول برج

في السياق ذاته قال الرئيس التنفيذي لشركة جدة الاقتصادية التي تتولى إنشاء أعلى برج في العالم في جدة ثاني أكبر المدن السعودية بارتفاع يتجاوز 1000 متر إن بناء البرج سيكتمل بنهاية 2018 وإن تكلفته ستصل إلى 1.5 مليار دولار. وكان الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة أعلن في مطلع اغسطس آب 2012 عزم شركته إنشاء أعلى برج في العالم في مدينة جدة بتكلفة 4.6 مليار ريال (1.32 مليار دولار) بالتعاون مع مجموعة بن لادن للمقاولات.

ويأتي المشروع العملاق "برج المملكة بجدة" كمرحلة أولى ضمن مشروع متكامل يحمل اسم "مدينة المملكة" تقدر تكلفته الإجمالية بنحو 57 مليار ريال وسيضم فندقا يحمل العلامة التجارية "فورسيزونز" وشققا سكنية وفندقية ومكاتب ووحدات سكنية. وقال منيب حمود الرئيس التنفيذي للشركة المملوكة جزئيا لشركة المملكة القابضة إن شركته انتهت من كل الأعمال الصعبة للمبنى وهي الأساسات العميقة والقاعدة الخرسانية وإن كل شيء من الآن فصاعدا سيكون فوق الأرض وستسير الأمور بصورة أسرع.

وتابع "بنهاية العام الجاري سنبدأ العمل في الطابق الأرضي...وسيتم الانتهاء من البرج بأكمله بحلول نهاية 2018...وستبلغ التكلفة الإجمالية للبرج 1.5 مليار دولار." وسيضم البرج المتعدد الاستخدامات مكاتب وشققا سكنية وفندقا يحمل علامة "فور سيزونز" ويضم 200 غرفة و120 شقة فندقية وقاعات احتفالات. ولفت حمود إلى أن الشركة تعمل بالتوازي على إعداد التصاميم الخاصة بالمرحلة الأولى من مشروع "مدينة المملكة" وهو مشروع متعدد الاستخدامات يضم مناطق سكنية ومكاتب ومراكز تجارية وترفيهية ومستشفى ومدارس ومسجدا قال إنه سيكون الأكبر من نوعه في جدة وإنه يأمل في أن يتم الانتهاء من المرحلة مع استكمال إنشاء البرج بنهاية عام 2018.

وقال "نأمل أن تكون المرحلة الاولى قد اكتملت بالتزامن من الانتهاء من بناء البرج. بحلول 2018 ينبغي أن نبدأ في رؤية عدد من المشاريع. البرج لن يقف وحده. لدينا مساحات عامة مفتوحة سخية جدا وجميع هذه المناطق ستكون جاهزة بحلول نهاية عام 2018." وبسؤاله حول التكلفة المتوقعة لمشروع مدينة المملكة قال حمود إنها تعتمد على عدد المباني التي سيجري إطلاقها في وقت واحد مضيفا "أعتقد أنها ستبلغ حوالي 13 - 15 مليار ريال في حال تطوير المركز التجاري وعدد آخر من المباني."

وأوضح أن الشركة ستقوم بتطوير عدد من المباني بينما سيكون البعض الآخر بالشراكة مع آخرين وسيجري تكليف طرف ثالث بتطوير عدد من المباني تحت إشراف الشركة. وقال "مع الوضع الاقتصادي الحالي وهو إيجابي جدا وفي ظل الإنفاق الحكومي والنمو السكاني والنمو الاقتصادي ونمو قطاع السياحة في جدة وخطط إنشاء مطار جديد سيستوعب 80 مليون مسافر بحلول 2020 أعتقد أن العديد من المشاريع سترى النور خلال هذه الفترة...الزخم إيجابي للغاية."

وحول ما إذا كانت إصلاحات سوق العمل وما تسببت به من نقص في العمالة بقطاع المقاولات ستؤثر على الجدول الزمني للمشروع قال حمود إن ذلك أمر مستبعد نظرا لخبرة مجموعة بن لادن في تنفيذ مثل تلك المشروعات العملاقة. وقال "نعمل مع مقاول ذي خبرة عريقة وهو مجموعة بن لادن والمجموعة قوية بالقدر الكافي لمواجهة مثل تلك المشاكل إذ لديها مشروعات بمختلف أنحاء المملكة وقادرة على توفير الموارد اللازمة. اعتقد أننا سنسير وفق الجدول المحدد ولن نواجه أي صعوبات."

كانت وسائل إعلام محلية نقلت عن حمود قوله إنه سيجري طرح المشروع للاكتتاب العام عقب الانهاء من تنفيذه لكنه أكد أن ذلك لا يتعدى كونه فكرة وإن قرارا نهائيا لم يتخذ بهذا الصدد. وقال "في الوقت الراهن ليست هناك خطط لذلك. لكن جرى إعادة هيكلة للشركة لتكون على استعداد لذلك الأمر مجرد أن يفكر الملاك في الاكتتاب العام." وتابع "الاكتتاب العام هو الهدف النهائي لأي شركة لكن لتحقيق ذلك ينبغي أن نكون على استعداد. يجري حاليا تصميم الشركة لتكون جاهزة لمثل هذا النشاط لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد." بحسب رويترز.

وشركة جدة الاقتصادية مملوكة بنسبة 33.35 بالمئة لشركة المملكة القابضة و33.35 بالمئة لشركة أبرار العالمية فيما تحوز مجموعة بن لادن حصة قدرها 16.63 بالمئة ويمتلك رجل الأعمال عبدالرحمن الشربتلي الحصة المتبقية البالغة 16.67 بالمئة. ويبلغ رأسمال الشركة 8.8 مليار ريال تشمل أصولا بقيمة 7.3 مليار ريال بالإضافة إلى 1.5 مليار ريال مساهمة نقدية من مجموعة بن لادن.

برجي فينيكس

من جانب اخر تخيل ناطحة سحاب تنظف الهواء من حولها. ولا يبد الأمر بعيداً، إذ من المتوقع، أن يتمكن برجي فينيكس اللذين يبلغ ارتفاعهما كيلومتراً واحداً، من تنظيف الهواء من حولهما في عاصمة مقاطعة هوبي لوهان في وسط الصين. وسيشكل البرجان لدى الإنتهاء من أعمالهما في العام 2018 أطول مبنيين في العالم، وأكثر الأبراج الصديقة للبيئة في العالم.

ويعمل البرجان بمثابة مصفاة لتنقية الهواء والماء في المنطقة المحيطة بهما. وقال مدير شركة "شيت وودز" البريطانية لوري شيتوود إن "هذا المشروع ليس مجرد مخطط هندسي، بل مخطط بيئي أيضاَ، من أجل المحافظة على البحيرات في المنطقة." وقد يكون تصميم الأبراج استوحي من الطبيعة، إذ سيتم بناء "مدخنة حرارية" في وسط البرج الأطول والتي تعمل بالطاقة الشمسية، أي بمثابة مصفاة لسحب وتنقية الهواء من البحيرات واستخدامه في تبريد المبنيين، ثم إطلاقه مرّة أخرى في الجو بعد تنقيته.

وما زال المشروع في انتظار الموافقة النهائية من قبل الحكومة، ولكن إذا سارت الأمور وفقاً للخطة المعتمدة، فقد يتم الإنتهاء من أعمال بناء البرجين قبل الإنتهاء من أعمال بناء برج المملكة في جدة، في المملكة العربية السعودية، والذي صمم أيضا ليبلغ ارتفاعه كيومتراً واحداً في العام 2019.

واستوحي التصميم من الازدواجية في الثقافة الصينية ورمز طائر الفينيق الصيني التقليدي والذي يطلق عليه اسم "فنغ" و "هوانغ"، فضلا عن فكرة الين واليانغ. ويعتبر طائر الفينيق الصيني من بين الطيور الأسطورية في الثقافة الصينية والذي يستخدم عادة للدلالة على الملوك. كذلك، سيتضمن البرج الأكبر حجماً أطول مشكال تقوده توربينات الرياح (والمشكال هو أنبوب مرايا يحتوى خرز ملون، وحصى، وغيرها من الأشياء الملونة الصغيرة، حيث تنعكس الأضواء على المرايا). بحسب CNN.

ومن المتوقع، أن يتميز البرجين بمساحات خضراء مثل السطوح التي تمتص التلوث لتصفية الهواء في المدينة فضلا عن التكنولوجيا لتهوية وتصفية المياه. وستستخدم المداخن الحرارية، والحدائق المعلقة في الهواء وغيرها لإعادة تدوير النفايات، فضلاً عن إنتاج البرجين لما يكفي من الطاقة لتلبية احتياجاتهما الخاصة ومصالح المناطق المجاورة.

أول منزل

على صعيد متصل يتجمع حشد من المتفرجين الفضوليين في شمال العاصمة الهولندية أمستردام للنظر إلى ثلاثة هياكل غريبة. ويبلغ طول القطع البلاستيكية الكبيرة 2.5 متر وعرضها 1.7 متر، وتبدو كأنها محاولة مربكة في الفن السريالي. ولكن المظاهر يمكن أن تخدع. وقال المهندسون المعماريون في الشركة الهولندية "داس" المشرفة على المشروع إن هذه المكعبات السوداء تشكل المرحلة الأولى لأول منزل بالطباعة الثلاثية الأبعاد.

وتم بناء المنزل باستخدام آلة "كامير مايكر" وهي نسخة عملاقة لطابعة ثلاثية الأبعاد، والتي تنتج مواد تبلغ سماكتها 10 مرات أكثر من المواد المعتادة. وسيتخذ الهيكل شكل منزل يتألف من 13 غرفة، مصنوعة من عشرات العناصر المنفصلة والمتداخلة. وأوضحت مؤسسة ومديرة "داس" مارتين دي فيت أن هذه الغرف ستشكل كيانات هيكلية من تلقاء نفسها، وسنضعها فوق بعضها لبناء منزل."

ويتم طباعة الجدران الداخلية والخارجية للمنزل في الوقت ذاته مع المسافات المتروكة بين الأسلاك الكهربائية والأنابيب، ومن ثم تمتلئ هذه المساحات بالخرسانة للعزل والتعزيز. أما المواد الأولية المستخدمة فصنعت من البلاستيك الحيوي المصنوع من 80 في المائة من الزيوت النباتية، ولكن يجري حاليا اختبار مواد أخرى لملاءمتها. ويلزم ما بين ستة وعشرة كتل لبناء غرفة واحدة. وتستغرق عملية الطباعة وتجميع المنزل فترة ثلاث سنوات. وأوضح دي فيت، أن "مشروع أمستردام هو تجربة لاختبار التحديات والتكاليف المترتبة على تشكيل منزل بهذه الطريقة."

وأشار إلى أن "الطباعة باستخدام مادة البلاستيك، تمكن المهندسين من إعادة تدوير المواد، والتصميم ومن ثم إرسال التصميم رقميا وطباعته بالضبط في المكان الذي يحتاج الزبون إليه بدلا من نقل كل شيء إلى الموقع." وتصمم البيوت لتناسب أذواق مالكيها، ويتم نقلها قطعة وراء الأخرى إلى موقع جديد إذا لزم الأمر قبل أن يتم وضعها معا مرة أخرى وفقط من خلال استخدام الكمية المحددة من المواد اللازمة، ما يحد من تقليص النفايات خلال إجراء العملية. بحسب CNN.

وترى دي فيت أنه بالإمكان صنع الأثاث، والقطع الفنية والحرف اليدوية في الكتل التي تشكل منزل مبني بأسلوب الطباعة الثلاثية الأبعاد. وبينما قد تكون الفوائد المحتملة لبناء منزل بهذه الطريقة جذابة، فلا يزال هناك العديد من التحديات قبل أن تثبت التكنولوجيا فعاليتها من الناحية الهيكلية، والمعيشية، والاقتصادية . وبرأي دي فيت أن التكاليف النهائية للمشروع لا تزال غير معروفة. ونفت دي فيت إمكانية أن تتمكن الطباعة الثلاثية الأبعاد أن تحل محل تقنيات بناء المساكن القائمة في أي وقت قريب . ووفقا للدكتور فيل ريفز، العضو المنتدب لشركة الاستشارات والبحوث الثلاثية الابعاد في المملكة المتحدة "إيكونوليست"، فإن طباعة منزل ثلاثي الأبعاد تتطلب وقتا أطول وتتعارض مع تقنيات البناء الحالية والتي تعتبر فعالة نسبيا.

الدنمارك في لعبة

من جهة اخرى أعادت الحكومة في الدنمارك بناء الدولة بأكملها داخل العالم الافتراضي للعبة الكمبيوتر (ماين كرافت). وجرت عملية إعادة التصميم بذات النسب في الواقع داخل لعبة تشييد المباني التي تحظى بشعبية واسعة. ودعت الحكومة المستخدمين إلى "التنقل بحرية في الدنمارك" و"اكتشاف" المناطق السكنية الخاصة بهم و"بناء وهدم" ما يرغبون فيه. وجرى بيع نحو 50 مليون نسخة من لعبة ماين كرافت حول العالم.

وتتيح ماين كرافت، المعروفة باسم "لعبة ساند بوكس"، للاعبين بالوجود داخل عالم افتراضي، حيث يستخدمون لبنات لتشييد أي شيء، بداية من هياكل أساسية وحتى عوالم بأكملها. ويعود إصدار لعبة (ماين كرافت) إلى مطوّر البرامج السويدي المستقل ماركوس بيرسون في عام 2011. وقالت الحكومة الدنماركية إن الخرائط الافتراضية للدنمارك جرى تصميمها لاستخدامها كوسيلة تعليمية، حيث تتيح الخروج في "رحلات ميدانية افتراضية" إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها بالبلاد. ولا توجد هناك أهداف بعينها لتحقيقها أهم من الاستمرار في البقاء على قيد الحياة في اللعبة. بحسب بي بي سي.

ويولي العديد من اللاعبين أهمية خاصة لإعادة تصميم وبناء مواقع موجودة بالفعل في العالم. وفي العام الماضي، صمم شخص متدرب لدى فريق هيئة المساحة البريطانية مناظر طبيعية تغطي مساحة 224 ألف كيلومتر مربع من بريطانيا. لكن المشروع الدنماركي يعد أكثر طموحا، بإعادة إنشاء مبانٍ ومدن بتفاصيل أكثر. ويقول الفريق القائم على المشروع إن الفارق الوحيد هو أن جميع الأسطح مستوية. ومنع الفريق استخدام إحدى الأدوات التقليدية في لعبة (ماين كرافت)، وهي الديناميت.

جوائز ومسابقات

في السياق ذاته فاز تصميم مركز حيدر علييف في باكو بأذربيجان، للفنانة زهاء حديد، بجائزة متحف لندن للتصميم لهذا العام. وتعد حديد، وهي بريطانية من أصل عراقي، أول امرأة تفوز بالجائزة الكبرى في المسابقة التي دشنت منذ سبع سنوات. ويتميز مركز حيدر علييف ببصمات الفنانة زهاء حديد الشهيرة بتفاصيل المنحنيات والتموجات. وتضم القائمة السابقة للتصميمات الفائزة شعلة أولمبياد لندن 2012، ولمبات بلومين، وموقع الحكومة البريطانية.

وجرى اختيار التصميم الفائز من قبل لجنة من الخبراء من بين أكثر من 70 تصميما مرشحا في فئات العمارة والتصميمات الرقمية والأزياء والأثاث والجرافيك والبضائع والنقل. واختارت لجنة التحكيم التصميمات الفائزة في الفئات الست الأخرى، من بينهم شركة برادا لجائزة الأزياء وفولكسفاجن لجائزة النقل. وفاز المصمم الهولندي ديف هاكينز، صاحب فكرة الهواتف المجمعة، بجائزة الفئة الأولى للتصويت الاجتماعي، والتي تمنح عشاق التصاميم من جميع أنحاء العالم الفرصة للتصويت لاختيار أعمالهم المفضلة، وذلك عن تصميمه للهاتف الذكي "فون بلوك".

ويعد مركز حيدر علييف للفنانة زهاء حديد أول مركز يفوز بجائزة التصميم المعماري. وقال رئيس لجنة التحكيم، إكاو إيشون، وهو كاتب وصحفي ومذيع "كان تصميم جميل وملهم. لقد كان نموذجا لرؤية واضحة للعبقري المتفرد، ونعتقد أن التصميم كان عملا رائعا." وقالت حديد "نشعر ببالغ السعادة لفوزنا بجائزة التصميم لهذا العام." وأضافت "يتميز الفناء الخارجي لسطح المركز بارتفاعات وثنايات تسمح بوجود مساحات كبيرة لعقد المناسبات العامة داخله، واستقبال الزوار في جميع أنحاء المبنى واحتضانهم وتوجيهم."

وسُمي مبنى "حيدر علييف" في باكو على اسم زعيم أذربيجان إبّان الحقبة السوفيتية بين عامي 1969 و1982، ورئيس أذربيجان منذ شهر أكتوبر/ تشرين أول عام 1993 إلى أكتوبر/ تشرين أول عام 2003. ويضم المركز قاعة للمؤتمرات وأخرى للمعارض ومتحفا، وجرى تصميم المركز للمساهمة في إعادة تطوير مدينة باكو. وتشمل الأعمال الأخرى الحديثة للفنانة حديد تصميم المحطة الرئيسية لمشروع مترو الأنفاق الطموح للمملكة العربية السعودية في مدينة الرياض، وكذلك تصميم حديقة أولمبياد طوكيو 2020 للألعاب الصيفية.

وفازت حديد كذلك بجائزة سترلينغ للهندسة المعمارية، وهي الجائزة التي يمنحها المعهد الملكي للمعماريين البريطانيين، في عامي 2010 و2011. وفي عام 2004، أصبحت زهاء حديد أول امرأة تفوز بجائزة "بريتزكر" المعمارية. وصممت حديد أولى أجنحة معرض "سربنتين غاليري" السنوية بلندن عام 2000، والعديد من المباني الشهيرة حول العالم. وبالإضافة إلى ذلك، ارتبط اسم حديد بعدد من التصاميم الداخلية، بما في ذلك مركز السباحة لحديقة أولمبياد لندن عام 2012.

الى جانب ذلك قال منظمون إن الياباني شيجيرو بان -المعروف بتصميماته المعمارية الحديثة وأعماله في مجال الإغاثة- فاز بجائزة بريتزكر لعام 2014 وهي أرفع جائزة في الهندسة المعمارية. وبان (56 عاما) هو ثاني مهندس معماري ياباني على التوالي يفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 100 ألف دولار وثالث مهندس من اليابان يفوز بالجائزة في السنوات السنوات الخمس الأخيرة. وفاز بجائزة العام الماضي تويو ايتو. بحسب رويترز.

وأسس المهندس الراحل جي إيه. بريتزكر وزوجته سيندي الجائزة في 1979 لتكريم المهندسين المعماريين الأكثر ابداعا. ويشتهر بان بتصميماته الجيدة التهوية والاقتصادية مثل متحف مركز بومبيدو بمدينة متز في فرنسا ذي السطح المموج الابيض المدعوم بأشغال خشبية. كما يستخدم في أعماله مواد منخفضة التكلفة توجد غالبا في البيئة المحيطة. وكرس بان -الذي قال إنه تأثر كثيرا ببساطة وكفاءة فن النجارة الياباني- الكثير من أعماله لجهود الإغاثة ومن بينها ملاجئ للمشردين جراء الصراعات والكوارث.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 19/تموز/2014 - 20/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م