الدولة المفترضة لتنظيم داعش... ترسم حدودها بالارهاب

 

شبكة النبأ: التوسع الذي حققه تنظيم "داعش" على جانبي الحدود السورية والعراقية، عزز من قدرة مقاتليه على المناورة داخل الأراضي التي استولى عليها التنظيم بعد ان ازلوا الحدود المرسومة بين البلدين حسب اتفاقية سايكس-بيكو، فيما دعا البغدادي (الذي نصب نفسه امير للخلافة الإسلامية في دولته المفترضة والتي نشر التنظيم في وقت سابق خارطة لها، لتصل حدودها الى اوربا ونهايات اسيا ومعظم دول افريقيا مقسمة الى أقاليم تضم عدة دول) أنصاره ومؤيدي الدولة الإسلامية الى الالتحاق بها، واكد في سياق كلامه على أصحاب الكفاءات والمهن.

وقد تلقت الجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى نبأ اعلان الخلافة بالرفض، سيما وان اغلب هذه الجماعات المتطرفة هي بالأساس في صراع مسلح مع التنظيم منذ أشهر، وخلف القتال الالاف من القتلى بين الطرفين، كان اغلبها يتم حول الاستيلاء على الأراضي وحدود تقاسم السلطة بين هذه التنظيمات، كما رفضت اغلب الجماعات الإسلامية وعلماء الدين (السنة) البارزين هذا الإعلان، كونه لا يتناسب وظروف المرحلة التي تمر بها الامة الإسلامية، إضافة الى عدم تحقق الشروط الواجب توفرها في إقامة الخلافة الاسلامية.

فيما لم يهول اغلب المحللين والمتابعين هذا الإعلان وعدوه هالة إعلامية للترويج الى الدولة الإسلامية، والتي اعتمد التنظيم عليها كثيرا في جذب المقاتلين المتطرفين من مختلف انحاء العالم، وسيطر مقاتلو الدولة الإسلامية على معظم أنحاء شرق سوريا بينما يواصلون في المحافظات السنية بالعراق المجاور، واستولت الجماعة على أسلحة من مخازن السلاح في سوريا والعراق وعلى أموال من البنوك في المدن التي سيطرت عليها كما تضع يدها على حقول نفط وأراض زراعية، في سوريا، وتحولت الانتفاضة التي تفجرت قبل أكثر من ثلاث سنوات على الرئيس بشار الأسد إلى معارك بين فصائل المعارضة السنية وفيها يعلو نجم تنظيم الدولة الإسلامية.

وأخرج مقاتلو الدولة الإسلامية جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة من بلدة البو كمال في وادي الفرات على الحدود السورية مع العراق مشددين قبضتهم على جانبي الحدود التي تم ترسيمها خلال سنوات الاستعمار ويقولون إنها باتت الآن تاريخا ولى وذهب، ومكن هذا النصر الدولة الإسلامية من بسط سيطرتها الكاملة على نقطة عبور للمرة الأولى ووفر لها منصة انطلاق في الهجوم على مواقع جبهة النصرة بمحافظة دير الزور السورية المنتجة للنفط، وتمتد حدود الدولة الإسلامية في سوريا 400 كيلومتر من الحدود التركية قرب مدينة الباب إلى الحدود العراقية في البو كمال وهي أراض استولت على معظمها في معارك مع فصائل منافسة وليس مع قوات الأسد.

في سياق متصل ورغم أن مكاسب الدولة الإسلامية الأخيرة في سوريا تحققت شيئا فشيئا لا على النحو الخاطف الذي حدث في شمال وغرب العراق في يونيو حزيران فإنها تبرز استمرار توسع الجماعة التي لم يكن لها وجود في البلاد قبل عامين فقط، وحتى وقت قريب كانت الجماعة تسمي نفسها "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وقال باتريك سكينر الضابط السابق يوكالة المخابرات المركزية والخبير بمجموعة صوفان الاستشارية في نيويورك "التطورات التي حدثت خلال الأيام الماضية ستغير على الأرجح آليات العمل في سوريا بعد ثلاث سنوات من الهجمات والهجمات المضادة وجمود الوضع". بحسب رويترز.

ويعمل تحت أمرة الدولة الإسلامية في سوريا بضعة آلاف من المقاتلين يقودهم مقاتل من جورجيا هو أبو عمر الشيشاني، وعلى النقيض من أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم الدولة الإسلامية ككل والذي لا يعرف له مكان، كثيرا ما يظهر الشيشاني على أرض المعركة، وقد ظهر في الآونة الأخيرة وهو يتسلم عربات عسكرية تم الاستيلاء عليها بالعراق وجلبها إلى سوريا، ولم يبد رجاله رباطة جأش في المعارك وحسب بل وأثبتوا براعة في استخدام القوة الناعمة التي مكنتهم من استغلال تحالفات محلية أو الاستفادة من مظالم الأهالي أو شراء ولاء المعارضة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر تم الاستيلاء على مدينة الموحسن التي تقع على بعد 16 كيلومترا إلى الجنوب من المطار العسكري في دير الزور دون قتال ولكن من خلال تحالف مع زعماء محليين يتوقع نشطاء إنه انطوى على تقديم مبالغ مالية بشكل أو آخر، وقال النشط أبو حمزة الديري إن هذا هو المنطق الوحيد الذي يمكن أن يدفع زعماء الموحسن للتحالف مع الدولة الإسلامية إذ أنهم يعارضون فكرها بقوة، وأضاف "تعرف مدينة الموحسن بأنها (موسكو الصغيرة)"، وكان لتسجيلات الفيديو التي تصور قسوة مقاتلي الدولة الإسلامية بما في ذلك إعدام جماعي للأسرى وعروض للقوة دور في إبراز سلطة الجماعة.

واستعرضت معدات عسكرية ثقيلة عبر شوارع الرقة وهي العاصمة الإقليمية السورية الوحيدة التي خرجت بالكامل عن سيطرة الأسد، ومن تلك المعدات مدفعية تقطرها مركبات ومنها دبابات وسيارات همفي وصاروخ قيل إنه صاروخ سكود وحملت هذه المعدات شعار الجماعة، وحاصرت الدولة الإسلامية قوات الأسد في مدينة دير الزور لما يقرب من ثلاثة أشهر في خطوة قال الديري إنها تشبه حملة الحكومة "الجوع أو الركوع"، وانسحبت جبهة النصرة من معقلها في الشحيل بمحافظة دير الزور ومن مدينة الميادين، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يقع مقره بريطانيا ويتابع الأحداث على الأرض إن مقاتلين من العشائر المحلية بايعوا الدولة الإسلامية مما مكنها من السيطرة على معظم المحافظة الحدودية، وفي محافظة حلب الشمالية على حدود الأراضي التي هيمنت عليها الدولة الإسلامية شن مقاتلوها هجوما على خصوم من المعارضين ممن أضعفهم القتال الطويل كما أنها تقاتل أيضا إلى الشرق من دمشق.

وكانت الدولة الإسلامية حتى وقت قريب بمنأى كبير عن ضربات قوات الأسد التي ركزت اهتمامها على استعادة أراض في وسط سوريا واستفادت من الاقتتال بين فصائل المعارضة والذي فجر شرارته توسع الدولة الإسلامية، وبشكل غير رسمي أقر دبلوماسيون مقربون من حكومة الأسد بأن دمشق تعتبر الدولة الإسلامية قوة مدمرة لمقاتلي المعارضة وأن هناك إدراكا ضمنيا بحدوث مواجهة في نهاية الأمر بين الدولة الإسلامية ودمشق بعد القضاء على خصومهما المشتركين، ووضع الجماعة الجديد ربما يكون قد قرب أجل تلك المواجهة، وضربت طائرات حربية مدينة القائم العراقية الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية عبر الحدود من بلدة البو كمال،  وقالت مصادر في سوريا والعراق إن الطائرات سورية رغم النفي الرسمي من بغداد ودمشق.

وقال سكينر "لابد وأن الأسد قلق جدا الآن من الأموال التي لدى الدولة الإسلامية لأن من الواضح أن بمقدورها أن تشتري سلاحا بل وأن تشتري ولاءات أيضا، بوسع الدولة الإسلامية أن تقطع أنحاء سوريا وتشتري تأييدا حتى ولو كان مؤقتا وهذا يمكن أن يغير قوة الدفع"، ولأول مرة منذ سيطرت الدولة الإسلامية على الرقة بالكامل قصفت قوات الأسد المدينة عدة مرات، واختلفت التقديرات حول مدى خطورة القصف، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه كانت هناك 15 غارة جوية في الرقة ودير الزور لكن بعض النشطاء يقولون إن هذه التحركات ظاهرية في معظمها.

وقال ناشط في الرقة عرف نفسه باسم أبو بكر "نسمع كثيرا في وسائل الإعلام أن الحكومة تضرب معاقل الدولة الإسلامية لكننا لا نرى ذلك على الأرض، إنهم يضربون قرب الدولة الإسلامية ولا نرى سوى سقوط ضحايا مدنيين وتضرر عقارات يملكها مدنيون"، ويحشد خصوم آخرون مقاتليهم ضد الدولة الإسلامية، وإلى الشرق من دمشق يعمل مقاتلون من جيش الإسلام الذي تدعمه السعودية على إخراج مقاتلي الدولة الإسلامية من بلدة ميدعا في منطقة الغوطة، وقال زهران علوش قائد جيش الإسلام لمقاتليه قبل أن يرسلهم للقتال إنهم قاتلوا النظام العلوي والشيعي من قبل و"حرروا" الغوطة وأجزاء كثيرة أما اليوم فإنهم ذاهبون لميدعا لسحق الدولة الإسلامية.

دعوة البغدادي

فيما دعا زعيم جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية المسلمين في أنحاء العالم إلى حمل السلاح والتدفق على دولة "الخلافة" التي أعلنتها الجماعة على الأراضي التي استولت عليها في سوريا والعراق، وأطلق أبو بكر البغدادي زعيم الدولة الإسلامية الدعوة للجهاد في رسالة صوتية مدتها 20 دقيقة تقريبا ونشرت على الانترنت معلنا عن "زمان جديد" سينتصر فيه المسلمون في نهاية الأمر، وهذه أول رسالة منسوبة له منذ أن بايعته الجماعة التي كانت تعرف سابقا باسم الدولة الإسلامية في العراق والشام بالخلافة في محاولة جريئة لإزالة الحدود الرسمية وإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

واستخدم البغدادي الذي بات يحمل لقبا يعود إلى العصور الوسطى الرسالة لتأكيد سلطته على المسلمين في كل مكان، وطالب المسلمين بأن ينهضوا وينتقموا للانتهاكات التي ترتكب بحق المسلمين في عدد من الدول من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى ميانمار (بورما)، وقال "ارهبوا أعداء الله فالدنيا زائلة فانية والآخرة دائمة باقية"، وأضاف "إخوانكم في كل بقاع الأرض ينتظرون نجدتكم ويكفيكم ما وصلكم من مشاهد في أفريقيا الوسطى ومن قبلها في بورما"، ونشرت الرسالة التي تحمل عنوان "رسالة إلى المجاهدين والأمة الإسلامية في شهر رمضان" على الانترنت من خلال الذراع الإعلامي للجماعة.

ونشر حساب آخر تابع للجماعة الترجمة باللغات الإنجليزية والروسية والفرنسية والألمانية والألبانية، وقال البغدادي "فواالله لنثأرن والله لنثأرن ولو بعد حين"، وفي حين يروق لكثير من المتشددين ما أعلنته الدولة الإسلامية فإن ثمة دلائل بالفعل على وجود خلافات، فقد رفضت بعض الجماعات الإسلامية التي تقاتل في سوريا إعلان الخلافة قائلة إن "شروطها لم تتحقق بعد" وحثت المسلمين على تجنب الوقوف إلى جانب الدولة الإسلامية. بحسب رويترز.

وقالت هيئة علماء المسلمين العراقية التي شكلت لتمثيل الأقلية السنية في بيان "أي جهة تعلن عن قيام دولة أو إمارة إسلامية أو غير إسلامية في ظل هذه الظروف فإن ذلك لا يصب في صالح العراق ووحدته الآن"، ولم يتسن على الفور التحقق من صحة الرسالة الصوتية لكنها نشرت على موقع سايت وهو منظمة مقرها الولايات المتحدة وتتابع بيانات الجهاديين، وقال البغدادي للمقاتلين "اغتنموا هذه الفرصة وانصروا دين الله بالجهاد في سبيل الله"، ودعا المسلمين إلى الهجرة إلى "الدولة الإسلامية" قائلا إن هذا واجب عليهم، وحثتهم في رسالة مباشرة ومليئة بالثقة قائلا "فاسمعي يا أمة الإسلام اسمعي وعي وقومي وانهضي فقد آن لكي أن تتحري من قيود الضعف وتقومي في وجه الطغيان".

وأضاف "فليعلم العالم أننا اليوم في زمان جديد إلا من كان نائما فليفق إلا فليعي من كان مصدوما مذهولا أن للمسلمين اليوم كلمة عالية مدوية وأقدام ثقيلة"، وجاء إعلان الخلافة بعد حملة بدأها متشددو الدولة الإسلامية وحلفاء لهم من بين الأقلية السنية في العراق قبل أسابيع للسيطرة على مناطق، وتهدف الخلافة إلى إزالة الحدود التي أقامها الاستعمار وإلى تحدي الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة وإيران، وفي وقت سابق لم يتمكن الشيعة من اختيار رئيس للوزراء ليحل محل نوري المالكي في أول جلسة للبرلمان الجديد مما بدد الآمال في تشكيل حكومة وحدة على وجه السرعة لإنقاذ العراق من الانهيار.

ويمثل إعلان الخلافة تحديا مباشرا للزعامة العالمية لتنظيم القاعدة الذي تبرأ من الدولة الإسلامية كما يمثل تحديا لحكام دول الخليج العربية السنية الذين يعتبرون بالفعل الجماعة تهديدا أمنيا، وقال جوليان بارنيز ديسي من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن البغدادي أصدر "دعوة جريئة بإعلان هذه الخلافة والتحدث بتلك القوة الآن"، وأضاف "يعتقد أن هذه هي لحظته بعد أن تمكن من الاستيلاء على مساحات من الأراضي بشكل لم يسبق له مثيل"، وتابع "أنها جرأة استراتيجية واسعة حيث يحاول تقديم نفسه على أنه رائد هذه اليقظة الإسلامية الجديدة".

خلاف بين الإرهابيين

من جهته حذر أبو محمد المقدسي وهو عالم دين أردني وواحد من أكثر الأصوات تأثيرا في الفكر الجهادي من أن إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قيام الخلافة في العراق وسوريا سيؤدي لتفاقم الاقتتال الدموي بين الجهاديين، وغير تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام اسمه إلى الدولة الإسلامية وأعلن زعيمه "خليفة" وذلك بعد أن سيطر مقاتلوه على أجزاء من الأراضي في حملة خاطفة بشمال العراق، وتساءل المقدسي في رسالة على موقعه على الانترنت "هل ستكون هذه الخلافة ملاذا لكل مستضعف وملجأ لكل مسلم أم سيتخذ هذا المسمى سيفا مسلطا على مخالفيهم من المسلمين ولتشطب به جميع الإمارات التي سبقت دولتهم المعلنة ولتبطل به كل الجماعات التي تجاهد في سبيل الله في شتى الميادين قبلهم؟".

وانتظر كثيرون في المنتديات الجهادية على الانترنت الاستماع لرأي المقدسي في تقدم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وقال المقدسي نفسه إنه كان يتلقى اتصالات من مؤيدين ومعارضين للتنظيم كانوا يحاولون شرح وجهات نظرهم، وينظر إلى المقدسي على أنه المرشد الروحي لزعيم القاعدة في العراق الذي قتل أبو مصعب الزرقاوي ووصفته المؤسسة البحثية التابعة لأكاديمية وست بوينت العسكرية الأمريكية بأنه المنظر الإسلامي الأكثر تأثيرا على قيد الحياة. بحسب رويترز.

ودفع توقيت الإفراج عنه من السجن في الأردن مؤخرا حيث قضى خمس سنوات في السجن بعض المسؤولين الأردنيين للقول إن السلطات تخشى امتداد أنشطة المتشددين عبر حدودها وتريد أن تسمح له بانتقاد الدولة الإسلامية، وفي رسالته قال المقدسي "الإخوة في القوقاز سبق لهم إعلان إمارتهم الإسلامية وكذلك حركة طالبان ولم يرتبوا على ذلك شيئا يلزم عموم المسلمين في نواحي الأرض ولا سفكوا لأجل هذا المسمى أو به دما حراما"، ودعا تنظيم الدولة الإسلامية بقيادة أبو بكر البغدادي الجماعات الجهادية على مستوى العالم إلى مبايعته في تحد مباشر لزعماء المنطقة وللقيادة المركزية للقاعدة التي تبرأت منه.

وقال المقدسي إن مستقبلا مقلقا ينتظر الجهاديين الذين يقاتلون في العراق وسوريا في ظل هذه الخلافة حيث ستكون أرواحهم مهددة إذا لم يعلنوا مبايعتهم، وقال المقدسي إنه يخشى من أن يستخدم التنظيم الأسلحة التي استولى عليها من الجيش العراقي ضد خصومه وليس ضد رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي وحكومته المدعومة من إيران، وقال المقدسي إن أنشطة الدولة الإسلامية المتطرفة بعيدة عن صحيح الإسلام، وأضاف "عيوننا لا تقر بسفك دم مسلم من أي طرف من الأطراف التي هي داخل دائرة الإسلام ولو كانوا من العصاة، فإما أن تصلحوا وتسددوا وتتوبوا وتؤوبوا وتكفوا عن دماء المسلمين وعن تشويه هذا الدين أو لنجردن لكم ألسنة كالسيوف السقال تضرب ببراهينها أكباد المطي ويسير بمقالها الركبان"، وفي تصريح شهير عام 2005 بعيد الإفراج عنه من حكم سابق بالسجن انتقد المقدسي الزرقاوي وندد بالتفجيرات الانتحارية التي ينفذها تنظيم القاعدة ضد المدنيين الشيعة في العراق.

من جهة أخرى رفض عدد من الجماعات الإسلامية المعارضة في سوريا إعلان الدولة الإسلامية في العراق والشام الخلافة الإسلامية، وأعلنت تسع جماعات (بينها جماعات مقاتلة وعلماء دين) رفضها بيان الدولة الإسلامية الذي أعلنت بموجبه الخلافة الإسلامية، وقال البيان الصادر عن الجماعات التسع "إننا نجد أن إعلان الخوارج للخلافة الإسلامية باطل شرعا وعقلا ولا يغير شيئا من وصفهم ولا طريقة التعامل معه" ودعت المسلمين إلى عدم تأييد الدولة الإسلامية، وأضافت أن الإعلان سيستخدم كذريعة من الدول الغربية التي تريد أن تميل الكفة ضد الثوار الذين يسعون إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد وتحسين صورته في الغرب على أنه القائد الشرعي للبلاد.

ووقع على البيان (ورجح مصداقيته ناشطون سوريون) جماعات إسلامية معارضة من ضمنها الجبهة الإسلامية وهي ائتلاف لفصائل إسلامية بعضها مدعوم من السعودية، كما وقعه أعلى تجمع للعلماء المسلمين السوريين في المنفى، ولم تعلق جبهة النصرة وهي المنافس الرئيس للدولة الإسلامية في سوريا على إعلان الخلافة بعد، وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القتال بين المجموعات المعارضة للأسد أسفر عن مقتل سبعة آلاف شخص حتى الآن هذا العام، وقال حسن أبو هنية وهو خبير في الجماعات الإسلامية في الأردن إن هذا الإعلان سيعمق الخلاف مع تنظيم القاعدة المركزي حول شرعية من يمثله وبالتالي الخلاف على من يمثل الإسلام الحقيقي.

السيطرة على حقول النفط

الى ذلك قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية انتزعوا السيطرة على حقل العمر (أكبر حقول النفط السورية) من جبهة النصرة معززا تقدمه في محافظة دير الزور الشرقية، وتمنح السيطرة على حقل العمر تنظيم الدولة الإسلامية الاستحواذ على احتياطيات نفطية يمكن أن تكون مفيدة لتقدم مقاتليه وتظهر مدى تفوق التنظيم على منافسيه من الجماعات المتشددة الأخرى من خلال السيطرة على الأراضي والموارد في سوريا والعراق خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقال المرصد إن الدولة الإسلامية "انتزعت قيادة" حقل العمر من جبهة النصرة الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا، وأظهر تسجيل مصور نشر على الانترنت مجموعة من المسلحين يرتدون ملابس سوداء خارج ما قالوا إنه مدخل حقل العمر، وقال أحد المقاتلين إنهم لم يجدوا أي مقاومة من جبهة النصرة وأنهم سيطروا على الحقل النفطي في الخامس من رمضان، وهتف الرجال "الله أكبر ولله الحمد، الدولة الإسلامية، الله أكبر"، ولم يتسن على الفور التحقق من محتوى التسجيل المصور من مصدر مستقل.

وزعمت جبهة النصرة التي استولت على حقل النفط من الحكومة السورية في نوفمبر تشرين الثاني أنها كانت تنتج نحو عشرة آلاف برميل يوميا من الحقل الذي تصل طاقته إلى 75 ألف برميل، وسوريا ليست مصدرا كبيرا للنفط ولم تصدر أي كميات منه منذ أواخر عام 2011 عندما بدأ سريان عقوبات دولية تهدف لزيادة الضغوط على الرئيس بشار الأسد، وقبل العقوبات كانت سوريا تصدر 370 ألف برميل يوميا معظمها لأوروبا، وقال المرصد السوري أيضا إن مقاتلين من جبهة النصرة انسحبوا من بلدتين في شرق سوريا وتركوا معظم محافظة دير الزور الحدودية تحت سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية التي تواصل التقدم.

فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة انسحبوا من بلدتين في شرق سوريا وتركوا معظم محافظة دير الزور الحدودية تحت سيطرة قوات تنظيم الدولة الإسلامية الآخذة في التقدم، وقال المرصد إن جبهة النصرة انسحبت من الميادين وشهيل معقل الجماعة بالمنطقة في حين تعهد مقاتلو العشائر المحلية بالولاء للدولة الإسلامية، وأضاف المرصد أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يسمى في السابق الدولة الإسلامية في العراق والشام يسيطر حاليا على مساحة من سوريا تبلغ خمسة أمثال مساحة لبنان.

وأوضح المرصد أن قليلا من قرى محافظة دير الزور خارج سيطرة الدولة الإسلامية وأن عاصمة المحافظة والمطار فقط تخضعان لسيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد، وفي وقت سابق هذا استولت الدولة الإسلامية على بلدة البو كمال من جبهة النصرة على الحدود العراقية لتؤمن بذلك جانبي الحدود، وقال المرصد "للمرة الأولى سيطرت الدولة الإسلامية على الأراضي التي تمتد من بلدة البو كمال الاستراتيجية على الحدود السورية العراقية إلى الحدود الشمالية الشرقية لحلب"، وتبعد البو كمال حوالي 400 كيلومتر عن حلب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/تموز/2014 - 7/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م