أمريكا وحروبها الداخلية

أجندات وصراعات لاقتناص عرش البيت الأبيض

 

شبكة النبأ: تعيش الولايات المتحدة الأمريكية حالة حرب داخلية، بسبب الخلافات والصراعات السياسية المستمرة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، والتي تزداد حدتها وتتسع مع اقتراب الانتخابات، حيث تشهد هذه الفترة وبحسب بعض المراقبين تحشيد كل الطاقات المالية والاعلامية التي تهدف الى اسقاط الخصوم، امر اسهم وبحسب البعض بتفاقم العديد من المشكلات والازمات الداخلية والخارجية. خصوصا وان الجميع يستعد اليوم لسباق الرئاسة 2016، والذي اصبح محط اهتمام الرأي العام الامريكي.

حيث تشير استطلاعات الرأي الى ان وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلاري كلينتون"، هي المرشحة الأقرب لسباق الرئاسة عن الحزب الديمقراطي، بينما لا يزال الجمهوريون في حيرة من أمرهم والباب مفتوح على مصراعيه لأكثر من مرشح.

وأظهر استطلاع أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، في حالة إذا ما فازت برئاسة الولايات المتحدة في انتخابات 2016، ربما تكون أفضل من الرئيس الحالي، باراك أوباما.

فميا يرى بعض المحللين ان الحروب الداخلية في امريكا بين الديمقراطيين والجمهوريين من شأها ان تلهب الصراع الداخلي في الادارة الامريكية، إذ يرى المحللون بان ممارسات أوباما تظهر الثقة المتزايدة لرئيس يشعر الآن بحرية أكبر في مواجهة كونجرس جديد دون أن تكون لديه أي مخاوف مرتبطة بالسعي لإعادة انتخابه، وكانت فترته الأولى قد شهدت شكاوى من قاعدته الليبرالية من تهاونه الشديد مع الجمهوريين، الا انه اليوم اظهر وجها سياسيا اخر لا يعجب الجمهوريين،  ويرى بعض المراقبين أن أوباما ربما تتملكه الآن ثقة مفرطة في وقت من المفترض أن يسعى فيه لرأب الصدع مع الجمهوريين.

بينما أظهر الاستطلاع، أن غالبية الأمريكيين يعتقدون أن كلينتون، التي خاضت السباق للفوز بمقعد الديمقراطيين في انتخابات 2008، أمام أوباما، سوف تؤدي مهام المنصب الرئاسي بشكل أفضل "في كل شيء"، سواء داخلياً أو خارجياً.

واعتبر مدير استطلاعات الرأي بـCNN كيتنغ هولاند أن نتيجة الاستطلاع "تصب في مصلحتها (أي هيلاري كلينتون) ويدعم فرص فوزها بالرئاسة، في حالة إذا ما قررت خوض سباق انتخابات 2016 فعلياً." وأضاف أن الاستطلاع يظهر أن "ضعف أداء الرئيس في معظم القضايا، لن يضر بفرصة كلينتون إذا ما خاضت السباق إلى البيت الأبيض." وتولت كلينتون وزارة الخارجية لمدة أربع سنوات خلال الفترة الرئاسية الأولى لأوباما، ولعل هذا كان أحد أسباب ارتفاع شعبيتها، خاصةً فيما يتعلق بعدد من القضايا الخارجية.

وأعرب 63 في المائة ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن أداء كلينتون على الصعيد الخارجي سيكون أفضل من الإدارة الحالية، بينما أشار 61 في المائة إلى أنها ستكون أكثر إيجابية في التعامل مع قضايا الإرهاب. إلا أن الملاحظ أيضاً أن 63 في المائة أعربوا عن قناعتهم بأن أدائها سيكون أفضل فيما يتعلق بالملف الاقتصادي، كما أشار 57 في المائة إلى أنها ستتعامل مع ملف الرعاية الصحية بشكل أكثر إرضاءً للأمريكيين. وشمل 1003 من البالغين في الولايات المتحدة، وتحتمل نتائجه نسبة خطأ ارتفاعاً أو انخفاضاُ تتراوح حول ثلاثة في المائة.

هزيمة مدوية

الى جانب ذلك خسر زعيم الاغلبية الجمهورية بمجلس النواب الامريكي إريك كانتور امام منافس من حزب الشاي في هزيمة مدوية في انتخابات تمهيدية للحزب الجمهوري ترددها صداها بقوة في الكونجرس وأعطت حركة حزب الشاي المحافظة أكبر نصر في تاريخها الذي مضى عليه اربعة اعوام. واشارت توقعات لشبكة تلفزيون سي.إن.إن الي ان استاذ علم الاقتصاد ديفيد برات فاز بسهولة على كانتور ثاني أبرز الجمهوريين في مجلس النواب. وبعد فرز حوالي 90 بالمئة من الاصوات تقدم برات بحصوله على 56 بالمئة مقابل 44 بالمئة لكانتور.

واثناء الحملة الانتخابية جادل برات -الوافد الجديد على معترك السياسة- بأن كانتور ليس محافظا بدرجة كافية واتهم عضو مجلس النواب الذي اعيد انتخابه ست مرات بخيانة القيم المحافظة فيما يتعلق بالانفاق والدين العام والهجرة. واعتبر الكثيرون كانتور خلفا محتملا لرئيس مجلس النواب جون بينر وفي حكم المؤكد ان تثير خسارته المزيد من التوتر لدى اعضاء الحزبين كليهما القلقين بالفعل من عمق الغضب تجاه الكونجرس بين الناخبين.

ويأتي فوز برات بعد سلسلة خسائر لمرشحي حزب الشاي في الانتخابات التمهيدية هذا العام امام مرشحين تدعمهم المؤسسة الجمهورية. والسباق بين كانتور وبرات كان الابرز في الانتخابات التمهيدية التي جرت في خمس ولايات -فرجينيا وساوث كارولاينا ومين ونيفادا ونورث داكوتا- لاختيار مرشحين جمهوريين لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي ستجرى في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني. بحسب رويترز.

من جهة اخرى تخلى السناتور الامريكي تيد كروز عن جنسيته الكندية بعد حوالي تسعة اشهر من علمه بانه مزدوج الجنسية. وقال مكتبه إن كروز -وهو عضو جمهوري بمجلس الشيوخ عن ولاية تكساس من المعتقد انه يدرس الترشح لانتخابات الرئاسة في 2016 - تلقى "شهادة تخل عن الجنسية الكندية". وكانت صحيفة دالاس مورنينج نيوز أول من اورد مسألة الجنسية في اغسطس اب وقالت ان الانباء جاءت مفاجأة لكروز الذي ولد في كندا.

واثار الكشف عن جنسيته الكندية حرجا محتملا لكروز وتساؤلات بشان ما إذا كان مؤهلا للترشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة. ووفقا للصحيفة فان كروز قال انذاك "لا أتهم كندا بأي شيء لكنني امريكي بالميلاد وكعضو بمجلس الشيوخ الامريكي اعتقد انني ينبغي ان اكون فقط امريكيا."

مقاضاة اوباما

في السياق ذاته أعلن رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون باينر انه يعتزم رفع دعوى قضائية ضد الرئيس باراك أوباما بتهمة تجاوز حدود سلطاته التنفيذية المنصوص عليها دستوريا. وقال باينر ان "الدستور ينص بوضوح على ان عمل الرئيس يقوم على تطبيق القوانين بأمانة"، مضيفا "برأيي، الرئيس لم يطبق القوانين بأمانة". واضاف ان "الكونغرس لديه وظيفة يؤديها وكذلك الحال بالنسبة للرئيس. وعندما تكون هناك نزاعات مماثلة بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية فمن واجبنا، كما اعتقد، ان ندافع عن هذه المؤسسة التي نخدمها".

ولكن حلفاء اوباما في الحزب الديموقراطي وضعوا تصريح باينر في خانة المناورة السياسية لا سيما وانه يأتي قبل اقل من اربعة اشهر من الانتخابات التشريعية التي يأمل الجمهوريون ان ينجحوا خلالها في الفوز بالأكثرية في مجلس الشيوخ ليصبح الكونغرس بأكمله تحت سيطرتهم. ويأخذ الجمهوريون على الرئيس الديموقراطي اصداره سلسلة من المراسيم التي تتجاوز حدود صلاحياته، بحسب رأيهم. ومن هذه المراسيم واحد اصدره في 2012 وشرع فيه موقتا اوضاع شبان يقيمون في البلاد بطريقة غير شرعية، اضافة الى عدم التزامه ببعض المهل المحددة في قانون اصلاح النظام الصحي.

ومؤخرا اضاف الجمهوريون الى هذه القائمة صفقة التبادل التي ابرمتها ادارة اوباما مع حركة طالبان وافرجت بموجبها عن خمسة من قياديي الحركة الافغانية المتشددة مقابل افراج الاخيرة عن الجندي الاميركي بو بيرغدال الذي كانت تحتجزه منذ سنوات في افغانستان. وانجزت الادارة عملية التبادل بدون ان تبلغ الكونغرس بشأنها مسبقا كما ينص على ذلك القانون. بحسب فرانس برس.

وفي الواقع فان اوباما الذي اصطدم بكونغرس مشلول بسبب الانقسامات الحزبية، اختار اللجوء الى اصدار مراسيم لتسيير شؤون ادارته في كل مرة كان المجال متاحا امامه لفعل ذلك. ومن هذه المراسيم واحد حدد فيه الرئيس الحد الادنى لاجور الموظفين المتعاقدين مع الحكومة الفدرالية، وهناك مراسيم اخرى يعتزم اوباما اصدارها لمكافحة التمييز على اساس الميول الجنسية او "الهوية الجندرية" في الشركات التي تحصل على معونات من الحكومة الفدرالية. وسارعت زعيمة الاقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي الى انتقاد تصريح باينر، واضعة اياه في خانة "الخديعة".

حملة هيلاري

الى جانب ذلك في حانة بوسط مدينة شيكاغو، تعمل حركة "مستعدون لهيلاري" على قدم وساق. ومن خلال عزف الموسيقى وتقديم المشروبات، تحث الجماعة السياسية المعروفة باسم "سوبر باك"- وتعني لجنة العمل السياسي- كلينتون لخوض انتخابات الرئاسة في عام 2016. وفي مختلف أنحاء البلاد، تعمل الحركة على تمهيد الطريق لترشحها. (ولا تنتسب كلينتون رسميا إلى هذه الجماعة). وتعمل الجماعة أيضا على جمع التبرعات. فمقابل 20 دولارا يتمكن أنصارها من الاختلاط بالسياسيين وأعضاء مجلس الشيوخ.

ويقولون إنهم ليس لديهم شك في خوض كلينتون انتخابات الرئاسة، فيما لدى بعضهم قناعة بفوزها كذلك، لتصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في أمريكا. لكنها في الوقت الحالي تُعد حملة رئاسية دون مرشح رئاسي. وبينما ينتظر الجميع قرار السيدة كلينتون، لم يدل أي من المتنافسين في الحزب الديمقراطي بدلوه بشكل جاد حول ترشيحات الحزب للانتخابات حتى الآن، وهو الأمر الذي أدى إلى انتقادات بأن كلينتون قد أغلقت الباب أمام عمليات الترشيح.

 لكن عددا قليلا في الحزب الديمقراطي يبدو أنهم يدركون أن كلينتون لن تخوض السابق. وقال الديمقراطي ديك دوربين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية إلينوي: "لا أعلم أن هناك سيناريو بديلا فكرتُ فيه."وأضاف: "نريد أن تعلم كلينتون أنها خيارنا الأول، ونحن نأمل في أن تقول نعم، ونحن على استعداد للمضي قدما في الأمر. هيلاري تعد أفضل من يمثل الحزب في السباق." حتى الجمهوريون يعترفون بأن السيدة كلينتون ستكون مرشحا وخصما قويا. ويركز الحزب بالفعل طوال الوقت على تشويه سلجها عندما كانت وزيرة للخارجية، ولكنه أيضا على استعداد للعودة إلى الوراء لسنوات بحثا عن أي شيء لم يتم العثور عليه أو يمكن أن يكون نقطة انطلاق مختلفة. لكن منتقدي كلينتون ومعارضيها لا يزالون في المشهد، وربما أكثر ضراوة مما كانوا عليه في عام 2008، وذلك لأن فرص وزير الخارجية السابقة بالفوز حالة خوضها السباق أفضل مما كانت عليه.

وتعتبر بعض الانتقادات التي تعرضت لها كلينتون، كحالتها الصحية، واحتمالات ما تعرضت له من أضرار في المخ بعد الارتجاج الذي أصيبت به عام 2012، على سبيل المثال، مقدمة لنقد لاذع في الفترة المقبلة. وقال غارت ماركوس، الناطق باسم حملة أوقفوا هيلاري: "حقيقة الأمر هي أن كلينتون جزء من آلة كلينتون الليبرالية، فهناك ثلاث كلمات- هي ليبرالية وكلينتون وآلة - تخيف العديد من الأمريكيين." وأضاف: "وهذه سياسة تقوم على التفرقة السياسة والتي استمرت 20 عاما في أمريكا. فهيلاري كلينتون استمرار لباراك أوباما، واستمرار لهذه السياسات الليبرالية التي تدمر الولايات المتحدة. إنهم يدمرون أمريكا في الداخل والخارج."

وتعد أسباب كلينتون لخوض الانتخابات الرئاسية كثيرة في نظر مؤيديها، منها أنها ستصبح أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى تحقيق أجندتها الداخلية والتي تعتز بها كلينتون أو طرح رؤيتها للقيادة العالمية للولايات المتحدة. لكن بشاعة الهجمات السياسية الموجهة ضد كلينتون وقسوة الجدول الزمني لحملتها سيكون لها تأثير في عملية اتخاذ القرار. وتقول ليزا موسكاتين، صديقة كلينتون لفترة طويلة وكاتبة خطب وتدير الآن مكتبة خاصة في واشنطن: "عندما يسألني الناس إذا كنت أرغب في ترشح كلينتون أجيب كأمريكية بنعم. لكني كشخص يعرف كلينتون ويهتم لأمرها أجيب بأنني لست متأكدة." بحسب بي بي سي.

وفي الوقت الحالي، تواصل كلينتون حملتها الناعمة، إذ تتحدث في مناسبات عديدة في جميع أنحاء البلاد، وتجري مقابلات بشأن كتابها، وتتهرب كذلك من الأسئلة التي تثار حول نيتها في خوض الانتخابات الرئاسة. وتستمتع كلينتون بوضوح بلفت الانتباه إليها كما يظهر ذلك في الترويج لكتابها، وحتى بدء انتخابات التجديد النصفي القادمة، ستصبح كلينتون أكثر ظهورا على الساحة الوطنية. وسيكون أمام كيلنتون تحديا يتمثل في الحفاظ على نفس وتيرة الحماس وكذلك الإبقاء على نفس الزخم حتى تكون مستعدة لاتخاذ القرار بخوض السباق الرئاسي.

لا خطة بديلة

على صعيد متصل وفيما يستعد حوالى عشرة مرشحين اربعينيين وخمسينيين لانتخابات تمهيدية شديدة التنافس في صفوف الجمهوريين، يبدو ان هيلاري كلينتون هي الوحيدة المطروحة من الجانب الديموقراطي. فمن هم المرشحون الذين يمكن ان يتقدموا للانتخابات التمهيدية الديموقراطية؟ اعلن نائب الرئيس جو بايدن صراحة انه يدرس احتمال الترشح مجددا بعد فشله عام 2008 قبل ان يخوض الانتخابات مع باراك اوباما مرشحا لنيابته. لكنه يبلغ من العمر 71 عاما اي انه يكبر هيلاري كلينتون بخمس سنوات، وان كان يطرح نفسه بصورة رجل قريب من المواطنين العاديين الا انه لم ينجح يوما في كسب اصوات الناخبين الديموقراطيين.

وهو لم يحصل سوى على 12% من نوايا الاصوات في استطلاع للرأي اجرته شبكة ايه بي سي وصحيفة واشنطن بوست، بفارق كبير عن هيلاري كلينتون التي حصدت 69%. وقال كيفن مادن المتحدث سابقا باسم المرشح الجمهوري ميت رومني عام 2012 ساخرا "ان كان ثاني افضل خيار لديهم جو بايدن، فهذا يعني انهم يواجهون مشكلة حقيقية". كذلك اعرب حاكم ماريلاند (شرق) ورئيس البلدية السابق لمدينة بالتيمور مارتن اومالي عن اهتمامه بالترشح.

وقال اومالي في في وقت سابق انه يستعد بشكل نشط "لتقديم سبيل افضل للبلاد" غير ان افتقاره الى الشهرة حيث انه شبه مجهول على المستوى الوطني يجعل هذه المهمة على قدر خاص من الصعوبة وهو لا يحظى سوى ب1% من نوايا الاصوات في استطلاع الرأي، وهي نسبة دون هامش الخطأ. كما ان حاكم مونتانا السابق (شمال-غرب) بريان شويتزر لا يتردد في القول انه سيكون بالتاكيد رئيسا افضل من هيلاري كلينتون. ويعلق التيار اليساري في الحزب آماله على السناتور اليزابيث وارين التي تمثل ماساتشوستس (شمال-شرق) والمعروفة اكثر بشكل طفيف.

لكن هيلاري كلينتون، وبالإضافة الى كونها الاوفر حظا لدى الناخبين، لديها امكانية الوصول الى شبكات التمويل الانتخابية وهو معيار مهم جدا في الولايات المتحدة حيث تكلف الحملات الرئاسية مئات ملايين الدولارات. وقد وعد الكثير من المانحين الاثرياء بتقديم دعمهم لهيلاري كلينتون بعدما قاموا بالمثل للرئيس السابق بيل كلينتون، ما يقطع التمويل عن منافسيها المحتملين.

واعلنت كلينتون انه يجب الانتظار حتى مطلع العالم 2015 لكي تتخذ قرارها فيما يتهمها البعض "بتجميد" السباق. وتدافع عن نفسها رافضة ذلك. وقالت لشبكة "ايه بي سي" ان "الناس يمكنهم القيام بما يشاؤون، وبحسب جدول عملهم". وقال هاورد دين الذي كان مرشحا في الانتخابات التمهيدية قبل عشر سنوات ورئيس الحزب الديموقراطي بين عامي 2005 و 2009 "اذا لم تكن هيلاري مرشحة، فان السباق سيكون مفتوحا كثيرا".

واضاف "هناك احتمال كبير بان تعدل عن ذلك". وجولة الترويج لكتاب مذكراتها "خيارات صعبة" والتي تحدثت خلالها في مقابلات على جميع محطات التلفزة الاميركية الكبرى، اتخذت طابع حملة انتخابية رئاسية. وفي هذا الصدد عنون روس دوذات في صحيفة نيويورك تايمز مقالته "ليس هناك من بديل". بحسب فرانس برس.

ولم ينتظر الجمهوريون تقديم ترشيح هيلاري كلينتون رسميا وبدأوا بمهاجمتها وخصوصا انتقادها لان وزارة الخارجية لم تكن محضرة لاحتمال وقوع الهجوم الارهابي على البعثة الدبلوماسية الاميركية في بنغازي في ليبيا في 11 ايلول/سبتمبر 2012. وقال السناتور الجمهوري دان كوتس "كل المؤشرات تدل على انها ستترشح" مشيرا الى نشر كتابها وتدفق الهبات للجان الدعم لها وبرنامج عملها المكثف. واضاف "هذه امور تدل على تحضير لترشيح" قائلا "انطلق بالتالي من مبدأ انها ستقدم ترشيحها، الى ان يثبت العكس".

الى جانب ذلك قالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مقابلة مع مجلة ألمانية إن على بلادها أن تحذو حذو ألمانيا-التي تقودها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل- وتنتخب امرأة لقيادة البلاد. غير أن كلينتون لم تفصح ما إذا كانت هذه المرأة يجب أن تكون هي. وقالت كلينتون لمجلة شتيرن الألمانية "نحن متأخرون للغاية عن ألمانيا في هذا المجال." وأضافت "بالطبع أريد أن تقود امرأة الولايات المتحدة قريبا وسأفعل كل ما بوسعي ليحدث ذلك غير أني لا أعلم حتى الآن ما إذا كانت هذه المرأة ستكون أنا."

وأشارت كلينتون إلى أنها تتفهم غضب الألمان من التسريبات التي كشفت تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكي على هاتف ميركل المحمول كجزء من عملية تنصت أوسع على الإتصالات الإلكترونية في ألمانيا. وتعتبر ألمانيا حليفا قريبا للويات المتحدة الأمريكية. وقالت "كنت سأغضب تمام كما فعل الألمان وسأطالب صديقي وحليفي بوقف التنصت على الهواتف فورا" مضيفة أن "معاهدة عدم التجسس" التي طالب الألمان بابرامها مع واشنطن لا تعتبر خيارا عمليا.

مذكرات كلينتون

من جانب اخر تقول وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون، في مذكراتها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مهووس" باستعادة امجاد الامبراطورية السوفييتية. وتصف كلينتون الرئيس الصيني السابق هو جنتاو بأنه رجل "متحفظ"، اما الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد فتقول إنه عبارة عن "طاووس عدواني" و"ناكر للمحرقة." ويرى كثيرون ان صدور المذكرات، المعنونة "خيارات صعبة"، هو عبارة عن تمهيد لاعلان كلينتون عن نيتها الترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وتسلط كلينتون، التي زارت 112 بلدا في السنوات الاربع التي قضتها وزيرة للخارجية، على الطرق التي تعاملت معها مع اكثر السياسيين نفوذا في الكثير من المشاكل الدولية المستعصية وعن كيفية تأثر المفاوضات معهم بالعلاقات الشخصية. وتقول كلينتون في مذكراتها "للعامل الشخصي تأثير اكبر في الشؤون الدولية مما يتوقع كثيرون، سلبا وايجابا." وتكشف كلينتون عن ان واحدة من اصعب العلاقات التي مرت بها كانت مع بوتين، خاصة بعد تدهورها اثر اخفاق سياسة "اعادة التعيير" التي انتهجتها ادارة الرئيس اوباما عندما تولت مقاليد السلطة.

وتقول وزيرة الخارجية السابقة في مذكراتها إن بوتين "كان يمتحننا دائما، وكان يحاول دائما دفع الحدود الى الخارج." وتصف كلينتون الرئيس الروسي بأنه "زعيم اوتوقراطي ذو شهوة كبيرة للسلطة والارض والنفوذ." اما الرئيس الصيني السابق هو جنتاو، فتقول كلينتون إنه اقل عدائية واكثر تهذيبا وكياسة ولكنه يفتقر الى "الوزن الشخصي" الذي كان يتمتع به اسلافه من امثال دنغ شياو بينغ. وتقول إن هو "اشبه ما يكون برئيس مجلس ادارة متحفظ." وتنتقد كلينتون الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد انتقادا لاذعا، إذ تصفه "بناكر لمحرقة اليهود ومحرض لا يترك فرصة تفوته لإهانة الغرب."

وتقول إن احمدي نجاد اشبه ما يكون "بطاووس عدواني يتبختر على خشبة المسرح الدولي"، وبأنه لم يكن راغبا بالانخراط في مفاوضات جدية مع واشنطن حول برنامج بلاده النووي، وهو عناد ساهم في دفع واشنطن الى فرض عقوبات على ايران. وتقول "كانت فترة ولاية احمدي نجاد الثانية بمثابة كارثة، انهارت خلالها شعبيته داخل ايران."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/تموز/2014 - 11/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م