هل يحق لبارازاني ان يشترك في الحكومة العراقية القادمة

علاء الخطيب

 

بعد التصريحات الاخيرة لمسعود البارازاني ومطالبته برلمان الاقليم بالاستفتتاء على استقلاله وهو يعد العدة خارجياً وإقليميا وداخلياً، للانفصال عن بغداد ويعتبر الجيش العراقي ليس وطنياً، وهو يقول لقد آن الآوان لتحقيق الكورد أحلامهم بدولة مستقلة، وهذا من حقه، فكل الشعوب على الارض لها حق تقرير المصير، ولكن لماذا يبعث بنوابه لحضور جلسة مجلس النواب؟ ولماذا يريد المشاركة في دولة هو لا يعترف بها أصلاً؟ ويريد اعلان دولته المستقلة، هل كلامه مناورة سياسية من أجل الحصول على مكاسب واموال إضافية، وهل يعتقد السيد مسعود انه ما أخذه بقوة السلاح يمكن ان يستمر أو ان يحتفظ به الى الابد وهو يستخدم الانفصال كورقة ضغط تقوي جانبه التفاوضي.

 أعتقد ان السيد مسعود واهم فيما لو أعتقد ذلك، فلا الاحتلال قانوني ولا الاستفتاء قانوني، فالبيشمركة قوات لحد دخولها الى كركوك هي قوات عراقية كردية وليست العكس لانها تمول من الخزينة العراقية، اما الاستفتاء، فله قواعده القانونية، فكل الاراضي التي تم ويتم فيها الاستفتتاء هي واقعة تحت الاحتلال، ولا اعتقد ان كركوك كانت واقعة تحت الاحتلال فهل هذه الخطوات تعبر عن الشراكة والشركاء؟

وثمة من يتساءل عن البعثيين أعداء الأمس الذين قصفوا حلبجة بالكيمياوي وهم فرسان صولة الانفال والعمليات المروعة بحق الكورد، هؤلاء القتلة التي تلطخت ايدهم بدماء العراقيين هم من ْيؤويهم البارازاني في مستشفيات عاصمة الاقليم وكل الفارين والخارجين عن القانون من عزة الدوري الذي يستبدل دمه بشكل شهري في أربيل الى الهاشمي وماهر عبد الرشيد و الى اكثر قيادة الجيش العراقي السابق وليس انتهاءاً بعلي حاتم السليمان وهم يتمتعون بكامل الامتيازات والحماية هل هي من قواعد الشراكة ام العداوة، فهو يطبق القاعدة القائلة عدو عدوي صديقي.

ناهيك عن انشاء معسكرات للمعارضة السورية وتمويل أكراد سوريا بالمال والسلاح وتصدير النفط بشكل غير قانوني الذي ينص الدستور العراقي بانه ملك كل العراقيين والكثير من المخالفات والخطوات العدائية.

فإذا كانت بغداد عدوة للبرازاني فما قيمة شراكة الأعداء وعلى اي القواسم المشتركة تقام الشراكة، فالبرازاني يتخوف من تسليح الجيش العراقي ويعتبر قوته تهديداً للكورد، فهناك نوايا لا يمكن ان يطمئن لها الرجل فما الذي يدعوه لان يكون جزءا ً من حكومة لا تربطه معها اي مشتركات، وهي فاشلة حسب ما يدعي، فإذا كانت فاشلة فعليه ان لا يكون جزء من الفشل، ومادام الحال كذلك ولا مشتركات بينه وبين بغداد والخلاف كما يعتقده البارازاني وأقلامه الإعلامية ليس مع المالكي فحسب بل مع حكام بغداد كما قال في احدى بياناته، فهو لا يعتبر كوردستان جزء من العراق ويقوم بأعمال تستفز وتستعدي بغداد ويجاهر بها فهل يحق له ان يشارك في الحكومة العراقية القادمة وتشكيلاتها؟

وهل يرضى العراقيون بان يكون البارازاني واحدا من صناع القرار والسياسة العراقية وهو يتصرف كالأعداء مع العراقيين حلفاء الأمس ورفقاء المحنة؟ سؤال أضعه بين أيدي القراء الأحبة.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 10/تموز/2014 - 11/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م