ورمضان شهر التبليغ!..
فلإنسان ـ بطبيعته ـ خاضع للغرائز، والعواطف، والميول المتدفقة من
خلف اللاشعور... ولابد له أنْ يسايرها، ضمن نطاق، تختلف الأديان
والمبادئ في تحديده.. ولولا الحوافز المعنوية التي تكبح جماحها، لكان
على الإنسان أن يسلس لها القياد، ويعنو لسيطرتها المطلقة بلا نطاق،
ويتقمّص سيرة الحيوانات.
وحيث إنَّ الموائد المادية الخلاّبة، منبسطة في كل مكان، لترعى
الانتباه، وتغري العواطف العاتية، وتخلص لها الإنسان، دون أنْ تترك
خاطرة في طواياه، تهمس بنبض مناوئ... والإنسان الذي أطلق سراحه، ليرعى
في هذه المناعم الشهية، أحد عشر شهراً، يشعر بتضاؤل القوى المعنوية،
أمام بركات المادة...
والعبادات اليومية ـ رغم نتاجها الفعّال ـ لا تدع الإنسان يلمس، أنَّ
القوى المعنوية مسيطرة على القوى المادية، لأنَّها انطلاقة روحية، تعيش
إلى جانب الانطلاقات المادية... فالصلاة لا تصد الفرد عن التشبع من
رغبات البطن والجنس ـ اللذين تنطلق منهما قوة المادة، وتمثلان الشراهات
المادية في قمتها ـ حتى تكون دليلاً عملياً، على أنَّ الروح فوق المادة،
وأنْ الاستجابات الروحية، أقوى من الاستجابات المادية... فالإنسان
بطبيعته العرجاء ـ التي لا تزداد سيراً، إلاّ وتزداد انحرافاً، وبعداً
عن خطة العقل والدين ـ يحتاج في كل فترة، إلى تجربة عنيفة ترده إلى
سواء الصراط، وتقحم في واقعه شعوراً آخر، يُطارد الشعور العملي السابق،
بتوحد المادة، الذي كانت الحياة العملية، تؤكده طوال السنين الغاربة،
كل يوم ألف مرة...
وهذه فلسفة اعترف بها الجميع، غير أنَّ المسيحيين ـ وإنْ هضموا هذه
الفكرة ـ لكن أعيادهم العلاج الناجع ـ حيث استقلوا بأنفسهم، واستغنوا
عن دينهم الواقعة ـ فوضعوا (أسبوع التبليغ) لينطلقوا فيه بحمالات
تثقيفية جماهيرية واسعة النطاق، لترميم ما انهار من العقائد، والقضاء
على طغيان المادة وعتوها، وتكبيلها بحدودها العادلة المفروضة، غير
أنّهم باءوا بالفشل الذريع في نهاية المطاف، لأمور:
1ـ ظهر أنَّ مجموعة عناصر الشعب، لا تستطيع تأجيل الحياة والمجتمع
والتاريخ، لمدة أسبوع، حتى يحضر الكنائس، وصالات التبليغ، لمجرد
الإنصات، إلى الخطب المتتابعة الطوال...
2ـ إنّهم كانوا يحاولون مكافحة رواسب السنة، في أسبوع، ولا يمكن
إبادة رواسب السنة في أسبوع، لأنَّ تأثرات النفس لا تزال إلاّ بأثرات
أقوى، والنفس لا تتأثر بسرعة، ولا تسلخ انطباعاتها السابقة بسهولة...
3ـ إنَّهم استخدموا ـ في أسبوع التبليغ ـ الخطب الرنانة، والمواعظ
البليغة ـ المتكررة بطبيعة عجز المواد الروحية لدى المسيحيين ـ
فاقتصروا عليها، ولم يلتمسوا الوسائل العلمية، دون أنْ يشعروا بأنَّ
المشاكل الواقعية، لا تعالجها سوى الحقائق الواقعية، أما الألفاظ
والأصوات، فلا تقاوم غير الألفاظ والأصوات، ولا تعالج عدا الألفاظ
والأصوات، ولا تطيق نسف التجربة المحسوسة، التي يعيشها الفرد كل يوم،
وتتواتر عليها الشواهد الماثلة في حياته الخاصة...
وهكذا شُلَّ (أسبوع التبليغ) عن إنتاج هدفه، وإنّما أسفرت النتيجة
عن أنْ لم يشترك في (أسبوع التبليغ) غير الرهبان والمبشرين، وأناس
آخرون من العطلة وشُذاذ الآفاق.
وأما الإسلام، فإنّه استطاع أنْ يعالج هذه المشكلة المستعصية، على
ضوء الحقائق... فقد شرع لمكافحة هذه السيطرة المادية: (شهر التبليغ)
الذي يمتاز عن (أسبوع التبليغ) بـ:
1ـ إنّه لا يحاول إلغاء الحياة، وتخليص المجتمع للقضايا الروحية،
حتى يكون محاولاً لمناقضة طبائع الأشياء، كي يكون محتم الفشل
والانتكاس...
2ـ إنّه قدّر واقع النّاس، فرآهم أبناء المنطق والتجربة معاً،
فبينما هم لا يوحدون المنطق، وإلا لنشأت (المدينة الفاضلة) ولآمن من في
الأرض كلها جميعاً، لا يوحدون التجربة، وإلا لما آمن إنسان، ولما عاشت
القيم الروحية، والمثل العليا، وإنّما هم يشركون هذا وذاك، ففيما هم
يؤمنون بالمنطق، لا يغفلون التجربة، وبينما هم يقيمون التجربة، لا
يكفرون بالمنطق المجرد...
ولهذا الواقع توصل إليهم الإسلام في رمضان ـ عن المنفذين معاً، منفذ
المنطق الخالص، والتجربة المحسوسة، فشهر رمضان، زيادة على أنّه موسم
الخطب والمحاضرات الإسلامية، والصلوات والأدعية والأذكار، يعتمد أكثر
ما يعتمد، على التبليغ الملموس، المتجسد في الصيام ـ الذي يحدد غلواء
المادة ويأخذ من عتوها الأهوج، بعمليات بيولوجية وسيكولوجية ـ وبقية
العبادات المفروضة والمستحبة في هذا الشهر، كالزكاة، والصلاة،
والإحياء...
فالإنسان الذي أنفق أقساماً من ماله في غير رغباته، وأحيا عمليات لا
يحبها، وسهر طويلاً وهو أتوق إلى النوم، وأضرب عن المطاعم شهراً كاملاً
ـ من قبيل الفجر حتى المغرب ـ وحتى عن الحبّة الواحدة من الطعام،
والقطرة الصغيرة من الشراب، لأمر واحد من أوامر الإسلام، وهو يعلم أنْ
لا رقيب عليه إلا الله! ولو شاء لأمسك عن كل واجب ومستحب، وركب رأسه
إلى حيث التحلل والمجون، دون أنْ يعاقبه أحد إلاّ الله تعالى، ثم يبقى
مصراً على مجافات رغباته، واستمرار الجشوبة في طاعة الله... تعلمه
التجربة: أنَّ القوى المعنوية، هكذا تسيطر على القوى المادية، ويتمركز
في كيانه، أنَّ الإنسان خاضع للروح، أكثر مما هو خاضع للجسد... ومن
تركز في تفكيره هذا المفهوم، لا بد أنْ يأخذ طابعاً قوياً يتحكم فيه من
خلف اللاشعور، وهو: أنّه يجب أنْ يكون مطيعاً لله، لا للمادة والغرائز
والنزوات، ويجب أنْ تكون استجابته للمادة، في حدود ما وافق الله، وأباح...
وهذه التجربة الماثلة تؤكد له: أنْ الحكم الصادر من الله، فتت عناصر
هذه الأفاعي المعبئة في الإنسان ـ باسم النفس اللوّامة الأمارة بالسوء
ـ وأخمد تلك النيران الملتهبة ـ باسم الغرائز ـ التي كان الإنسان
يجاملها، ويحسب لها ألف حساب، حتى اندحرت دون مقاومة أو جلاد، تجاه
زوبعة واحدة من ركائز الإسلام...
وكذلك الإنسان يشعر بسيطرته على عوامل الشر، ومباهج الحياة، ويعرف
أنّه ليس آلة صماء، لا نبض له ولا إرادة، بيد النفس والغرائز ـ كما كان
يتصوّر من قبل، وإنما هو إنسان، له كيانه القاهر... ويقدر نجاحه الباهر،
وطابعه الأصيل، الذي يبقى أثره أحدَ عشر شهراً ـ على الأقل ـ:
وهكذا يكون رمضان، شهر التبليغ... وهكذا يعالج الإسلام مشكلة
الإنسان الكبرى، ويزوده بطاقات تؤكد له النصر، في صراعه مع سيادة النفس،
واستبدادها بحكومة الإنسان... ذلك الصراع الدقيق الخطير، الذي اعتبره
الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم): (الجهاد الأكبر).
شهر التطوّر
ورمضان ـ بعد ذلك ـ شهر التطوّر، فالإنسان ـ بطبيعته ـ يملُّ
الاستمرار على عمل معين، والخلود إلى حالة واحدة، وبرنامج رتيبة للعيش
والحياة... كما يمل العكوف على لون خاص من الطعام، والدؤوب في وظيفة
معينة... وإنّما يريد ـ بعزيزة حب التطوّرـ: أنْ تتطور معيشته، ولا
يحدب على منهاج واحد طوال السنين... فعند ذلك يأتي شهر رمضان، ليجدد
معيشة الإنسان وحياته، في نمط آخر من السلوك، يختلف كل الاختلاف عن
سابقه، بما يحفل به شهر الصيام، من تنظيم يغير حياة الفرد في جميع
أبعادها... حتى يستقبلها بعد هذا الشهر، بتلهف وتودد، ويضرب فيها بخطىً
راغبات...
فرصة الاستجمام
كما أنَّ تفكير الإنسان يكل، وينبو عن معالجة المشاكل، ومقاساة
الآلام، متى استخدم لمواصلة العمل، سنة أو سنين، فيحتاج إلى فرصة
للاستراحة والاستجمام، حتى ينفض فلوله وتوتراته، ويرمم انهزاماته،
ويستعيد نشاطه ويجدد عزائمه وقواه، لاستئناف الحياة من جديد، والسير في
ركب الحياة، بنشاط حيٍ يقظ... وهذه الفرصة العريضة المنشودة، يجدها
الإنسان موفورة في شهر رمضان...
فترة النبوغ
وهناك حقيقة يغفلها الكثيرون، وهي أنَّ الفرد لا تتاح له فرصة
التفكير، لتخطيط المستقبل في فترات العمل... لأنَّ الإنسان العامل،
يفرغ طاقاته النشيطة، وذكاؤه الفكري، لتدبير حياته، وترفيه معيشته
اليوميتين، ومكافحة المكاره والمتاعب... ولا يسعه ـ بعد ذلك ـ أنْ
يفكِّر ملياً، في تجديد حياته، ورسم الخطوط العريضة لمستقبل أفضل، ولو
أنّه استغل الفرص القِصار، لهذا التفكير العظيم، فإنَّ العلاقات التي
تربطه بحوادث اليوم، تخضع تفكيره لتأثيرات مفروضة عليه، فتجعله شديد
التحيز، لمسبقاته وتأثيراته الحاضرة، ولا ترسله على سجيته المستقيمة،
لتعبِّر عن إرادتها، وتنتج نتاجاً مستقيماً...
والفكرة التي يستخرجها الإنسان من زحمة الوقائع، ومرتكم المناقضات
وهو يتوسط معترك الحياة ـ تكون أشبه بأصداء النسيم ـ التي تتكسر في لجب
العواصف والزوابع، فلا تغري ولا تعجب... كالجندي الذي يحاول برمجة خطط
الهجوم والدفاع، وهو في اشتباك مع خصمه، ويتخالسان تخالس الفحلين،
ويتنازعان الأرواح...
لذلك تجد أكثر النّاس، يسيرون على الخطة التي وجدوها أمام أقدامهم،
يوم فتحوا أعينهم على النّور، دون أنْ يناقشوا ويفكروا فيها، ولو
سألتهم عنها لقالوا: إنا وجدنا آبائنا على أُمّة، وإنّا على آثارها
مقتدون...
والفرصة الكافية، لتجديد النظر في الحياة، تتاح للإنسان ـ على
أوفرها ـ في شهر رمضان...
لهذه الرسالات المنشودة من هذا الشهر، نجد الإسلام يحث على أنْ
ينسلخ الفرد ـ طوال حياته السابقة، ويتجرد من أواصر المادة، وصلاتها
العذبة المغرية ـ مهما استطاع ـ وينصرف بكله إلى عبادة الله، ويتفرغ
للتلقي والتجاوب، مع دواعي الدين والضمير، حتى يكون على أهبة واستعداد
لتلبية بواعث الإلهام...
كل هذه الانسلاخات، لتكون حياة الفرد ـ في هذا الشهر ـ غير حياته في
سائر الشهور، فيتذوق تطوّر الحياة... وينال فترة الاستجمام... ويتمتع
بفرصة النبوغ، للمناقشة والتفكير، حول وضع مخطط المستقبل...
شهر العبادة
وأخيراً، استيقظ الغرب، إلى أنَّ كل حسنة في المجتمع، تحتاج إلى
تغذية مستمرة لتعيش، وتحتاج إلى فترة خاصة ـ تختلف باختلاف مدى حاجة
المجتمع، إلى تلك الحسنة ـ لتلك التغذية...
فطفقت الدول والمنظمات، تخصص الأعياد أو الأسابيع، بأبطالها
ومكاسبها، كـ (يوم الطفل) و(يوم الأم) و(عيد الكندي) و(عيد الشجرة)
و(أسبوع الإمام علي) و(أسبوع الصحة) و(أسبوع النظافة).
... للتوفير عليها خلال تلك الفترة، وإسباغ المزيد من الرعاية
والحيوية عليها، وتنظيفها من النسيان والضمور، وإعادتها إلى الاعتبار
اللائق بها في الأذهان...
والإسلام ـ بطبيعته الواعية، السبّاقة إلى درك وتقدير كلِّ حقيقة ـ
عرف أنَّ العبادات ـ بصفتها الروحية البحتة ـ لا تعتكف على ولائم
المادة، ولا يعيشها المفتنون بالمباهج، والارتواء من الجمال... وإنَّما
يتركون التوفر على العبادة، لأغنياء الروح والعقل، الذين اختمروا
بالزهد والتقشف... وأما هم فينصرفون إلى عبادة المادة... وحيث يعمر
أكثر الأرض، بغاة المادة ورواد المتاع، تتقلص العبادات، وتتقمص العزلة
والانزواء، التي تتأكد وتتضافر، بالانسحابات المتتابعة من جبهة عباد
الله، والانضواء تحت جبهة عباد الحياة...
وتبعد الشقة بين الجانبين، بتوغل كل في اتجاهه ونحو هدفه... وينتهي
الفرز النكد ـ بعد قرن واحد ـ إلى انطواء زهاد في زوايا المعابد،
وانحصار الآخرين، في سياج مقفل، من مراتع الشهوات...
والإسلام لم يفرض العبادات، لتكون مهمة بعض ومعصية بعض، فيخصص لها
أُناس ويكفر بها أناس، وإنّما فرضها رياضة روحية عامة، يجب على الجميع
ممارسة قسم منها، وإبقاء الآخر خير موضوع، فمن شاء استقل منها، ومن شاء
استكثر... فلا بد من تشريعها ـ بموازين الاجتماع ـ لتندمج بالمجتمع
كلما أريد لها النزوح والانكفاء...
ولذلك قدر شهر رمضان، وضاعف فيه الثواب لكل قربة، وأرصد فيه
المستحبات، ما لم يرصدها في سواه من الشهور، وفتح أبواب الجنّان، وأرصد
أبواب الجحيم، وكبّل الشياطين، وطوّر ـ بالصيام ـ برامج العيش، إلى
صيغة تكون أطوع للعبادات، وأبعد عن التوّغل في الحياة... ليكون هذا
الشهر، شهر العبادات، وموسم الطاعات، الذي يسحب المسجد من عزلته
المقفرة، ويحشر فيه الجميع، ليجددوا عهدهم بالله والإسلام، وينفضوا
عزلتهم الروحية، ورقادهم الطويل... كيما تبقى العبادات، حقيقية
اجتماعية، لها مراكز واختصاصيون ـ طوال الوقت ـ ورواد موسميّون،
يتوفرون عليها شهراً، ويعيشونها بشحٍ بقية العام...
شهر التوبة
وحيث إنَّ الصيام، يسكت الجسد ـ مؤقتاً ـ عن متابعة نداءاتها،
وحاجاتها الكثار، يتاح التحلل من نفوذه، ويفسح المجال، لجميع ركائز
الروح، أن تنطلق وتعبر عن واقعها ـ ولو قليلاً، بالمقدار الذي لا يسنح
لها، وهي ترزح تحت كابوسه الشديد ـ.
وتبعاً لانطلاقة الروح من كبح الجسد، يتسامى المرء فوق نفسه،
ويستطيع أنْ يحاسبها أدق وأقسى حساب.
والصفاء الذي يضفيه الصيام، وإحياء الأسحار، والعبادات... يعد
الإنسان لعرض نفسه على كتاب الله، الذي يتلوه ويتدبر آياته بإمعان...
ويوقظ فيه توجسات أليمة، من البطشة الكبرى، وغضبة السعير، فيهرب من
ذنوبه ـ بعفوية صميمه ـ إلى التوبة والاستغفار، خاشعاً منيباً، لا يطفئ
أوامه غير الدموع الساخنات، حيث يكون المذنب أقرب إلى قبول توبته.
ولذلك ندب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم)، المسلمين إلى الإكثار
من التوبة في هذا الشهر، صح عنه: (إنَّ لله سبحانه ملكاً ينادي أهل
الأرض، منذ أول ليلة من هذا الشهر حتى آخره: ألا من تائب فيتوب الله
عليه، ألا من مذنب فيغفر الله له).
شهر الذكر
ورمضان، فتحة واعية للنشاط الروحي، ففيه يكون الإنسان، أقدر على فهم
ما يلفظ أو يسمع أو يرى!. ولذلك دُعينا فيه إلى الإكثار من التسبيحات،
والعكوف على تلاوة القرآن!. ولذلك كان ثواب كل قربة مضاعفاً، لأنّها
تفرغ في هذا الشهر، عن وعي وإذعان أكثر، والثواب ـ أبداً ـ لا يقدر
بحجم العبادة وأبعادها الظاهرة، وإنّما يكون تقييمها، بالتجربة التي
يعيشها المتعبّد، والنتاج النفسي أو الخارجي الذي تنجزه...
وهكذا كانت (ضربة عليٍ يوم الخندق، أفضل من عبادة الثقلين)، كما
صرّح الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلّم) رغم ملايين الضربات
والانتصارات، التي تلت ضربة عليٍّ في يوم الخندق، ولكنّها لم تكن ترسم
المصير للكفر أو للإيمان، وأما ضربة علي، فقد كانت فيصلة، سجلت الخلود
للإسلام، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بارتباك، وكتبت الفناء الشامل للكفر،
وهو في قمة زهوه وخيلائه...
* من كتاب حديث رمضان |