الناشط " راعي مشاكل " !!

علي ال غراش

 

" ربوا ابناءكم على محبة واحترام ومساندة النشطاء والإصلاحيين والمعتقلين - الاحرار الشرفاء - لأنهم يدافعون عن الحق والعدالة، فهم أبطال وعظماء، وشجعوا ابناءكم وبناتكم على العمل الاجتماعي والحقوقي والمطلبي".

قبل فترة أطلعت على رسالة مؤثرة جداً تثير مشاعر الحسرة، منشورة من قبل ابنة الداعية الحقوقي المعروف الرمز البطل الشيخ توفيق العامر، جاء في الرسالة: نقل أخي الحسين لوالدتي جملة سمعها من أحد زملائه بعد عودته من اللعب معهم.

ابتسمت أمي، وطلبت منه أن يبدي رأيه بالموضوع.

أجابها باستنكار: "بأن والدي ليس راعي مشاكل". صادف اتصال والدي بعد هذه الحادثة مباشرة وطلب الحسين أن يكون أول المتحدثين معه.

 عبر له قائلاً: أحبك وفخور بك.

لقد شعرت بالسعادة من موقف ابن الشيخ، وبالمرارة والحزن الشديد من تعامل البعض في مجتمعنا مع عوائل أبناء الرموز والنشطاء والحقوقيين والمعتقلين، ومن طريقة التفكير، ووجود عينة بهذا المستوى تبث سموم الإنهزام وتسعى للإساءة والتسقيط للرموز الناشطة في روح المجتمع وبالخصوص لدى الأطفال، جيل المستقبل، فالأطفال ينقلون ما يسمعون من أهلهم في المنزل، وحتماً هذا الطفل الذي تحدث مع ابن الشيخ العامر بهذا الأسلوب - بتوجيه كلمات نابية وجارحة لطفل حرم من رؤية والده سنوات عديدة، بالقول له إن والده صاحب مشاكل يستحق السجن ويعايره بالسجن - يعبر عن فكر والديه!!.

هذا الكلام الجارح أكبر من سن الأطفال، بل هو يمثل حقيقة موقف الوالدين وبعض فئات المجتمع، الذين يخجلون من التعبير عن آرائهم بوضوح، ولكنهم للأسف يزرعون في نفسية أبنائهم الروح الانهزامية، والمواقف القاتلة التي تحطم المجتمع، والتي تخالف التربية الحقيقية إذ إن الأبناء خلقوا لزمن غير زمنهم، وهذا الزمن الذي نعيشه زمن المطالبة بالحقوق والإصلاح والحراك والثورات. وهذه الفئة تمثل رأي شريحة وبعض الشخصيات ومنهم بعض رجال الدين الذين يحاولون تسقيط العلماء والنشطاء العاملين وشباب الحراك والمطالبة بالحقوق.

هذا الموقف يدل على ضعف الوعي لدى عينة من المجتمع في التعاطي والتعامل من النشطاء والحقوقيين والمعتقلين والسجناء الشرفاء، وتقصير من قبل شخصيات وعلماء المجتمع في ذكر المعتقلين بفخر ورفع مكانتهم وترميزهم ومطالبة المجتمع بدعمهم والتضامن معهم، لا العكس، (النسيان والاساءة)، وتعليم الأبناء بأن النشطاء والمعتقلين في السجون لأنهم يدافعون عن الحق والعدالة، وهم أبطال وشرفاء وعظماء.

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/تموز/2014 - 7/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م