إسرائيل وإيران... حرب لتكريس العزلة او كسرها

 

شبكة النبأ: سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو" منذ تولي حكومة روحاني (الذي وصفه كذئب بثياب حمل) السلطة في ايران واعلانها عن عزمها في تغيير سياسة ايران الخارجية والانفتاح مع الغرب، خصوصا على مستوى الملف النووي، الى افشال وتحجيم أي دور يمكن للسياسة الإيرانية الخارجية القيام به، وهو بذلك، قاد حرب إعلامية ودبلوماسية كبيرة، اضعفت دور إسرائيل وازمت علاقتها مع حليفها التقليدي (الولايات المتحدة الامريكية) في منطقة الشرق الأوسط، بعد ان طالت اتهاماتها الإدارة الامريكية، إضافة الى الرئيس الأمريكي بالضعف والتردد، وانه الإيرانيين قد خدعوه، كما وصف نتنياهو الاتفاق المبدئي حول النووي الإيراني بالخطاء التاريخي، كما أشار محللون.

بالمقابل فان إيران التي أدركت ان الطريق الوحيد نحو رفع العقوبات الاقتصادية وتجاوز العزلة الدولية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، لن يتم الا عن طريق المفاوضات والاتفاق مع هذه الدول حول ملفها النووي المثير للشكوك من اجل تبديد المخاوف الدولية حول طبيعة برنامجها النووي الذي تصر إيران على سلميته، فيما يرى اخرون ومن ضمنهم إسرائيل على إمكانية استخدامه لأغراض عسكرية.  

ويبدو ان الصراع السياسية والدبلوماسي القوي بين إسرائيل وإيران اتخذ مستويات ارتفعت وتيرتها مع قرب انتهاء المفاوضات التي من المفترض ان تفضي الى عقد اتفاق تاريخي نادر بحلول العشرين من شهر تموز الحالي، فيما تحاول إسرائيل عرقلة هذه الاتفاق والتشكيك بنوايا إيران، واعتبارها خطر عالمي يهدد وجودها، إضافة الى المنطقة من خلال دعمها لمنظمات إرهابية، على حد وصف الحكومة الإسرائيلية.

وتخوفت إسرائيل، بعد ان راءت ان حجم التأييد الدولي لإبرام الاتفاق النووي مع إيران في تزايد مستمر، من تحول إيران الى دولة نووية في الشرق الأوسط في حال تم الاعتراف بها بصورة رسمية إذا وقع الاتفاق، وهو ما يفقدها قدرة الردع الوحيدة تجاه إيران (في حال تم التسليم على قدرة إيران لصنع قنبلة نووية)، وبالتالي بقائها تحت تهديد المد الإيراني، بعد ان خسرت أولى معاركها الدبلوماسية مع إيران.   

إيران تتفاوض بجدية

فقد قال ضابط كبير بجهاز المخابرات الإسرائيلي إن إيران تتفاوض بجدية للتوصل إلى اتفاق يحد من أنشطة برنامجها النووي في تحول عن أسلوب التشكيك الذي يتبعه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقال البريجادير جنرال ايتاي برون كبير محللي المخابرات العسكرية في منتدى استراتيجي إن إيران تلتزم باتفاق مؤقت أبرم في نوفمبر تشرين الثاني لتخفيف العقوبات عن طهران، وكان نتنياهو ندد بالاتفاق ووصفه بانه "خطأ تاريخي"، وتكثف القوى العالمية وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الاتصالات مع إيران قبل انقضاء المهلة التي حددوها للتوصل إلى اتفاق نهائي بحلول 20 يوليو تموز، لكن برون عبر عن تفاؤل مشوب بالحذر. بحسب رويترز.

وقال في مؤتمر هرتزليا السنوي قرب تل أبيب "من المحتمل جدا أن تتحرك إيران والقوى العالمية التي تتفاوض معها نحو التوقيع على اتفاق دائم في وقت ما خلال العام"، وأضاف "في الوقت نفسه تلتزم إيران بالاتفاق المؤقت كما أن الضغوط خاصة الأزمة الاقتصادية تقودها نحو حوار وهو ما نعتبره تفكيرا جديا بشأن اتفاق نهائي"، ونادرا ما يدلي مسؤولون كبار بتصريحات مخالفة لموقف نتنياهو الرافض للمحادثات مع إيران لكنها ليست المرة الأولى، ففي يناير كانون الثاني قال قائد القوات الجوية الإسرائيلية الميجر جنرال عمير ايشيل إن الدبلوماسية الإيرانية تسير على ما يبدو في "اتجاه ايجابي" لكنه أضاف "لا أعرف كيف سينتهي الأمر".

وتعثرت المفاوضات في فيينا عندما تبادلت إيران والقوى العالمية الاتهامات بوضع مطالب غير واقعية، ويدور محور الخلاف حول حجم ما يمكن أن تحتفظ به إيران من تكنولوجيا يمكن استخدامها في صنع قنابل مقابل تخفيف أوسع للعقوبات المفروضة عليها، وتنفي طهران الاتهامات الغربية بأنها تسعى لامتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية.

تفسيرات زائفة

الى ذلك نددت إسرائيل ببطء تعاون إيران مع التحقيق الذي تجريه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أبحاث يشتبه أنها تتصل بصنع قنبلة ذرية ووصفت ذلك بأنه أمر غير مقبول واتهمت طهران بتقديم تفسيرات "زائفة" لأنشطتها المثيرة للجدل، وأصرت إيران على وجود "تقدم مطرد وثابت" في تعاونها مع الوكالة الدولية، وتقول إيران إن برنامجها النووي سلمي وإن الترسانة الذرية التي يفترض أن إسرائيل تملكها هي التي تمثل تهديدا للسلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط، وصدرت هذه التصريحات المتعارضة للعدوين اللدودين أثناء اجتماع أسبوعي لمجلس محافظي الوكالة التابعة للأمم المتحدة قال الأمين العام للوكالة يوكيا أمانو إن إيران بدأت أخيرا في التعاون مع التحقيق في مزاعم بأنها عملت على تصميم رأس نووي.

وأبدى مندوبو الدول الغربية لدى الوكالة ترحيبا حذرا بهذا التطور ودعوا إيران إلى تسريع وتيرة تعاونها لكن السفيرة الإسرائيلية قالت إن إيران تحاول فقط كسب الوقت في حين تواصل نشاطها النووي، وترى إسرائيل (التي يعتقد على نطاق واسع أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط المسلحة نوويا) في البرنامج النووي الإيراني تهديدا مباشرا وحذرت في السابق من أنها قد توجه ضربات من جانب واحد للمواقع النووية الإيرانية، وقالت السفيرة الإسرائيلية لدى الوكالة ميراف زافاري عوديز "إيران تواصل انتهاك ما سمي بنهج الخطوة خطوة لحل القضايا العالقة" في إشارة إلى الاتفاق المرحلي الذي تم التوصل إليه في نوفمبر تشرين الثاني بين إيران والوكالة.

وأضافت دون الخوض في تفاصيل "الوتيرة التي يسير بها هذا التحقيق غير مقبولة، ستواصل إيران تقديم تفسيرات زائفة وإخفاء الطابع الحقيقي لأنشطتها"، ولدى إسرائيل أيضا شكوك عميقة في الجهود الدولية التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق نهائي لتقييد البرنامج النووي الإيراني الذي تقول طهران إنه سلمي لكن الغرب يخشى أن يكون ستارا لتطوير وسائل وخبرات لإنتاج أسلحة نووية. بحسب رويترز.

ويقول مسؤولون أمريكيون إن من المهم أن تبدد إيران بواعث قلق وكالة الطاقة الذرية من أجل إنجاح المفاوضات بين إيران والدول الست (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) من أجل التوصل إلى اتفاق طويل الأمد بشأن البرنامج النووي الإيراني، وشكا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن تخفيف العقوبات المفروضة على إيران سابق لأوانه، ويتركز تحقيق الوكالة على ما تسميه الأبعاد العسكرية المحتملة للأنشطة النووية الإيرانية وخاصة ما إذا كانت قامت بأبحاث واختبارات تتصل بأسلحة نووية.

وتقول إيران إن المزاعم الخاصة ببرنامج لإنتاج أسلحة نووية لا أساس لها لكنها اقترحت تبديد بواعث القلق بشأنها منذ تولي حسن روحاني الرئاسة العام الماضي مستندا إلى برنامج يعتمد في جزء منه على إنهاء العزلة الدولية للجمهورية الإسلامية، وقال المندوب الإيراني في الوكالة الدولية رضا النجفي لاجتماع مجلس محافظي الوكالة "لا نقر، بالمزاعم التي لا أساس لها، "وتابع قائلا "مع هذا أعلنا بالفعل استعدادنا للتعاون مع الوكالة الدولية بشأن بعض الجوانب الملتبسة لتوضيحها".

وقدمت إيران للوكالة بعض المعلومات المطلوبة في التحقيق بشأن غرضها من تطوير صواعق نووية سريعة يمكن استخدامها في تفجير سلاح نووي، وقالت إيران انها في حاجة إلى هذه الصواعق لأغراض مدنية، وفي اجتماع عقد في طهران في 20 مايو أيار وافقت إيران أيضا على تقديم تفسيرات تغطي جانبين آخرين من التحقيق بحلول 25 أغسطس آب، وتنظر الحكومات الغربية إلى استعداد إيران المتزايد للتعاون على أنه تطور إيجابي لكنها ستظل على الأرجح متشككة حتى تبدد كافة المزاعم بشأن قيامها بأنشطة نووية غير مشروعة، وقال بيان للاتحاد الأوروبي (28 دولة) أمام الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة "من الضروري أن تحرز إيران تقدما جوهريا في المستقبل القريب".

واعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في مقابلة مع صحيفة يابانية ان ايران تتقاسم التكنولوجيا النووية مع كوريا الشمالية، وردا على سؤال لصحيفة ما ينتشي شيمبون حول ما اذا كانت طهران سمحت لبيونغ يانغ بالاستفادة من التكنولوجيا النووية التي لديها، اجاب نتانياهو "هذا ما حصل تماما"، دون اعطاء مزيد من التفاصيل، وتأتي هذه التصريحات لنتانياهو خلال زيارة الى اليابان، في اليوم نفسه الذي استأنفت فيه القوى العظمى وايران محادثاتهما في فيينا حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل.

وكان نتانياهو تباحث مع نظيره الياباني شينزو ابي في الملف النووي، اذ تشتبه اسرائيل بان ايران تريد حيازة السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني، بينما تعيش اليابان هاجس القلق من مساعي كوريا الشمالية النووية، واعرب المسؤولان عن "املهما بالتوصل الى حل سريع للمشاكل والمخاوف" التي تثيرها المطامع النووية لبيونغ يانغ التي سبق وقامت بثلاث تجارب نووية، وخلال لقاء مع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا اعتبر نتانياهو مرة اخرى ان ايران وكوريا الشمالية "دولتان مارقتان"، وعلى الرغم من الضغوط والتوتر، الا ان اليابان احتفظت منذ عقود بعلاقات جيدة وحتى دبلوماسية مع ايران، كما استقبلت طوكيو في اذار/مارس الماضي وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف.

الدبلوماسية التي عزلت اسرائيل

من جهته رد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف على الانتقادات الحادة من المتشددين مؤكدا ان مقاربته البراغماتية للعمل الدبلوماسي اضعفت موقع إسرائيل، وبعد سنوات من الخطابات التصعيدية من الرئيس السابق محمود احمدي نجاد، أكد ظريف ان الحكومة الجديدة نجحت في وقف تصوير اسرائيل لإيران على انها "خطر" بسبب طموحاتها النووية، وضاعف المتشددون من حدة انتقاداتهم في الاسابيع الاخيرة عبر مهاجمة الاتفاق النووي المؤقت الذي ابرمته إيران مع القوى العظمى في كانون الثاني/نوفمبر وكان ظريف كبير المفاوضين فيه.

واعرب المنتقدون وهم من رجال الدين والنواب السابقين والمسؤولين وعدد من النواب الحاليين عن الاستياء مما يصفونه بانه "موقف تراجعي تجاه النظام الصهيوني ومحرقة اليهود"، ويضغط النواب لا سيما المنتمين الى لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية، على ظريف واستدعوه الى المساءلة في البرلمان، وفي جلسة مساءلة تطرق ظريف الى اسرائيل التي لا تعترف ايران بوجودها، بحسب الاعلام الإيراني، وصرح ظريف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين "نتانياهو يحدث ضجة مهولة مدعيا ان ايران تنفي وقوع المحرقة، وايران تريد بناء قنبلة نووية لتنفيذ محرقة اخرى"، وتابع "لكن زملائي وانا نقول للعالم ان ايران ترفض معاداة السامية والابادة".

وتتعارض هذه التصريحات مع خطابات احمدي نجاد الذي كرر نفي وقوع المحرقة والتمنيات بتدمير اسرائيل، ما عمق الهوة بين الدولتين العدوتين، كما ادت الى ادانة شاملة لطهران ومهدت لفرض عقوبات على طموحاتها النووية، وسعى ظريف والرئيس الايراني حسن روحاني الى تخفيف تلك الصورة المعادية لإسرائيل بالرغم من تشكيك المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي تكرارا في حصول المحرقة وحجمها، وتبقى المحرقة مسألة تثير الانقسام في إيران لكن القيادة تبدو متحدة في السعي الى تخفيف التوتر مع العالم.

وابدى خامنئي الذي يملك الكلمة الاخيرة بخصوص قضايا الدولة الرئيسية ومن بينها الملف النووي، الدعم لروحاني في دفعه باتجاه اتفاق نهائي يؤدي الى رفع العقوبات عن ايران مقابل قيود على طموحها النووي، وصرح ظريف "لن نسمح للنظام الصهيوني، الذي يملك اسلحة كيميائية ونووية بشكل غير مشروع وهو اكبر منتهك لقوانين عدم الانتشار، ان يصور ايران كمصدر خطر"، وتابع "لقد سحبت سياستنا الخارجية الطمأنينة والراحة من اسرائيل، ودفعتها الى موقف متصلب وعزلة دولية". بحسب فرانس برس.

اما اسرائيل، القوة الوحيدة ذات السلاح النووي في الشرق الاوسط ولو لم تعترف بذلك، فهاجمت تكرارا المفاوضات بين طهران ومجموعة 5+1 (بريطانيا، الصين، فرنسا، روسيا، الولايات المتحدة والمانيا)، ويشير المتشددون الى سقوط ايران في فخ في المفاوضات، ويؤكدون ان الاتفاق النووي المؤقت الذي ادى الى رفع جزئي للعقوبات وتسليم مليارات من الاموال الايرانية المجمدة مقابل تقليص ووقف مؤقت لبعض الانشطة النووية، لا يصب في مصلحة البلاد، واعرب هؤلاء عن تلك المخاوف في احتجاج تحت شعار "اننا قلقون" في مجمع السفارة الاميركية السابق في طهران وشاركت فيه اكثرية من عناصر ميليشيا الباسيج الايرانية، التابعة للحرس الثوري.

وانتقد المتظاهرون الاتجاه الذي تأخذه إيران تحت حكم روحاني معربين عن المخاوف من تعرض إيران للغش في المفاوضات، لكن ظريف لم يعلق مباشرة على التظاهرات بل المح اليها بالقول "اننا امة شجاعة، لا امة قلقة"، كما أكد ان مقاربته تلقى تأييد خامنئي: "انا فخور بان مواقفي هي نفسها مواقف المرشد الاعلى" على ما نقلت وكالة الانباء الطلابية.

وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مجددا من امتلاك ايران لأسلحة نووية وذلك في الذكرى السنوية للمحرقة النازية في المانيا، وقال ان طهران تريد "تدميرنا"، واضاف "ايران تدعو لتدميرنا، فهي تبني التحصينات تحت الارض لتخصيب اليورانيوم، وتنتج الماء الثقيل للبلوتونيوم، وتحصل على الصواريخ العابرة للقارات القادرة على حمل الرؤوس النووية التي تهدد العالم بأكمله"، وفي كلمة عند صرح ياد فاشيم لضحايا المحرقة النازية، دعا نتانياهو القوى الدولية الى "عدم الرضوخ من اجل تجنب مواجهة (مع طهران) باي ثمن"، وقال ان على المجتمع الدولي مطالبة طهران "بتفكيك كامل قدراتها على انتاج الاسلحة النووية".

أسلحة مضبوطة مصدرها إيران

الى ذلك ذكر تقرير سري إن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة خلصت إلى أن شحنة صواريخ وأسلحة أخرى ضبطتها إسرائيل جاءت من إيران وتمثل خرقا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على طهران، وجاءت هذه النتيجة قبل أيام فقط من الجولة التالية من المفاوضات التي تعقد في جنيف بين إيران والقوى العالمية الست والتي تهدف إلى التوصل لاتفاقية من شأنها أن تلغي تدريجيا العقوبات الدولية المفروضة على طهران بما في ذلك حظر الأسلحة مقابل فرض قيود على برنامج إيران النووي المثير للجدل.

وعلى الرغم مما أعلنته إسرائيل بأن الأسلحة المضبوطة كانت متجهة إلى غزة وهو اتهام رفضته حكومة حركة حماس بغزة بوصفه تلفيقا قال الخبراء إن الأسلحة كانت مرسلة إلى السودان، ولم يتكهن الخبراء في التقرير عن سبب ارسال هذه الأسلحة إلى السودان وهو بلد قالت مصادر دبلوماسية واستخباراتية غربية إنه عمل في الماضي كممر لشحنات السلاح الإيرانية لمناطق أخرى في أفريقيا بالإضافة إلى قطاع غزة، وقال الخبراء إن بعثة إسرائيل في الأمم المتحدة بعثت برسالة إلى لجنة عقوبات إيران بالأمم المتحدة في 13 مارس آذار بشأن "نقل صواريخ وقذائف مورتر ومواد متصلة من إيران إلى السودان".

ولم يشر تقرير لجنة الخبراء بشأن إيران التابعة لمجلس الأمن الدولي والمؤلف من 14 صفحة إلى قطاع غزة بوصفه إحدى الوجهات المحتملة للأسلحة التي أخفيت في 20 صندوقا في السفينة كلوس سي التي كانت ترفع علم بنما، وضبطت السلطات الإسرائيلية الأسلحة في مارس آذار، وتوصل خبراء الأمم المتحدة إلى هذه النتيجة بعد التحقيق في القضية وفحص الشحنة المضبوطة والوثائق المتعلقة بالشحنة التي سافرت من ميناء بندر عباس الإيراني إلى ميناء أم قصر العراقي ومن هناك في اتجاه بورتسودان، واعترضت البحرية الإسرائيلية السفينة في مياه البحر الأحمر قبل أن تصل إلى السودان.

وقال الخبراء "ترى اللجنة أن طريقة الإخفاء في هذه الحالة تتماشى مع حالات أخرى عديدة أبلغت بها لجنة (عقوبات إيران في مجلس الأمن الدولي) وحققت فيها اللجنة"، ورغم نفي إيران قال الخبراء إن الأختام الرسمية الصادرة عن سلطات الجمارك الإيرانية على حاويات احتوت على بعض الأسلحة المضبوطة "ترسخ المصدر الإيراني لهذه الحاويات"، ومن بين الأدلة الأخرى على أن الشحنة إيرانية وجود فاتورة شحن إيرانية وبيان بالحمولة ونظام تخزين الحاويات في إيران، ولم ترد بعثة إيران في الأمم المتحدة على الفور على طلب التعليق.

ويشمل التقرير تفاصيل الأسلحة التي كانت مخبأة وسط شحنة اسمنت وهي 40 صاروخا من طراز ام 302 وصمامات وأربعة أنواع مختلفة من الذخيرة: 181 قذيفة مورتر عيار 120 ملليمترا وزهاء 400 ألف قطعة ذخيرة، ولم يستطع الخبراء تأكيد زعم إسرائيلي بأن بعض الأسلحة سورية الصنع، وقالوا "وفقا للمسؤولين الإسرائيليين فإن الصواريخ أنتجت في سوريا من قبل المركز السوري للدراسات والبحوث العلمية، لم ترصد علامات على الصواريخ اثناء تفتيش اللجنة تسمح بتأكيد المنشأ السوري للصواريخ".

وأضاف التقرير "يشير خبير إلى أن المنشأ السوري للصواريخ لا يمكن تأكيده على نحو مستقل وكذلك نقل الصواريخ من سوريا إلى إيران"، لكن التقرير لم يوضح ما إذا كان العراق قد قام بأي دور في تهريب الأسلحة، والحاويات العشرون التي كانت الأسلحة المهربة مخبأة فيها جزء من شحنة تضم مئة حاوية نقلت إلى السفينة كلوس سي في ميناء بندر عباس الإيراني، وذكر التقرير نقلا عن معلومات تلقاها الخبراء من السلطات الإسرائيلية أن 50 حاوية اسمنت نقلت إلى السفينة في ميناء أم قصر العراقي لم تشمل أسلحة، وقال الخبراء إن أساليب الاخفاء تشبه حالات أخرى لخرق العقوبات من جانب إيران وحققت فيها اللجنة، ففي نيجيريا وضعت الأسلحة وسط الرخام، وكانت الأسلحة في حالات أخرى أبلغت عنها إسرائيل مخبأة في حاويات بها حبيبات من البولي ايثيلين والعدس والقطن. بحسب رويترز.

واشار التقرير إلى حالة أخرى أبلغت عنها إيطاليا حيث زعمت أن إيران خبأت متفجرات وسط أكياس حليب مجفف، وقالت إسرائيل عند ضبط الأسلحة إن الأمر يكشف أن إيران لا تتفاوض بنية حسنة مع القوى العالمية الست وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "وبينما تتحدث مع القوى العالمية وفي نفس الوقت الذي تبتسم فيه إيران وتنطق فيه بالكلام المعسول فإن إيران ترسل أسلحة فتاكة إلى المنظمات الإرهابية وتفعل ذلك من خلال شبكة معقدة من العمليات الدولية السرية".

وأثارت إحالة تقرير لجنة الخبراء إلى لجنة عقوبات إيران (قبل انتهاء مهلة اتفقت عليها إيران والقوى الست للتوصل لاتفاق في المحادثات النووية بفيينا) قلق روسيا، واشتكى سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين من "أن أي معلومات لا تدعمها حقائق ملموسة، يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على مسار مفاوضات مجموعة الست وإيران"، لكن قلة من الدول انضمت إلى روسيا في الشكوى، وأثنى أعضاء آخرون في مجلس الأمن الدولي وجاري كوينلان سفير أستراليا في الأمم المتحدة (الذي يتولى منصب رئيس لجنة العقوبات على إيران) على تحقيق لجنة الخبراء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/تموز/2014 - 3/رمضان/1435

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1435هـ  /  1999- 2014م